( الدورة الخامسة )
"تعلم الطلبة مسؤولية مشتركة"
المعلمة مها أحمد خليل أبو كشك
مدرسة نابلس الأساسية المختلطة
منطقة نابلس التعليمية- وكالة الغوث
وصف موجز للمبادرة ودوافعها
إن من أهم منطلقات المبادرة هو إيماننا بقدرة أي طالب على التعلم- مهما كانت المشكلات التي يعاني منها سواء بطء التعلم أم تدني مستوى ذكائه أم مشكلات في النطق- إذا ما قدمنا له الدعم التعليمي اللازم وآمنا بقدراته ووضعنا بين يديه منهاجا مناسبا له، وراقبنا تقدمه واحتفلنا بنجاحاته.
ولترجمة هذا الإيمان إلى عمل، كان لا بد من اتخاذ أولياء الأمور شركاءوإسناد دور أساسي لهم في مساعدة أبنائهم على التعلم، وبخاصة إذا علمنا أن تحسين تحصيل الطلاب مسؤولية مشتركة بين المعلم وولي الأمر والمؤسسات ذات العلاقة، وأن كل طالب يمتلك قدرة كامنة على التعلم في حالة وجود منهاج مناسب لقدراته يمنحه الثقة والحافز للتعلم.
لاحظتبناء على نتائج الاختبار التشخيصي الذي قمت بتطبيقه تبين أن ثمة ضعفا بدرجات متفاوتع عند عدد من الأطفال في الصف الثالث في مهارات القراءة والكتابة، لذلك قمت بدراسة حالة كل طفل على حده وتقديم الدعم اللازم بناء على احتياجاته معتمدة في ذلك على منهاج داعم جمعته المعلمة ليكون منطلقا لتعليم الطلاب القراءة والكتابة وفهم المقروء، فالمنهاج العادي لا يناسب جميع الطلبة لا سيما بطيئي التعلم أو من يعانون من بعض الصعوبات في التعلم.
جوانب التميز في المبادرة
تنبع أهمية هذه المبادرة من كونها تركز على إشراك جميع أعضاء المجتمع المدرسي لتحسين تحصيل الطلاب والسير بهم قدما نحو تحقيق الأهداف المرجوة، من خلال اختيار منهاج داعم مناسب لكل طالب يشارك في تنفيذه المعلم وولي الأمر ومؤسسات المجتمع المحلي.
أثر المبادرة في المجتمع المدرسي
تحسن تحصيل الطلبة المنخرطين في المبادرة وعددهم 10 أطفال من الصف الثالث من أصل 12 طالب، وما زال العمل متواصلا معهم لتطوير مهاراتهم في الفهم والاستيعاب والتعبير عن الذات، أما الطفلان اللذان لم يتحسنا فقد وضعت خطة لمتابعتها داخل المدرسة وفي البيتحيث صاروا يحسنون القراءة والكتابة بعد أن كانوا لا يجيدونهما.
وغيرت المبادرة من اتجاهات بعض المعلمات لا سيما معلمات المرحلة الابتدائية الدنيا حيث تغيرت اتجاهاتهن السلبة نحو الطلبة ضعيفي التحصيل، وتعززت قناعتهن بإمكانية تقدمهم. ومن جهة أخرى، لوحظ ازدياد تواصل أولياء الأمور مع المدرسة وترسيخ قناعتهم بأهمية التعاون مع المدرسة وبالدور الفاعل الذي تقوم به المدرسة من أجل أبنائهم؛ ما انعكس إيجابا على توجهاتهم نحو المدرسة.
إن جميع الفئات السابقة قد ساهمت بشكل فاعل وتشاركي في إحداث الفرق في حياة عشرة من الطلاب والطالبات حيث أصبحوا يقرأون ويكتبون ويفهمون المقروء ولحقوا بزملائهم الذين كانوا يتقدمون عليهم خطوات عديدة، وأصبحوا مستعدين للانتقال إلى مرحلة أعلى وصف أعلى دونما خوف أو وجل، مسلحون بالمهارات الأساسية، ولديهم من الجرأة والثقة بالنفس ما يجعلهم قادرين على مواصلة التقدم دونما خوف من الإخفاق.إنهم الآن يقرأون قصة أو حتى صحيفة بعد أن كانوا لايحسنون حتى قراءة الأحرف.
عوامل النجاح في المبادرة
لقد قامت المبادرة بشكل أساسي على إشراك جميع الأطراف المعنية في تحسين تحصيل الطلاب،فمعلمة اللغة العربية قامت بجمع المنهاج واختياره وتنقيحه، ووضعت خطة المبادرة بالتشارك مع إدارة المدرسة، ونظمت اجتماعات دورية لأولياء الأمور الذين وقع على عاتقهم مسؤولية تنفيذ المنهاج مع أبنائهم في البيت، وواظبوا على حضور اجتماعات الدعم واجتماعات التقييم، وحضور حصص صفية وجلسات التقييم لأبنائهم.
وعملت مرشدة المدرسة مع الأطفال المستهدفين وساعدتهم على تنمية شخصياتهم وتعزيز ثقتهم بأنفسهم وتحديد مشكلاتهم. وشاركت مديرة المدرسة في التخطيط وتنظيم الاجتماعات،وساهمت في تقييم الطلاب وتعزيزهم وتحفيزهم.
وتم الاستفادة من خبرة بعض المؤسسات التي ساهمت في تقديم الدعم للأطفال الذين يعانون بعض المشكلات كمشكلات النطق، كما تم الاستفاده من متطوعين من المجتمع المحلي لتنفيذ دروس تقوية للطلاب، ومن البرنامج الإرشادي في المدرسة لدعم الطلاب نفسيا، ومن خبرات أولياء الأمور وتجاربهم وتبادلها مع أولياء أمور آخرين، كما الاستفادة من طلبة التربية العملية في الجامعات في تنفيذ المنهاج لا سيما مع الطلاب الذين لا يتابعون من قبل أهلهم.
التعاطي مع التحديات والصعوبات
لم يتواصل بعض أولياء الأمور مع المدرسة بسبب انشغالهم أو عدم اهتمامهم، وفي هذه الحالة تم التواصل مع الأخت الكبرى أو أحد الأقارب المقربين. أما مشكلة أمّية بعض أولياء الأمور فقد تم تذليلها من خلال متابعة الطالبة من قبل المعلمة والاستفاده من مجموعات الدعم وتعليم الأقران. وأخيرا تم تجاوز مشكلة ضعف الرغبة لدى الطلبة للتعلم عن طريق تحفيزهم من خلال الجوائز التشجيعية.
الحراك الذي أحدثته المبادرة
أحدثت المبادرة حراكا إيجابيا بين المعلمات نحو المبادرة وتعاونا ملموسا لتحسين تحصيل الطلاب، كما رسخت قناعات أولياء الأمور بأهمية دورهم وبضرورة التعاون والتواصل الدائم مع المدرسة، وغيرت نظرة الطلاب لذواتهم؛ حيث جعلت منهم أطفالا واثقين بأنفسهم مؤمنين بقدراتهم، وأصبحوا يقرأون ويكتبون ويفهمون المقروء، وصاروا يلقون كلمات في الإذاعة المدرسية
وتبنت معلمة الرياضيات للصف الثالث الأساسي الفكرة ذاتها وبدأت بتطبيقها لتحسين تحصيل الطلاب في الرياضيات، كما بدأت معلمة اللغة العربية للصف الثاني برنامجا مشابها. وتم تعميم المبادرة على جميع مدارس منطقة نابلس من قبل المشرف مما حدا بكثير من المعلمين بتطبيقها على طلبتهم.