( الدورة الخامسة )
"شجرة التعزيز لبيئة خالية من العنف"
المديرة رندة عبد الله ديب أبو سعادة
مدرسة بنات دير إستيا الأساسية
مديرية التربية والتعليم- سلفيت
وصف موجز للمبادرة ودوافعها
كثيرا ما كنا نتساءل: كيف تكون بيئة المدرسة خالية من العنف؟ كيف يمكن توفير أجواء تعليمية ودية محببة للطالب؟ وكان الجواب في مبادرة "شجرة التعزيز" لمنح الطلبة تعزيزاً على سلوكاتهم الإيجابية تجاه بعضهم بعضاً، وتجاه البيئة المحيطة بهم. فوُضِعت شجرةٌ في كلّ غرفة صفية مكتوبة عليها أسماء طالبات الصف جميعاً، وهناك قواعد صفية موضوعة من قبل الطالبات بالتعاون مع المرشدة ومربية الصف، وتوضع النجمات على لوحة التعزيز بحسب الالتزام بالقواعد الصفية، ولم يكن التعزيز يركز على الجانب المادي المالي، بل كان عبارة عن نجمة توضع على هذه الشجرة، ومن هنا خلقت شجرة التعزيز جواً تنافسياً رائعاً؛ ليثبت كلُّ طالب مدى التزامه بالأنظمة المدرسية، ومدى حبِّه لمدرسته ولزملائه. وقد أحدثت الشجرة ثورة من الدافعية والنشاط بين الطلبة، وخلقت بيئة تعليمية محفزة للتعلم، وكان لاختيار الشجرة دون لوحة مثلاً دلالة ما، وهي أن الشجرة مثمرة تعطي الخير، وتدفع الطالب لإعطاء ثماره الطيبة سلوكياً وتعليمياً.
جوانب التميّز في المبادرة
أحدثت (شجرة التعزيز) ثورة من الدافعية والنشاط بين الطلبة، وخلقت بيئة تعليمية محفزة للتعلم، فهي مبادرة تتميّز بجعل بيئة المدرسة خالية من العنف بجميع أنواعه، وهذا من أهم أدبيات مبادرة "إلهام فلسطين"، فعملت على تنمية السلوكات الإيجابية والتقليل من السلوكات غير المرغوب فيها. كما أنها كشفت عن قدرات كامنة لدى الطلبة تم تفريغها من خلال التنافس حول مَن يحصل على نجمات أكثر. وما يميز المبادرة قلة تكلفتها، فقد تم توفير كلّ ما يلزم للمبادرة من ورق وكرتون وأقلام واللاصق وأشجار زينة ...إلخ من المعلمات والطالبات والمدرسة.
أثر المبادرة في المجتمع المدرسي
كان للمبادرة أثر كبير في نفوس الأهالي والطلبة والمعلمات، وكذلك في نفوس المتابعين لها من المديرية والزائرين بشكل عام، وكان لهذه المبادرة الأثر الأكبر على الطلبة؛ حيث إنّها أثّرت في مدى استجابتهم للقوانين المدرسية، ومدى تفاعلهم مع القواعد الصفية، ورفعت من مستوى الالتزام عندهن، فكانت سبباً رئيساً في التقليل من العنف المدرسي، وبناء علاقات سليمة بين الطلبة أنفسهم، وبين الطلبة ومعلميهم، فكانت النجمة دافعًا للمحافظة على القواعد الصفية والأثاث المدرسي، وحلّ الواجبات وتعزيز التعاون ...إلخ. وهذا الأمر ترك أثره على الأهالي، فكانت هناك مراجعات عدة من الأهالي حول ماهية شجرة التعزيز، ويكررون أنّ بناتهم يُظهِرن مزيداً من الجدِّ والاجتهاد والمنافسة. كما أنّ هذا الأمر انعكس على المعلمات، فقلّت المشاكل داخل المدرسة؛ ما أشعرهن بالراحة.
العوامل التي أسهمت في نجاح المبادرة
تعاونت الزميلات اللواتي تم إطلاعهن على المبادرة، وشاركن في وضع قواعد للغرفة الصفية، تسمى "القواعد الذهبية" وتم وضع هده القواعد بالاتفاق بين المعلمة والطالبات، وكانت تعلق داخل الغرفة الصفية على شكل شجرة تسمى شجرة التعزيز داخل الغرفة الصفية. وبرز النهج التشاركي في المبادرة خلال مراحل إنجازها المختلفة، فكان لإدارة المدرسة دور كبير في التعاون والدفع باتجاه إنجاح المبادرة. كما شارك أولياء الأمور بتخطيط القواعد الصفية؛ ما جعل كلَّ الأطراف مساهمة بشكل مباشر في نجاح المبادرة.
التعاطي مع الصعوبات والتحديات
من أكثر الصعوبات التي واجهت الطالبات هي القدرة على تحديد القواعد الذهبية للغرفة الصفية، وتم التغلب عليها عن طريق التعاون بين مربية الصف والمرشدة، وكان أيضاً من بين الصعوبات كيفية رصد التزام الطالبات بالقواعد الذهبية الصفية، وتم التغلب عليها بعدد النجمات الموضوع أمام اسم كل ّبنت على الشجرة. كذلك تطلّب الأمر جهداً ووقتاً لإقناع الأهالي بالفكرة، والأنظمة التي يتم على أساسها تعزيز الطلبة، وتم التغلب على ذلك بمراسلات عدة لأولياء الأمور؛ لتوضح القواعد الذهبية.
الاهتمام والحراك الذي أحدثته المبادرة
لقد أحدثت المبادرة حراكاً بين الطلبة في الصف الواحد، فجعلت الجميع يتنافس على الالتزام بالقواعد الذهبية؛ للحصول على نجمات، وكما أحدثت حراكاً بين الصفوف بعضها بعضاً، إذ إنّها كانت سبباً في تنافس الصفوف بين بعضها بعضاً، والكلّ أصبح يرغب في أن تكون النجمة اللامعة من نصيب صفه لهذا الشهر. وانعكس هذا الحراك ليصل إلى المعلمات في المدرسة، فكلّ مربية صف ترغب في أن يكون صفها الأكثر لمعاناً، وانعكس الحال على أولياء الأمور؛ إذ كانت المبادرة دافعاً لهم لزيارة المدرسة للسؤال والاستفسار عن المبادرة وتفاعلوا معها بشكل كبير.