Elham.ps
Ar|Eng
Elham.ps Elham.ps Elham.ps

انتصار أحمد طالب الناجي

الدورة الأولى

" اللعب حق، وعلاج، وترفيه "

 
 المهنة: مديرة مدرسة بنات البرج الثانوية      مديرية:جنوب الخليل
المؤهلات الأكاديمية والمهنية:
·        بكالوريوس  لغة إنجليزية -جامعة القدس / 1990.
·        دورات تدريبية في مجالات مختلفة.
أبرز الأنشطة التربوية والمجتمعية:
·        تدريس اللغة الانجليزية لصفوف مختلفة في عدة مدارس.
·        العمل مديرة لمدرستي بنات بيت عوا الأساسية، وبنات البرج الثانوية.
 
 

 

وصف موجز للمبادرة ومبرراتها
 
بدأت فكرة المبادرة نهاية العام الدراسي 2006/2007، عندما لاحظت أن المدرسة التي أديرها تفتقر إلى أماكن للعب والترفيه، وأن الأساليب التقليدية تسود التعليم، فراودتني فكرة إنشاء غرفة ألعاب تعليمية تعلمية من أجل تكريس حق الأطفال في اللعب، والتعلم بطريقة مشوقة ومحفزة، تزيد من إقبالهم على التعلم، والاستمتاع به. فبدأت بعرض هذه الفكرة على المعلمات، وتحمست لذلك مجموعة من معلمات الصفين الأول والثاني، لدى عرض الفكرة على الأهالي لمست تجاوبا كبيرا منهم نظرا لافتقار قرية بيت عوا لمراكز الترفيه والمنتزهات، فتم تحديد بداية العام الدراسي 2007/2008 موعدا لافتتاح غرفة اللعب، وبناء عليه ،- وفي العطلة الصيفية- قام فريق العمل بالإشراف على نقل المكتبة إلى مكان قريب من الطالبات؛ وتجهيز الغرفة التي لم تكن مناسبة، فطليت من جديد، وأثثت، وزينت جدرانها بالرسوم؛وساهمت المعلمات، وصديقات المدرسة، والمجتمع المحلي بالتبرعات المادية والعينية. وبعد أن تم تجهيز الغرفة بالأثاث؛ قام الفريق بشراء ألعاب تعليمية ودمى وأدوات موسيقية تخدم أهداف المنهاج في اللغة العربية والرياضيات واللغة الانجليزية، وابتكرت معلمات ألعابا تعليمية تخدم المواد المختلفة.
 
بعد الانتهاء من تجهيز "غرفة اللعب" في المدرسة، بدأ توظيف الألعاب في التعليم، بقيام المعلمات بحجز القاعة لتوظيفها في الدروس، ففي حصص اللغة العربية وظفت الخيمة التي تحوي كرات تحمل حروفا مختلفة، وظفت لتكوين الكلمات، ووظفت الدمى في رواية القصص وتحفيز الطالبات على إبداء الرأي والتعبير عن أنفسهن، ووظفت الدراما لتعزيز مهارة الإصغاء والتعريف بأنه حق وواجب، وعلى تقبل التعددية في الآراء واحترامها.
 وكان للرياضيات نصيب أيضا ، فالطالبات يقمن بالغناء والعد أثناء انتظار دورهن للتزحلق، أو يقمن بتعرف الأعداد من خلال ألعاب المطابقة وغيرها، واستغلت الطالبات الغرفة أثناء غياب إحدى المعلمات لتنمية حب الاستطلاع والاستكشاف من خلال اللعب الحر، ووفرت غرفة الألعاب فرصة للعمل التعاوني وبناء الفرق وتنمية المقدرة على اتخاذ القرارات.
 
أثر المبادرة في المجتمع المحلي
 
كان لاستخدام "غرفة اللعب " أثر واضح على الطالبات، فقد أصبح غيابهن أقل من المعتاد، وأصبحن أكثر إقبالا على التعلم، وتم توظيف بعض الألعاب التعليمية في علاج جوانب الضعف لدى مجموعة من الطالبات فتحسن مستوى التحصيل العلمي لدى طالبات الصفين الأول والثاني في مباحث الرياضيات واللغة العربية واللغة الانجليزية كما لوحظ من سجل العلامات. وفعّلت المبادرة دور التعليم البعيد عن التلقين، وأضفت أجواء أكثر تشويقا وتحفيزا للعملية التربوية، وعمقت انتماء الطالبات للمدرسة، وإحساسهن بأن المدرسة بيت آخر آمن وقادر على تحقيق التفاعل مع احتياجاتهن.
 
أما بالنسبة للمعلمات، فقد ساهمت المبادرة في خلق جو تعاوني بينهن وزادت الدافعية لديهن لابتكار المزيد من الألعاب، وللخروج عن المسالك الوعرة في التعليم التقليدي؛ وتم استقطاب المعلمات المقاومات للفكرة من خلال ورشات عمل تطبيقية حول أهمية غرفة الألعاب التعلمية وكيفية الاستفادة منها، وتوجيه الدعوة إليهن لزيارة الغرفة في أثناء استخدامها من قبل زميلاتهن. وساعد هذا في تغيير قناعات المعلمات غير المؤيدات لغرفة الألعاب واتجاهاتهن نحو تجريب أفكار تربوية جديدة تساعد على التعلم الذاتي والاستكشاف من خلال اللعب.
 
وأبدى المجتمع المحلي تأثرا واضحا بالفرحة على وجوه الطالبات، وبحب المدرسة الذي غدا جليا في القصص التي أخذت الطالبات ترويها عن يومهن الدراسي؛ فطالب أطفال مدرسة البنين المجاورة، وكذلك أولياء أمورهم بنقل التجربة إلى تلك المدرسة.
 
عوامل النجاح في المبادرة
 
  المبادرة تستجيب لاحتياجات الطلبة الجسدية والنفسية، وتظهر وعيا بالأسس التربوية الحديثة المستخدمة في مراحل الطفولة، ووعيا بأهمية توظيف الحواس جميعا في التعلم؛ كما أنها نموذج سهل التعميم لتوظيف المصادر المتاحة لخلق بيئة محفزة للتعلم من خلال تنوع المثيرات الحسية في بيئة آمنة، فضلا عن أنها تقدم طرحا لتوظيف اللعب تربويا لتكوين مهارات اجتماعية وأخلاقية لدى الطلبة وتعزيزها.
أسهمت المعلمات اللواتي رحبن بالفكرة في نجاح المبادرة، فقام بعضهن بتحديد نوعية الألعاب المطلوبة للغرفة والعمر الملائم لكل لعبة، وقام البعض الآخر بالرسم على جدران الغرفة لاستخدامها في الحصص كوسائل تعليمية. وصمم بعضهن ألعابا خاصة بهن كلعبة طبق البيض في اللغة العربية من قبل المعلمة ميادة السعدي، والثقوب للعد في الرياضيات من قبل المعلمة ميسر أبو زنيد. أما بالنسبة للمعلمات اللواتي رفضن الفكرة، فقد تم الاجتماع بهن وببقية أفراد الهيئة التدريسية.وعقدت ورشة عمل لتدريب المعلمات على كيفية توظيف الألعاب التعليمية في الدروس المختلفة، وتم توجيه  الدعوة المعلمات غير المرحبات بالفكرة لزيارة الغرفة أثناء التطبيق لرؤية مدى تأثير الألعاب على الطالبات.
 
أما أولياء الأمور، فقد كانت استجابتهم مشجعة، حيث كانوا على تواصل دائم مع المدرسة معبرين عن فرحة بناتهم بالمشروع من خلال ما تتداوله الطالبات مع أخوانهن في البيت، فتبرعوا بجميع ما يلزم من العاب.
 
التعاطي مع التحديات والصعوبات
 
واجهت هذه المبادرة تحديات وصعوبات، وكان توفير الغرفة الصفية بحد ذاته من أهم العقبات التي تم تجاوزها فيما بعد، وذلك عن طريق نقل المكتبة لمكان آخر مناسب لها، واستغلال غرفتها كغرفة ألعاب؛ ومن جانب آخر، كان عدم توافر الدعم المادي من العقبات الأكثر صعوبة، يليه عدم رغبة المعلمات في تغيير الأساليب وطرق التدريس تذرعاً بالعدد الكبير من الطالبات في الصف الدراسي، معللات ذلك باعتبار الألعاب مضيعة للوقت ولا علاقة لها بالتعليم؛ غير أنه من خلال تحديد الصعوبة تم تحديد آلية التعامل مع المعلمات بإقناعهن بالتجربة أولاً، ومن ثم الحكم على مدى نجاعتها في إيصال الهدف التعليمي الناجح عن طريق زيارة الغرفة أثناء إعطاء حصة تطبيقية من قبل المعلمات المحبذات لذلك.
 
تطلعات مستقبلية
 
آمل أن يستمر المشروع لما له من أثر في تفعيل العملية التعليمية، وأن يتوسع ليضم طالبات الصفوف الأعلى، لأن الطلبة جميعهم - مهما كبروا- يبقون أطفالا من الداخل، وأتمنى أن يتوسع توظيف الدراما واللعب في التعليم لتخطي مأزق الجمود بالتعليم عن طريق توفير ما يلزم في سياق توفير البيئة التعليمية الصحية الملائمة، إضافة إلى إمكانية توسيع الغرفة لتشمل ألعاباً أكثر لتتلاءم مع البيئة المحيطة محاولين إشراك كل طالبة لمعرفة سلوكياتها وإبداعاتها واستعداداتها للانخراط في العملية التعليمية؛ ولا شك في أن إنشاء غرفة ألعاب مشابهة في المدارس المجاورة من شأنه مراعاة الفروق الفردية لدى الطالبات وإحداث تغيير نوعي في البيئة التعليمية لتصبح أكثر تجاوبا مع اهتمامات الأطفال واحتياجاتهم.
مبادرتي كما رآها الآخرون
 
 
"إن تغيير الروتين أمر ضروري وأساسي في عملية التعليم، فتعلم الطالب عن طريق اللعب يثبت المعلومة بشكل أكبر، ويحقق التكامل بين المواضيع المختلفة، كما أن حب الطالبات للمدرسة يزداد"
ميسر أبو الغلاسي- مشرفة اللغة الانجليزية
 
"مبادرة رائدة وأصيلة تنم عن روح مسؤولية. خلقت في ظروف صعبة، دعمها وعززها نهج تشاركي تعاوني يشهد له، ولم يقتصر تأثيرها على الطلبة، بل امتد ليشمل المعلمات وأولياء الأمور، ولها تأثير إيجابي في أساليب التعليم والتعلم"
لجنة التقييم- إلهام فلسطين
 
 

 

 
 
 

 

 

 

Elham.ps Elham.ps Elham.ps Elham.ps
تصميم و تطوير