Elham.ps
Ar|Eng
Elham.ps Elham.ps Elham.ps
الرئيسية » سفراء إلهام »   25 نيسان 2008طباعة الصفحة

سلام محمود هب الريح

 

الدورة الأولى

" تعليم حقائق الضرب للمكفوفين باستخدام المخروط والأصابع "

 المهنة: معلمة رياضيات- مدرسة النور الأساسية للمكفوفين.
المؤهلات الأكاديمية والمهنية:
·       دبلوم تجارة و محاسبة.
·       دورات تدريبية تربوية.
أبرز الأنشطة التربوية والمجتمعية:
** دورة رياضيات وعلوم خاصة بالمكفوفين.
** مسابقة الوسائل التعليمية ،والحصول على المركز الأول.
 ** مسابقة مجسمات مدينة القدس ،والحصول على المركز الثالث.
·       ناشطة في مجال حقوق المرأة والعمل التطوعي، ومنسقة في مركز "لا ننسى" النسوي 

 

وصف موجز للمبادرة ومبرراتها
 يصنع كل منا سعادته ونجاحه بنفسه؛ فالسعادة والنجاح يكمنان في أن تكون مقتنعاً بكل ما تمتلكه، ومع بدايات 2007 تكونت فكرة مبادرتي إثر تعرف طبيعة التعامل مع الطالب الكفيف ومدى احتياجاته؛ واستندت المبادرة  لاستخدام الأيدي- وهي جزء من جسم الطالب- والمخاريط وتوظيفهما من قبل الطالب للتفكير والتعلم والتوصل إلى المعرفة؛ لأن المعرفة إذا لم توضع في سياق يدخل الأعصاب وتصبح جزءا من ذاته يسهل نسيانها؛ لذا؛ قمت باختيار هذه الوسيلة رغم بساطتها، كونها تراعي خصوصية الكفيف، وتلبي حاجاته للتعلم، وتمكنه من توظيف قدراته وإمكاناته بشكل فاعل في عملية تعلمه.
 
وتمثلت المنهجية في صنع مخاريط بعدد الأصابع العشرة، ثم طباعة أرقام بارزة على المخاريط بطريقة بريل؛ واخترت الورق المقوى اللاصق لعمل المخاريط لمتانتها، وسهولة الطباعة عليها، وقلة تكلفتها؛ واتبعت الخطوات الآتية لترسيخها في ذهن الطالب مع تأكيد أن الإصبع يمثل عدد مرات التكرار، ورقم الجدول يمثل العدد المكرر، حيث كنت:
1-أرتب الأعداد تصاعدياً بحيث يلبس الطالب المخاريط الخمسة الأولى من اليسار إلى اليمين بدءا من الإصبع الصغيرة؛ لأن لغة بريل تقرأ وتكتب من جهة اليسار، وبعد حفظ الأصابع الخمسة الأولى ينتقل إلى الأصابع الخمسة الأخرى، ويتلمسها ويحفظها.
2-   أرتب الأعداد تنازلياً مع حفظ رقم مناظر لكل إصبع.
3-أبدأ بطرح الأسئلة على الطلاب بالترتيب ابتداء من الإصبع الصغيرة اليسرى عند العدد الذي يحمله المخروط في جدول (2) منتقلين من الإصبع الأولى وصولا للإصبع العاشرة.
4-أسأل كم مرة تكرر العدد (2) عند كل إصبع من الإصبع الأولى إلى العاشرة بالترتيب؛ وأثناء طرح الأسئلة يقوم الطالب بتلمس الأرقام وقراءتها.
5-أبدأ بطرح الأسئلة من غير ترتيب، مثلا: أطلب من كل طالب أن يمسك إصبعه السابعة والمطبوع عليها رقم (14) وأسأله كم عدد مرات التكرار؟ وما هو العدد المكرر؟
وبهذا أحددّ العددين اللذين ناتج ضربهما (14) ؛ ثم أختار مخروطاً مطبوعاً عليه العدد (45) مثلا، وأطلب من الطلبة لبس المخروط في الإصبع المناسبة، وأسألهم عن عدد مرات التكرار لهذا المخروط ؟ وما هو العدد المكرر؟ وبصورة مشوقة أوجدت روح المنافسة بين الطلبة.
 قمت بتطبيق العمليات الحسابية الأَربع: باستخدام اللوح المغناطيسي والكتابة بقطع مغناطيسية على شكل نقاط بريل، وتم التعامل مع اللوح بسهولة ويسر، وأتمنى أن أقوم بتطوير هذا اللوح واستخدامه بصورة أوسع، وصنع المخاريط من مادة بلاستيكية مطبوع عليها الأرقام بصورة بارزة تخدم الطالب مدة أطول؛ وكان من أهم الأهداف من المخاريط أن يقرأ الطالب بأكثر من إصبع؛ لأن معظم الطلاب يقرؤون بالسبابة فقط، فإذا تعرضت إصبع السبابة لأي طارئ يتوقف الطالب عن القراءة تماماً.
 
ولكثرة استفسارات الطالب الكفيف عن مفهوم التمثيل البياني وكيفية ذلك التمثيل، عرفت أن الطالب الكفيف ليست لديه صورة ذهنية عن الشكل والحجم واللون؛ ومن هنا أُلهمت بفكرة التجسيم لتوصيل وتوضيح تمثيل البيانات بالأعمدة والقطاعات الدائرية، واستخدمت خشب الفورميكا مختلف الملمس واللون، ومادة السيليكون لعمل فواصل بين القطاعات ليتلمسها الطالب ويتعرف على كيفية التمثيل بالقطاعات الدائرية والأعمدة؛ وبعد عرض الوسيلة على الطلبة وتلمسها وقراءتها طرحت عليهم أسئلة، وتأكدت من أن وسيلتي أوصلت المفهوم بصورة واضحة ولبت رغبة الكفيف وزادت ثقته بنفسه، وانعكس ذلك على مشاركته داخل الصف بعد أن كانت صورة التمثيل مجهولة وتكاد تكون معدومة عند بعض الطلبة.
 
أثر المبادرة في المجتمع المدرسي
   من حيث طبيعة التأثير والتفاعل مع المبادرة، فقد تبينتها من خلال تقبل طلابي للمبادرة وفهمها وتطبيقها والتعامل معها بسهولة، ومن خلال زيارة المعرض وعرض المبادرات أبدى كل من مديرة التربية والتعليم والمشرفين ومديرة المدرسة وزملائي المدرسين في مدرستي والمدارس الأخرى إعجابهم وتقديرهم، وأعربوا عن استعدادهم لتقديم كل الدعم لإنجاح المبادرة وتطبيقها.
   ومن الأنشطة التي قمت بتنفيذها، داخل الغرف الصفية اختبارات يومية بطريقة مسلية على شكل فوازير، وتكريم الفائز؛ وقيامي بعمل حصص دمج مع مدارس المبصرين بهدف دمج الكفيف وتبادل الخبرات، وبتنظيم معرض وسائل تعليمية على مستوى المحافظة لمادتي الرياضيات والعلوم وكانت الوسائل المعروضة تحاكي الكفيف بلغته والمبصر بمشاهدته.
 
عوامل النجاح في المبادرة
أهم ما ميز مبادرتي، خدمتها فئة خاصة من الطلبة لها احتياجاتها الخاصة وتتطلب أساليب تدريس ووسائل تعليمية ملائمة لها، كما ميزها تعميقها المفاهيم وتوسيعها المدارك العقلية ومهارات الإبداع لدى الطالب، وتلبيتها حاجة ملحة للطالب الكفيف في مبحث الرياضيات بوجه خاص، حيث أصبح الكفيف يتقن العمليات الحسابية الأربعة. ومن جهة أخرى، فقد كان من دواعي سروري أن أسمع زميلاتي المعلمات الكفيفات يسألنني كيف توصلت إلى هذه الفكرة؟ لقد كان سؤالهن بحد ذاته عاملا مهما في تشجيعي ونجاحي واستمراري. أما أولياء الأمور، فرغم أن مشاركتهم كانت محدودة، إلا أنهم تقبلوا الفكرة واعتبروا أن المبادرة مشوقة، وأنها أسهمت في تنمية حب الاستطلاع والاكتشاف لدى الطالبات ووسعت مداركهن.
 
التعاطي مع التحديات والصعوبات
   من الصعوبات التي واجهتني في المخاريط ضعف حاسة اللمس عند بعض الطلبة الكفيفين أو عدم مقدرتهم على اللمس إلا بيد واحدة، فاستبدلت بخامة الورق المطبوع عليه خامة أكثر بروزاً ووضوحاً بالنسبة إلى استخدام ثني الأصابع لعدم قدرة بعض الطلاب على ثني أصابعهم لسبب ما؛ وقمت بتجسيد الوسيلة باستخدام خامة الصول واسكتش المزدوج على طبق من البلجال ليتعامل معها الطالب بسهولة؛ أما في التمثيل؛ فقد استخدمت خامة أكثر بروزاً وملمساً مثل الأرز، والخيش، والسيليكون، والألوان الزجاجية، والجلتر.
 
تطلعات مستقبلية
هناك أفق لتعميم المبادرة من خلال:التعاون مع وزارة التربية والتعليم العالي، ومديريات التربية في المحافظات والمؤسسات الأهلية التي تعنى بذوي الاحتياجات الخاصة. والتعاون مع المشرفين ومعلمي مادة الرياضيات في المدارس، والاستعانة بشبكة المعلومات الانترنت.
 
ختاماً؛ أود أن أذكّر بما اكتسبته من مبادراتي وهو أن لا مستحيل؛ لأن التحدي لا يكون بالنجاح في الوصول إلى القمة، وإنما بالمحافظة على البقاء في هذه القمة،ولقد تعلمت الصبر والتأني في عمل أي شيء، وأن الفكرة الصغيرة يمكن أن تصبح كبيرة والأمور ليست بحجمها أو بثمنها وإنما بقيمتها العلمية والأدبية، وأَن لكل فئة طريقة للتعامل معها، كلٌ حسب حاجاته وخصوصيته وبيئته، وأن التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة في جميع المجالات متاح وممكن؛ ولعلي أكون قد أوصلت المعلومة بطريقة يستفيد منها الطالب علمياً وعملياً. 
 
المبادرة كما رآها آخرون
 
"يمكن وصف المبادرة بالريادية وفكرتها مبتكرة وتخدم شريحة مهمة من المجتمع لها احتياجاتها الخاصة"
لجنة التقييم- إلهام فلسطين
 
"أضافت هذه المبادرة وسيلة جديدة تعني الشيء الكثير للطالب الكفيف وتلبي حاجاته وتنمي مهاراته في إجراء العمليات الحسابية بسهولة"
 
زميلات المعلمة سلام هب الريح
 

 

Elham.ps Elham.ps Elham.ps Elham.ps
تصميم و تطوير