( الدورة الخامسة )
"اللعبة التربوية سبيل إلى التعلم الممتع وتحسين تحصيل الطلاب"
المعلمة تمام عبد الكريم مسعود المصري
مدرسة نابلس الأساسية المختلطة
منطقة نابلس التعليمية – وكالة الغوث
وصف موجز للمبادرة ودوافعها
تركز هذه المبادرة على جعل التعلم ذا جودة عالية وأثر عميق من خلال إثارة دافعية الطالب للتعلم، وجعله متشوقا له منتظرا كل جديد يقدمه له المعلم،وذلك عن طريق عرض المفاهيم اللغوية الواردة في كتاب اللغة العربية للصف الأول الأساسي باستخدام الألعاب التربوية. لقد ساعد ذلك في إبقاء الطالب يقظا متحفزا للتعلم منتظرا الجديد الذي سيفاجئه به المعلم، فلكل حرف لعبة ولكل مفهوم وتدريب لعبة تربوية تعزز عند الطالب النمو الحركي والمعرفي وتوظف جميع حواسه، وتبرز وتعزز مختلف أنواع ذكاءاته، وتشرك جميع الطلاب في التعلم.
لم تترك المبادرة طفلا إلا ووجد لعبة تربوية تناسب قدراته وتستفز مواهبه، وجعلت تعلمه أكثر متعة وأعمق أثرا. إن اللعبة التربوية بهذا المفهوم تمثل أسلوبا تعليميا واستراتيجية تدريسية وليس مجرد وسيلة معينة،إنها نهج متكامل يخرج الطفل من دور المتلقي السلبي إلى الشريك الفاعل في صياغة تعلمه.
انطلقت في هذه المبادرة من ملاحظتي بأن الأطفال في هذه المرحلة كثيرو الحركة قليلو التركيز، وهم بحاجة إلى ما يجذب انتباههم ويثير اهتمامهم ويشبع حاجتهم إلى الحركة، ومن قناعتني بأن الطفل يتعلم بصورة أفضل عن طريق اللعب، وبصورة أفضل وأسرع إذا ما نوع المعلم في أساليبه لتلائم مختلف أنماط المتعلمين.
جوانب التميز في المبادرة
ولدت المبادرة قناعات لدى معلمي المرحلة في المدرسة ومدارس المنطقة التعليمية بضرورة تغيير طرائق تدريسهم والخروج عن الطرق التقليدية إلى تجربة طرائق جديدة، وتوظيف الألعاب التربوية في التعليم.
أثر المبادرة في المجتمع المدرسي
برز تأثير المبادرة على الأطفال حين أصبحوا يتعلمون بشكل أسرع وبجودة أعلى، وارتفعت نسبة طلاب الصف الأول الذين ينهون العام الدراسي وهم يمتلكون المهارات الأساسية التي يشتمل عليها الكتاب، ومن خلال هذا النهج أصبح التعليم أكثر متعة؛ ما حسن توجهاتهم نحو المدرسة وجعلهم يحبون الدراسة ويتوقون للمدرسة.
أما أولياء الأمور، فقد تعلموا كيفية استخدام الألعاب التربوية في تدريس ومتابعة أبنائهم، وأصبحوا أكثر انخراطا في العملية التعليمية، وأكثر تقديرا للجهد الذي يبذله المعلم وأكثر فهما لحاجات أبنائهم. وأصبح المجتمع المحلي أكثر تواصلا مع المدرسة وأكثر قناعة بأهمية دورهم في إحداث الفرق في حياة التلاميذ، وتعزز التعاون مع جمعية المرأة العاملة الفلسطينية وتنمية موارد المجتمع لتبني حالات ضعف التحصيل وعلاجها عن طريق الألعاب التربوية.
عوامل النجاح في المبادرة
شارك العديد من ذوي الاختصاص والخبرة في إنجاح المبادرة، فقد انخرطت معلمات المدرسة، لاسيما معلمات المرحلة، بتنفيذها من خلال المشاركة في التخطيط وإعداد الألعاب. فمثلا، ساهمت معلمة الفن في تصميم بعض الوسائل، وساهمت معلمة اللغة العربية في كتابة وتخطيط الكلمات بخط النسخ، وقاد منسق مركز المصادر ورشة عمل للمعلمات حول إعداد الوسائل والألعاب التربوية وساهم في صناعة بعضها. أما مشرف المرحلة الأساسية ومدير المدرسة فقد شاركا في تقييم للطلاب قبل تنفيذ المبادرة وبعدها.
ومن جهة ثانية، قامت جمعية المرأة العاملة وتنمية موارد المجتمع بتبني الطلاب ضعاف التحصيل وعلاجهم عن طريق توظيف اللعاب التربوية، في حين شارك أولياء الأمور بفاعلية في حضور الحصص واللقاءات حول توظيف الألعاب خلال متابعة أبنائهم في البيت، وساهموا مع المعلمة في تطبيقها داخل غرفة الصف.
وفيما يتعلق بالموارد المادية، فقد تمت الاستفادة من مركز المصادر بما فيه من مواد لصناعة الألعاب التربوية، وتمت الاستفادة من المواد المرجعية في مكتبتي المدرسة والبلدية لإعداد البحث التربوي الخاص بالمبادرة، وكذلك تمت الاستفادة من الانترنت وشبكات التواصل الاجتماعي لفتح قنوات التواصل مع أولياء الأمور والمهتمين بالمبادرة من مدارس أخرى.
التعاطي مع التحديات والصعوبات
للتغلب على مشكلة ضيق الوقت المتاح لإنتاج الوسائل والألعاب التربوية، استعانت المعلمة صاحبة المبادرة بمعلمة الفن في المدرسة وبمركز المصادر في المنطقة للمساهمة في تصميم وإنتاج بعض الوسائل، وتم استغلال حصص المواد الأخرى مثل التربية المدنية والوطنية والفن.وللتغلب على مشكلة عدم تعاون بعض أولياء الأمور وعدم حضورهم الاجتماعات، تم الاتصال بهم هاتفيا لإطلاعهم على الدور الذي يجب أن يقوموا به.
الحراك الذي أحدثته المبادرة
ولدت للمبادرة حراكا لدى معلمي المرحلة في المدرسة ومدارس المنطقة، حيث تم تطبيقها على صفوف وشعب أخرى داخل المدرسة وخارجها لما رأوه من أثر جيد للمبادرة على تحصيل الطلاب، وقام موجه المرحلة بتعميمها وتعميم البحث على مدارس المنطقة. أما الآباء فقد أصبحوا أكثر تواصلا مع المدرسة وأكثر انخراطا في العملية التعليمية بعد أن عرفوا أهمية دورهم في مساندة المدرسة وإكمال دورها، وواصلت جمعية المرأة العاملة برنامجها في تبني علاج الطلبة ضعيفي التحصيل وشملت فعالياتها طلابا وطالبات من صفوف أخرى لما رأته من نتائج إيجابية مع طلبة الصف الأول.