نائل خالد أحمد القب
الدورة الأولى
" الارشاد التربوي لمواجهة ظاهرة التسرب"
المهنة: مشرف مهني في الإرشاد/مرشد تربوي سابقا في مدرسة ذكور شهداء بلعا الثانوية
المؤهلات الأكاديمية والمهنية:
· بكالوريوس علم اجتماع/ خدمة اجتماعية، ودبلوم إشراف مهني.
· دورات تدريبية في: الارشاد، والمهارات الحياتية، والمدرسة صديقة الطفل.
أبرز الأنشطة التربوية والمجتمعية:
· مرشد تربوي في مدارس متعددة، ومشرف للإرشاد في مديرية طولكرم.
· عضو لجنة جمعية التربية والتعليم.
وصف موجز للمبادرة ومبرراتها
كانت بداية مبادرتي في مطلع العام الدراسي 2005/2006، وهي تقوم في الأساس على توظيف الإرشاد التربوي الفاعل للتصدي لظاهرة تسرب الطلبة،والتي بلغت حينذاك 11% من مجموع طلاب مدرسة ذكور شهداء بلعا الثانوية،وكان لحجم الظاهرة والسلوكيات السلبية المرافقة أثر بالغ في نشوء فكرة التعامل معها، حيث لوحظ في تلك الفترة أن الجهود المبذولة لمواجهة الظاهرة جهود فردية من قبل المدير، أو المرشد، أو أحد المعلمين، وهي غالبا جهود لا ترقى للحد الأدنى لمواجهة الظاهرة والتعامل معها.
وجهت المبادرة بحيث تستهدف الطلبة الذين تسربوا وتركوا المدرسة منذ عام أو أقل، والطلبة الموجودين على مقاعد الدراسة والمحتمل تسربهم، والسبب في هذا التحديد هو رغبتي في تركيز الجهود وتحقيق النجاح في إعادة هؤلاء الطلبة إلى مقاعد الدراسة، وتمكين الطلبة المرشحين للتسرب لمساعدتهم على التمسك بالتعلم، وقامت فكرة المبادرة على توظيف الإرشاد التربوي في المدرسة لتمكين الطلبة، وتضافر جميع الأطراف المشاركة في العملية التربوية، سواء في المدرسة، أو المجتمع المحلي، وتقسيم الأدوار والمسؤوليات، بحيث تشارك الأطراف المعنية في تحمل المسؤولية لجعل البيئة المدرسة أكثر أمنا وسلامة، وأكثر جذبا وتحفيزا للطلبة، وتحريرها من المظاهر والأسباب التي يمكن أن تدفع الطالب إلى التسرب، وفي مقدمة ذلك مظاهر العنف الجسدي والمعنوي والنفسي.
وقمت بمواجهة ظاهرة التسرب بتطوير إستراتيجية تشاركية قائمة على الركائز الآتية:
1. تسليط الضوء على تسرب الطلبة من خلال الإعلام والندوات والمحاضرات.
2. تمكين الطلبة، من خلال الإرشاد التربوي، لمساعدتهم على التعلم في أجواء محفزة وآمنة.
3. إشراك مؤسسات المجتمع المحلي في العمل الجماعي ضد ظاهرة التسرب.
4. تفعيل دور الهيئة التدريسية والإدارية في مواجهتها.
5. تفعيل دور أولياء الامور حيال ظاهرة تسرب الطلبة وحثهم على المشاركة في التصدي لها.
وكانت نقطة الانطلاق عقد اجتماع موسع شمل الإدارة، والهيئة التدريسية، وأعضاء البلدية، وجمعية رعاية شؤون الطلبة، وأئمة المساجد، والنادي الرياضي، ومجلس الآباء والشخصيات التربوية والاعتبارية من أهالي البلدة، حيث تم إطلاعهم على حجم الظاهرة وخطورتها وأسبابها، إضافة إلى تشكيل لجان فرعية من الحضور للمتابعة والعمل المستمر ضد ظاهرة التسرب؛ حيث تم تشكيل ثلاث لجان، وحددت مهماتها بشكل واضح، وشملت: اللجنة الإعلامية واللجنة التنفيذية واللجنة الداعمة.
أثر المبادرة على المجتمع المدرسي
حقق تطبيق المبادرة نتائج ملموسة ومشجعة للعمل على الاستمرار فيها وتعميمها، ومنها: ترسيخ مفهوم الشراكة في العمل التربوي، بين الإدارة والمعلمين، والمرشدين، وأولياء الأمور، والطلاب، والجمعيات العاملة في المجتمع المحلي، وتحقق ذلك على مستوى عال، وكذلك، تبني مفاهيم جديدة خلال التصدي للظاهرة، ومنها نبذ العنف وجعل البيئة المدرسية أكثر أمنا بعدما كانت المدرسة تشتهر بالعنف.
ومن آثار المبادرة التراجع اللافت لمؤشرات التسرب الخفي كالغياب المتكرر، والهروب، والتأخر الصباحي، إضافة إلى عودة الكثير من الطلاب إلى مقاعد الدراسة بعد أن تسربوا فترة من الزمن، حيث تم دمجهم بشكل هادف في الحياة المدرسية وفي محيطهم.
عوامل النجاح في المبادرة
لعبت الموارد البشرية التي حشدتها المبادرة دورا مهما في تنفيذها بشكل ناجح؛ فقد قامت المبادرة على دمج أكبر عدد ممكن من الأشخاص والجمعيات في فعالياتها وأنشطتها للتأثير على أكبر عدد ممكن من الأهالي والطلاب وزيادة وعيهم بخطورة الظاهرة وسلبياتها، وشارك عدد كبير من الطلاب والمعلمين والأهالي والجمعيات والمؤسسات العاملة في البلدة .
إضافة إلى ما سبق، فإن مبادرتي هذه لم تتطلب سوى القليل من الموارد المادية، إذ قامت على نشر الوعي وتنظيم دروس تقوية بأسعار رمزية، وتنفيذ بعض الأنشطة في المدرسة لتصبح بيئتها آمنة وجاذبة.
التعاطي مع التحديات والصعوبات
لم يكن تنفيذ المبادرة سهلا في كل المراحل، فقد واجهتنا صعوبات، ومنها: عدم تعاون بعض أولياء الأمور، ورفضهم الحضور إلى المدرسة لمناقشة مشكلة تسرب أبنائهم وبحث سبل إعادتهم، وعدم الوعي بأهمية التعليم عند الكثير من الطلاب والأهالي، إضافة إلى تفشي الاتجاهات السلبية لدى الطلبة نحو التعلم، والضعف الدراسي الموجود عند كثير من الطلاب المحتمل تسربهم، أو الذين تسربوا بالفعل. ومن جهة أخرى واجهتني صعوبات تتعلق بطبيعة عملي مثل حجم العمل في المدرسة، وضيق وقتي بسبب عملي مرشدا في مدرستين.
وتعاملت مع هذه الصعوبات من خلال: تكثيف اللقاءات مع أولياء الأمور الذين أبدوا اهتماما بالمساعدة، والتنسيق معهم ليقوموا بالاتصال بآباء الطلبة المتسربين للعمل على إعادتهم إلى المدرسة، وعمل برامج إرشادية مشجعة للطلاب المتسربين، أو محتملي التسرب ودمجهم فيها، وعقد دورات تقوية في المواد الأساسية للطلاب ضعاف التحصيل بعد انتهاء الدوام المدرسي، والعمل الإرشادي المكثف مع الطلاب بشكل فردي، وخاصة رافضي الاندماج في الأنشطة. إضافة إلى ذلك، قام مدير المدرسة بتوزيع بعض المهام التي كنت أقوم بها بين المعلمين واللجان؛ مما خفّف العبء عني فتفرغت للمهمات الإرشادية الأساسية.
تطلعات مستقبلية
يراودني طموح تطوير المبادرة في المستقبل لتشمل الطلبة الذين تسربوا من المدرسة لمدة عامين فأقل بدلا من عام فأقل، وأطمح إلى تأسيس لجنة مساندة للمدرسة بالتعاون مع جمعية رعاية شؤون الطلبة في قرية بلعا، تتكون عضويتها من الخريجين والخريجات المتطوعين، ويكون دورها نشر ثقافة إيجابية حول التعليم والتعلم وأهميتهما، من خلال إجراء مقابلات وعمل ندوات يشارك فيها تربويون ويحضرها الطلبة وأولياء أمورهم، ويكون دورها أيضا تمكين الطلبة ومساعدتهم على التعلم وتجاوز الصعوبات التي يمكن أن تعترض تعلمهم من خلال عقد دورات للتقوية بعد دوام المدرسة وبرسوم رمزية.
المبادرة كما رآها آخرون
|