المدرسة الإسبانية الثانوية
الدورة الأولى
"وساطة الأقران تجربة للعيش بانسجام"
· تأسست عام 2004 في البيرة مديرية : رام الله والبيره.
** وتضم الصفوف من الخامس الأساسي وحتى الثاني عشر الأدبي.
· مديرة المدرسة: إيمان حمايل
· عدد طلبة المدرسة: 550 طالبة .
· الهيئة التدريسية: 26 معلمة من حملة الماجستير والبكالوريوس والدبلوم ، ومرشدة تربوية.
· توجد في المدرسة مرافق تطويرية،ومنها: مكتبة، ومختبرات علوم، وصالة رياضة، ومختبر حاسوب.
وصف موجز للمبادرة ومبرراتها
لا تزال ظاهرة العنف المدرسيتمارس- رغم وجود القوانين التي تمنعها- سواء من قبل المعلمين ضد الطلاب، أو من قبل الطلاب ضد المعلمين، أو من قبل الطلاب ضد بعضهم، أو من قبل المجتمع المحلي ضد المدرسة. ومن هنا؛ جاءت مبادرة الوساطة الطلابية التي تركز على إشراك الطلاب والاعتماد عليهم، بعد تدريبهم، في حل النزاعات بين الطلبة والخروج بحلول بناءة من إبداع الأطراف المتنازعة تلتقي مع احتياجات وطموحات طرفي النزاع وتؤدي إلى إشباع رغباتهم الكامنة وتلبية مصالحهم والتي هي أساس النزاع،وتقوم الوساطة على نبذ الطرق التقليدية، خاصة العنيفة منها، في حل النزاعات وتركز على الوصول إلى حل مرض لجميع الأطراف حسب معادلة ( أنا رابح – أنت رابح)، وتعمل على التدخل في الوقت المناسب عن طريق دراسة ما وراء السلوك والبحث عن الأسباب والحاجات الكامنة وراء المواقف.
وتقوم فكرة مبادرتنا على فتح مكتب للوساطة الطلابية في أحضان المدرسة، يديره طاقم مكون من الطلبة المدربين على التدخل في حل النزاعات الطلابية بطريقة ممنهجة تمر بخمسة مراحل: المقدمة، إظهار وجهات النظر، الكشف عن خلفيات النزاع، والتوصل للحلول المناسبة بين أطراف النزاع، وأخيرا توقيع اتفاقية.
أثر المبادرة في المجتمع المدرسي
ساعدت هذه المبادرة في تعزيز ثقة الطالبات المشاركة بأنفسهن، وتعزيز قدرتهن على الاتصال والتواصل مع الذات والآخرين، والمواجهة والمصارحة، وساعدت في خلق قيادات طلابية شابة تمتلك روح المبادرة والمسؤولية وتحترم ذاتها وتقدر على استخدام الوساطة الطلابية كأسلوب لحل النزاعات وتطوير الطاقات وتوجيهها ايجابيا. وأدى هذا الأمر إلى توّلد شعور لدى الطالبات بأهمية دورهن في المدرسة والمجتمع وإمكانية التأثير به، أما على صعيد المجتمع، فقد لاقى موضوع البحث اهتماما واسعا وصدى من قبل قسم الإرشاد التربوي في مديرية التربية والتعليم والمشرفين التربويين ودائرة الإشراف التربوي في وزارة التربية والتعليم العالي، ولقي موضوع البحث اهتماما واسعا وصدى كبيرا لدى أولياء الأمور، حيث شجعوا الفكرة ودعوا إلى تطبيقها في كافة المدارس في الوطن للحد من آثار النزاع والخلافات في المجتمع.
ولوحظ أن المبادرة أثرت في المناخ المدرسي وجعلت البيئة المدرسية أكثر أمنا وسلامة وديمقراطية، وأسهمت في بناء علاقات سليمة قائمة على التسامح وبعيدة عن العنف داخل مجتمع المدرسة وتعزيز الانسجام والتناغم بين مختلف الفرقاء فيها.
عوامل النجاح في المبادرة
يعود نجاح مبادرة الوساطة الطلابية في المدرسة الإسبانية إلى إقبال الطالبات على مكتب الوساطة فيها لحل نزاعاتهن، إضافة إلى قيام مديرة المدرسة والهيئة التدريسية والمرشدة بإحالة كثير من الحالات لمكتب الوساطة، ومن جهة أخرى؛ ساعد إقبال الأهل وتشجيعهم ودعمهم للمبادرة وطلبهم الملح لتكرار عقد اللقاءات معهم في نجاح المبادرة.
التعاطي مع التحديات والصعوبات
واجهت المبادرة العديد من التحديات التي تمثلت بحداثة الفكرة، ومدى تقبل الطالبات، وعدم التنشئة التربوية على حل النزاعات بطرق الوساطة، واعتياد الطالبات على حل مشاكلهم بالطرق التقليدية، والحاجة للتدريب المكثف للطالبات، وصعوبة تقبل طالبات الصفوف العليا لفكرة طرح نزاعاتهن وحلها من قبل طالبات أصغر منهن سنا.
وللتغلب على ذلك، تمت زيادة التدريب وتكثيفه من قبل مشرفات مشروع الوساطة، وتم شرح المشروع بالتفصيل لكل صفوف المدرسة على حدة، وإقناعهم بطرح نزاعاتهم على مكتب الوساطة. وتم كذلك عقد لقاءات متكررة لأولياء الأمور لتشجيع بناتهم على الاستجابة لفكرة الوساطة وتقبلها.
تطلعات مستقبلية
أرى أن الوساطة الطلابية، إذا ما كتب النجاح والتعميم والتطبيق السليم لهذه التجربة، فإنها سوف تشكل قفزة نوعية في العلاقات الاجتماعية والأسرية للطلاب الناشئين الذين يعاصرون التجربة، ويشكل مزيج متجانس من لبنات المجتمع القائمة على التفاهم وتقبل الأخر والاستماع له، ومحاسبة الذات، ونيل الحق دون استخدام وسائل العنف، ودون الإحساس بفرضية النصر المؤزر وهزيمة الطرف الأخر، وهذا سوف ينعكس ايجابا على كافة شرائح ومكونات المجتمع.
وحتى يتحقق هذا الهدف وتعميم التجربة لا بد من افتتاح مكتب مركزي للوساطة في مديرية التربية في المحافظة، يقوم بمهمة التعميم للفكرة والتدريب لطواقم طلابية في كافة المدارس، يلي ذلك عملية نقل التجربة إلى مواقع أخرى. ولضمان وصول الفكرة وتعميمها بالكامل يتم إعداد دليل مبسط للوساطة الطلابية وتوزيعه على المدارس لاستخدامه كمرجع للعمل، ويمكن تطوير موقع الكتروني يتيح المجال لتبادل الخبرات في مجال الوساطة الطلابية، ويتيح إمكانية الإطلاع على تجارب المدارس الأخرى والاستفادة منها.
المبادرة كما رآها آخرون
|