كلمة وزيرة التربية والتلعيم د.خولة الشخشير في احتفالية إلهام فلسطين 2014
كلمة معالي الوزيرة ورئيس مجلس شركاء إلهام فلسطين في الاحتفالية
دولة رئيس الوزراء د. رامي الحمد الله المحترم...
..............................................
المبادرون الأعزاء...
الحضور الكريم..
تغمرُنا لحظاتٌ جميلةٌ من السعادةِ ونحن نحتفي في هذا الصرح لتكريم مبادرين مبدعين وملهَمين... عملوا ويعملون من أجلِ نهضةِ مدارسِهم ومجتمعاتِهم بالسبلِ كافة، ولا يعرفونَ مستحيلاً ولا كسلاً.. وذلك من أجلِ تربيةِ النشء وتعليمِهم تعليماً عصرياً، فهذا ضرورةٍ ملحّة، في زمنٍ تتسارعُ فيه التطوراتُ وتنفجرُ فيه المعارف، فكان لا بدّ من توفيرِ بيئةٍ تربويةٍ سليمة لأطفالِنا، ما يتطلب جهداً وعملاً من نوعٍ خاص، فهي مسؤوليةُ المجتمعِ بأسرِه؛ لذا كان لزاماً، ومن منطلقِ المسؤولية، أنْ تتضافرَ جهودُ أطرافٍ متعددة ذاتِ علاقة، فكانت شراكةٌ مجتمعية حقيقية وجامعة، تضمُّ الأطرافَ المؤمنة بالتغيير كافة، على نحوٍ يُسهم في تجذيرِ برنامج "إلهام فلسطين" في البيئةِ التربوية الفلسطينية.
وإذْ نحن نكرّم اليوم مبادرينا، ننظر بعين الرضا إلى مبادراتِهم التي جاءت منسجمةً مع الغاياتِ والأهداف التربوية، باعتبارِ هذه المبادرات ملهمة، ولتصبحَ المبادرةُ ليستْ حالةً فردية فحسب، بل لتكونَ ظاهرةً تربوية تزخرُ بها مدارسُنا، ظاهرةً تقومُ دوماً على التميزِ والإبداعِ والريادة؛ فالمبادراتُ، على اختلافِ المبادر، تبقى عاملاً يشجّعُ على التنافسِ بين مديري المدارس والمعلمين؛ ما تدفعُ بالعمليةِ التربويةِ نحوَ الأفضل، وتساهمُ في تمكينِ المعلمين، ومديري المدارس، والمرشدين التربويين وطواقم الصحة في المدارس، وجعلهم أكثر قدرةً وإقداماً على الريادةِ والمساهمة في توفيرِ بيئةٍ تعلميةٍ تربويةٍ صحيةٍ سوية لطلبتهم.
وبعدَ دورات متتابعة من عمرِ "إلهام فلسطين"، واستناداً لثروةٍ تربوية أغنتها الشراكةُ الجامعة، وفي ضوءِ الرغبة الجامحة بتحقيق اندماجٍ فعّال ومستدامٍ لمبادراتِ "إلهام فلسطين" في النظامِ التعليمي، كان لا بدّ من أن يُتوّجَ هذا النجاحُ بإحداثِ نقلةٍ نوعية في الشراكةِ بينَ مؤسسةِ التربية العالمية ووزارة التربية والتعليم العالي في هذه الدورة الخامسة، تمثَّلت هذه النقلة في إدماج برنامج "إلهام فلسطين" في خطط وإستراتيجيات الوزارة؛ وتجسيداً لذلك، تم توقيع مذكرة تفاهم بين الطرفين في الثاني من كانون الثاني من عام 2014م، وكلّفت وزارةُ التربية والتعليم العالي بموجبها هيئةَ تطوير مهنة التعليم بمهمة الإدارة التنفيذية لـ"إلهام فلسطين"، والعمل إلى جانب مؤسسة التربية العالمية وباقي الشركاء في وزارة الصحة ووكالة الغوث، لتطوير العمل ومتابعته في الدورة الخامسة؛ وفي ضوء هذا التطوّر النوعي في الشراكة، تشكّل مكتب فريق إلهام فلسطين التنفيذي، الذي عمل بروح واحدة، وبتفانٍ وشفافية، وتعاون وتنسيق كبيرين. وكان تكليفُ هيئةِ تطوير مهنة التعليم لكونِها عملتْ وتعملُ على وضعِ معاييرَ للعاملين في مهنةِ التعليم من معلمينَ ومرشدين ومشرفين ومديري مدارسَ وعلى إجازة مزاولة المهنة والإشرافِ على المبادراتِ التربوية، وهذا كلُّه يصبُّ في صالحِ تطوير مهنة التعليم.
إنّ الـثلاثَ والخمسين مبادرة الملهمة التي نكرّمُ أصحابَها اليوم، هي من أصلِ 1169 طلب ترشّح وصلتنا في الدورة الخامسة، وبعدَ مرورِ هذا الكم من طلبات الترشح في ثلاث عمليات تقييم، كانت النتيجةُ وهو الرقم القياسي الذي لم تبلغْه أيّةُ دورةٍ سابقة، فتأهّلت 19 مبادرةً ملهمة على مستوى جائزة الدولة للإبداع والتميز، و15 مبادرة على المستوى الوطني (أ)، و19 مبادرة على المستوى الوطني (ب).
ونشكرُ هنا دولةَ رئيس الوزراء لرعايتِه جوائزَ المبادرين على مستوى جائزة الدولة للإبداع والتميز، فأصبحتْ هذه الرعايةُ عرفاً تكريمياً يُشكر عليه دولتُه؛ ما يتركُ أثراً طيباً في نفوس المبادرين، كما نشكرُ مؤسسة التربية العالمية التي تكرّمت برعاية الجوائز على المستوى الوطني (أ وب).
ونثمّن عالياً جهودَ كلِّ مَن عمل على إنجاحِ الدورة الخامسة من الشركاءِ واللجنةِ التوجيهية وفريقِ إلهام فلسطين ومديري التربية والمناطق التعليمية، ومنسقي إلهام فلسطين والمقيِّمين في المراحل المختلفة، والشكرُ خاص لكلِّ من قدّم مبادرتَه في إلهام فلسطين من فئاتِ الترشح المختلفة، فالنجاحُ لا يتوقفُ عندَ تقديمِ مبادرة، ولا يتوقفُ عندَ اجتيازِها التأهلَ أو عدمَه، فالنجاحُ حليف لكلِّ مبدعٍ بغضِ النظر عن النتيجة. وكلّنا أملٌ أن تبقى المبادراتُ الملهمة أنموذجاً يُحفّز كلّ مَن يهوى الإبداع والتميّز.
أ.د. خولة الشخشير
رئيس مجلس الشركاء
وزيرة التربية والتعليم العالي