Elham.ps
Ar|Eng
Elham.ps Elham.ps Elham.ps

سمير عبد الرحمن أبو الرب

الدورة الأولى

" ألم يولد أملاً "


 المهنة: معلم- مدرسة النور للمكفوفين –      مدرسة خاصة    

المؤهلات الأكاديمية والمهنية:
·        دبلوم لغة انجليزية - كلية الروضة/نابلس 1987.
·         دورات تدريبية في الحاسوب وفي مجالات أخرى.
أبرز الأنشطة التربوية والمجتمعية:
·        المشاركة في العديد من المسابقات والأنشطة
·        عضوية ملتقى الرياضة والشباب في قرية مسلية، وعضوية لجان تربوية واستشارية على مستوى منطقة جنين.

  وصف موجز للمبادرة ومبرراتها

 للمساهمة في جعل البيئة المادية أكثر ملاءمة لذوي الاحتياجات الخاصة حتى يتمكنوا من مواجهة التحديات الحياتية المختلفة التي تواجههم، قمت في هذه المبادرة بابتكار "لوحة البراغي" لتعليم الأحرف للمكفوفين، وبدأت بتجريب اللوحة سنة 2005 واستمرت عملية التجريب حتى 2007، وهي لوحة تتميز بالتعامل مع الأحرف بشكل أسهل من طريقة بريل، وتتكون من لوحة من البلاستيك المقوى بطول (60) سم وعرض (40) سم، تم تقسيمها حسب نظام بريل إلى مجموعات، تشتمل كل مجموعة على ستة ثقوب عوضاً عن كبسات بريل على الطابعة، وكل مجموعة تشكل حرفاً؛ وتمت الاستعاضة ببرغي أو مجموعة من البراغي (حسب نظام بريل) عن الأحرف النافرة بشكل غير ملموس جداً للكفيف. وقمت بتقسيم مجموعات البراغي بفواصل من المطاط: أفقياً لينتقل الطالب من سطر لآخر، وعمودياً لينتقل من حرف لآخر؛ وكانت الثقوب التي احتوت عليها اللوحة هي بقطر 14 مليمترا، بينما البراغي بقطر 12 مليمترا ليسهل على الطالب إدخال البرغي وإخراجه عندما يقوم بعملية الكتابة، وساعدت هذه اللوحة الطالب الكفيف على حفظ الحروف والكتابة بسهولة، وبالتالي تعلم لغة بريل في فترة زمنيه قياسية مقارنة مع أحرف الطابعة التقليدية.
 
وجدت صعوبة كبيرة لدى الطلبة الذين فقدوا بصرهم متأخرا في تلمس أحرف بريل بالنقاط البارزة، وهنا راودتني فكرة تكبير هذه الحروف وجعلها مميزة ونافرة بدرجة أكبر، فراودتني فكرة صنع لوحة بريل يدوية الصنع، وهي سهلة وقليلة التكاليف. وتولدت لدي هذه الفكرة من أجل دعم تعلم المكفوفين وتسهيل طريقة تعلمهم الحروف وزيادة قدرتهم على التعامل مع التحديات التي تعترضهم. ومما جعلني أشعر بحاجة المكفوفين للدعم هو كوني معلما أعاني فقدان البصر بعد أن كنت مبصرا. فأنا من عاش نعمة البصر ثمانية وثلاثين عاما، ثم فقدتها؛ وبسبب صعوبة فقدان هذه النعمة تولد لدي شعور قوي جدا بأنني ومن خلال موقعي كمدرس يجب علي ابتكار أفضل الأساليب وأسهلها؛ لأتيح للطلبة المكفوفين مواصلة دربهم ومسيرتهم الشاقة جدا. واليوم، إنني، وأنا الإنسان الكفيف، ومن ألم معاناتي، لأفتخر بما أنجزت على صعيد العمل من خلال وظيفتي كمدرس للمكفوفين من وسائل تسهل التعلم على الطالب الكفيف وتستجيب لاحتياجاته وقدراته.

أثر المبادرة في المجتمع المدرسي
 لمست الأثر الايجابي لاستخدام هذه اللوحة حين استطاع الطالب الكفيف تحسس البراغي وتلمس مكانها، وبالتالي تمكن تعلم لغة بريل من خلال لوحة البراغيبسرعة قياسية مقارنة بالطريقة التقليدية، كما لمست أثر المبادرة لدى زملائي المعلمين خاصة المبصرين منهم، حيث شعرت أنها حفزتهم للإبداع والعمل وتطوير أدائهم التعليمي، خاصة أنني كفيف وقمت بهذه المبادرة، فلماذا لا يشارك المبصر والذي يستطيع أن يبدع أكثر إذا أراد؟ لقد جعلتني هذه المبادرة أشعر أنني أصبحت قدوة لزملائي ودافعا لهم ليبدعوا في عملهم. 
 
وللأمانة المهنية؛ فقد لمست أثراً كبيراً من خلال ابتكاري هذا بأنه يساعد ويسهل كثيراً عمل الطلبة المكفوفين؛ وهذا أيضاً بشهادة ذوي الاختصاص من حولي الذين أحسوا بعظم هذا الإنجاز وأثره على العملية التعليمية لدى الطلبة، مما أعطاني كل الأمل والشعور بالفخر، والشيء الأهم أنه أصبح باستطاعة أولياء أمور الطلبة المكفوفين، وخاصة من لا يملك منهم طابعة بريل، أن يعملوا مثل هذه اللوحة لأبنائهم بأرخص التكاليف.
 
عوامل نجاح المبادرة
 أهم عامل ساعد في نجاح مبادرتي تمثل في سهولة توافر المواد اللازمة لتطوير لوحة البراغي كبديل للوحة المفاتيح، فقد كان الحصول على لوحة البلاستيك والبراغي وقطع المطاط أمرا سهلا. وكان تشجيعي العامل الثاني في النجاح، فلقد تلقيت في البداية تشجيعا كبيرا من قبل إدارة المدرسة والمدرسين الزملاء الذين أبدوا إعجابهم بالفكرة مما أعطاني الحافز للاستمرار، وأعجب المشرفون بهذه اللوحة لما لها من أثر كبير كوسيلة تعليمية في تعليم المكفوفين الأحرف، وزاد فخري واعتزازي إعجاب أولياء الأمور وتشجيعهم، وتشجيع زائري المدرسة ممن أشادوا بالسرعة القياسية التي يتعلم بها الطلبة المكفوفين الأحرف عن طريق لوحة البراغي، تلك اللوحة التي جعلت التعلم أكثر ارتباطا بالبيئة الحياتية للطالب، وأسهمت في جعل البيئة المادية في الصف أكثر استجابة لحاجات هذه الفئة من المتعلمين.
 
التعاطي مع التحديات والصعوبات
  أهم التحديات التي واجهتني هي أنني كنت أقوم بعمل شيء لا أراه لكوني كفيفا، وبالتالي كنت أعمل وأنا أتخيل من ذاكرتي ما سينتج من عمل، وكنت أتساءل كثيرا هل سيلبي هذا العمل طموحاتي؟ وهل سأتمكن من إيصال الفكرة المرجوة من هذه اللوحة للطالب الكفيف؟
 أما الصعوبات التي واجهتها؛ فقد تمثلت في كيفية تخطيط لوحة البلاستيك وعمل الثقوب فيها حسب المخطط، وكيفية إيجاد البراغي ذات القطر المناسب.
 بداية لم أكابر، وصممت على التعلم والعمل، واستعنت بأسرتي وبعض الأصدقاء الذين شجعوني على الاستمرار، وكان لإدارة المدرسة دور فاعل في مساعدتي على تخطي الصعاب وتوفير ما يلزم من مواد وأدوات.
 
تطلعات مستقبلية
  أنتهز هذه الفرصة لأتوجه إلى كل مسؤول في موقعه بألا يغفل لحظة عن معاناة ذوي الاحتياجات الخاصة، ليكون هناك مزيد من الاهتمام والتقدير لهم على المستويين الرسمي و مستوى المنظمات الأهلية والعالمية، فالكثيرون منهم يمتلكون طاقات ومواهب ستنمو وتزهر –إن وجدت الرعاية-وستعطي نتاجاً وفيراً للوطن.
 وأقول لذوي الاحتياجات الخاصة: ثقوا بأنفسكم، واعلموا أنكم لستم أقل من غيركم إن أردتم الخروج من قوقعة الإعاقة والشعور بالنقص. فبعطائكم وإبداعكم ستحققون كل ما تطمحون إليه رغم ما ستواجهونه من تحديات وعقبات.
 
 
المبادرة كما رآها آخرون
 
 
 
 
"من خلال زياراتي الإشرافية للمعلم سمير أبو الرب، فإنني أشهد بقدراته الفائقة على التعامل مع الطلبة المكفوفين، وهو كمدرس قادر بكل جد على إيصال المعلومة بالطريقة السهلة والفضلى"
 
أ. طارق علاونة- مشرف اللغة الانجليزية
 
"لقد حول المعلم سمير أبو الرب الألم إلى أمل، واليأس إلى عمل "
 
أ. محمد أبو الوفا- مدير مدرسة النور للمكفوفين
 
تستجيب المبادرة لحاجة فئة محرومة ومهمشة، وهي رائدة بأفكارها"
 
لجنة التقييم- إلهام فلسطين
 
 

 

 

 

     

 

Elham.ps Elham.ps Elham.ps Elham.ps
تصميم و تطوير