Elham.ps
Ar|Eng
Elham.ps Elham.ps Elham.ps
الرئيسية » سفراء إلهام »   17 نيسان 2008طباعة الصفحة

ناجي محمود أبو عرة

الدورة الأولى

" المعلمون الصغار"

 المهنة: سكرتير مدرسة ذكور عقابا الأساسية
المؤهلات الأكاديمية والمهنية:
·       دبلوم علوم عامة، ودورات تدريبية في أساليب التدريس، والتعزيز الصحي.
·       دورات في نهج من طفل الى طفل، وإدارة المخيمات الصيفية.
أبرز الأنشطة التربوية والمجتمعية:
·       تعليم رياضيات وعلوم وترفية فنية لصفوفعدة، و الإشراف على التعزيز الصحي
·        الإشراف على الكشافة، وعضوية النادي الرياضي و الجمعية العلمية في عقابا.
 

 

وصف موجز للمبادرة ومبرراتها
      بدأت المبادرة عام 2002 عندما كنت في اجتماع تربوي صحي يهدف إلى التعزيز الصحي في مجتمعنا ومدارسنالتحقيق بيئة تربوية سليمة للأطفال، إذ تحدث فيه أحد القائمين على برامج تحسين الوضع الصحي في فلسطين مقدما حقائق ترتبط بكثرة الإنفاق على الصحة، في الوقت الذي توجد فيه دول إنفاقها على الصحة لا يتجاوز ربع ما ننفقه ورغم ذلك فإن وضعها الصحي أفضل بكثير منا، وتطرق إلى إمكانية استخدام نهج من طفل إلى طفل في المشروع، علما أن هذا المشروع ظل نظريا  سواء منذ تأسيسه عام 1978 على يد خبراء تربويين وأطباء من جامعة لندن، أو لدى دخوله العالم العربي عام 1988 ؛ وتصورت التطبيق الفعلي له فوجدته ممكنا، وأصبح عندي رغبة فعلية للمحاولة.
 
تقبلت الفكرة، وقلت في نفسي:  لم لا يكون الأطفال هم من ينشرون الأفكار الحسنة والسليمة بدلا من نشرهم أفكارا عدوانية أو عشوائية سلبية، لا سيما  في ظل امتلاكهم طاقات يجب أن يفرغوها؟ فاستمعت إلى النهج طوال أيام اللقاءات التربوية، وبدأت دراسة الموضوع ذهنيا، ثم عملت على تطوير خطة متكاملة لتطبيق ذلك النهج هادفا من وراء ذلك إلى رعاية الصحة النفسية والاجتماعية للطلبة وتعزيز انخراطهم الإيجابي في الحياة المدرسية والمجتمعية، علاوة على تمكين الطلبة وإكسابهم أساليب جديدة في التعامل مع الحياة، وخلق أطفال قياديين يتحلون بروح المبادرة، وبالقدرة على التعامل مع البيئة المحيطة بهم.
 
   ومن الظروف التي دفعتني للعمل في المبادرة: البيئة التربوية والمناخ المدرسي العام؛ حيث تعاني مدرستي نقصا حادا في الغرف الصفية، والمرافق، والملاعب، إضافة إلى وضع صحي متدن لدى الطلبة، وكلها معطيات بلورت فكرة المبادرة عندي ، وجعلتني أعلّق آمالا على نجاحها في حل مشاكل الطلاب وصلاحيتها لجميع المحاور التربوية والصحية؛ وكان مما دفعني إليها أيضا حبي وعطفي على الأطفال وإحساسي بالبراءة عندهم، والطاقة الكبيرة التي يمتلكونها، والتي تمكنهم من التعامل مع المبادرات والأفكار بشكل مبدع، والتي قد تحررهم من العادات السلبية المكتسبة من البيئة الناتجة عن غياب القوانين في ظل الانتفاضة.
 
 ترتكز المبادرة على قيام الطلبة بمعرفة المشكلات وتحديدها عبر الملاحظة والاستبانات والزيارات، ثم تحديد المشكلة الأكثر إلحاحا بحيث يكون التركيز على مشكلة واحدة يتم التعامل معها وحلّها بوساطة خطوات البحث العلمي (تحديد المشكلة، جمع المعلومات، مناقشة المعلومات، التخطيط للعمل، التنفيذ، وأخيرا التقييم) ولا يتم الانتقال منها إلا بعد إتقانها وتعميمها، والتأكد من أنها وصلت للجميع، ويقوم الطلاب باستخدام الطرق المتاحة للحصول على المعلومات من زيارات ميدانية، أو مقابلات، أو اتصالات، أو مواد إعلامية، أو اتصالات بخبراء، ولا يتم ذلك إلا بعد التخطيط المسبّق والجلوس في اجتماعات، وتقبل الآراء واحترامها، وحسن الاستماع؛ وكان يتم نشر الأفكار أولا بين الطلاب أنفسهم؛ فكل طالب مطلع على النهج يحدث غيره من طلاب المدرسة عنه ثم ينشره بين أخوته وأفراد عائلته، وأحيانا يوزع الطلاب بوسترات، أو يبادرون لعمل مجلات بمشاركة خبراء تربويين، أو يقومون بالتظاهر لإشهار القضية أمام الرأي العام لتوضيح خطورتها.
 
نفذت المبادرة على مراحل عدة، بدأت مرحلتها الأولى مع مجموعة من الأطفال قوامها 25 طالبا تم اختيارهم بطريقة عشوائية، وقمت بإشراك مجموعة من الأطفال القياديين، بمراعاة التوزيع الجغرافي للبلد، وبحث  الطلاب قضايا كثيرة اختاروها بأنفسهم ضمن آلية الاستبانة التي وزعتها عليهم ليأخذ الطالب وقتا كافيا في التفكير قبل البدء بالعمل الفعلي، وتم التعامل مع الكثير من القضايا الملحة،فقمت أنا والطلاب ببحث قضية الصحة النفسية والاجتماعية من خلال تأثير الكلاب الضالة على نفسية الطالب و التعامل معها وحلها، وتم البحث عن الجمعيات المناسبة لبعضهم ممن يعانون إعاقات عقلية، أو جسمية، حتى أنني والطلاب تعاملنا- بالزيارة والإقناع وتوفير الأطباء النفسيين - مع أحد الآباء الذي كان يرفض تزويج بناته، وكذلك مع حالات كثيرة في مجال الصحة العامة والتعزيز الصحي، كتغذية الطلاب- خاصة في الصف الأول- ودرسنا الحالات المرضية المزمنة، ووفرّنا العلاج المناسب لهم ومنهم من تمت معالجته في إيطاليا، وعندما تدخلنا في النظافة عند الطلاب والطالبات لم نتحدث عنها ككل بل قمت بتجزئتها حسب حاجة الطلاب إليها، فمثلا تحدثنا أحيانا عن نظافة اليدين أو الرأس والشعر، وكنا نتطرق إلى النظافة العامة وتوفير المناخ التربوي في الغرف الصفية، وكل فرع من النظافة كان يأخذ الوقت الكافي واللازم له.
 
 
أثر المبادرة في المجتمع المدرسي
 مكنت المبادرة الطلبة من إبراز قدراتهم الكامنة، فأصبحوا يمتلكون الجرأة الكاملة للمناقشة والحديث مع من هم أكبر منهم سنا، وهو ما لمسته من المعلمين عندما كان الطلبة ينصحونهم بترك التدخين عندما يلتقونهم ، ومن أبرز ما تميزت به المبادرة أنها حولت الطالب من متلق للمعلومة وحافظ لها إلى طالب باحث عن احتياجه هو ويعمل بطريقته، ويستخدم أساليبه لأخذ المعلومة أو حل المشكلة.
 
عوامل النجاح في المبادرة
 مدة التخطيط الرسمية للمشروع كانت عبارة عن عام، إلا أن إيماني بالفكرة واعتقادي الراسخ بأهميتها أتاحا لي إكمالها، حتى أصبحت تؤثر في أساليب التعليم والتعلم؛ واستخدمت النهج ذاته في تدريس الرياضيات، والعلوم للصف الرابع ليقوم الطلاب المجدون بمساعدة ضعاف التحصيل، حيث يتعلم الطالب من زميل له بطريقة أسرع، وكذلك الحال في تكوين فرقة كشفية، وفي الإذاعة المدرسية، وفي المناخ العام للمدرسة في توفير الملاعب والحدائق والمرافق الصحية والغرف الصفية.
 
إن ما تم تحقيقه بشكل فعلي هو ما تم غرسه في نفوس الطلاب من أساليب جديدة في التعامل مع الحياة ،وإيجاد أطفال قياديين يمتازون بروح المبادرة، وبالقدرة على التعامل مع البيئة المحيطة بهم؛ وتقبل أولياء الأمور الفكرة وباركوها، فبادر بعضهم لتقديم الدعم المادي،، وقدم بعضهم الدعم المعنوي وشارك فيه بالنصح والإرشاد، ومنهم من كان يفتح بيته لنا للعمل بعد الدوام المدرسي، فقدموا الجوائز والهدايا للطلاب وشجعوهم باستمرار، ورعى التجار نشاطات الطلاب بجوائزهم المتنوعة، فكان لمشاركتهم ومباركتهم الأثر العظيم في تعزيز دافعية العمل والاستمرار، وكان للبلدية وغيرها من المؤسسات دور مهم في المساندة والتشجيع، والنجاح.
 
التعاطي مع التحديات والصعوبات
واجهتني صعوبات عديدة أثناء تنفيذ مبادرتي، مثل: الروتين الإداري في المؤسسات الحكومية، ومجموعات الطلاب من مختلف الصفوف ومختلف الشعب مما صعّب التواصل السريع معهم؛ وعدم تقبل فكرة الجلوس والإصغاء للأطفال عند بعض أفراد المجتمع، وأيضا صعوبات فنية عند بعض الأطفال في الزيارات، إذ كان منهم من لا يتحمل مشاق السفر، إضافة إلى مشكلة دمج الذكور مع الإناث، وقد طلبت من مدير التربية استخدام المدرسة بعد انتهاء اليوم الدراسي، فوافق على ذلك وخصص لي جميع الأيام بعد العصر، حيث خصصت ثلاثة أيام للذكور، وثلاثة أيام للإناث؛ وكنا نجلس مع الأطفال بعد العصر للتحدث في القضايا المطروحة، وتقديم  الاقتراحات ويقوم الطلاب بالاجتماع بالموجودين من الطلاب.
 
تطلعات مستقبلية
 أتطلع إلى تعميم المبادرة للاستفادة منها، وللنجاح في ذلك ينبغي تدريب الطلبة والمعلمين، ودمج كوادر الإرشاد النفسي والصحة المدرسية في التنفيذ، ومما يساعد على تطبيقها أن يكون المرشد هو المنسق للمدرسة، بحيث يتم تدريبه عليها، وينقلها إلى المدرسة.
 
المبادرة كما رآها آخرون
 
 
" يمكن الاستفادة من التجربة وخاصة في جوانبها القيمية والبيئية"
 
لجنة التقييم- إلهام فلسطين
 
 

 

 

 

Elham.ps Elham.ps Elham.ps Elham.ps
تصميم و تطوير