لبنى جميل نمر زهد
الدورة الأولى
"التعلم عن طريق اللعب"
المهنة: معلمة - مدرسة سلفيت الأساسية الدنيا.
المؤهلات الأكاديمية والمهنية:
· بكالوريوس تربية ابتدائية، دبلوم تربية ابتدائية.
· دورات تدريبية .
أبرز الأنشطة التربوية والمجتمعية:
· تعليم مباحث مختلفة لعدة صفوف.
· عضوية مجلس أمهات، وعضوية النادي النسائي.
وصف موجز للمبادرة ومبرراتها
تقوم مبادرتي على أساس زيادة قدرة المعلم على استخدام الأساليب الجديدة والتقنيات الحديثة في التعلم، حيث يستطيع كل معلم أن ينتج ألعابا تربوية وقصصا تناسب الهدف الذي يسعى لتحقيقه، فيتعلم الطالب في جوّ مرح وسعيد بعيدا عن الجمود والتلقين، وقمت بمبادرتي في العام الدراسي 2004/2005 وما زلت أعمل بها، مع اختلاف بسيط في التطبيق وفق عدد الطلاب ومستوياتهم وخصائصهم.
وبدأت ملامح المبادرة في التبلور منذ بدأت عملي كمعلمة للصف الأول الأساسي- وهو صف بحاجة لخصوصية في التدريس والتعامل مع الطلبة– إذ شعرت بصعوبة التدريس من حيث كيفية توصيل المادة وتبسيطها لتلائم مستوى الطالبات، ولمست تخوف المعلمين من تدريس هذا الصف؛ ففكرت في استخدام أساليب جديدة تساعدني في التعليم، وفي الوقت نفسه؛ تسعد الطلاب وتفيدهم وتنمي قدراته، وتجعلهم يتعلمون عن طريق اللعب في جو يسوده المرح والفرح.
وخلال مشاركتي في الدورات التي تعقدها مديرية التربية والتعليم، تعرفت مفهوم الألعاب التربوية والدراما، فتعمقت فيها وبدأت بتنفيذ ألعاب وتأليف قصص أحبها الأطفال كثيرا، ومن هنا بدأت المبادرة. وقمت بتأليف الكثير من القصص التي تخدم تعلّم الحروف وتعرّف شكلها ولفظها وكنت أسردها لطالباتي مع إدخال الدراما أثناء الحصة الدراسية، وكانت الطالبة تستمع للقصة وتشارك وتكتب وتقرأ أثناء السرد، وكنت أعتمد في بعض القصص على الدّمى حيث كانت تتحدث مع الطالبات وتشاركها القراءة والنشيد، وكانت الدمى تعقد الاتفاقيات مع الطلبة فيما يخص الدرس والحصة؛ ثم بدأت أؤلف قصصا تقدم الحرف وتربطه بصوته وشكله، وبعدئذ؛ بدأت بابتكار ألعاب تربوية تخدم الأهداف وتثبتها عند الطالب، وتربط المواضيع المختلفة ببعضها مثل اللغة العربية والرياضيات وغيرها من المواد. وابتكرت مجموعة ألعاب، كل لعبة تخدم هدفا وتثبت تعلم الطالبة في المباحث المختلفة وخاصة اللغة العربية والرياضيات والعلوم؛ وأصبحت لديّ القدرة على تغيير أية لعبة بحيث تخدم صفوفا أعلى ومواضيع مختلفة وأهدافا مختلفة، عن طريق إجراء تغيير بسيط باللعبة.
في البداية، كان محور مبادرتي الطالب وتعلمه، ثم تطورت لتشمل المعلم وأساليبه وقدرته على توصيل المعلومة وتثبيتها؛ فأخذت أنتج نماذج لألعاب وأعرضها لمعلمي المرحلة في دورات ولقاءات ينسق لها المشرف؛ وقدمت نماذج حصص في كيفية إدخال الدراما والقصة والألعاب في الحصص المختلفة وإقناع المعلمين بأهميتها وسهولتها من جهة، وسهولة تقبلها من الطالب والتعامل معها من جهة أخرى.
أثر المبادرة في المجتمع المدرسي
اتسع تأثير المبادرة ليشملالطلبة والمعلمات وأولياء الأمور، ففيما يتعلق بالطلبة، فقد أثرتالمبادرة في مستوى تعليمهم؛ ففي كل عام يتخرج من صفي طالبات متفوقات دراسيا، ودائما كنت أشعر بتميزهن عن غيرهن من الطالبات، هذا بالإضافة إلى تحقق أهداف المنهاج لدى الطالبات وسرعة التعلم وديمومته؛ فالطالبة تلعب وتتعلم في الوقت نفسه؛ والأهم في الأمر أنها تتعلم بسعادة ومرح ودون خوف من الفشل، وزال حاجز الخوف والرهبة من المدرسة؛ كما أثرت المبادرة في شخصية الطالبات فأصبحن أكثر ثقة بالنفس، وأكثر فاعلية ومشاركة في أنشطة المدرسة؛ وأثرت في علاقتي بطالباتي وقربهن مني، فنحن بمنزلة أسرة نتشارك المواقف والأدوات والألعاب.
أما المعلمات، فقد تغيرت نظرتهن- وكذلك المديرة- للمبادرة، ولمست اقتناع المعلمات بالأسلوب بالتدريج؛ في البداية غلبت عليهن سمة التحفظ، ثم تغير ذلك إلى السؤال والاستفسار ثم المحاولة لاستخدامه في بعض حصصهن،ونجحت المبادرة في تغيير فكرة أولياء الأمور عن التدريس، وتقبلوا أسلوبي بل اقتنعوا به؛ وتعرفوا من خلال اجتماعي معهم مفهوم الألعاب التربوية والدراما، وأدركوا أهميتها وتأثروا بها واستخدموها مع أبنائهم وطالبوا المعلمين الآخرين باستخدامها.
عوامل النجاح في المبادرة
لعبت الموارد المادية البسيطة دورا بارزا في نجاح مبادرتي، فقد استخدمت موارد بسيطة كالكرتون والصول والبوليغال والعلب، معظمها متوافرة في بيئة المدرسة والبيت، وتكاليفها بسيطة، وتعتمد على التصنيع اليدوي من قبل المعلم وبمساعدة بسيطة من الطلبة.
وكانت الموارد البشرية عاملا مهما مهد لهذا النجاح، فقد تقبلت مديرة المدرسة الفكرة وقدمت المواد والأدوات اللازمة، وشاركتني في التنفيذ، وقامت المعلمات بمساعدتي في بعض الأحيان؛ وكان منهن من جربت الألعاب والقصص، ومنهن من طلبت مني المساعدة في إنتاج لعبة أو قصة؛ وكانت أغلب المعلمات في البداية مشاهدات فقط ولكن بعد فترة أصبحن مخططات ومشاركات؛ فكانت بعض المعلمات يعطينني فكرة للعبة أو لقصة، وبعضهن يشاركنني في التنفيذ والتقييم.
وشاركت الطالبات في التخطيط، والتنفيذ والتلوين، وإضافة القوانين والشروط لكل لعبة واختيار شكل اللعب بين ثنائي وجماعي وفردي، واختيار أفراد المجموعة في بعض الأحيان واختيار الجوائز وأسلوب التعزيز؛ وفي تقييم اللعبة، وفي قبولها أو رفضها على حسب محبتهن لها وقربها من مستواهن، وشاركن في تغيير بعض الجوانب من اللعبة إما بالشكل أو الخطوات.
أما أولياء الأمور، والمعلمات والمجتمع المحلي، فقدأيدوا ودعموا معنويا وماديا في بعض الأحيان، وشارك قسم قليل في التخطيط والتنفيذ؛ أما التقييم؛ ففد شارك معظمهم به لا شعوريا ثم تقبلوا المبادرة ووظفوها في تعليم أبنائهم في المنزل.
التعاطي مع التحديات والصعوبات
واجهت كثيرا من الصعوبات أثناء تنفيذ المبادرة، أبرزها تحفظ المعلمات والأهالي في البداية على هذا الأسلوب في التعليم، ولكن سرعان ما تبدد هذا التحفظ عندما ظهرت الآثار الإيجابية للمبادرة على أداء الطالبات. أما الصعوبة الثانية؛ فكانت ضيق الغرفة الصفية التي أدت إلى عدم القدرة على التخزين الجيد وبالتالي تلف بعض الألعاب، إضافة إلى عدد طالبات الصف، حيث كان عدد الطالبات يزيد على 32-36 طالبة، مما ضاعف من صعوبة التطبيق، واستمر الحال هكذا حتى تم استبدال هذه الغرفة بغرفة أخرى في المدرسة.
تطلعات مستقبلية
أتطلع إلى تطوير المبادرة وتعميمها من خلال عقد دورات للمعلمين لزيادة قدرتهم على الابتكار، وتصنيع الألعاب، وزيادة تمكنهم من تأليف القصص والدراما وتفعيلها أثناء الحصة، وتدريبهم على استغلال مبادرتي في العملية التعليمية. وكذلك من خلال الاتصال بمراكز الطفولة والتعاون معهم للقيام بأنشطة للأطفال معتمدة على المبادرة. أما فيما يتعلق بأولياء الأمور، فإن تفعيل المبادرة يتطلب عقد ورشات عمل تضمهم وأطفالهم، وتوزيع نشرات عن المبادرة ومحتواها وأهميتها، وأخرى توضح كيفية تصنيع لعبة معينة وتمكّن الأهل من تصنيعها واستخدامها لأبنائهم.
المبادرة كما رآها آخرون
|