كلمة رئيس الوزراء د.رامي الحمد لله في احتفالية إلهام فلسطين 2014
كلمة دولة رئيس الوزراء في احتفالية إلهام فلسطين
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوات والإخوة .. الحضور الكريم مع حفظ الأسماء والألقاب،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
ها نحن نحتفي مجدداً في هذا الصرحِ الأصيلِ المتجددِجامعةِ فلسطين التقنية (خضوري)، لنحتفلَ بتكريمِ كوكبةٍ جديدة من مبادري إلهام فلسطين، واستضافة الجامعة للاحتفالية مؤشر على مدى اهتمام هذه الجامعة بالإبداع والتميز، ودلالة على مكانة هذه المؤسسة التربوية العلمية الشامخة، التي ما زالت تضخ في شرايين الوطن الخريجين عبر سنوات عمرها الطويلة.
الحفل الكريم:
نحتفلُ اليومَ بهذه الكوكبةِ من المبادرين التربويين الملهمين، من معلمين ومديري مدارس، ومرشدين وطلبة، بعدَ أن أصبحَ إلهام فلسطين جزءاً أصيلاً وراسخاً في ثقافتهم وفي ثقافة المجتمع التربوي، رغم حالةِ الضيقِ وشح الإمكانات التي يعانيها شعبُنا وما يسببُه الاحتلال، وبذلك نرد عليه بالتمسك بالعلم لنُريَ العالمَ أجمع أن شعبَنا ليس فقط صابراً، بل هو أيضاً مبدعٌ ومُلهَم وهذه المبادرات التي نحتفل لأجلها دليلٌ على ذلك، كما أنه شعبٌ مُلهِم لغيره من شعوب الأرض، ليس فقط في النضال، بل أيضاً في الإبداع والعطاء لغنى هذه التجربة.
إنّ ممارساتِ الاحتلالِ بحقِّ أطفالِنا الطلبةِ تشكل انتهاكاً صارخاً وواضحاً للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، ولاتفاقيةِ حقوق الطفل، فهو ينتهكُ يومياً مدارسَنا، ودمّر العديدَ منها خلالَ عدوانِه على المحافظات الجنوبية من الوطن، ويقتلُ الأطفال ويعتقلُهم وهم يحملون حقائبَهم في مدارس الوطن، وهذا يضاعفُ من مسؤولياتِنا كحكومةِ وفاق وطني، ومع ذلك نقدّمُ كلَّ دعمٍ من أجلِ تحسينِ نوعيةِ التعليم والأخذ بيدِ المبادرين، ورعاية مجلس الوزراء لجوائز المبادرين المتأهلين على مستوى الدولة للتميز والإبداع أصبحت سنّة حميدة دعمناها، وسنبقى ندعمُها إنْ شاء الله.
الحضور الكريم:
إنّ الهدفَ التعليمي المباشر لنا كحكومة يتمثلُ في تحسّينِ نوعية التعليم وربطِه بحاجاتِنا للتنمية، وكذلك تمكين المواطن من الانخراط في مجال المعرفة، والإبداع، والتفاعل بإيجابية مع التطور العلمي والتكنولوجي، والقدرة على المنافسة، وتوفير التعليم للجميع في ظلِّ بيئة تعليمية موائمة للنشأة السوية للطفل، وتطوير قدرات المعلمين وكفاءاتهم وفق المعايير المهنية التي وضعتها هيئة تطوير مهنة التعليم في وزارة التربية والتعليم العالي، والارتقاء بالأداء المؤسسي ورفع الكفاءة التنافسية، لتمكّن الجميع من الانخراط في بناء الوطن واستقلاله وتقدمه، في ظلّ الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
الحضور الكريم
إنّ برنامجَ إلهام فلسطين ضرب لنا أُنموذجاً ومثالاً ذهبياً للشراكة الناجحة ما بين القطاعين الحكومي والخاص، بين مؤسسة التربية العالمية ووزارتي التربية والتعليم العالي والصحة ووكالة الغوث، وندركُ أنّ العلاقةَ بين الشركاء هي علاقة تكاملية، كون الطالب ونموه الجسدي والنفسي والمعرفي محورَ اهتمام وعمل هذه المؤسسات كافة، وباسم الحكومة نبارك هذه الشراكة وهذا التعاون، ونحن مستعدون لتقديمِ ما يدعم هذه الشراكة، ومن هنا جاءت رعايتنا وتكفلنا بجائزة الدولة للإبداع والتميز.
ونحن كمجلس وزراء نرقبُ هذه المبادرات الثلاثَ والخمسين وغيرها من المبادرات الناجحة والملهمة؛ لتكون ميزةً نباهي بها العالم، لنرى كلَّ مدرسة من مدارس الوطن تتحدثُ عن المبادرات وعن الإشعاع الذي يعمُّ المدارسَ كلَّها، لنحتفلَ في العام القادم بمبادراتٍ جديدة تخرج من مدارسَ جديدة أيضاً، ومبادرينَ آخرين التحقوا بركبِ إلهام فلسطين. ومن هنا ننظرُ بعين الأهمية إلى الرضا الذي تبديه وزارةُ التربية والتعليم العالي لهذه المبادرات، ونقدّر تحمسَ طواقم الوزارة لإدماجها في عملية التعليم والتعلم، بهدف تحسين مخرجاتها.
وأشدُّ، من هنا، على أيدي المبادرين المبدعين الملهمين من المحافظات الجنوبية (قطاع غزة)، الذين شاركوا في إلهام فلسطين وحققوا نتائج جيدة، رغم الظروفِ القاسية والقاهرة التي مرّوا فيها، فأنتم معنا وفي قلوبِنا دائماً، حتى لو لم تتمكنوا من مشاركتِنا هذه الاحتفالية، لكنكم شاركتمونا بمبادراتِكم وأتحفتمونا بإبداعاتكم، ونأمل أن تحتفلوا قريبًا بتأهلكم في إلهام فلسطين.
وفي الختام، أتقدم بالشكر إلى مجلس شركاء إلهام فلسطين، وإلى اللجنةِ التوجيهية وفريق إلهام التنفيذي ولجان التقييم على روح التعاون والمهنية والشفافة في اختيارِ المبادرات التي استحقت التأهل والتكريم.
ونحتفل معاً في القدس عاصمة فلسطين الخالدة
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته