( الدورة الخامسة )
"دمج الطلبة ذوي الإعاقة في الأنشطة المدرسية"
المدرسة: بنات طولكرم الأساسية الأولى
منطقة نابلس التعليمية- وكالة الغوث
المديرة ميادة عبد القادر والمعلمات: فاطمة مغربي، سهاد غريفي
سهاد نصر الله، ختام عواد، إيناس بلاونة، نسرين طلوزة.
وصف موجز للمبادرة ودوافعها
"لا للتهميش" .. مبادرة تهتم بالطلبة ذوي الإعاقة، وتعمل على انخراطها بالمجتمع، لتحقيق العدالة الاجتماعية والتعليمية والمشاركة، وتطبيق مبادئ حقوق الطفل، وبخاصة التعبير والمواطنة والكرامة. كما تعمل على توفير بيئة آمنة ومحفزة، وبناء قيم سلوكية إيجابية، وتعزز تقدير ذوي الإعاقة لذواتهم، وتحقق نتاجات تربوية ترفع من تحصيلهم، كما توظف الذكاءات السمعية والبصرية والموسيقية. وهذا كله بإشراك الأهل والمعلمات ومؤسسات المجتمع. والدافع الأكبر وراء هذه المبادرة هو توفير فرص التعليم للجميع.
جوانب التميّز في المبادرة
يكمن تميّز هذه المبادرة في كونها تستهدف فئة مهمشة في المجتمع، فكان لا بدّ من تمييز هذه الفئة تمييزاً إيجابياً؛ من خلال بناء قيم سلوكية إيجابية، فجاءت المبادرة لتوفير التعليم لهم، وتحفزهم نحو المدرسة، لتحقق الذكاء الاجتماعي لذوي الإعاقة، وتشعرهم بتقدير الذات والاحترام، ليُقبِلوا على الحياة بإطلالة جميلة، تدخل السرور والسعادة في قلوبهم، وتجعل الأهل أكثر طمأنينة تجاه أبنائهم. ومن جوانب التميّز أيضاً، انخراط المجتمع بفئاته كافة في إدماج ذوي الإعاقة من خلال هذه المبادرة.
أثر المبادرة في المجتمع المدرسي
أثرت المبادرة على نحو ملحوظ على عناصر المدرسة المختلفة، ولكن كان الأثر جلياً على الطالبات ذوي الإعاقة، فقد شاركن في الأنشطة المختلفة، مثل: مؤتمر المعاقين، ومعرض الرسومات، والرحلات، واللجان الحقوقية، وشاركن في تقديم برامج في إذاعة "كل الناس" عبر الهواء مباشرة؛ ما أسهم في تحقيق الذات وغرس القيم الإيجابية وتعزيز الثقة بالنفس لديهن.
أما المعلمات، فوقع على عاتقهن دور كبير، مثل: إعداد الوسائل التعليمية، والألعاب الرياضية، ودروس مغناة، والتدريب وبناء جسور الثقة واتباع إستراتيجيات ملائمة وأوراق العمل الحقوقية، إلى جانب التعزيز المعنوي. فدفعت المبادرة المعلمات للإبداع والتميز؛ فألفن ألعاباً وأغاني تعليمية للمعاقين يدوية والكترونية. أمّا إدارة المدرسة، فقد قامت بمشاركة المعلمات بوضع خطة شاملة للمبادرة، وتنظيم ورشات العمل والمشاركة في احتفالات المدرسة والمنطقة، والتكليف بعمل أوراق وتهيئة البيئة المادية والمعنوية، والاتصال بمحطات التلفزة، وطباعة الملصقات وفحص القدرات العقلية.
العوامل التي أسهمت في نجاح المبادرة
هناك عوامل عدة لعبت دوراً في إنجاح المبادرة، منها تقبّل التربية والتعليم للمبادرة وفكرتها، وكان لوضع خطة متكاملة العناصر دور واضح في النجاح، واعتماد نهج التشاركية داخل المدرسة، فالمعلمات لعبن دوراً واضحاً إلى جانب المديرة والمرشدة التربوية، كذلك توفر مرافق المدرسة من مكتبة ومختبرات حاسوب كان له دور واضح، ومؤسسات المجتمع لعبت دوراً كبيراً في الإعداد والتدريب والزيارات: كأكاديمية الحنان والعيادة الصحية للتشخيص، ووسائل الإعلام دفعت باتجاه الترويج للفكرة لإقناع الأهالي بذلك، وتنظيم برامج للطالبات.
التعاطي مع الصعوبات والتحديات
كان من الصعوبة بمكان أن يتقبل الأهل هذا الاندماج، بخاصة أن الفتيات المستهدفات هن ذوات الإعاقة، وهذه الصعوبة تطلبت جهداً مضاعفاً في الإقناع وبيان الأجر والثواب، وتطلبت أيضا الاستعانة بالمرشدة من أجل بناء الثقة بينهم وبين المدرسة. وكان لا بدّ من الاستعانة بمؤسسات مختصة كأكاديمية الحنان والعيادة الصحية للتشخيص، وجامعتي القدس المفتوحة والنجاح. ومن الصعوبات إقدام بعض الأهالي على إخفاء المعلومات الحساسة، ما تطلب من المديرة والمرشدة جلسات متكررة. كما أنّ خجل الطالبات وقلة تعبيرهن عن أنفسهن، وتقوقعهن كانت من الصعوبات الملحوظة، ما تطلب جهوداً مضاعفة من المعلمات والمرشدة والمؤسسات المختصة. ولا يمكن إغفال أن عدم وجود المواد الملائمة والمنهاج المعد، من الصعوبات التي واجهت المبادرة، إلا أن التغلب عليها كان بإعداد دروس محوسبة تتضمن أنشطة غنائية وألعاب تعليمية ورسومات ولعب أدوار. كما أنّ عدم وجود معلمات مؤهلات للتعامل مع ذوي الإعاقة مشكلة واجهتنا في البداية، وتم تخطيها بالاستعانة بمؤسسات المجتمع المختصة، التي درّبت عدداً من المعلمات للتعامل مع ذوي الحاجات.
الاهتمام والحراك الذي أحدثته المبادرة
أحدثت المبادرة حراكاً واضحاً على مختلف الصعد، بدءاً من الفئة المستهدفة التي تحسّن أداؤها، وانخرطت في النشاطات المدرسية، وتخلصت من الخجل والانطواء، والمعلمات اللواتي لعبن دوراً يشار إليه في الإعداد والتدريب. والأهالي ومؤسسات المجتمع، مثل: أكاديمية الحنان والطلائع وهيئة الياسر للتشخيص والتدريب على المهارات. ووسائل الإعلام كإذاعة "كل الناس"، التي استضافت ذوات الإعاقة، وأجرين برنامجاً من خلال أثيرها. كما تمت الاستعانة بالموهوبين، مثل: ماهر صدوقة الذي لحّن أغاني حول المعاقين. كما عملت المبادرة على زيادة الحراك في المدرسة من خلال المشاركة في مشروع المواطنة الذي ركز على المهارات الحياتية وصعوبات التعلم في المدرسة، وفي أنشطة واحتفالات المنطقة المركزية للمعاقين.