( الدورة الخامسة )
"حقيبة مدرسية صديقة للطفل"
المديرة ختام أنور أحمد زبن
مدرسة بنات الشيخة فاطمة بنت مبارك الثانوية/المزرعة الشرقية
مديرية التربية والتعليم-رام الله والبيرة
وصف موجز للمبادرة ودوافعها
انطلاقًا من رؤية المدرسة التشاركية القائمة على تخريج مواطنات منتميات وفاعلات، قياديات ومبدعات، مواكبات للتكنولوجيا، ويحملن قيمً المجتمع السليمة وأخلاقياته، وإيماناً برسالتنا وقدرتنا على التغيير، جاءت مبادرة "حقيبتي صديقتي" لتعزز فكرة المدرسة صديقة للطفل من خلال تخفيف الواجبات البيتية والاختبارات اليومية، والتنويع في إستراتيجيات التدريس والتقويم، وتقليل عدد الدفاتر التي توضع في الحقيبة؛ فأصبح الطالب يحمل حقيبته الخفيفة صباحاً، وينطلق بها إلى المدرسة ثم يعود بعد انتهاء الدوام المدرسي إلى البيت، وهو لا يشعر بحمل الحقيبة أو عبء الواجبات.
من ناحية أخرى، نصاب المعلم من الحصص اليومية، لا يقل عن خمس لخمسة صفوف مختلفة؛ وعليه أن يكون حاضرًا ذهنيًا وكتابيًا للدخول لهذه الصفوف الخمسة في يوم واحد؛ هذه العوامل تقلل من فرصة المعلم للاهتمام بإستراتيجيات تدريس، هذا عدا ضياع وقت من الحصة في مراجعة ما تم أخذه في الحصة السابقة. فالحصص، حسب المبادرة، توزّع على صفين أو ثلاثة صفوف بدل توزيعها على خمسة أو ستة صفوف، على مدار الأسبوع، بما لا يزيد على ثلاثة أيام في الأسبوع، بحيث يُعطى الصف حصتين متتاليتين في اليوم نفسه لكلّ مادة أساسية.
جوانب التميّز في المبادرة
تتميز المبادرة بأنها ترتب الحصص في برنامج الدروس الأسبوعي بشكل يعمل على تخفيف أزمة نصاب المعلم من الحصص اليومية؛ ما يساعده على التخطيط والإبداع في إستراتيجيات تدريس حديثة يكون الطالب فيها هو محور العملية التعليمية، كما تمنحه الوقت الكافي في حصص الفراغ للتخطيط والتحضير لدروسه. إلى جانب أنها تتميز في التخفيف من الكتب المدرسية في الحقيبة، وبالتالي يرغب الطلبة في المدرسة؛ ويتحمسون للحضور كل صباح، بخاصة أنه يكون أنجز واجباته اليومية في المدرسة.
أثر المبادرة في المجتمع المدرسي
كان للمبادرة الأثر الواضح على الفئات المستهدفة من طلبة ومعلمات، فقد استفاد منها الطلبة بشكل مباشر، بحيث وفّرت لهم المبادرة حقيبة خفيفة، وواجبات أقل، بحيث تكون هناك فرصة للتقويم داخل الصف، فتوافر بذلك وقت كافٍ للطالب في البيت لدراسة الامتحانات، بدلاً من أن تأخذ الواجبات البيتية من وقته الكثير. وعملت المبادرة على صقل شخصيات ذات قدرة على النقاش والحوار والإبداع نتيجة استخدام إستراتيجيات هادفة.
والأثر الواضح كان على المعلمين، فقد تحفّز المعلمُ على استخدام إستراتيجيات تدريس حديثة .وخُفِّف العبء عن المعلم للتحضير لأكثر من صفين في اليوم نفسه، وتم تقليل الفجوة بين المعلم والطالب لقضائه فترة أطول مع المعلم بحصتين متتاليتين .وجعلت المبادرة هناك إمكانية للتنويع في التقويم وأدواته، مثل: الأبحاث والمجموعات والمشاريع الطلابية، وعملت على إعطاء فرصة للمعلم لإنجاز أعماله الكتابية في المدرسة بوجود تفريغ بحصتين متتاليتين، وتفعيل استخدام التكنولوجيا في التعليم .كما ساعدت أولياء الأمور على الارتياح من عبء متابعة الواجبات البيتية والامتحانات اليومية مع أبنائهم، فأقبلوا على المدرسة متحفزين ومشجعين ومعبرين عن الرضا.
العوامل التي أسهمت في نجاح المبادرة
كان لتشجيع وزارة التربية والتعليم ومديرية التربية أكبر دور في إنجاح المبادرة وتشجيعنا على مواصلتها، كما كان لوضع خطة متكاملة تراعي الظروف الموضوعية الأثر الواضح، ولا نغفل هنا دور أولياء الأمور، الذين أعجبوا بالفكرة؛ كما أن المجتمع المحلي اهتم ودفع إلى هذا الاتجاه، فتبرع بجهاز حاسوب لكلّ صف، مع جهاز وشاشة للعرض، وعمل على توفير معلمات تعليم مساند للمواد الأساسية، بواقع ثلاث معلمات، وتوفير شبكة إنترنت. وقد عُقد اجتماع مع أولياء الأمور والمهتمين في البلدة من مثقفين ولجنة التطوير في المدرسة لمناقشة الفكرة قبل التنفيذ، وإبراز نقاط القوة، والبحث عن حلول للمعيقات التي قد تواجه المبادرة.
التعاطي مع الصعوبات والتحديات
واجهت المبادرة بعض الصعوبات، ففي البداية تطلب الأمر جهداً لإقناع بعض المعلمات اللواتي تحفظن على الفكرة، ولكن بعد ذلك أصبحن من أكثر المتحمسات لها. ومن الصعوبات، شعور الطالبات بالملل في بعض الحصص، بسبب اعتماد المعلمات أسلوب التلقين، وتم علاجها من خلال متابعة المعلمات وإلحاقهن بدورات في إستراتيجيات تدريس حديثة، والاستفادة من الزيارات التبادلية، وكذلك تزويد الغرف الصفية التخصصية بجهاز حاسوب وجهاز عرض .كما كان غياب المعلمات مشكلة يجب الوقوف عليها، وعولج الأمر بتوفير معلمات من التعليم المساند وبرنامج الإشغال، وحصص المكتبة في المدرسة.
الاهتمام والحراك الذي أحدثته المبادرة
أحدثت المبادرة حراكاً واسعاً على المستويين الرسمي والشعبي، فقد اهتمت بالمبادرة وزارة التربية والتعليم ومديرية التربية؛ فزار المدرسة ليرى المبادرة على أرض الواقع مسؤولون في وزارة التربية، ومدير التربية ورؤساء الأقسام ومشرفين في المديرية، ومديري المدارس المجاورة، وأعجبوا بالفكرة. ولا نغفل الحراك الذي أحدثته بين أولياء الأمور؛ لما خففته المبادرة من عبء الواجبات البيتية والامتحانات على أبنائهم. كما أنّ المجتمع المحلي تفاعل مع المبادرة بشكل منقطع النظير، فتبرع بأجهزة حواسيب، وأجهزة عرض، وعمل على توفير معلمات للتعليم المساند للمواد الأساسية، وتوفير شبكة إنترنت.