Elham.ps
Ar|Eng
Elham.ps Elham.ps Elham.ps
الرئيسية » سفراء إلهام »   10 نيسان 2008طباعة الصفحة

مدرسة الأمة الثانوية

الدورة الأولى

"التعلم عن طريق العمل"

مديرية : القدس.
·        تأسست عام 1971 في ضاحية البريد .      
.          تضم صفوف المرحلة الثانوية.
·        مدير المدرسة:  محمد حسن محمد الرفاعي
·        عدد الطلبة : 476 طالبا.
·        الهيئة التدريسية: 32 معلما من حملة الماجستير والبكالوريوس والدبلوم .
·        تحوي المدرسة مرافق تطويرية :مختبرات ،ومكتبة، وغرف المصادر.
 
 وصف موجز للمبادرة ومبرراتها
 
مع بداية الفصل الثاني للعام الدراسي 2006/2007، حضر معلم الثقافة العلمية في المدرسة وسألني بصفتي معلم علوم عن كيفية تنفيذ نشاط تصنيع الصابون الصلب في المختبر، إذ لم تكن له خبرة في هذا المجال؛ فشرحت له المراحل وأحضرت له المواد، وعندما قام بالنشاط فشلت التجربة. أثار هذا الفشل لدي رغبة بالتعلم مع زميلي في مدرسة تعمل كمجتمع تعلمي ناشط من جهة، والمساهمة في تمكين زملائي المعلمين وجعلهم أكثر قدرة وإسهاما في توفير بيئة تعلمية محفزة ومستندة إلى التعلم النشط. وبعد ذلك؛ قمنا بالرجوع لأصحاب هذه الصناعة، ولكن لم يفيدونا إلا بخطوات الطريقة الساخنة لصنع الصابون، وهي تحتاج لوقت وجهد طويلين، فقمنا بالرجوع إلى المواقع المختصة بهذا المجال على الإنترنت، حيث وجدت موقعا لبنانيا يشرح خطوات الطريقة الباردة للتصنيع؛ وقمنا بتنفيذ الخطوات حسبما هو وارد، فنجحت المحاولة ونتج لدينا صابون شبيه بالصابون النابلسي، وبالمواصفات نفسها تقريبا، مما أثار حب الاستطلاع وروح الاستكشاف لدى الجميع وقمنا بتنفيذ هذا النشاط مرات عدة؛ وفي كل مرة كنا نستخدم نوعا آخر من الزيوت، ونضيف بعض الأصباغ والروائح المختلفة، مما جعل كل مجموعة من الطلبة يقومون بعرض إنتاجهم بكل فخر واعتزاز.
 
وفي إحدى الحصص، سأل أحد الطلبة عن كيفية صنع الصابون السائل والشامبو؟ ورغم شعوري بالحرج لعدم معرفتي الإجابة، إلا أنني وجدت السؤال فرصة مواتية ليتعرف الطلبة على الصناعات التقليدية في المجتمع الفلسطيني، وفرصة لزيادة احترامهم وتقديرهم لهذه الصناعات وللقائمين عليها. ولتجنب الحرج والبحث عن الإجابة، وعدت الطلبة بالإجابة لاحقا، وطلبت منهم البحث عن الخطوات والمواد اللازمة وكيفية التنفيذ لهذا التصنيع، وبدأتُ البحث مع مجموعة من المعلمين، وكان لا بد من الوصول لنتيجة مرضية بأية وسيلة لأنني قطعت وعدا للطلاب بتنفيذ ذلك بعد أسبوعين، واستعنت أثناء البحث بشبكة الانترنت مرة أخرى، فلم أجد سوى دعايات لشركات المنظفات الكيماوية، الأمر الذي لم يلبِ حاجتي أو حاجة الطلبة للمعرفة، وأثناء التجوال بين شركات التصنيع المحلية، أجمع القائمون عليها على أن هذه الصناعة تحتاج إلى ماكينات وأدوات ذات تقنية عالية، ولا نستطيع إنتاج مثل هذه المادة بالطريقة اليدوية، واستمر هذا الحال حتى قابلت رجلا يعمل في أحد المصانع المختصة، وأفادني بأنه يمكن إنتاج المادة ولكن ضمن ظروف يشترط فيها توافر الأمان والسلامة والدقة أثناء العمل، وقام بإرشادنا إلى المواد المستخدمة وأماكن بيعها وأسعارها الأولية، وأبدى استعداده للحضور إلى المدرسة وتدريب فريق المعلمين على هذه المهارة.
 
وفورا استدعيت مجلس الآباء، وبحثت معهم الموضوع، وطلبت منهم تحويل جزء من ميزانية مجلس الآباء للمشروع، فأظهروا حماسا كبيرا، ووافقوا على الفور آملين مشاهدة نتائج ذلك. وتم انتداب خبير في المجال الذي قام بدوره بإحضار جميع المواد والأدوات اللازمة، وقام بتدريب فريق من المعلمين الذين قاموا بدورهم بإنتاج 40 لترا من الشامبو وصابون الجلي، وشعر المعلمون بالسرور والارتياح، وتعززت لديهم الثقة بالنفس. وفي الموعد المحدد مع الطلبة، تم استدعاؤهم للمختبر، وقمنا بتنفيذ النشاط كعرض توضيحي، وعند كل خطوة كان الطلبة يسارعون للتنبؤ بما سيحدث وبما سينتج،وبعد ذلك، أتحنا للطلبة المجال لعمل هذا النشاط بأنفسهم باستخدام الأصباغ والروائح المختلفة، وسارعوا لعمل شعارات تحمل اسم المدرسة ووضعها على العبوات مفتخرين بما أنتجوا.
 
 
أثر المبادرة على المجتمع المدرسي
 
كان لهذه المبادرة أثر إيجابي على الطلبة، حيث عززت لديهم مهارات البحث العلمي، وخلقت مناخا تعليميا يتسم بالتعاون والوئام دفعهم باستمرار لمعرفة ماذا سيحدث في الخطوة التالية؛ وتمثل ذلك في بقاء الطلبة ساعات بعد انتهاء الدوام في المختبر يعملون مع المعلمين لإنتاج ما يعتبرونه جديدا بالنسبة لهم، كما تميز سلوكهم بالتقيد بأساليب السلامة والأمان داخل المختبر،  كلبس الكفوف ومراييل المختبر وكيفية التعامل مع المواد الكيماوية بدقة وحذر.
 
وبرز أثر المبادرة في سلوك الطلبة داخل الصفوف من خلال تعاونهم واحترامهم واستماعهم لما يقوله المعلمون، وتعززت لديهم الثقة بالنفس خصوصا عندما كان يتم تكليفهم بالقيام ببعض المهمات من قبل المعلمين؛ كما ظهر أثر المبادرة على المعلمين من خلال زيادة إيمانهم بضرورة تفعيل مختبر المدرسة والتركيز على الأنشطة العملية ومحاولة تحويل المجرد إلى المحسوس قدر الإمكان، مما دفعهم لتنويع استخدام أساليب التعليم والاعتماد على طريقة التقصي والاستكشاف؛ وظهر ذلك من خلال عدد زيارات المعلمين والأنشطة المسجلة في سجل المختبر.
 
أما أثر هذه المبادرة على المجتمع المحلي، فتمثل في إعجابهم بالمنتج، حيث قمنا بتدريب مجموعة من النساء بالتنسيق مع اتحاد الجمعيات في القدس مدة ثلاثين ساعة وذلك للاستفادة من الزيت الفائض،  وكوّنا فريقا قام بتدريب 16 امرأة على صنع الصابون في جمعية كفر نعمة، وما زالت الجمعية مستمرة حتى الآن بصناعة الصابون من الزيت الفائض لديها، واستفادت من المبادرة مديرية التربية في القدس، حيث قام قسم الإشراف بالتنسيق معنا لتدريب 28 معلما ومعلمة للتربية التقنية في مدارس اللواء على هذه الصناعة، ليقوموا بنقل التجربة إلى مدارسهم.
 
وظهر أثر المبادرة أيضا على الجميع طلبة ومعلمين وأهال ومشرفين خصوصا بعد عرض هذه المنتجات المميزة في معرض مديرية القدس، حيث قام الطلبة بالشرح التفصيلي للمهارات التي قاموا بها لإنتاج هذه المعروضات بكل ثقة، إلى أن وصل بهم التفكير حدّ كيفية تطوير هذه المنتجات مستقبلا، فاقترح بعض الطلبة إضافة مركزات الأعشاب الطبية" كالبابونج والمريمية" إليها، ليكون لها الأثر الصحي الكبير حسب المواصفات الطبية؛ كما اقترح أحد الطلبة عمل محرك كهربائي يتم تركيبه على باب الوعاء الذي يتم الخلط به ليسهل عملية التحريك بدل أن يكون يدويا، ومنهم من اقترح أن يحضر مواصفات طبية لإنتاج شامبو حسب نوع الشعر.
 
عوامل النجاح في المبادرة
 
يعود نجاح المبادرة إلى كونها أسهمت في تحويل التعليم من المجرد إلى المحسوس، حيث تم ترجمة المعلومات النظرية إلى مهارات يدوية وحركية ينتج بوساطتها الطالب والمعلم منتج جديد في المختبر. وساعد مجلس الآباء في تحديد ميزانية للمشروع بقيمة 1200 شيكل وتزويد المدرسة بالعبوات الفارغة، وشارك في تحديد مكان وجود المواد الخام. أما مديرية التربية، فقد دعمت المبادرة واعترفت بجهود القائمين عليها، وقامت بالتنسيق مع المدرسة لتقوم بتدريب معلمي التكنولوجيا في مدارس المديرية على صناعة الصابون.
 
 
التعاطي مع التحديات والصعوبات
شكلت هذه المبادرة -في حد ذاتها- تحديا كبيرا للمعلمين والطلبة في مدرسة الآمة، وذلك نظرا لما تطلبته من جهد في التعرف على معايير ومقادير ومواد التصنيع للصابون، وكذلك الطريقة الصحيحة في التصنيع. فلجأنا إلى الانترنت واتصلنا بأصحاب مهنة تصنيع الصابون والشامبو لتحديد المعلومات والإجراءات المطلوبة، ومن الصعوبات التي واجهتنا عملية التقطيع حيث كان الصابون يجف قبل التقطيع، وخصوصا إذا تأخر لليوم التالي بعد التصنيع؛ وتغلبنا على هذه المشكلة بعمل قوالب خشبية دون استخدام سكين القطع. وكانت الصعوبة الأخرى التي واجهتنا أثناء تصنيع الشامبو أو الصابون السائل زيادة الحجم نتيجة ارتخاء العجينة المتكونة حيث كان الحجم يظهر في حد معين، مع أنه حقيقة أقل من ذلك؛ وتوصلنا إلى حل لهذه الصعوبة من خلال إضافة الماء ببطء وبكميات قليلة إلى عجينة الصابون السائل أو الشامبو أثناء التنفيذ حتى لا تنتفخ العجينة وتكون رغوة ويكبر حجمها، كما يجب أن تبقى عصا التحريك ملاصقة لقاع البرميل أثناء التحريك حتى تبقى العينة بحجمها الأصلي.
 
ولاقت المبادرة في بدايتها السخرية والاستهزاء من بعض المعلمين، وظهر ذلك بعد فشل أول محاولة لتصنيع الصابون، ولكن بعد نجاح صناعة الصابون والشامبو، تغير موقف هؤلاء المعلمين، وأصبحوا ينظرون إلى المبادرة نظرة إيجابية، وطلب بعضهم المشاركة في تنفيذها.
 
تطلعات مستقبلية
ستتضمن خطة تطوير المدرسة تعميم هذه المبادرة على عدد أكبر من الطلبة في العام القادم، وكذلك المشاركة في المعارض العلمية؛ والتنسيق مع قسم النشاطات في المديرية لتقوم مدرستنا بتدريب خمس عشرة مجموعة من طلبة وطالبات المدارس في اللواء، وسنقوم بعمل مجلة تحمل اسم المدرسة تعمل على رصد مثل هذه النشاطات ونشرها وتشجيعها، وعقد لقاءات سنوية ومسابقات علمية في المدرسة على مدار العام الدراسي، ونأمل أن تتمكن المدرسة من إنتاج حاجتها من مواد التنظيف، وأن نستمر في عمل دورات في هذا المجال للمجتمع المحلي بحيث يعود ريعها لميزانية المدرسة.
 
 
 
 
 
المبادرة كما رآها آخرون
 
شكرت مشرفة التربية التقنية المدرسة على هذه المبادرة، وطلبت منا تدريب معلمي ومعلماتالمدارس الحكومية والخاصة في مديرية القدس، واتصل بنا اتحاد الجمعيات الخيرية وطلب تدريب مجموعة من النساء في منطقة كفر نعمة وبلعين، وهكذا أصبحت مدرستنا وحدة تدريب للآخرين في مجال صناعة الصابون.
 
فريق العمل في المدرسة
 
 
 

 

 

 
 

 

Elham.ps Elham.ps Elham.ps Elham.ps
تصميم و تطوير