( الدورة الخامسة )

"تيسير عمليتي الاشتقاق والبرهنة باستعمال البراهين المرئية المحوسبة"

المعلمة أسماء موسى عطية تعامرة
مدرسة بنات تقوع الثانوية
مديرية التربية والتعليم- بيت لحم

وصف موجز للمبادرة ودوافعها
تقوم فكرة المبادرة على إدخال البراهين المرئية الإلكترونية لمادة الرياضيات النظرية، انطلاقاً من ضرورة الوصول بالطالب إلى أعلى مستويات التفكير المنطقي بالطرق الميسرة التي تتيح له فهم كيفية الاشتقاق والبرهنة بالاستعانة بالحاسوب، حيث يتمكن الطالب من مشاهدة ما يسمى بـالبراهين المرئية أو”Proofs Without Word”. انطلقت المبادرة لمواكبة التكنولوجيا التي باتت مرتبطة بحياة الطالب، ومحاولة ربطها بما يدرسه في مادة الرياضيات، التي يعاني الطالب فيها من صعوبة الفهم والتطبيق، مستفيدين من موارد المدرسة مثل: شبكة الإنترنت والحواسيب المحمولة وغير المحمولة، وأجهزة العرض مثل: LCD وTV.

جوانب التميّز في المبادرة
تتمثل القيمة الإبداعية للمبادرة بإدخال البراهين المرئية الإلكترونية لمادة الرياضيات النظرية، انطلاقاً من ضرورة الوصول بالطالب إلى أعلى مستويات التفكير المنطقي بالطرق الميسرة التي تتيح له فهم كيفية الاشتقاق والبرهنة بالاستعانة بالحاسوب. ويبرز البعد الإبداعي الملهم للمبادرة في حوسبة البراهين في وحدة الهندسة لاعتمادها بشكل أساسي على عمليتي الاشتقاق والبرهنة، وتطبيق المبادرة على وحدة الجبر لاشتقاق القوانين من أجل تذليل صعوبات التعلم في الرياضيات، والانطلاق من قيود الحفظ والتلقين إلى الإبداع والمشاركة في التعلم. كذلك تتميز بأنها تضفي على العملية التعليمية التعلمية أساليب جديدة، بخاصة بعد تفاعل معلمات الرياضيات معها بشكل ملحوظ، وبخاصة لأنها تقوم على النهج التربوي التشاركي.

أثر المبادرة في المجتمع المدرسي
كان للمبادرة تأثير في مختلف عناصر المدرسة؛ فقد أثرت في معلمات الرياضيات، اللواتي تمكن من الاستعانة بالأجهزة التكنولوجية للاستفادة منها في عرض كيفية اشتقاق القوانين الرياضية بطرق تطبيقية ممتعة. كما تمكنّ من برهنة القوانين والأسئلة التي تتطلب الإثبات والبرهنة من خلال عرض الخطوات بصورة مرئية لتتمكن الطالبات بعدها من كتابة البرهان. أما بالنسبة لطالبات المدرسة، فقد أسهمت هذه المبادرة في إحلال التفكير العميق لديهن، محل التفكير السطحي (حفظ القوانين)، وبالتالي سرعة الفهم واسترجاع خطوات اشتقاق القوانين عن طريق الرسم. وأثّرت المبادرة في طالبات الجامعة اللواتي استخدمنها في تطبيق مواد التربية العملية.

العوامل التي أسهمت في نجاح المبادرة
هناك جهات عدة أسهمت في إنجاح المبادرة، منها مديرية التربية والتعليم التي تبرعت بأجهزة حاسوب، ومديرة المدرسة التي وفّرت الاحتياجات المادية للمبادرة لرفع مستويات التحصيل المتدنية في مادة الرياضيات. كما أنّ التعاون الملحوظ بين معلمات الرياضيات قد أسهم بشكل كبير في إنجاح المبادرة، فقد تحمسن لها، وأخذن يطبقنها في دروسهن؛ ما أدى إلى التشويق وإيجاد أساليب جديدة في التدريس. وكان للدكتورة جين البرت من كلية بارد دور في مساعدتنا في توفير الكتب اللازمة "البراهين المرئية" من أمريكا.

التعاطي مع الصعوبات والتحديات
لا بدَّ من صعوبات في عمل كهذا، لكن التعاطي معها كان حثيثاً، فقد تطلّب الأمر جهداً في إقناع المعلمات لتغيير أسلوب العرض النظري للمادة، وضرورة تطبيق المبادرة داخل الغرف الصفية؛ ما تطلب جهداً إضافياً من المعلمات لتطبيق هذه المبادرة. كما واجهتنا مشكلة في التكنولوجيا في البداية من خلال العرض على أجهزة الحواسيب غير المحمولة؛ حيث اضطررنا في بعض الأحيان للعرض المباشر من الإنترنت، بيد أن ذلك لم يكن ممكناً؛ بسبب وجود خلل بشبكة الإنترنت، وقد تم حلّ هذه المعضلة باستخدام هذه الأجهزة فقط عند العرض، من دون إنترنت، أما في حالة الحاجة للإنترنت، فقد كان العرض يجري بالاستعانة بأجهزة الحواسيب المحمولة.

الاهتمام والحراك الذي أحدثته المبادرة
أحدثت المبادرة حراكاً ملحوظاً داخل المدرسة، وتحديداً بين معلمات الرياضيات وطالباتهن، كما أحدثت حراكًا خارج أسوار المدرسة، فوفّرت المبادرة للطالبات الجامعيات فرصاً في تطبيق هذه البراهين بشكل عملي بعد عملية العرض لها حاسوبياً. كما ساهمن في تحضير بعض المواد للعرض من خلال برنامج POWER POINT.
وقد بدا دور أولياء الأمور جلياً، من خلال المتابعة المستمرة للطالبات والتواصل مع معلمات الرياضيات لإعطاء تغذية راجعة عن مدى استفادة الطالبات من هذه المبادرة.