إيمان نواف أبو شملة
الدورة الأولى
"تكنولوجيا المعلومات بعيداً عن الإدمان"
المهنة: معلمة في مدرسة بنات رمانة الأساسية- منطقة نابلس- وكالة الغوث.
المؤهلات الأكاديمية والمهنية:
· بكالوريوس رياضيات وتكنولوجيا معلومات، وماجستير في أساليب تدريس تربوية.
· عدة دورات تدريبية في اساليب التدريس وتوظيف التقنيات التربوية
أبرز الأنشطة التربوية والمجتمعية:
· تعليم مادتي الرياضيات والحاسوب لعدة صفوف، وإعداد أوراق عمل تربوية بخصوص النشاطات الطلابية.
· إعداد النشاطات الطلابية في المناسبات الاجتماعية والوطنية، والمشاركة في ورشات عمل مثل اعداد الكوادر والقيادات، وتمثيل المدرسة في نشاطات ومسابقات علمية.
وصف موجز للمبادرة ومبرراتها
هي مبادرة دمجت من خلالها محورين من محاور التميز في الممارسات التربوية الملهمة في برنامج إلهام فلسطين، وهما: محور أساليب التعليم والتعلم، ومحور الإعلام وتكنولوجيا المعلومات والاتصال، بهدف تفعيل العملية التعليمية من أجل تنوير الطالبات بالإمكانات الهائلة التي تتضمنها تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وحفزهن على استخدام هذه التكنولوجيا بطريقة مبدعة.
وكمعلمة للحاسوب في مدرسة بنات رمانة الأساسية التابعة لوكالة الغوث، دربت مجموعة من طالباتي -في الصف التاسع الأساسي -على استخدام بعض تقنيات الوسائطالمتعددة (Multimedia) التي تشمل الصوت، والنص، والصورة، والحركة، والفيديو في البرمجية وبشكل خاص باستخدام برنامجيPOWER POINT و Ulead Video Studio كجزء من توظيف ICT في التعليم، وذلك بغرض دعم التعلم، وإنتاج مشاريع ريادية تستطيع الطالبة الفلسطينية من خلالها مخاطبة الرأي العام العالمي عن قضيتها وآمالها وآلامها بأسلوب حضاري، وكان مما شجعني على الاستمرار في المبادرة أن جانبا من هذه الممارسات ينفذ تحت مشروع خطة التطوير التي تنفذها وكالة الغوث في مدارسها؛ وأنا كعضو من فريق التطوير في المدرسة أقود بمبادرة ذاتية منيمحور توظيف التكنولوجيافي التعليم، وطرق التعليم والتعلم.
أثر المبادرة في المجتمع المدرسي
أنتجت طالباتي بعد الخضوع للتدريب عرض Photo- Graphic (فوتوغرافي) يدمج الصوت والصورة لموضوعات من صميم الواقع والبيئة الفلسطينية؛ إذ تقع قريتنا ضمن منطقة الجدار العازل المخترق لأراضيها؛ مما أوجد لدى الطالبات دافعا قويا لإيصال قضية أهالي القرية- التي هي جزء لا يتجزأ من قضيتنا الفلسطينية- إلى العالم، علاوة على مواضيع ثقافية واجتماعية وتعليمية وترفيهية متنوعة. وتمت الاستفادة من إمكانات التكنولوجيا وتقنياتها كجمع الصور بكاميرا رقمية، وإجراء العرض من خلال تدريب طالباتي لإنتاج مشاريع إبداعية إثرائية تنمّي مهارات التفكير العليّا وتراعي الفروق الفردية.
عوامل النجاح في هذه المبادرة
لا شك أن هناك عوامل ساهمت في إنجاز هذه المبادرة، وبرأيي أن أهم هذه العوامل كان الجهد المضني الذي بذلناه جميعا في المدرسة لإيصال الكهرباء إليها؛ حيث أن الوضع الخاص الذي كان لقريتنا "رمانة " التي تقع في أقصى الشمال للضفة الغربية بالقرب من حاجز سالم العسكري وظرفها الأمني، جعلها تتخبط في الظلام سنوات طويلة، وكانت واحدة من مجموعة قرى وصلتها الكهرباء في مرحلة متأخرة؛ ولكن ذلك كله لم يكن عائقا أمام الإصرار للتحسين والتطوير، فعملت قصارى جهدي لإيصال الكهرباء للمدرسة بالتعاون مع المجلس القروي وإدارة المدرسة من خلال مولدات خاصة وإيصال الكهرباء لكل جهاز حاسوب في الطابق الثالث للمدرسة حيث مختبر الحاسوب، وبقينا على هذه الحال المرهقة حتى وصول الكهرباء للقرية مطلع 2008، وكان من حسن الحظ حصولي على دعم كامل من مديرة المدرسة والمجلس القروي الذي تعاون مع المدرسة بدرجة كبيرة لحل المشاكل التي واجهتها، وخاصة في مجال توفير الكهرباء.
والجميل في الأمر أنالتعاون كان أساسا للنجاح في مبادرتي هذه؛ إذ كان الجميع يبحر في القارب نفسه وفي الاتجاه ذاته، وكما أن للنجاح سلالم لا نستطيع أن نرتقيها وأيدينا في جيوبنا؛ كذلك كانت مشاركات أصحاب العلاقة داعمة وموجهة لنجاح العمل، وكان لدي شخصياً دافع قوي لتعويض المعاناة التي واجهها جميع طلاب وطالبات قريتي على السواء، من صعوبات في التنقل بسبب الحواجز المقامة على مداخل القرية وانقطاع الكهرباء لظروف أمنية خاصة بوضع القرية، ومبعث دافعي كان رد الجميل لقريتي الحبيبة التي أعمل فيها معلمة في ذات المدرسة التي تخرجت فيها وعدت إليها مربيّة.
ولا أنسى إقبال طالباتي ورغبتهن العارمة في تعلم البرامج الحاسوبية؛ الأمر الذي جعلني َلا آبه بوقت استراحتي الخاص فكنت أقضيه بين طالباتي في مختبر الحاسوب؛ بل كنت أجد في هذا الوقت جلّ المتعة رغم ضيق وقتي، وقلة حصص الفراغ لدي للالتزامات المدرسية الأخرى ولالتحاقي ببرنامج الدراسات العليا في المناهج وطرق التدريس في جامعة النجاح الوطنية،وعدم وجود نظام التفريغ للمعلم المسئول عن المختبر.
التعاطي مع التحديات والصعوبات
أكبر تحد واجه مبادرتي في بدايتها كان الوضع الخاص الذي كان لقريتنا "رمانة" التي تخبطت في الظلام سنوات طويلة قبل أن تصلها الكهرباء في مرحلة متأخرة؛ ولكن ذلك كله لم يكن عائقا أمام الإصرار للتحسين والتطوير، حيث لعبت دورا رئيسا- إلى جانب إدارة المدرسة والمجلس القروي -لإيصال الكهرباء للمدرسة من خلال مولدات خاصة.
أما بالنسبة للوقت؛ فرغم ضيقه وعدم وجود وقت كافي لتنفيذ المبادرة، إلا أنني كنت أجد نفسي وبشكل لا إرادي أتوجه -حتى في الاستراحة- لمختبر الحاسوب، لأزود طالباتي بما يردن تعلمه عن البرنامج لإنتاج مشاريع مفيدة، لما لمسته من شغف لديهن في التعامل مع الحاسوب؛ وكنت على يقين من أن هذا الجهد لن يبقى دفين أسوار المدرسة.
تطلعات مستقبلية
سيأتي بإذن الله يوم أحدث فيه العالم عن مبادرتي و ستنطق به نتاجات طالباتي؛ وهذا ما أتاحته لي مبادرة إلهام فلسطين ،وكم أشعر بالرضا عندما أرى طالباتي يأتين مسرعات نحوي ليطلبن المزيد من المعرفة ليشعرن بذواتهن، وبقدرتهن على التغيير وإنتاج مشاريع مفيدة (عروض بالوسائط المتعددة) توصل صوتهن إلى العالم، وتخبره عن حقيقة قضيتهن والوجه المشرق لفلسطين.
وكم أشعر أيضا بالرضا والعزة عندما أجد طالباتي يحولن الخبرات المؤلمة، من الألم والمعاناة والحصار والظلم والتي تحول دون حقهن المشروع أسوة بأطفال العالم من الصحة والتعليم؛ يحولنها بتصميمهن وباستخدام وسائل التكنولوجيا الهادفة إلى خبرات تعليمية مفيدة وناجحة تخبر العالم عن آمال الطالب الفلسطيني وآماله في الريف والمخيم والمدينة.
وإن دلت مبادرتي على شيء فإنما تدل على مدى الانسجام والتفاهم الذي حققته بين المعلم والطالب باستخدام هذا الأسلوب من التعلم، وعسى أن تشكل المبادرة تميزاً للطلبة الفلسطينيين، رغم جميع الظروف القاهرة المحيطة بهم.
المبادرة كما رآها آخرون
|