Elham.ps
Ar|Eng
Elham.ps Elham.ps Elham.ps
الرئيسية » سفراء إلهام »   17 نيسان 2008طباعة الصفحة

مدرسة بنات شويكة الأساسية

 

 الدورة الأولى
"المدرسة بيت آخر لأطفالنا"
 
·        تأسست عام2001 ، وتضم الصفوف من الأول وحتى الخامس الأساسي.
·        مدير المدرسة: عائدة ابو شمط
·        عدد طلبة المدرسة: قرابة 500 طالبة.
·        الهيئة التدريسية: 23 معلمة من حملة الماجستير والبكالوريوس والدبلوم،ومرشدة تربوية.
·        تحوي المدرسة 12 غرفة صفية ومرافق تطويرية، منها: مختبر علوم حديث ومختبر حاسوب،.وهناك مشروع بناء إضافي للمدرسة. 
 

 

وصف موجز للمبادرة ومبرراتها
 شاركت مدرستنا التي تضم داخل أسوارها 450 طالبة من الصف الأول حتى الصف الخامس في مشروع "المدرسة صديقة للطفل" في وقت سابق، وحتى تكون المدرسة فعلا صديقة للطفل لا بد من إحداث تغيير إيجابي في جوانب عديدة تتعلق بالحياة المدرسية، ومن هذه الجوانب تمكين الطالبات وتعزيز ثقتهن بأنفسهن، وتنمية قدراتهن في المجالات المختلفة، وخفض العنف بأشكاله في المدرسة. وعندما بحثنا في أسباب العنف ودواعيه، تبين لنا أن الطالبات اللواتي يعانين من صعوبات في القراءة والكتابة هن أكثر فئة تتعرض للعنف وتمارسه؛ ومن هنا كانت نقطة البداية، فمبادرتنا تمس فئة من الطلبة قد يصعب معها العلاج في عمر أكبر، وجاءت على شكل تجربة إجرائية اعتمدت خطوات ممنهجة للتدخل مع الطالبات اللواتي يعانين ضعفا في القراءة والكتابة؛ مما أدى إلى ضعف شديد في تحصيلهن أثّر على ثقتهن بأنفسهن وجعلهن عرضة لأشكال مختلفة من العنف، وعلى رأسها العنف اللفظي الذي يترك أثرا عميقا على نفسية الطالبات وتقديرهن لأنفسهن.
 
فمن هنا انطلقنا؛ حيث كان هدفنا تمكين الطالبة الضعيفة من مهارات القراءة والكتابة؛ مما يحسن الأداء ويساعد في صقل شخصيتها، وتحسين نظرتها للمدرسة، وزيادة دافعيتها للتعليم والتعلم، وجعل المدرسة مكانا آمنا تنجذب إليه ولا تنفر منه، واستطعنا تنفيذ الأنشطة الآتية :
 أولا: قمنا في بداية العام الدراسي 2006/2007 بحصر الطالبات الضعيفات ذوات المهارات القرائية والكتابية المتدنية وعددهن 25 طالبة في الصفوف من الثالث حتى الخامس، وذلك بناء على ملاحظات معلمات الصفوف، وقمنا بتطبيق اختبار تشخيصي لتحديد مواطن الضعف لديهن.
 ثانيا: أجرينا مسحا اجتماعيا بسيطا استند إلى البطاقة التراكمية ومعرفتي الشخصية بأسر الطالبات كوني من نفس القرية لتعرّف الظروف المحيطة بكل طالبة، ومن ثم قامت المرشدة التربوية بدعوة أولياء أمور الطالبات لتسويق الفكرة وتقديم المساعدة إيمانا منا بأن دور الأسرة لا يقل عن دور المدرسة،وقمت أنا والمرشدة التربوية في بعض الأحيان بتشكيل أسر بديلة للطالبات اللواتي يعانين من اليتم الحقيقي أو الاجتماعي حيث كنت شخصيا أتابع الطالبة التي ليس لها غطاء أسري، ووفرت لها القرطاسية اللازمة وتابعنا كل أعمالها الكتابية. 
ثالثا: تم تشكيل الفريق المعالج المكون من ثلاث معلمات والمرشدة، وأعددنا الخطط بجداول زمنية وإجراءات واضحة ومحددة، ووسائل تقويم تتناسب مع الأهداف،واتفقنا على أن تكون هناك حصة صباحية يومية، ووضعت المرشدة التربوية خطة موازية ومتزامنة لتوفير الدعم والإرشاد التربوي والنفسي والأنشطة التي تحبب الطالبة بالمدرسة، وتعزز من إقبالها ورغبتها في التعلم.
 
أثر المبادرة في المجتمع المدرسي
  كانت غرفة المعالجة، أو كما أسماها مدير التربية والتعليم غرفة العناية المكثفة، غرفة مشوقة مما جعلالتعلّم أكثر تشويقاً وتحفيزاً، وأكثر معنى، وارتباطاً بالبيئة الصفية، وأكثر احتراماً للتكوين الفريد لكل طالبة، وأكثر استجابةلحاجات وأساليب تعلمها، واحترام طرائقها الخاصة في التعبير عن ذاتهاوآرائها واحتياجاتها،وكان فريق "المدرسة صديقة الطفل" داعما ومعززا ومبرزا لإنجازاتهم، واستطعنا أن نكشف عن مواهب وقدرات ورغبات لدى الطالبات فاجأت الجميع .
 
وقد وجدنا في كل طالبة شيئا يستحق التقدير والتطوير؛ ففي ذلك الكيان الصغير المنبوذ والمنطوي، أشياء جميلة كثيرة ورغبات وطاقات استطعنا أن نزيل حاجز الخجل والخوف عنها كما تزيل التراب عن معدن ثمين فتستمتع ببريقه الخلاب؛ وبدأنا، بعد أقل من أسبوعين من بداية التجربة، نلمس تغيرا إيجابيا في شخصية الطالبة حيث تعززت ثقتها بنفسها وأخذت تطالب بحقها في أن تكون عضوا مشاركا في أنشطة المدرسة المختلفة. فمنهن من أصبحت زهرة في فرقة الكشافة، وأخرى طلبت أن تكون في فرقة الاحتراس على الطرق، وأخريات طلبن المشاركة في مشروع براعم الرياضة، وفي الإذاعة المدرسية، واليوم المفتوح؛ فبعد أن كانت هذه الفئة من الطالبات شبه منبوذة ومنسية وفي موقع سخرية وإهمال من قبل زميلاتهن تغير الوضع ،وأصبحن يفتخرن بأنفسهن ويشتركن في الأنشطة والفعاليات المدرسية.
 وطرأ تحسن ملحوظ لدى 60%من طالبات الفئة المستهدفة في مهارتي القراءة والكتابة وقلت المشكلات والعنف اللفظي والجسدي بشكل ملحوظ، وتعزز الاتصال والتواصل مع أولياء الأمور حيث أصبحوا يرون في أطفالهم ما يزيدهم ثقة بأنفسهم وقدرة في مواجهة المعلمات بثقة والتحدث بانفتاح حول مشكلاتهم؛ مما زاد الدافعية لزيارة المدرسة والتواصل معنا.
 
عوامل النجاح في المبادرة
 رغم أنه لم تكن هناك إمكانية لتقديم حوافز للفريق المعالج في أثناء العمل، إلا أنني ومجلس الأمهات وفي اليوم المفتوح الذي حضرته شخصيات رسمية واعتبارية وأولياء أمور قدمنا الهدايا الرمزية لهن؛ وقام مدير التربية والتعليم بتقديم الشكر للمديرة والمعلمات على الإخلاص والتفاني في خدمة الطلبة، وقال إن هذه المدرسة من أفضل المدارس على مستوى الوطن وطالب المشرفين التربويين بنقل التجربة إلى مواقع أخرى.
 
وعندما أجرينا عملية تقييم شاملة للتجربة بعد ثلاثة أشهر، وجدنا أننا اكتسبنا خبرة نوعية في التعامل مع فئة ضعاف التحصيل ومساعدتهن على اجتياز مشكلاتهن، وزاد مستوى تقبل المعلمات والطالبات لهذه الفئة من الطالبات؛ وأثبتنا أن في شخصية كل طفل ما يستحق الاهتمام، وأن جميع الأطفال يستطيعون أن يتعلموا ولكنهم بحاجة إلى الوقت الكافي حسب حاجة الطفل وخصوصية تكوينه. وقد تحسنت قدرة الطالبات على القراءة والكتابة بنسبة تراوحت بين 30-50% عدا عن التطور الايجابي والكبير في شخصياتهن؛ مما أدخل الشعور بالفرح إلى نفوس ذويهن لانخراط بناتهم في صفوفهن على نحو أفضل من السابق، ولزيادة دافعيتهن وحبهن لمدرستهن.
 
  كما أصبحت مدرستنا نموذجا للارتقاء في مهارات العمل التعاوني، وتعزيز الانتماء والتفاني والإخلاص داخل المدرسة وخارجها، حيث ساد الشعور بالاطمئنان والرضا التام لأنه ليس من ورائها إلا مرضاة الله ومساعدة هذه الفئة الأحوج لدعمنا في المدرسة والسعي لرفعة مدرستنا وتميزها؛ كما تعززت ثقة الآخرين بقدراتنا في التعامل مع هذه القضايا فاكتسبنا السمعة الطيبة؛ فبالتعاون مع مديرية التربية والتعليم دعينا لورشة عمل تبحث في التحصيل، حضرها النائب الفني ورئيس قسم الإشراف ورئيس قسم الإدارات المدرسية وعدد من مديري ومديرات المدارس، تحدثت فيها عن تجربتنا من أجل تعميمها. كما أصبح ينتقل إلى المدرسة طلبة من خارج التجمع السكاني من القرى المجاورة، ونجحنا في لفت نظر المسئولين في مكتب التربية إلى أن لا شيء مستحيل إذا توافرت الإرادة والإخلاص وصدق النيات، ورفعنا شعارا ينادي بالعمل الجماعي حيث أن العمل الفردي غير مجد ولا يستطيع معالجة القضية من جميع جوانبها؛ فأنا أحتاج للأخصائي النفسي والاجتماعي وولي الأمر كحاجتي للمعلم، لأن إحداث التغيير في البشر يحتاج إلى تضافر جهود ووقت واستمرارية ومتابعة وصبر.
 
التعاطي مع التحديات والصعوبات
 من التحديات التي واجهتنا في تنفيذ هذه المبادرة قضية التعامل مع الفروق الفردية المتفاوتة بين الطالبات، فلكل طالبة تكوينها الفريد ولكل منهن حاجاتها ومشكلاتها، الأمر الذي تطلب التعامل مع الطالبات بشكل جماعي لدى وجود مشكلات مشتركة، والتعامل مع الطالبات بشكل فردي حين كانت توجد مشكلات أو حاجات خاصة، وبالتالي كان هناك تفاوت في الزمن اللازم من طالبة لأخرى.
 
ومن الصعوبات التي برزت لنا أن المبادرة شكلت عبئا إضافيا على الفريق المعالج، وواجهنا مشكلة عدم التزام بعض الطالبات بالحصة الصباحية أو الحضور دون القيام بالواجب البيتي، فهن لم يتعودن على تحمل المسؤولية، ففكرنا بتنفيذ عقود لإشعارهن بالمسؤولية وأهمية الالتزام كما لوحنا بحرمانهن من الأنشطة؛ وبهذا تغلبنا جزئيا على إحدى الصعاب الرئيسة الخارجة عن إرادة المدرسة، وهي تغّيب بعض الطالبات عن بعض حصص المعالجة مما يعوق تقدمهن مثل قريناتهن،ومن الصعوبات أيضا شعور بعض المعلمات بالإحباط من نسبة التحسن الضئيلة لدى طالبات اللواتي لديهن صعوبات التعلم لا نستطيع التعامل معها، إلا أننا نجحنا في اكتشاف جوانب مضيئة في شخصية كل واحدة منهن.
 
تطلعات مستقبلية
 ما زالت تجربتنا مستمرة، وأصبح التركيز فيها على العلاج داخل غرفة الصف وخاصة في الصفين الأول والثاني بدلا من إخراج الطالبات إلى غرفة خاصة بالعلاج؛ وأصبحت لدينا الخبرة والمسئولية العالية في التعامل مع قضايا الضعف في التحصيل في المهارات الأساسية في القراءة والكتابة، ونأمل أن نطور هذه المبادرة لتمتد وتشمل معالجة جوانب الضعف لدى الطالبات في المهارات الأساسية في الحساب.
   وفي بداية هذا العام أيضا حصلت المدرسة على نصف مركز تعليمي إضافي من أجل تخفيف العبء الوظيفي عن المعلمات، وتوجنا هذا النجاح الذي نفخر به بحصولنا على تمويل بقيمة 200 ألف دولار من الصندوق العربي، حيث تمت دعوة الدكتور سمير جراد ممثل الصندوق وهو ابن محافظة طولكرم ، فأعجب بتجربتنا هذه،ووعد بتوسعة هذه المدرسة عن طريق بناء قاعة للأنشطة وأربع غرف صفية، وفي غضون أيام سوف نباشر أعمال البناء. وسنجعل من مدرستنا مركز إشعاع يضيء لكل الطالبات مهما كانت حاجاتهن وقدراتهن ومشكلاتهن.
 

 

المبادرة كما رآها آخرون
 
 
·        "مدارس كثيرة تعاني من ذات المشكلة، لكن مدرسة بنات شويكة اعتمدت على قدراتها ومواردها الذاتية، متسلحة بالصبر والمثابرة والإرادة، وجمعت حولها كل الأطراف التي من شأنها المساهمة في حل المشكلة، فأبدعت في الجميع بين تحسين التحصيل العلمي ورعاية الصحة النفسية، إضافة إلى التأثير على خطط المعلمين"
·        "يمكن أن تكون هذه المبادرة قدوة حسنة وتعمم إجراءاتها على باقي مدارس المحافظة "
 
لجنة التقييم- إلهام فلسطين
 
 

 

 

 

     

 

 
 

  

 

Elham.ps Elham.ps Elham.ps Elham.ps
تصميم و تطوير