أحلام محمد صافي قنداح
الدورة الأولى
" الدراما أسلوب محفز لعملية تربوية لا تقبل الجمود"
المهنة: معلمة /مدرسة بنات بير زيت الأساسية - منطقة القدس- وكالة الغوث
المؤهلات الأكاديمية والمهنية:
· دبلوم تربية ابتدائية -كلية مجتمع المرأة وكالة الغوث/ رام الله 1990
· دبلوم دراما تعليمية - مسرح عشتار/ رام الله 2003
أبرز الأنشطة التربوية والمجتمعية:
· معلمة لمبحثي العلوم والرياضيات لصفوف مختلفة في عدة مدارس.
· عضوية العديد من اللجان في المدرسة، والإشراف على أنشطة درامية مع عدد من المؤسسات، مثل: مسرح عشتار، جامعة بير زيت وغيرها.
وصف موجز للمبادرة ومبرراتها
بدأت بمبادرتي حين انضممت لدورة دراما في مسرح عشتار استمرت مدة عامين في الفترة 2002- 2003، وكانت الدورة نظرية وعملية، وأعطيت لنا خلال العطلة الصيفية لساعات طويلة تقارب 12 ساعة يوميا. وقدمت خلال الدورة ثلاثة أعمال مسرحية، ومنها مشروع التخرج. وبعد ذلك قمت بتأسيس مجموعة خاصة بالدراما تقدم عروضا في كل المناسبات، وأخذت أوظف الدراما وتدريباتها في حصص اللغة العربية والتربية الوطنية والتربية المدنية والرياضيات. وتم تسجيل مجموعة من هذه الحصص واستخدام التسجيلات كوسيط تدريبي في دورة لمعلمي وكالة الغوث في مجال توظيف الدراما في العملية التعليمية.
وبعد ذلك، واصلت تقديم مسرحيات وعروض للطالبات في جميع المناسبات خلال ست سنوات، وقمت بإخراج مسرحيات كثيرة ومن ضمنها مسرحية قيصر التي أخذت المدرسة المرتبة الأولى عليها في مسابقة لمدارس وكالة الغوث، وتم تكليفي من قبل مسرح عشتار بإخراج مسرحية "تراب الوطن حنون" لطلاب جامعة بير زيت، فقمت بتدريب الطلاب لمدة ستة أشهر وقدمنا العمل في كل من الجامعة الأمريكية في جنين، وجامعات النجاح في نابلس، و القدس، وبير زيت. وتم انتدابي لإعطاء حلقات متعددة نظرية وعملية في الدراما في كلية العلوم التربوية التابعة لوكالة الغوث على مدار الثلاث سنوات السابقة. كذلك، قمت بقيادة ورشتي عمل حول كيفية توظيف الدراما في المنهاج، مدة كل واحدة ثماني ساعات، لخمسين معلما ومعلمة في وكالة الغوث الوكالة،وشاركت في تقديم الدراما في المخيمات الصيفية الخاصة بالوكالة، وفي تقديم عدة مسرحيات وعروض على مسرح الدمى.
ونبع اهتمامي بالدراما من قناعتي بأثرها على الطلبة، فهي تسهم في تمكين الطلبة من إسماع صوتهم من خلال تطوير مهاراتهم في التعبير والاتصال والتمثيل ولعب الأدوار المختلفة ومواجهة الجمهور، وتسهم كذلك في تحفيزهم على الانخراط الإيجابي في الحياة المدرسية وتعزيز مشاركتهم المسؤولة والفعالة في تطوير بيئتهم التعليمية، إضافة إلى زيادة وعيهم بمشكلات مجتمعهم.
أثر المبادرة في المجتمع المدرسي
كان لمبادرة توظيف الدراما في تدريس المباحث الدراسية والأنشطة المرافقة للمنهاج أثر واضح على الطلبة المشاركين من حيث تعزيز ثقتهم بأنفسهم وبقدراتهم وتقوية شخصياتهم، ومساعدتهم على التعرف على مواطن القوة في شخصياتهم، إضافة إلى التعرف على ميولهم.
أما أثر المبادرة على معلمي ومعلمات وكالة الغوث الذين قمت بتدريبهم، فقد برز من خلال إسهامها في تمكينهم وجعلهم أكثر قدرة على توفير بيئة تعلمية نشطة لطلبتهم، واكتسبوا أساليب درامية جديدة لتوظيفها في عملية التعليم، فقد بدأ العديد من هؤلاء المعلمين بإدماج الدراما في تدريس المواد المختلفة، وما زال مشرفو التربية في الوكالة يقومون بالاستعانة بي في تدريب معلمين آخرين من وقت لآخر،ولعبت هذه المبادرة دورا في جعل البيئة المدرسية أكثر ودية للطلبة، وأكثر أمنا وسلامة، فقد أحب الطلبة العروض الدرامية التي شاركوا فيها أو شاهدوها، ووجدوا فيها متنفسا للتفريغ والتعبير عن أنفسهم واهتماماتهم وحاجاتهم.
عوامل نجاح المبادرة
كان من عوامل نجاح مبادرتي الدعم الذي قدمه المجتمع المحلي، فمثلا قام ساند مسرح عشتار عملي مع الطالبات وإخراج الأعمال المسرحية لمدة سنتين متواصلتين بعد أن أنهيت التدريب، وكانوا يزودني بما يلزم للعمل الدرامي من ملابس وإكسسوارات أو ديكور، وتعاونت المدارس المحيطة، كمدرسة الماجدة وسيلة الثانوية ومدرسة اللاتين في بير زيت، وشجعتني من خلال تقديم الكثير من الأعمال لطلبتها في الكثير من المناسبات كيوم الطفل ويوم المعاق.
ولعب الأهالي دورا واضحا في نجاح المبادرة، فقد شجعوا أبنائهم على المشاركة في الأعمال الدرامية، وفي بعض الحالات ساعدوهم على حفظ النصوص، أما الطالبات فقد تحملن فترات التدريب الطويلة وضغوط الدراسة، وقام رؤسائي في العمل بتشجيعي وتفريغي أحيانا للمشاركة في التدريب. أما المعلمين، فهناك من شجعني على المبادرة، ولكن كثيرين منهم حاولوا إحباطي.
التعاطي مع التحديات والصعوبات
هناك صعوبات واجهت المبادرة، فمثلا كانت المصادر المالية معدومة للغاية حيث لم تتوافر كاميرا ديجتال لتوثيق الأعمال إذا أردت تصوير حصة صفية في مادة معينة وتحويل المادة إلى دراما تعليمية و تطبيقها على الطالبات في أوقات أخرى، بالإضافة إلى عدم وجود وقت للتدريب على الأعمال الدرامية، وعدم توفر أجور مواصلات لنقل الطالبات عند تأدية أي عمل، وعدم توافر مسرح في مدرستي، وعدم توافر أجهزة صوت وإضاءة مما جعل العمل صعبا بشكل كبير، إضافة إلى عدم تعاون المعلمين ممن رأوا أن الدراما مضيعة للوقت، وكانوا كثيرا ما يقولون لي: "ماذا يجبرك على ذلك؟ قومي بواجبك بالتدريس فقط". واستعنت بالصبر والتحمل للتغلب على هذه الأمور.
وعموما كان كل عمل مسرحي أقوم به يشكل عبئا عظيما على كاهلي منذ لحظة ولادة فكرة العمل وكتابة النص حتى تنفيذه على أرض المسرح، وكان تدريب الطالبات يتم على حساب راحتي ووقتي، فأنا معلمة صف وعلي أنهي 27 حصة أسبوعية، ومن ثم أتأخر بعد دوامي لتدريب طالباتي على الأعمال التي سيقدمنها، وقد يحتاج إنجاز عمل واحد إلى شهرين أو أكثر من العمل المتواصل.
تغلبت على معظم الصعوبات بمساعدة الطالبات وأولياء الأمور مثل السيدة ملكة مشينش/ المعلمة في كلية العلوم التربوية التي تطوعت بتصوير بعض الأعمال بالفيديو الخاص بها، والمشرف التربوي عصام أبو خليل الذي صوّر بعض الأعمال المسرحية من خلال مركز المصادر التعلمية التابع للوكالة، وكذلك ساعدت مدرسة اللاتين والبلدية في بير زيت من خلال تقديم عدة عروض على مسرحيهما.
وكان يتم توفير المصادر اللازمة للعمل الدرامي من مواردي الشخصية أو عن طريق الطالبات إذا كانت تكاليفها قليلة، وأحيانا كنت أنسق مع مسرح عشتار أو المجتمع المحلي لتوفير هذه المصادر، فمثلا استخدمت مسرح اللاتين ومسرح البلدية في بير زيت أكثر من مرة لتقديم عمل أو لتصوير آخر في مناسبة معينة، وكان المبدأ الذي وضعته لنفسي ولجأت إليه أحيانا يقول: "تدبر نفسك بنفسك ، المهم أن تنتج العمل ويكون جاهزا للتقديم في الوقت المحدد."
تطلعات مستقبلية
أطمح في تطوير مبادرتي من خلال بتطوير أداء الطالبات، وتوفير إضاءة وموسيقى، وصور درامية أكثر إثارة في المواضيع التي ستنتج في المستقبل، وأتطلع إلى العمل على تحويل الكثير من الدروس في المناهج المختلفة إلى مادة درامية مسرحية، تقدم بشكل مشوق يستفيد منها كل من الطالب والمعلم، ومشرفو التعليم، وأولياء الأمور في تدريس أبنائهم، وتعميمها على وسائل الإعلام لتكون نموذجاً يحتذى به على مستوى الوطن تعليمياً وأخلاقياً وسلوكياً واجتماعياً.
وأطمح لتوفير مسرح دائم في مدرستي لأقوم بعرض كل ما أنتجه من أعمال مسرحية عليه، ولتستطيع الطالبات مشاهدة العروض والاستمتاع بها كجزء من حياتهن المدرسية، وأفكر في عمل مسرحي تكاملي لدمج جميع المواد في موضوع مسرحي معين يقدم بطريقة فكاهية ناقدة للمنهج بشكل بناء.
المبادرة كما رآها آخرون
|