المهنة: معلمة -المدرسة الإسبانية الثانوية للبنات مديرية: رام الله والبيرة.

المؤهلات الأكاديمية والمهنية:

·        ماجستير جغرافيا.

·        دورات تدريبية،ومنها: المواطنة، والوساطة الطلابية، والقياس والتقويم .

أبرز الأنشطة التربوية والمجتمعية:

·        تعليم الاجتماعيات والتربية المدنية لعدة صفوف.

·        التنسيق لمشاريع في المدرسة ، مثل: المواطنة، والوساطة الطلابية،

وحوسبة دروس علمية( جغرافيا)، والقانون  الإنساني الدولي، ومشروع الحد من العنف.

شاركت مدرستنا في آذار عام 2005 في دورة تدريبية ضمن مشروع المواطنة الذي رعاه مركز إبداع المعلم، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم العالي، بهدف دمج المجتمع المدرسي بالمجتمع المحلي، وتوفير المعرفة، والمهارات، والتجربة العملية المخطط لها بشكل يبني الشعور بالأهمية والفعالية في أذهان الطلبة، ويعزز ثقة الطلبة بأنفسهم وبقدراتهم ويساعدهم في تعرف  مكامن قوتهم، ويعمل على غرس روح المبادرة والمسؤولية والعطاء والقيادة؛ بحيث يتم من خلالها تعرف مشكلات المجتمع،ومحاولة الوصول إلى جذور المشكلة وأسبابها والمشاركة في وضع الحلول والاقتراحات والتوصيات البناءة، بما يخدم المجتمع، ويعزز قدرة الطالب على التعبير عن ذاته، ويدفع لتبني حب الاستطلاع والاستكشاف ومهارات البحث والتفكير، وذلك عندما يلجأ الطالب إلى تطوير سياسة عامة فعالة من خلال المبادرة يؤخذ بها، ويتم صوغها ضمن التشريعات والسياسات الوطنية العامة.

 

ومن بين عشرات الحالات التي اقترحتها الطالبات، تم اختيار مشكلة التلوث في مستشفى رام الله الحكومي لتكون موضوع البحث، وتم ذلك وفق منهجية الحوار والنقاش والاستماع إلى مختلف الآراء، ومن ثم الاختيار تبعا لرأي الأغلبية بعد التصويت الديمقراطي، وقامت طالبات الصف التاسع والبالغ عددهن 30 طالبة بالبحث والدراسة ضمن مادة التربية المدنية ليكونا تطبيقا عمليا للمنهاج المقرر، حيث قمت بتقسيم الفريق إلى أربع مجموعات، على رأس كل مجموعة قائدة للفريق يتم من خلالها تنفيذ المهمات والتنسيق وتطبيق خطة العمل.

 

صقلت المبادرة شخصية الطالبات خارج الإطار المدرسي، وولّد لديهن شعورا بأهمية دورهن في المجتمع وإمكانية التأثير به، كما لاقى موضوع البحث اهتماما واسعا في أوساط المواطنين والمسؤولين وصناع القرار، لما أثاره من حساسية لدى المواطنين باعتباره يمس حياتهم على نحو مباشر، وكانت إثارته بالوثائق والصور دافعا لإدارة المستشفى لاتخاذ إجراءات سريعة وعاجلة تمت ملاحظتها،مثل:عملية تنظيف الممرات والمطبخ، وإعادة صيانة قسمي الأطفال والولادة، وتغيير طاقم النظافة التابع لشركة العراقي الخاصة.

 

كما أن المبادرة عززت روح الانتماء لدى الطالبات ومكنتهن من الانخراط الهادف والإيجابي في الحياة المدرسية،وفي التعامل مع مشكلات مجتمعهن المحلي بمسؤولية. وتبين ذلك عندما قام الفريق بوضع عدد من السياسات والاقتراحات مع ذكر سلبيات وإيجابيات كل اقتراح، وعرضها أمام المسؤولين دون تردد، وقدرته على طرح نتائج عمله بطرق مقنعة،وقد عمل الفريق بجد ومثابرة دون ملل أو ضجر، وتولدت رغبة ذاتية لطالبات أخريات من صفوف أخرى للمشاركة في العمل والقيام بأنشطة دون تكلف، مثل زيارة مكب نفايات رام الله والبيرة والتقاط الصور، وعمل منشورات ومطويات، ولوحظ ذلك أثناء عرض المشروع عندما قام الفريق بذكر أسماء المسؤولين والحوار الذي دار بينهم وبين المسؤولين أمام الجميع على المستويين المحلي والإقليمي، ونقاش المشروع على مستوى الدول العربية والذي أظهر بما لا يدع مجالا للشك تحلي الفريق بروح القيادة والتحدي، واقتراح الطالبات إشراك أبناء المسؤولين في العمل كوسيلة من وسائل الحصول على المعلومات لكون أولياء أمورهن مسئولين يمكن الاستفادة من علاقاتهم، واستخدام وسائل الإعلام للحصول على معلومات لم يحصلن عليها، مثل إجراء مقابلات مع أطباء طلبوا التحفظ على أسمائهم، وقيام الفريق بتنظيم مسيرة مكونة من طالبات المدرسة اتجهت نحو المستشفى، وتوزيع منشورات ونشرات على المحلات التجارية والمؤسسات وفي الشارع لإثارة المشكلة، ونشر قصص وروايات تحكي معاناة أشخاص من الوضع الصعب في المستشفى،ومما تم إحداثه وتعزيزه تقبل الطالبات لمبدأ العمل كفريق، وتقبلهن لاختيار قائدة من بين صفوفهن رغم كونهن زميلات من نفس المستوى والعمر، وتقبلهن لتلقي التعليمات من قيادة الفريق وتقبل القيادة انتقادات الفريق أثناء العمل.

وكان من الأهداف الإستراتيجية للبحث، التغيير في منهجية التفكير لدى المسؤولين من أجل الاهتمام بالمواطن وحياته والممتلكات العامة، وفق نصوص وتشريعات عامة تبنى على مبادئ المحاسبة والثواب والعقاب، وليس في مستوى عمليات جراحية تجميلية، الهدف منها تهدئة الخواطر وإنقاذ المسؤولين، ونفذت خلال العمل مجموعة أنشطة وأساليب قادت لتحقيق المشروع لأهدافه بأفضل النتائج وأقل التكاليف حسب الميزانية المقرة للمشروع وقيمتها 300 شيكل وضمن الوقت المحدد بشهرين؛ وهو ما يعني استخدام نموذج الإدارة الرشيدة الناجعة لأي مشروع آخذين بعين الاعتبار عوامل الزمن ورأس المال ونوعية النتائج والمخرجات، في تحقيق الأهداف.

 

كان إصراري وإصرار الطالبات على النجاح والتفوق والتميز، دافعا للعمل بجد ومثابرة وتفان لإنجاح المشروع خلال وقت الدوام، وبعده، والتبرع بالمصاريف الشخصية واستخدام أدواتنا الخاصة مثل الكاميرات.

وكانت استجابة الرأي العام متناسبة مع حجم المشكلة والتفاعل معها وإثارة وسائل الإعلام لها؛ وتمثل ذلك بقيام تلفزيون القدس التربوي باستضافة ممثلي فريق العمل، وإجراء إذاعة فلسطين مقابلة مع ممثلي وزارة التربية والتعليم ومركز إبداع المعلم وفريق العمل، ومن جهة أخرى، قامت إدارة المستشفى بطلاء قسمي الأطفال والتوليد وصيانتهما وتنظيف الممرات والمطبخ، وتغيير طاقم التنظيف واستبدال فريق آخر به ضمن الشركة المتعاقدة مع المستشفى لأعمال التنظيف، واستجابة كثير من المسؤولين وتشجيعهم لفريق العمل والسعي لطرح بحثهم في أعلى المستويات؛ أما فريق العمل، فقد تم تكريمه على المستويات المحلية والإقليمية والدولية، ومكافأته ماديا ومعنويا.

 

واجهت المبادرة مجموعة من الصعوبات تمثلت بمنع مسؤولي المشفى للفريق من العمل بحرية داخل أقسام المستشفى، ومنع التصوير، وتعرض الفريق للحجز من أفراد الشرطة المتواجدين داخل المستشفى، وتهرب مدير المستشفى ووزير الصحة من المقابلات والإجابة عن الأسئلة بحجة السفر، أو للتعلل بعدم توافر الوقت، دون تناسي حساسية الموضوع والخوف من الاتهام بالتقصير في أداء المهمات.

ورغم هذه الصعوبات، إلا أنني عملت للتغلب على ذلك بالتنسيق المسبق مع ذوي الطالبات بمواعيد الخروج للعمل الميداني، وإعلام الأهل بوقت التأخير وطمأنتهم أولا باول، وإتاحة المجال للراغبين منهم بمرافقة بناتهن أو نقلهن إلى مكان العمل بسياراتهم الخاصة، وتنسيق الوقت وتوزيع المهمات بين أعضاء الفريق والفرق الأربع؛ بما يضمن إبداء الأهمية للدراسة وعدم تأثير العمل بالمشروع على تحصيلهم الأكاديمي، وذلك بزيادة عدد أعضاء الفريق وتقليل المهمات وتولي منسقة المشروع أعمال التجميع والتحقق والتوثيق؛ أما بالنسبة للمستشفى؛ فقد تم التقاط أكثر الصور بشكل سري حيث تم دخول الفريق إلى أقسام المستشفى بانفراد وعلى شكل زوار دون معرفة المسؤولين، وإجراء مقابلات مع مسؤولين آخرين لهم دور كبير في متابعة العمل.

 

كلي أمل أن يقوم الفريق الذي قمت بتدريبه بتوسيع نطاق التجربة إلى مستويات أكثر شمولية في مختلف مكونات المجتمع، وتعميم تجربة كيفية اختيار موضوع للبحث على درجة عالية من الأهمية والحساسية عبر دراسة وضع المجتمع، والتقصي، والتحقق ضمن التخطيط السليم والتوظيف الأمثل للمخرجات والنتائج، وأن يقوم الفريق بنقل التجربة إلى مواقع أخرى من خلال قيام فريق المبادرة بإعداد فرق عمل وتدريبها، وتعزيز النشاطات اللامنهجية من خلال المخيمات الصيفية التي تقوم بها وزارة التربية والتعليم العالي، ويمكن ضمان استمرارية العمل من خلال نشر البحث بكامله في كتاب وتطوير موقع إلكتروني لتعميم المبادرة وسهولة التواصل مع فريق العمل، لضمان نقل التجربة بشكلها الصحيح.