Elham.ps
Ar|Eng
Elham.ps Elham.ps Elham.ps

أيمن محمود هاشم العكلوك

الدورة الأولى

"حوسبة التعليم بأيدي طلبة مبدعين"

 المهنة: معلم حاسوب -مدرسة شهداء الشاطئ الثانوية-   مديرية التربية والتعليم –غزة    

المؤهلات الأكاديمية والمهنية:
·        بكالوريوس حاسوب - جامعة القدس / 1993
أبرز الأنشطة التربوية والمجتمعية:
·       محاضر في برنامج دبلوم التعليم المفتوح / الجامعة الإسلامية.
·       معلم الحاسوب في مدارس عدة .
·       التشبيك لتشكيل أندية الحاسوب مع مؤسسات مجتمعية ومع المدارس. 
·       مشرف حاسوب وتكنولوجيا في مديريتي شمال غزة، وغزة.

 وصف موجز للمبادرة ومبرراتها

 بدأت الفكرة في 1996 في فترة كانت تفتقر إلى أبسط مقومات النجاح، فرغم تبني فكرة إدخال الحاسوب إلى المدارس الثانوية، وتجهيز العشرات من المدارس بمختبرات حاسوب إلا أن استخدامها كان قاصراً على المنهاج، وعلى بعض التطبيقات البسيطة. وكانت البرامج التعليمية المنهجية المحوسبة حلما بعيد المنال، حيث لا توجد لغات برمجة تدعم اللغة العربية، ولا برامج وسائط متعددة، إضافة إلى عدم وجود كادر مؤهل للبرمجة، مع اختفاء أي تصور لفكرة حوسبة التعليم عند أغلب أصحاب العلاقة.
   ورغم ذلك، كانت لدي إرادة، وتصور لتوظيف الحاسوب في التعليم، ورغبة جامحة لتمكين الطلبة وتشجيعهم على استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بطريقة مبدعة بعد أن يتم تنويرهم بالإمكانات الهائلة لهذه التكنولوجيا. وبناء على ذلك، تمكنت مع بعض زملائي في أثناء الدراسة الجامعية في جامعة القدس "أبو ديس" من تطوير وحدة برمجية مبنية على لغة باسكال تدعم اللغة العربية، يمكن من خلالها الرسم والكتابة، من خلال جمل بسيطة، كما تم تصميم Font Maker  لبناء الخطوط العربية المختلفة؛ وبالتالي أصبح بالإمكان تحويل درس مكتوب إلى شاشات جذابة، وتحويل تجربة علمية جامدة وجافة إلى فيلم متحرك؛ وأصبحت فكرة حوسبة المنهاج أمراً قابلاً للتطبيق. أما حل مشكلة المبرمجين، والكادر المؤهل اللازم للاستمرار في هذه المبادرة، فقد كان قريباً جداً؛ فكنوز فلسطين في كل مكان، وثروتنا الحقيقية تكمن في أبنائنا ومبدعينا،وقد بدأت التجربة بأربعة طلاب مبدعين لتنتهي بالعشرات في الكثير من المدارس.
 
 تتلخص آلية تنفيذ الفكرة بإنشاء أندية تحمل اسم "نادي المبدعين لحوسبة التعليم"، يشرف عليه معلم التكنولوجيا في المدرسة، أو أحد المعلمين المتميزين في مجال الحاسوب، ويضم الطلبة المبدعين من هواة استخدام الحاسوب، ويتم اختيار الطلبة بعناية ممن يملكون قدرات عقلية مميزة، ولديهم الرغبة في المشاركة، إضافة إلى موافقة ودعم ولي الأمر. وفيما كان يشترط وجود جهاز حاسوب في البيت، فإنه كان يفضل وجود إنترنت لضمان التواصل. يتم اختيار طالبين من النادي وتدريبهما من خلال نادي مركزي تشرف عليه المديرية، أو على يد معلم التكنولوجيا في المدرسة وفق استراتيجية منسقة، حيث يشرعان في مساعدة المدرب في تدريب بقية أعضاء النادي،  وقد تم اختيار برنامجFlash  لهذا الغرض لما يتميز به من جانب برمجي إضافة إلى التصميم، كما أن خلفه شركة تطوره باستمرار.
 
أثر المبادرة في المجتمع المدرسي
   يكمن الأثر الرئيس للمبادرة في اختيارها لطلبة مبدعين، وتنويرهم بالإمكانات الهائلة لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وتمكينهم وتحفيزهم على ابتكار واستخدام برامج خاصة بهم، وبالتالي إسهامها في تنشئة جيل قادر على التعاطي مع الحاسوب بشكل إيجابي من خلال إتقان المهارات الأساسية في البرمجة، والتصميم، وذلك من خلال إطار يحفظ ثبات مستوى التحصيل الدراسي للطلبة المشاركين،إضافة إلى العمل على توظيف نتاج التدريب فيما يخدم المنهاج الفلسطيني، وتطوير أساليب التعامل مع المادة الدراسية من خلال رفدها بالوسائط المتعددة من صوت وصور ومؤثرات مختلفة. ومن جهة أخرى؛ عملت المبادرة على نشر ثقافة حوسبة التعليم، وتوجيه قدرات الطلبة المبدعين الذين هم أمل فلسطين وثروتها الحقيقية في توظيف الحاسوب بشكل سليم ومثمر.
 
وقد اكتسب الطلبة المبرمجون العديد من المهارات لدرجة أنهم شاركوا في معظم المعارض والمؤتمرات التي أقامتها الجامعات المحلية في مجالات الحاسوب والتكنولوجيا في قطاع غزة منذ عام 1997، وجميع الأسابيع الهندسية الخمسة التي أقامتها نقابة المهندسين في غزة، حيث قاموا بعرض البرامج التعليمية المنتجة من قبلهم.
 
 
 
عوامل النجاح في المبادرة
 تتميز المبادرة بالشمولية وسهولة التنفيذ، حيث يمكن تطبيق فكرتها بشكل عملي في كل مدرسة أو مؤسسة تعليمية بأقل عدد من أجهزة الحاسوب، كما يمكن حوسبة الأفكار التي تتداولها هذه المؤسسة بيد مرتاديها أنفسهم، وذلك من خلال "نادي حوسبة التعليم بأيدي مبدعين".
   وكان لتدريب الأقران دور كبير في نجاح المبادرة وانتشارها، فبدت الأمور وكأنها تعهد بأن يتم تدريب الطالب مقابل أن يدرب اثنين من زملائه على الأقل، كما نجحت بالفعل فكرة اختيار طلبة مبدعين، وتدريبهم على أسس التدريب ليتولوا قيادة نادي حوسبة التعليم في مدارسهم.
 وتم إشراك المجتمع المحلي بفاعلية نظراً للحاجة إلى الاستمرار والتواصل مع الطلبة المبدعين، فقد تم التنسيق مع مركز ميديا سوفت لحوسبة التعليم لتبني واحتضان الإبداعات المميزة، من خلال جرعات متقدمة من التدريب على مدار سنوات المبادرة، حيث تم تشكيل فريق ميديا سوفت الذي يضم العشرات من طلبة المدارس والطلبة الجامعيين ممن استمروا في التدريب سنوات عدة، ويعمل فريق ميديا سوفت على التدريب بشكل تطوعي في المدارس والمؤسسات، إضافة إلى إنتاج العشرات من البرامج التعليمية ونشرها مجاناً من خلال الموقع الالكتروني e-learning.ps
 
ومن المؤشرات على نجاح هذه المبادرة مشاركتنا في العديد من الفعاليات الدولية، مثل:
1. المشاركة في المؤتمر الدولي في القاهرة (نيسان 2007) بعنوان: "توظيف تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في التعليم قبل الجامعي"؛ حيث تم تحكيم ونشر البحث الذي تقدمت به بعنوان "البرامج التعليمية المحوسبة كنتاج لتوظيف قدرات طلبة مبدعين في قطاع غزة في الفترة من 1996 إلى 2007 -حقائق، أهداف، ومعوقات".
2. الترشح من قبل وزارة التربية والتعليم، واللجنة الوطنية للعلوم والثقافة لمسابقة الملك حمد الدولية التي تشرف عليها اليونسكو (تموز 2007)، حيث كانت مبادرة حوسبة التعليم بأيدي طلبة مبدعين ممثلاً لفلسطين في المسابقة التي شاركت بها 52 دولة، وتم تحكيمها في فرنسا، وذكر اسم فلسطين ضمن الدول المشاركة.
3. المشاركة في المؤتمر الخاص بوزارة التربية والتعليم (كانون أول 2007) بعنوان: "نوعية التعليم في فلسطين واقع وتحديات وطموحات"؛ وذلك ببحث قدمته بعنوان: "مبادرة حوسبة التعليم المنهجي في قطاع غــزة – فلسطين"، وتم تحكيم البحث، والموافقة على نشره في مجلد المؤتمر.
 
التعاطي مع التحديات والصعوبات
 لا تخفى الظروف النفسية التي عاشها أبطال المبادرة من الأطفال على أحد، من ضغط نفسي، وخوف، وانقطاع في الكهرباء، وظروف اقتصادية صعبة، إلا أن كل ذلك ولّد تحدياً، حيث قام الطفل ببناء عالمه الخاص، وحلّق بعيداً أمام شاشة الحاسوب، مما كان له أثر كبير في نجاح التجربة.
وكثيراً ما تخوف أولياء أمور الطلبة من مغبة تأثر مستوى أبنائهم من خلال مشاركتهم، وقضاء أوقات طويلة أمام جهاز الحاسوب. لذا ولحل هذه المشكلة، فقد تم توجيه الطالب المبرمج ليحوسب منهاجه الدراسي الخاص، بمعنى أن يقوم طالب الصف التاسع بحوسبة إحدى وحدات الصف التاسع الدراسية، بالتعاون مع معلم المبحث،ونجحت الفكرة بدرجة كبيرة في طمأنة ولي الأمر، كما كان لها انعكاس إيجابي على مستوى تحصيل الطالب.
ومن أهم الصعوبات التي اعترضت هذه المبادرة:
أولاً: عدم وجود حزمة برمجية توفر واجهة رسومية تدعم اللغة العربية في السنوات الأولى من المبادرة، ناهيك عن عدم وجود برامج الوسائط المتعددة التي تنتشر الآن. لذلك، تم تطوير وحدة برمجية خاصة بلغة باسكال لها القدرة على تعريب الشاشات الرسومية، مع تسهيل آلية تعامل الطلبة مع لغة باسكال، وتصميم برنامج خاص لبناء الخطوط العربية المستخدمة في البرنامج
ثانياً: عدم وجود الكادر البشري المؤهل من المبرمجين القادرين على تصميم البرامج التعليمية المحوسبة. لذلك، تم تدريب مجموعات من الطلبة المبدعين (من الصفين العاشر والأول الثانوي) على أسس تصميم البرامج التعليمية المحوسبة، إضافة إلى تدريبهم على استخدام لغة باسكال المطورة (في بداية المبادرة) مع مواكبة التطورات التكنولوجية المتسارعة بشكل مستمر، وفي مرحلة متقدمة تم تدريب مجموعات من معلمي التكنولوجيا والحاسوب على توظيف برنامج فلاش في حوسبة التعليم للإشراف على أندية حوسبة التعليم في مدارسهم.
ثالثاً: عدم وجود دعم مالي أو حتى معنوي للمشاركين في المبادرة خلال معظم سنواتها، وقد تم التركيز على البعد الإنساني، وحاجة الطلبة في تلك السن الحرجة إلى إثبات الذات، وإظهار تميزهم وتنمية قدراتهم، وشمل التعزيز أيضاً نشر البرامج التعليمية المنتجة لتتم الاستفادة منها في الغرف الصفية للمدرسة والمدارس الأخرى، وتم حل مشكلة التمويل من خلال ترسيخ مبدأ تعليم الأقران،وفي كثير من الحالات تمت إقامة الدورات التدريبية في مدارس قريبة، ولا ننسى هنا تجربة مدرسة عمرو بن العاص حيث سارت الطالبات لأكثر من كيلومتر للوصول إلى أقرب مدرسة (حليمة السعدية) للمشاركة في دورة حوسبة التعليم (2005).
رابعاً: عدم تحديث أجهزة الحاسوب في المدارس بشكل دوري، وبعد الفترة الزمنية اللازمة لذلك، مما أثر سلباً على أدائها وقدرتها على مواكبة التطورات. لذا؛ برزت فكرة استبدال كرت الشاشة الخاص بجهاز حاسوب واحد من أجهزة مختبر الحاسوب بكرت خاص TV-Out مع ربطه بجهاز التلفزيون الموجود في المدرسة أصلاً (دونما تفعيل في الأغلب وذلك كبديل عن جهاز LCD) وبهذه الطريقة لا يكلف المشروع ميزانية المدرسة الكثير، مع توفير إمكانية استغلال البرامج التعليمية وعرضها لخدمة المناهج المختلفة، وقد طبقت هذه الفكرة في العديد من المدارس، وأثبتت نجاعتها.
 
تطلعات مستقبلية
 أتطلع إلى أن ترتقي فكرة أندية حوسبة التعليم في المدارس وأن تنتشر لتعم الوطن، وأن تشكل منطلقاً لبناء جيل جديد من أطفالنا يعتمد التكنولوجيا والبرمجة، ويجيد التفكير، ويوظف الحاسوب في شتى المجالات.
 
المبادرة كما رآها آخرون
 
 
 
تشكل هذه المبادرة إحدى المساهمات الريادية المبدعة في الكشف عن قدرات الأطفال الكامنة وتوظيفها في استخدام الحاسوب لتعزيز التنشئة السوية، والعمل الجماعي المشترك بين الطلبة والمعلمين والأهالي، والانتقال بالطالب من مرحلة تلقي المعرفة إلى إعادة إنتاجها، وتعميمها، بوسائل محفزة ومشوقة، وهي تعد –بحق- إحدى المبادرات الفلسطينية الأصيلة التي عاشت كالصبار، فامتلكت مقومات الديمومة والنجاح، وباتت مؤهلة للنشر والتعميم.
إن هذه الروحية تعكس إيمانا منقطع النظير بقدرات الطلبة من جهة، وبالرؤيا الاستشرافية للمستقبل من جهة أخرى. جهود متواصلة تستحق أن تستكشف وتقدر وتعمم
 
لجنة التقييم – إلهام فلسطين
 

 

 

 

 

 

Elham.ps Elham.ps Elham.ps Elham.ps
تصميم و تطوير