( الدورة الخامسة )
"إبداعي في نشاطي"
المعلمة دانا فؤاد علي حسونة
مدرسة المدينة المنورة الإعدادية المشتركة
منطقة رفح التعليمية /وكالة الغوث
وصف موجز للمبادرة ودوافعها
يواجه المعلمون صعوبة بالغة في تجاوب الطلبة مع النشاط البيتي، فلا يخلو صف من عدد من الطلبة المقصرين في تنفيذ النشاط البيتي؛ لهذا كان التفكير في طريقة تجعل من النشاط عملاً محبباً لدى الطالب، يؤديه وهو مستمتع. فجاءت مبادرة "إبداعي في نشاطي" لتغيير النمط الروتيني للنشاط، بحيث يترك للطالب حرية تنفيذه بالطريقة الإبداعية التي يراها مناسبة، وفق موهبته واهتمامه، فممكن أن يكتب الواجب على لوحة من رسمه، أو يعرضه ضمن تطريز من عمله، أو أيّ عمل يدوي من صنعه، وبهذا يكون الطالب قد نفذ النشاط البيتي المطلوب، وأشبع هوايته، واستمتع بتنفيذه؛ وبهذا يتحقق الهدف التربوي المنشود في جو نفسي مريح للطالب والمعلم معاً، وتم تخصيص زاوية في الصف لعرض أجمل المشاركات. ثم تم من خلال الاستعانة بمعلمي الصف اختيار المشاركات الفائزة؛ لتعزيز أصحابها معنوياً ومادياً، وتخصيص ركن خاص في المدرسة تحت مسمى (إبداعي في نشاطي).
جوانب التميّز في المبادرة
أهم جانب تميّز حققته المبادرة، هو أنّها وفّرت للطالب عنصر التشويق، فالقاعدة التربوية تؤكد أنّه لا تعلّم من دون تشويق. والطالب عندما يؤدي النشاط وفق رغبته وموهبته وطريقته التي تروق له، فإنه لن ينسى الأسئلة التي شارك في حلولها، وفرّغ فيها موهبته، واستمتع بعرضها. وتنسجم هذه المبادرة يتلاءم مع نهج الذكاءات المتعددة، فلكلّ طالب نهجه الخاص في التعبير والتعلّم. كما أنّها تخفف عن المعلمين جهد إقناع الطلبة بأهمية أداء الواجبات البيتية، ويمكن لهم استخدام هذه الطريقة في معظم المواد الدراسية، ولا يُغفل هنا أنّ الطالب يفرِّغ موهبته وهوايته وقدرته الذهنية والإبداعية في مثل هكذا نشاطات.
أثر المبادرة في المجتمع المدرسي
أثّرت المبادرة على الطلبة والمعلمين، وبخاصة طلبة الصف السادس الأساسي، وبالتحديد الطلبة الذين كانت هناك صعوبة في إقناعهم بضرورة حلّ النشاط البيتي، هذا في البداية، ثم توسّعت دائرة المبادرة؛ لتشمل جميع الطلبة بمختلف المستويات الدراسية، وكانت بعض النتائج رائعة، فلقد قامت إحدى الطالبات بواجب تلخيص الدرس بالشكل الذي تراه، وكانت المفاجأة بأنّ الطالبة حوّلت الدرس إلى قصة كرتونية رائعة، تم تعميمها على الطلبة جميعهم. كما أنّه كان للمبادرة أثر على المعلمين الزملاء، حيث تشجعوا للفكرة، ورغبوا في اتباعها مع طلبتهم، وشاركوا ركن خاص في المدرسة تحت مسمى (إبداعي في نشاطي)، الذي عُرضت فيه الإبداعات المشاركة.
العوامل التي أسهمت في نجاح المبادرة
أهم عامل في نجاح هذه المبادرة، هو توفر الرغبة والإبداع لدى الطلبة، الذين تحمسوا وشاركوا، مظهرين قدراتهم وإمكاناتهم الإبداعية ومواهبهم، كما أن المعلمات الزميلات لعبن دوراً في إنجاحها بالتشجيع وبالدعم المعنوي وبتبنيها، وكانت إدارة المدرسة لعبت دوراً في تعزيز دوري كمعلمة مبادرة، وشجعت الطالبات على المواصلة وقامت بتكريمهن، كما أن أولياء الأمور أبدوا تعاوناً في نجاح هذا العمل، وعبروا عن ارتياحهم؛ لما رأواه من تحمس أبنائهم وبناتهم للفكرة ومشاركتهم فيها.
التعاطي مع الصعوبات والتحديات
في البداية، لم يكن هناك تجاوب كبير، فبعض الطالبات كنّ يخفين عملهن في الحقيبة ويخجلن من تقديمه؛ لبساطته، أو لأنه مصنوع من ورق أو علب فارغة، ولكن كلّ مرة يُقدّم فيها عمل كنا نعرضه على الطالبات، وتُشجع الطالبة صاحبة العمل، مني ومن المعلمات الأخريات ومن الإدارة المدرسية؛ لتعرض عملها. وكانت إدارة المدرسة مشكورة تعزز الطالبات بشكل دوري. وكان هناك تخوّف من احتمالية أن تكون بعض المواد والأدوات التي قد يستخدمها الطلبة مكلفة، لكن تم تجاوز هذا التخوف بعد أن تم استثمار خامات البيئة، من مخلفات بعض المواد لإنتاج فنيات جميلة، حيث قُدِّمت مشاركات من أكياس الخيش والأصداف وعلب بلاستيكية وأوراق النبات ...إلخ.
الاهتمام والحراك الذي أحدثته المبادرة
لقد أحثت المبادرة حراكاً ملحوظاً، عند الطلبة أنفسهم، فقد أبدوا رغبة بعد تردد، وقاموا بتأدية واجباتهم مع تحسن في مستواهم الأكاديمي؛ ما أظهر تنافساً بين الطلبة لإظهار قدراتهم ومواهبهم، وكشف عن الكثير من القدرات لديهم. كما أن المعلمات أعجبن بالفكرة، وتفاعلن مع المبادرة، وتحمسن لتطبيقها في الصفوف التي يدرسنها. وكانت إدارة المدرسة، دفعت في اتجاه تطبيق المبادرة وتبنيها، وعملت على تعزيز الطالبات بشكل دوري. ولاقت المبادرة ارتياحاً عند أولياء الأمور، الذين أبدوا تعاوناً في نجاح هذا العمل.