( الدورة الخامسة )
"مكتبتي تصقل شخصيتي وتساعدني على التعبير والحوار"
المعلمة عطاف عبدالله علي برغوثي
مدرسة هواري بو مدين
مديرية التربية والتعليم- رام الله والبيرة
وصف موجز للمبادرة ودوافعها
"مكتبتي تصقل شخصيتي"... مبادرة تعمل على تفعيل دور المكتبة في إبراز جوانب التميز لدى الطالب وتنمية قدراته في التعبير والحوار. وجاءت الفكرة انطلاقاً من أن المكتبة المتنفس الثقافي والترفيهي الوحيد خلال ساعات الدوام، وللحرص على توظيف جميع مرافق المدرسة لخدمة الطالب، ولصقل شخصيته وجعله قادراً على التعبير والحوار من خلال الأنشطة المنهجية واللامنهجية، وعليه تم توظيف الحصص المكتبية من خلال أنشطة متعددة الأساليب لتكشف مواهب وإبداعات لم تكن معروفة سابقاً، إذ إنّه من خلالها تم اكتشاف عدد من الطلبة الذين تميزوا بمواهبهم رغم تدني تحصيلهم. وهدفت المبادرة الى تنمية قدرة الطالب على القراءة والكتابة والتعبير والكشف عن المواهب الدفينة في شخصيات انطوائية؛ ذلك لكسر الصورة النمطية بكون التميز ينحصر في التفوق الدراسي، وهدفت المبادرة إلى دمج الطالب مع المعلم وزملائه.
جوانب التميّز في المبادرة
ركزت المبادرة على إبراز جوانب الإبداع لدى الطلبة، بحيث أصبحت دافعية الطلبة على العطاء كبيرة جداً، وعززت من روح التعاون والقدرة على الحوار بأسلوب مقنع، إذ بات الطالب نفسه يقدم فكرة أو وسيلة معينة، ويعمل على عرض محتواها بأسلوب منظم. ومن جانب آخر عملت المبادرة على تعزيز ثقة الطالب بنفسه وتقوية قدرته على طرح مشاكله دون خجل أمام المعلم أو المدير أو المرشد؛ ما ساهم في الكشف عن مشاكل لديه تعيق تقدمه الأكاديمي والعمل على حلِّها.
أثر المبادرة في المجتمع المدرسي
كان للمبادرة الأثر الأكبر على الطلبة، كونها ركّزت على إبراز جوانب الإبداع عند هذه الفئة، بحيث أصبحت دافعية الطلبة على العطاء كبيرة جداً وعززت من روح التعاون والقدرة على الحوار بأسلوب مقنع، إذ بات الطالب نفسه يقدم فكرة أو وسيلة معينة ويعمل على عرض محتواها بأسلوب جميل، كما عملت على تعزيز ثقة الطالب بنفسه. كما نبهت كثيراً من المعلمين إلى أنّ الإبداع عند الطلبة غير مربوط بالتحصيل الأكاديمي المرتفع، فكثير من الطلبة المبدعين قد يكون تحصيلهم متواضعاً لكن إبداعهم كبير.
العوامل التي أسهمت في نجاح المبادرة
كان للنهج التشاركي دور في نجاح المبادرة، حيث لاقت المبادرة اهتماماً واسعاً من الكادر التعليمي والذي برز من خلال قيام بعض المعلمات بتوظيف ما تم إنجازه في الحصص المكتبية من وسائل ودمى ومطبوعات لخدمة وشرح المنهاج، كما كان لتوظيف المكتبة بشكل سليم وممنهج دور واضح في تقبل المبادرة، وعملت على إيجاد بيئة صحية ومريحة للطالب.
إن الذي أكد على توصال الطلبة وانخراطهم، هو حبهم لزيارة المكتبة بشكل متواصل حتى في أوقات الاستراحة وعند انتهاء الدوام الرسمي، ودافعيتهم المستمرة لإبراز إبداعاتهم من خلال الأنشطة التي يقدمونها للمكتبة، والتي يتم تحضيرها في منازلهم دون طلب مسبق.
التعاطي مع الصعوبات والتحديات
من أبرز التحديات التي واجهت المبادرة عدم مناسبة الحصص المكتبية الأسبوعية مع عدد الطلاب في الصف الواحد، ما شكّل تحدياً في توسيع نطاق الأنشطة المنوي تطبيقها، حيث اضطررنا إلى استغلال حصص الإشغال والتأخر بعد ساعات الدوام. ومن جانب آخر كان بُعد بعض المعلمين عن استخدام أساليب جديدة واعتمادهم على الأسلوب التقليدي في الشرح وعدم تفعيل دورهم في صقل شخصية الطالب وإعطائه فرصاً للتعبير عن نفسه داخل الحصة، من أكبر التحديات التي زادت من ثقل المهام على عاتق الحصة المكتبية في تشجيع الطالب وزيادة ثقته بنفسه وإبراز أهمية دوره.
الاهتمام والحراك الذي أحدثته المبادرة
يتشكل الحراك بشعور الطالب والمجتمع المحيط به أن هناك جديداً كلّ عام، وتغييراً نوعياً في اختيار مواضيع مختلفة من الواقع الذي نعيش فيه، والعمل عليها لإنجاحها وبدأ ذلك بإيمان المعلم أنّ الطالب قادر على العطاء والتغيير، وبالتالي بات يساهم في الكشف عن جانب التميز لدى الطالب دون ربطها بالتحصيل الأكاديمي؛ ما انعكس على شخصيته داخل المدرسة وخارجها، كما برزت أهمية المبادرة كونها حققت صدى كبيراً خارج أسوار المدرسة، والذي لوحظ من تجاوب أولياء الأمور وإعجابهم بما يشاهدونه من نشاط أبنائهم وتحسنهم، وكشف لهم عن جوانب التميز لديهم؛ ما حفّز العديد منهم على البحث والمعرفة ومشاركتهم في الأنشطة المختلفة. فكان لا بدّ من تنظيم المهرجانات والمعارض المكتبية، لإبراز إنجازات الطلبة ونجاحاتهم، لقد لاقت إقبالاً واسعاً من المجتمع المحلي، الذي أشاد بتميزهم وإبداعهم. كما كانت هناك استضافة لعدد من الشخصيات التي قدمت محاضرات تثقيفية وتوعوية عن أهمية القراءة.