مدرسة اليامون الأساسية الأولى
الدورة الأولى
"وأد العنف داخل المدرسة... طلبة يصنعون التغيير"
تأسست عام 1970. مديرية:جنين.
**تضم الصفوف من الثاني وحتى السابع الأساسي.
مدير المدرسة: فيصل جرادات
عدد طلبة المدرسة: 770 طالبا
الهيئة التدريسية: 28 معلما من حملة درجة البكالوريوس والدبلوم
وصف موجز للمبادرة ومبرراتها
حين كان خالد ومحمود وطارق ومجد، وغيرهم من تلاميذ مدرسة اليامون الأساسية الأولى يتشاجرون داخل أسوار المدرسة، فإنهم كانوا يتسلحون بالعنف لتخليص حقوقهم" بأيديهم" كما يقال؛ لكنهم وبعد أشهر من العمل في مبادرة" وأد العنف"، تغيروا مئة وثمانين درجة، فأصبحوا يتحاورون بالمنطقويتسلحون به لحل نزاعاتهم، دون أن يرفعوا أيديهم أو صوتهم.
بدأ العمل بالمبادرة ضمن مشروع المواطنة في العام الدراسي 2005/2006مع طلبة الصفين السادس والسابع الأساسيين، وتقوم فكرتها على العمل ضمن مجموعات معينة لاختيار مشكلة ما يعانيها المجتمع المحلي أو المدرسة. ووقع الاختيار على مسألة العنف داخل المدرسة عبر الاختيار الحر والديمقراطي. وكان من مهام المجموعات أولاً تفسير المشكلة، ثم فحص السياسات والسياسات البديلة، استناداً للنصوص الدستورية والقانونية، وتلا ذلك اختيار سياسة بديلة بعد تفصيل إيجابيات وسلبيات كل سياسة، وفي النهاية وضعت خطة عمل لحل المشكلة.
أثر المبادرة على المجتمع المدرسي
فاق ما حققته المبادرة بكثير القدرة على الوصف؛ فقد بثت الوعي بالعنف وآثاره لجميع الطلبة، عبر تنفيذ مجموعة من الأنشطة توضح حجم المشكلة وآثارها، وقوّت لغة الحوار والاستعانة بالمعلم والمدير والمرشد التربوي في حل النزاعات الطلابية، وخلقت حالة من الحراك المجتمعي تجاه ظاهرة العنف الخطيرة التي تعانيها" البيئة التربوية، وقللّت من نسبة العنف باستخدام أساليب تربوية، وتركت أثرا إيجابيا في بيئتها"، وجعلت المبادرة البيئة المدرسية أكثر أمناً وسلامة وديمقراطية، وسعت إلى تحريرها من مظاهر العنف الجسدي والمعنوي والنفسي.
واستجابت المبادرة لحاجات الطلبة واهتماماتهم، ودمجت أحد الطلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة ليكون عضواً فاعلاً في المبادرة، وغيرت النظرة السلبية تجاه أصحاب الاحتياجات الخاصة؛ وأكسبت الطلبة مهارات ومعارف جديدة، وطورت ما لديهم من خبرات، وعملوا بروح التعاون، وشكلوا فريقا متميزا.
وشكلت حافزا للكثير من المعلمين لتطوير أساليبهم التربوية أثناء تعاملهم مع الطلبة، وعززت احترام أفراد المجتمع للمعلم ودوره الريادي، وطورت شبكة من العلاقات مع مؤسسات المجتمع المختلفة.
واستطاعت المبادرة ابتداع نهج "تعليمي تعلمي"غير تقليدي، يبتعد عن التلقين، ويعتمد على التعلم من خلال العمل، مشوق، ومنم لحب الاستطلاع، ومراع للتكوين الفريد للتلميذ. وعملت على بناء علاقات صحية سليمة داخل مجتمع المدرسة، وعززت الانسجام والتناغم بين مختلف الفرقاء فيها، ونمّت روح المواطنة الصالحة، وحفزت الطلبة على الانخراط الهادف والإيجابي في الحياة المدرسية، ورفعت من منسوب روح المبادرة والمسؤولية والقيادة،وغيّرت إيجابياً من السلوك العام لدى الطلبة، وبدلت النظرة السلبية التي اتصفت بها المدرسة والمرشد التربوي فيها.
عوامل النجاح في المبادرة
اشتملت المبادرة على أنشطة عدة ، كالاجتماع مع الطلبة والمعلمين للتعريف بالمشروع، ووضحت مفهوم العنف وأنواعه وأسبابه وآثاره، وعملت عبر دراسة من خلال الاستبانة في البيئة المدرسية، واستندت إلى منبر الإذاعة المدرسية للتعريف بمشكلة العنف، وعملت مع اللجان الطلابية المختلفة، وأعدت مسرحيات تعالج مشكلة العنف، وأنتجت قصصاً قصيرة حول الموضوع، وقدمت مبادرات أمام المجتمع المحلي.
وتميز العمل على المبادرة بالعلاقات الطيبة التي سادت بين أعضاء فريق العمل والمعلمين والمشرفين، وأظهر الطلبة اهتماما فائقا بالعمل، وتوفير الدعم له، واهتموا بدروسهم وتفوقهم وبذلوا جهوداً كبيرة خلال التنفيذ، واتسم العمل بالنهج التربوي، فساد التعاون بدلا من التنافس.
وتجسد الاهتمام بالمشروع من المعلمين المشرفين وإدارة المدرسة، وساندت جمعية الهلال الأحمر الفكرة بتوفير دورة تدريب إسعاف أولي، ولاقت المبادرة اهتمامات عدة من مؤسسات المجتمع المحلي، صحيح أنها استندت بالإجمال، علىالموارد البسيطة، لكن تأثيراتها كانت كبيرة، وانحصرت الموارد البشرية بالهيئة التدريسية، والطلاب، وأولياء الأمور، وممثلي هيئات ومؤسسات محلية مختلفة.
في حين توافرت الموارد المادية بمعظمها داخل المدرسة.
التعاطي مع التحديات والصعوبات
واجهت المبادرة عوائق كثيرة، وفي مقدمتها غياب التواصل بين أعضاء فريق البحث، فضلا عن شح الإمكانات المادية، إلى جانب انعدام التشجيع من قبل بعض الجهات، إضافة إلى مروجي الألعاب النارية وباعتها الذين شوشوا عليها، وكذلك مقاهي الإنترنت القائمة على الربح، ناهيك عن ضغط العمل لفريق البحث، بموازاة صعوبة دمج طلاب من ذوي الاحتياجات الخاصة، وقلة تعاون بعض المؤسسات مع الباحثين الصغار، والصعوبات المتعلقة ببعض أولياء أمور الطلبة المشاركين وتخوفهم من أن يؤثر المشروع سلباً على تحصيل أبنائهم .
ذلل المشرفون على المبادرة والطلبة المشاركين الصعوبات التي واجهتهم بالصبر والمثابرة والإعداد الجيد، وإكساب فريق البحث مهارات الاتصال والعمل بروح الفريق، واستطاع الصغار أن يؤثروا على نحو مباشر في زملائهم، وأوصلوا رسالة مفادها: العملية التعليمية لن تتكامل أو تتطور عبر أعضاء الهيئة التدريسية فحسب، وإنما بالمشاركة الفاعلة من قبل مؤسسات المجتمع المحلي، مع مراعاة الحرص على إدماج ذوي الاحتياجات الخاصة بالرغم من المعارضة أو الخوف من الفشل.
تطلعات مستقبلية
بما أن مبادرتنا دللت على إمكانية إحداث التغيير في المدرسة لتصبح بيئة تربوية داعمة للطفولة السوية إذا أتيحت الفرصة لطلبة المدارس للمشاركة الفاعلة والانخراط الإيجابي الهادف، فإننا في مدرسة اليامون عقدنا العزم على إتباع هذا النهج في جميع أنشطتنا المستقبلية، ونتطلع إلى أن تحذو المدارس الأخرى حذونا، فالطلبة هم محور العملية التعلمية وأساسها، وهم أيضا محور العملية التنموية ومرادها.
المبادرة كما رآها آخرون
|