Elham.ps
Ar|Eng
Elham.ps Elham.ps Elham.ps

مدرسة بنات بيتين الثانوية

الدورة الأولى

" غذاؤك حياتك  "
 
 
·        تأسست عام 1964 في بيتين /مديرية تربية رام الله والبيرة.
** تضم الصفوف من الأول الأساسي حتى الثاني عشر أدبي.
·        مديرة المدرسة: فاطمة جمعة زيدان زيادة.
·        عدد طلبة المدرسة: 279 طالبة.
·        الهيئة التدريسية: 24 معلمة من حملة الماجستير والبكالوريوس والدبلوم،ومرشدة تربوية.
·        في المدرسة مرافق تطويرية عدة ، ومنها: مكتبة ضخمة، ومختبرات علوم، وصالة رياضة، ومختبر حاسوب بدعم من المجتمع المحلي.  

 

وصف موجز للمبادرة ومبرراتها
شهدت بداية العام الدراسي 2006-2007 ولادة فكرة مبادرة اختمرت في ذهني بصفتي مديرة لمدرسة بنات بيتين من جهة ،وعضو في إدارة "جمعية سيدات بيتين" من جهة ثانية، وهي جمعية يمكنها أن تقوم بتجهيز الأطعمة والمشروبات الصحية بالتعاون مع مؤسسة "جذور" المستعدة للإسهام في المشروع بالتدريب وتقديم بعض التكاليف،وسرعان ما قمت- كمديرة للمدرسة- بالاتصال بجمعية السيدات ومؤسسة جذور والتنسيق بينهما، وبوزارة التربية والتعليم الفلسطينية، لتنفيذ هذا المبادرة الصحية الوطنية.
كانت بداية المشروع بالتنسيق مع جمعية نساء بيتين لاختيار وانتقاء نساء ذات الحال المستور، حيث تم تدريبهن على مبادئ التغذية السليمة والطرق الصحية المتعارف عليها عالميا لإعداد الطعام، ثم تم توفير وتجهيز مطبخ تنطبق عليه المعايير الصحية ومعايير الأمن والسلامة لإنتاج وجبات غذائية صحية تحتوي على جميع العناصر الغذائية الضرورية لنمو صحي لطالبات المدرسة، وتم بيعها في مقصف المدرسة.
تضمنت المبادرة إجراء تغييرات في نظام المقصف المدرسي، وهو المعتمد الوحيد لتقديم خدمات تغذوية لطالبات المدرسة. لهذا؛- وبشكل مخطط، وبعيدا عن الحماسة والاندفاع المحكوم بالعاطفة، -قمت بمشاركة معلمات المدرسة بدراسة شاملة لأنواع الأطعمة والمشروبات التي تتناولها الطالبات، وخاصة في المقصف، وتصنيفها بحسب كثرة الطلب على كل منها، ثم توفير البدائل التغذوية الصحية المحلية والمناسبة للطالبات، وبعد أسابيع قليلة خلا المقصف من كل ما هو غير مرغوب فيه من طعام أو شراب ، وأصبح يستقبل كل يوم جميع أنواع الأطعمة والعصائر، مما صنعته الأمهات في "جمعية سيدات بيتين " من خبراتهن الخاصة أو تعلمنه من جداتنا الطيبات، مثل: مناقيش الزعتر، وأقراص السبانخ والجبن، وشطائر الفلافل واللبنة، والسمسمية، والفستقية، وجوز الهند، والقضامي (القضامة)، وكذلك العصائر والمشروبات الصحية.
وانطلقت مبادرتنا هذه من قناعتنا الراسخة أنه في ظل واقع فلسطيني متسم بقلة الموارد، وارتفاع نسبة فقر الدم بين الأطفال، وتدني مستويات التحصيل لدى الطلبة من جهة، وتنامي ثقافة استهلاك الأغذية المصنعة غير الصحية من جهة ثانية، تغدو الحاجة ماسة لمبادرات تغذوية تعمل على توفير أغذية صحية في بيئة المدرسة، وتساهم في علاج مشكلات سوء التغذية، وتؤكد أهمية إتباع العادات التغذوية السليمة عبر التنسيق المحكم بين البيت والمدرسة ومؤسسات المجتمع.
 
أثر المبادرة في المجتمع المدرسي
 اتخذت هذه المبادرة أساسا لها يتمثل في أن التغذية السليمة للأطفال أولوية صحية وتربوية، فهذه التغذية تشكل أحد العناصر الأساسية لنموهم وتنشئتهم السوية، وتؤثر تأثيرا مباشرا في نموهم الجسمي والعقلي، وتحسن تحصيلهم الأكاديمي؛ وهذا ما أثبتته الكثير من الدراسات.
 وأكدت المبادرة الدور البالغ الأهمية للمدرسة في تكوين الوعي والاتجاهات الإيجابية لدى الطلبة، شأنها في ذلك شأن البيت وغيره من مصادر تكوين الوعي والقيم؛ وقد يكون الواجب الملقى على عاتق المدرسة في ذلك أكبر من سواها، نظرا لما تتمتع به من خبرات خاصة واتصال مباشر بالطلبة، حيث يقضي الطالب معظم أوقات صحوته في بيئة المدرسة.
ومن جهة أخرى، رسخت هذه المبادرة مفهوم التربية الصحية ضمن محيط المدرسة، والتأثير في المجتمع المحلي من خلال مشاركته وتفاعله ودعمه لأنشطة المدرسة، وتزويده بالمعلومات الصحية، وغيّرت عادات غذائية سيئة لطالما تشبث بها أبناؤنا وبناتنا فترة طويلة، مثل الإكثار من تناول المشروبات الغازية والشيبس الذي تمكنت طالبات بيتين من مقاومته والتخلي عنه، ولسان حالهن يقول: (خلي زادك من خير بلادك).
وكان للمبادرة تأثير على الطاقم التعليمي في المدرسة، حيث تضمنت عقد دورات تثقيفية وتوعوية من أجل تمكين المعلمات من اكتساب المعارف والمعلومات المتعلقة بالتربية الصحية، وإدماجها في أنشطة صفية تساعد في تعديل سلوك الطالبات واستبعاد المفاهيم الخاطئة في تناول الوجبات السريعة غير صحية.
عوامل نجاح المبادرة
 رغم أنه كان للمديرة وللمعلمات الدور الأكبر في نجاح المبادرة، من خلال توعية الطالبات بأهميتها وضرورتها، إلا أن نهجا تعاونيا ملهما تجذر على طول مراحل العمل، فهناك "جمعية سيدات بيتين "التي قدمت بكل الحرص والحب البدائل ذات الجودة والنوعية الممتازة أيضا؛ والأمهات اللواتي صنعن الطعام اللاهج بالدعاء والتوفيق؛ والطالبات اللواتي شاركن في إعداد مقالات الإذاعة المدرسية، والرسوم، والمجلة الصحية والملصقات، وأعمال الدعاية الأخرى التي رافقت الحملة داخل المدرسة وخارجها؛ ومجلس الأمهات الذي لم يتوان لحظة عن تقديم المساندة، ونشر التوعية.
ولمّا كانت أسعار المأكولات الصحية، وموادها الخام مرتفعة، مما شكل عائقا أمام الطالبات لشرائها نظرا للوضع الاقتصادي الصعب، فقد بادرت مؤسسة "جذور" ودفعت مخصصات شهرية لشراء المواد الخام، مما ساهم بشكل واضح في استمرارية المبادرة.
ولم يقف نجاح المبادرة عند بوابة المدرسة، بل تجاوزه إلى أمهات وبيوت كثيرة في البلدة، بل الى مدارس أخرى في المديرية؛ وهو أمر يفتخر به فريق العمل، ويتمنى أن يعمم على مدارس الوطن كافة، فمبادرة مدرسة بنات بيتين عززت أهمية اعتماد الغذاء الصحي الوطني والمحلي بأساليب إبداعية، ودمجت في مشروعها الطيب مختلف المؤسسات ذات العلاقة، ومنها المدرسة، والمؤسسة النسوية، والمؤسسة الرسمية المشرفة، والمؤسسة الأهلية، ومجلس الأمهات؛ دمجتها جميعا، لإنتاج بديل وطني يمتلك جوانب قوة متعددة: تنموية، وصحية، وتعليمية، وتشاركية.
وتفاعل المجتمع المحلي بشكل إيجابي مع المبادرة، وتجلى ذلك باهتمام الأهالي بالتغير الإيجابي الذي حصل في السلوكيات والعادات الصحية والغذائية لبناتهم وتشجيعهن على الاستمرار، وبالمشاركة في بعض أنشطة وفعاليات المدرسة.
ولعل إشراك هذه الأطراف مجتمعة في تقديم الخدمات التغذوية، يبين بصورة واضحة الدور الريادي الذي يمكن أن تلعبه المدارس كمركز إلهام للتغيير بجوانب كثيرة، فهي ليست مجرد ركيزة للتعليم فحسب.
 
التعاطي مع التحديات والصعوبات
لم يكن تنفيذ المبادرة سهلا، فما أصعب تغيير العادات ولا سيما لدى الأطفال! وقد أدرك فريق العمل ذلك، فبادر لحملة توعية للطالبات استغرقت وقتا غير يسير، شاركت فيها المعلمات اللواتي تلقين تدريبا مكثفا من مؤسسة جذور بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم؛ ولأن الروحية التي بدأت بها المديرة والمعلمات كانت ملهمة، ولم تترك مجالا للصدفة، فقد أحكم طاقم العمل قبضته على كل الخيوط، فتم إدماج الأمهات، وتبين صوابية التوجه، عندما لعبت الأمهات دورا كبيرا في إنجاح حملة توعية الطالبات من جهة، ومقاومة ضغوط أصحاب البقالات الذين يبيعون الأطعمة والمشروبات المستوردة والضارة بالصحة.
 
ومن أهم التحديات التي واجهتنا في تنفيذ المبادرة نشر الوعي الصحي بين الطالبات والتأثير عليهن لاتخاذ قرار بالتوقف عن شراء الأغذية غير الصحية، وتم تجاوز ذلك بجهود مشتركة لي مع الطاقم التعليمي ولجنة الأمهات ومؤسسة جذور، حيث تم توزيع استبيان على الطالبات لمعرفة ما الذي يفضلن أكله من مأكولات سريعة التجهيز والعصائر بهدف تجميع فكرة عن كيفية التدخل ومن أين يجب البدء، ثم وضعت خطة للتدخل بالتعاون مع مؤسسة جذور. ومن الأمور الأخرى التي ساعدت في نشر الوعي الصحي مشاركة الطالبات في الفصل الدراسي الثاني في التنافس على كتابة وتوثيق تجربتهن مع التغيير الذي حصل في المقصف، وفي النهاية تم اختيار عدد من المقالات الهادفة والمؤثرة وإنتاج مجلة وزعت في القرية وخارجها.
 
تطلعات مستقبلية
كانت التكلفة المادية العالية لإنتاج الغذاء الصحي للطالبات، خاصة في ظل ارتفاع أسعار السلع الغذائية وتردي الوضع الاقتصادي للشعب الفلسطيني أبرز التحديات التي واجهت المبادرة ، وللتعامل مع هذه المشكلة، يمكن القيام بعمل مسح للمنطقة وللأسعار وتكاليف المنتجات، ثم التشبيك مع مدارس أخرى لبيع المنتجات فيها، ويمكن البحث عن مؤسسات تسهم في تمويل جزء من التكلفة.
وإلى جانب عملية التوعية والتثقيف الصحي التي تتم في المدرسة، فإننا نرى أنه لا بد من قيام الجهات المختصة على مستوى الدولة وبالتعاون مع المؤسسات المدنية ومنظمة الصحة العالمية بمراقبة المحلات التجارية التي يمكن أن تشتري منها الطالبات المأكولات الضارة بالصحة، وكذلك المصانع التي تقوم بتصنيع مواد غذائية تحتوي على مواد حافظة وصبغات.
المبادرة كما رآه الآخرون
"للمبادرة تأثيرات إيجابية ذات طابع اجتماعي وصحي، وتأثيرها على الطالبات مثير للاهتمام"
لجنة التقييم- إلهام فلسطين
"لاقت مبادرتنا التشجيع من المؤسسات الداعمة وكذلك من المجتمع المحلي، وتم تكريم المدرسة عدة مرات، وتلقى الطاقم التعليمي طلبات مشورة من البيوت حول كيفية توفير الغذاء الصحي للأطفال دون سن المدرسة. لقد لاقت المبادرة اهتماما واضحا من القرى المجاورة التي سعت لتطبيق البرنامج على المقاصف المدرسية في كافة المدارس"
فريق المبادرة في مدرسة بيتين
"المبادرة كانت ناجحة جدا، نثمن عاليا تعاون الجميع ونتمنى عليهم الاستمرار والإصرار على توفير الخيار الأفضل لطالباتنا، أمهات المستقبل، ومربيات الأجيال القادمة. إن ما تصنعه مدرسة بيتين اليوم هو جزء من عملية إعداد الأمهات للمستقبل. لقد أصبحنا الآن نعرف كيف نوفر الغذاء الصحي لطالباتنا، ولن تستطيع ضمائرنا أن تتحمل العودة مرة أخرى إلى ما هو ضار ومؤذ لصحة الطالبات. نأمل أن تطبق هذه المبادرة في جميع مدارس الوطن"
الهيئة التدريسية ومجلس الأمهات
 


 

Elham.ps Elham.ps Elham.ps Elham.ps
تصميم و تطوير