( الدورة الخامسة )
"تعلم عملية ضرب الأعداد عن طريق أساليب متنوعة وممتعة"
المعلمة خلود إسماعيل خليل دية
مدرسة شهداء حلحول الأساسية للبنات
مديرية التربية والتعليم- شمال الخليل
وصف موجز للمبادرة ودوافعها
لما كان حفظ جدول الضرب مشكلة لدى لدى الطلبة، تحديداً الصف الثاني، كان لا بدّ من البحث عن حلّ؛ حتى لا تنتقل معهم إلى صفوف أعلى، وبالتالي، يصعب الحلّ، بخاصة أن لحفظ جدول الضرب أهمية كبيرة في حياة الطالب الأكاديمية والعملية، فخطرت فكرة من خلال استخدام وسائل متنوعة تدمج ما بين الحوسبة (من توضيح مفهوم الضرب والمسابقات والألعاب والأغاني) إلى استخدام طرق متنوعة تستمتع بها الطالبة وتجعلها تحب جدول الضرب، فينتقل الطلبة من الألعاب التربوية المصنوعة من البيئة إلى تجسيد جدول الضرب في قصة تُمثّل وأغنية تغنى عبر الإذاعة المدرسية، ثم تحويلها إلى ساحات المدرسة عن طريق رسمه على الملعب، ثم تحويلها إلى مسابقات.
ومن أهم دوافع هذه المبادرة، جعل التدريس ممتعاً بكلِّ وسيلة ممكنة، من تسجيل أفلام فيديو في البيت، إلى إعداد الشفافيات الحرارية الملونة، وعرضها على جهاز عرض الشفافات وإلى أن دخلت الحوسبة فقمنا بتفعيلها لخدمة التدريس، وخاصة الرياضيات والعلوم. وتم التوصل إلى أن حفظ جدول الضرب يحتاج، بالإضافة إلى الحوسبة، إلى أن يعمل الطفل بيديه، فيرتب بطاقات، يدخل مسابقة، يمثّل، يغنّي، يحضّر أمثلة من بيته على مسائل حياتية حقيقية، يشتري من المقصف، يرسم على الوجه، يستخدم طريقة الأصابع ...إلخ.
جوانب التميّز في المبادرة
تتميز المبادرة في أنّها أوجدت حلاً لمشكلة ضاربة جذورها في المدارس، كما أنّها شكلت محفزاً للطلبة، وقد كشفت المبادرة أثناء تنفيذها عن بعض المواهب لدى الطالبات، فإحداهن قامت بتصوير الفعاليات، وثانية تكتب البطاقات، ...الخ. كما أنّها تجعل من مادة الرياضيات مرنة وغير جامدة بإدخال الأساليب والوسائل المختلفة في التدريس، وهذا ما شعرت به المعلمات.
أثر المبادرة في المجتمع المدرسي
لقد كان للمبادرة أثر واضح على الطالبات بمستوياتهن كافة، فالطالبة المتفوقة وجدت المتعة والتجديد، والطالبة المتوسطة وجدت ما يشجعها على التحسن، فوجدت لها مكاناً بين زميلاتها من خلال اللعب في مجموعات غير متجانسة، فتم دمج الطالبات ذوات التحصيل العلمي المتفاوت، وهذا أثّر إيجابياً على نفسية الطالبات، أما ذوات التحصيل المتدني، فقد تحسن أداؤهن بشكل لافت، ومن خلال الفعاليات في الإذاعة المدرسية استفادت مجموعة كبيرة من طالبات المدرسة. ورأت معلمات الرياضيات في هذه المبادرة ما يساعد الطلبة في حفظ جدول الضرب، كما استفادت المعلمات اللواتي يدرسن المواد الأخرى، من الأفكار التي وردت في المبادرة في إعداد وسائل لتخصصاتهن. وطبعاً، أعرب أولياء الأمور عن سرورهم من النتائج، وقد كشفت المبادرة أثناء تنفيذها عن بعض المواهب لدى الطالبات، فإحداهن قامت بتصوير الفعاليات، وثانية تكتب البطاقات، وثالثة ترسم.
العوامل التي أسهمت في نجاح المبادرة
كان لإدارة المدرسة دور مهم في مراحل التنفيذ من بدايتها، من حيث توفير جهاز (L.C.D) في غرفة الصف (حيث ساعد في تنفيذ القسم التكنولوجي من المبادرة)، وتوفير بقية الاحتياجات. كما أنّ المعلمات الزميلات قدمن ما استطعن تقديمه من الإشراف على تدريبات التمثيل، والأغاني، والرسومات. وساعدت أمهات بعض الطالبات في إعداد الملابس للأغاني.
التعاطي مع الصعوبات والتحديات
كل مبادرة تواجه تحديات، ولكن الإيمان بالفكرة والحب لها سيذلل الصعوبات، فقد كانت المبادرة تعتمد على وسائل متنوعة بعضها إلكتروني يحتاج وقتاً طويلاً في البحث عما يناسب منهاجنا ولغتنا الفصحى، ثم الانتقال إلى عمل الألعاب التربوية والوسائل، وهذا أيضاً احتاج إلى وقت لتنفيذ ما يناسب المبادرة، وكذلك تفعيل هذه الوسائل في الوقت المناسب بحيث تبقى مشوقة للطلبة؛ فيجدون باستمرار ما هو مثير في عملية ضرب الأعداد، بدلا من أن تكون عملية جامدة جافة. وتحقق هدفي من هذه المبادرة عبر الصبر والرغبة، وهما عاملان رئيسان للتغلب على الصعوبات، بالإضافة إلى المتابعة المستمرة لبرامج مختصة بعلم النفس التربوي التي كانت دائماً تعزز القناعة بأنه لا يوجد طالب لا فائدة منه.
الاهتمام والحراك الذي أحدثته المبادرة
لقد أحدثت المبادرة أثراً كبيراً في المجتمع المدرسي، فالطالبات المستهدفات تحسن أداؤهن؛ لما وجدنه من متعة كبيرة في تنوع الأنشطة المستخدمة في المبادرة والتشويق، حيث كانت الفعاليات بمثابة مهرجان صغير لجدول الضرب فتجد الطالبة كلَّ يوم شيئاً جديداً، أما بالنسبة لطالبات المدرسة من غير الفئة المستهدفة، فقد وجدن فائدة ومتعة كون جدول الضرب يهم كلّ واحدة منهن؛ وذلك من خلال الأنشطة التي نفذت في ساحات المدرسة. أما المعلمات فقد أعربن عن سرورهن، فمنهن من استفادت من الأفكار في تدريسها لطالباتها ولأبنائها، ومنهن من استبشرت خيراً للسنوات القادمة، حيث جدول الضرب أحد المعيقات في تقدم الطالبات في الرياضيات والعلوم، وبالنسبة لأولياء الأمور فقد عبروا عن ارتياحهم وسرورهم من نتائج بناتهم.