لينا رسمي عبد القادر سلمان
الدورة الأولى
"تفعيل مجلس الأمهات في تقديم خدمات صحية للطالبات والأمهات "
المهنة: مديرة مدرسة بنات فرعون الثانوية. مديرية : طولكرم
المؤهلات الأكاديمية والمهنية:
· ماجستير أساليب تدريس، ودورة الرخصة الدولية لقيادة الحاسوب .
· دورات تدريبية تربوية ،مثل : البحث الاجرائي ،والقياس والتقويم.
أبرز الأنشطة التربوية والمجتمعية:
· تعليم مباحث مختلفة ، والمشاركة في تدريب المعلمات وأعضاء المجتمع المحلي.
· تفعيل مجلس الأمهات في تقديم خدمات صحية للطالبات والأمهات.
وصف موجز للمبادرة ومبرراتها
لم تأت فكرة تفعيل مجلس الأمهات وتعزيز دوره في تقديم خدمات صحية للطالبات وللأمهات من فراغ، إذ جاءت لملاحظتي أن دور المدرسة كثيرا ما كان يقتصر على الجانب التعليمي فقط بعيدا عن التربية وتنمية الجوانب النفسية والاجتماعية والمهارات الحياتية، لذلك، جاءت مبادرتنا هذه بهدف تفعيل دور مجلس الأمهات في إكساب الطالبات عادات وسلوكيات سليمة ومهارات صحية، وإشراك الأمهات والمؤسسات المحلية التي تنشط فيها، من خلال التشبيك مع مؤسسات المجتمع المحلي، لتقديم خدمات متنوعة مثل اللقاءات التوعوية التثقيفية عن الأمراض الشائعة وعقد دورات تدريبية للطالبات والأمهات مثل الإسعافات الأولية، وتصنيع الأغذية الصحية، إضافة إلى تشجيع الأمهات على الانخراط في الحياة المدرسية ومشاركة المجتمع المحلي مشاكله والظواهر السلبية التي يعاني منها.
إن ما ميز هذه المبادرة تطبيقها المثل القائل "درهم وقاية خير من قنطار علاج"، وتمكينها الأمهات من خلال إشراكهن في دورات تدريبية تناولت مواضيع الأغذية الصحية، والدعم النفسي والاجتماعي، مما كان له أثر واضح في دعم الطالبات نفسيا واجتماعيا في مواجهة مشكلات الحياة وإثارة الدافعية للتعلم، علاوة على تعاملها مع قضايا يغفل عنها المنهاج الفلسطيني لكونها تتعلق بخصوصية منطقة المدرسة، فعلى سبيل المثال؛ يقع على جزء من أراضي فرعون جدار الفصل العنصري؛ لذا لم يكن بد من أن تتعرف الطالبات جدار الفصل وآثاره الاجتماعية والاقتصادية والسياسية على أهالي البلدة، والتي أدت إلى انتهاك حقوق الإنسان والطفل؛ لذا برزت حاجة لتعرف القانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف والألغام، ودور الصليب الأحمر وجمعية الهلال الأحمر والخدمات التي تقدمها؛ مما أثر على تطوير قدرة الطالبات والأمهات في التعامل مع التحديات الحياتية واليومية (جدار الفصل، الألغام، الإصابات المنزلية، الكسور، الاختناق) التي تواجههن أو تواجه أسرهن والمجتمع في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها أهالي هذه البلدة بخاصة والشعب الفلسطيني عامة؛ مما يوفر تعليما نوعيا لربط العلم بالحياة والتعليم بالمجتمع، والتأثير من ثم على احترام وتقدير المجتمع المحلي لدور المدرسة وخدماتها ووعيهم بأن الجميع شركاء في تطوير النظام المدرسي السائد، والتعليم والإعداد لمواجهة الحياة والمستقبل مسؤولية الجميع من هيئة إدارية وتدريسية وأولياء أمور وطالبات ومؤسسات المجتمع المحلي من خلال تقديم محاضرات توعوية ودورات والقيام بفعاليات وأنشطة مختلفة.
أثر المبادرة في المجتمع المدرسي
أثرت المبادرة على المناخ المدرسي العام، وساهمت في جعل البيئة المدرسية أكثر أمنا وسلامة لتغدو محفزة للتعلم والتعليم من خلال دهان الغرف الصفية والشرفات، وإغلاق الشرفات، وتوفير مراوح وستائر للغرف الصفية، وعمل أحواض زراعية وحديقة مدرسية، وتجهيز غرفة حاسوب، وتوفير مظلة ومقاعد حديدية للطالبات، وطلاء جدران المدرسة، ورسم رسومات تراثية تعزز الانتماء إلى الوطن والمحافظة على التراث، والمشاركة في فعاليات يوم الأرض ويوم الصحة، مما أدى إلى مشاركة الطالبات والأمهات وانخراطهن الهادف والإيجابي في شؤون المدرسة وقضاياها وشؤون مجتمعهن لبناء شخصية سوية وتعزيز الثقة في النفس وتعميق الانتماء للمدرسة والمجتمع والوطن؛ فزاد إقبالهن على التعلم، والعيش بانسجام مع الظروف السياسية المحيطة ذات الأثر السلبي على المجتمع.
عوامل النجاح في المبادرة
كان تحسين البيئة المدرسية لمدرسة بنات فرعون الثانوية نتيجة للدور الفاعل الذي لعبة أولياء الأمور والأمهات، حيث تم إشراك شريحة كبيرة من الأمهات ومؤسسات المجتمع المحلي، وأصبح الجميع شركاء فاعلين وداعمين؛ مما عزز التواصل والتناغم مع المدرسة وبناء علاقات صحية بين مختلف أطراف العملية التربوية في المدرسة (هيئة إدارية تدريسية، وطلاب، وأولياء أمور)، وساهم في تنمية روح المسؤولية واحترام الرأي الآخر، وجعل البيئة الصفية أكثر استجابة لحاجات الفرد وتكوينه، وتعزيز الثقة بالنفس واحترام الذات للتعرف على ميول الطالبات؛ مما وفّر مناخا صحيا تعليميا مناسب للطالبات، وعزّز التكيف مع صعوبات الحياة وضغوطها.
التعاطي مع التحديات والصعوبات
من الصعوبات التي واجهتني أثناء تنفيذ المبادرة أن المجتمع الفلسطيني مجتمع ذكوري لا تستطيع الأم القيام فيه بأي نشاط أو الخروج من المنزل إلا بعد الاستئذان، واعتمادها ماديا على زوجها في توفير المستلزمات؛ لذا؛ قمت بتوفير متبرعين لوجبات الكالسيوم لبعض الصفوف وفي بعض الأحيان تقديم وجبة بشكل دوري من قبل أعضاء مجلس الأمهات، ومن المعوقات أيضا قلة المرافق الموجودة في المدرسة لتنفيذ الفعاليات، فنفذت بعض الأنشطة في غرفة المكتبة أو في أيام الإجازة الرسمية والعطل الصيفية.
تطلعات مستقبلية
آمل أن أتمكن من خلال هذه المبادرة إلى تحويل المدرسة إلى مدرسة صحية تعليمية، وإلى العمل على برمجة أوقات الفراغ لدى الطالبات أثناء الإجازة الصيفية لتنفيذ نشاطات تنمي الجوانب النفسية والاجتماعية لديهن، وتقديم خدمات صحية للأمهات ونشر الوعي الثقافي والصحي داخل المدرسة ثم المجتمع، وتعزيز ثقافة حقوق الإنسان لدى الجميع، وتحقيق مبدأ الشراكة مع أولياء الأمور ومؤسسات المجتمع المحلي في تطوير مناخ صحي تعليمي يساهم في تطوير شخصية الطالبات ورفع مستوى التحصيل العلمي وتوفير بيئة تعليمية مناسبة لتكوين كل فرد منا, وتنمية مهارات التفكير النقدي وأسلوب حل المشكلات، وزيادة انخراط الأمهات في الحياة المدرسية لتصبح مدرستنا مركز تعلم مجتمعي.
المبادرة كما رآها آخرون
|