( الدورة الخامسة )
"لقد جعلت الرياضيات أكثر قبولا وأقل جمودا لدى الطلبة"
المعلمة رنا أحمد محمود زيادة
مدرسة العباس بن عبد المطلب (ب)
مديرية التربية والتعليم- شرق غزة
وصف موجز للمبادرة ودوافعها
كان قلق الطلاب النفسي من الرياضيات، وانخفاض عدد المسجلين في الفرع العلمي، وتدني مستوى التحصيل في السنوات الأخيرة من أهم الدوافع لهذه المبادرة. لقد استجابت المبادرة للحاجة لخلق اتجاه إيجابي نحو الرياضيات لمحو الخوف والضغط النفسي منها. تكونت فكرتها من ثلاث جوانب، هي: أولا: تأسيس نادي الرياضيات في المدرسة وإشراك عدد كبيرمن الطالبات بمختلف مستوياتهن التحصيلية في فعاليته؛ ما جعل التعلم أكثر تحفيزا بإنجازه معرض وسائل تعليمية للرياضيات هو الأول من نوعه في المديرية، ثانيا: تصميم موقع إلكتروني وحوسبة بعض دروس المنهاج لضمان الاستخدام الآمن للتكنولوجيا، ثالثا: تنفيذ استراتيجيات جديدة في التعليم، مثل: توظيف دراما التعليم في الرياضيات، وتحويل المدرسة إلى فضاء تربوي انطلاقا من أن لكل طالب خصوصيته وتكوينه.
جوانب التميز في المبادرة
تميزت المبادرة بالنجاح في تنمية دافعية الطالبات، وتطوير نظرة أكثر إيجابية إلى الرياضيات وأهمية تعلمها، والانخراط على نحو أكثر ديمومة في تنفيذ أساليب مبتكرة في تعلم الرياضيات في دروس الصف التاسع لم تطبق سابقا. واحتاجت المبادرة لمواد بسيطة قليلة التكلفة ومتوافرة مثل الكرتون والفلين؛ ما جعل تنفيذها سهلا. من جانب آخر، جذبت المبادرة اهتمام الصحافة المقروءة والمرئية ومجموعة من مؤسسات المجتمع المحلي، مثل مؤسسة البيت الصامد ومؤسسة إنقاذ الطفل في أثناء زيارتهم للمعرض حيث طلبوا شرحا عن بعض النماذج عن الدروس المحوسبة.
أثر المبادرة في المجتمع المدرسي
لوحظ زيادة دافعية التعلم عند طالباتي؛ فأصبحن ينتظرن الحصة بشوق؛ وأصبحن أكثر قدرة على التعبير عن قدراتهن الكامنة؛ ما انعكس على نتائج التحصيل، وأدى إلى تغير نظرتهن إلى الرياضيات، وبخاصة بعد إشراك الطالبات ضعيفات التحصيل في إعداد الوسائل التعليمية في المعرض التعليمي الذي استضاف ما يقرب من 50 مدرسة. وترك هذا المعرض أثره على طلبة هذه المدارس، وأثار اهتمامهم ودافعيتهم لنقل ما شاهدوه ولمسوه من أفكار إلى مدارسهم؛ فشهدت مديرية تربية شرق غزة أربعة معارض بعد اختتام فعاليات مبادرتي .
لاحظت بعد طرحي للدروس المحوسبة أو المشروحة بطريقة الدراما على الموقع الإلكتروني للجنة مبحث الرياضيات، وفي أثناء حضور بعض المعلمين لدروسي، انتقال أثر المبادرة إلى صفوف هذه المعلمات. وامتد أثر المبادرة إلى طالبات التدريب الميداني- تخصص رياضيات في الجامعة الإسلامية- خلال إعطائي لهن دورة في فن تحضير الدروس وعرضت عليهن مجموعة من استراتيجيات التدريس وتم تطبيقها خلال فترة التدريب.
وازدادت ثقة أولياء الامور بالمدرسة بعد حضورهم لفعاليات المبادرة ومن خلال متابعتهم للدروس المعطاه خلال الموقع الإلكتروني للمدرسة؛ وانعكس ذلك على إقبال بعض أولياء الأمور على المشاركة في إعداد وسائل تعليمية للرياضيات .
عوامل النجاح في المبادرة
كانت طالبات المدرسة أهم وأجمل مورد بشري للمبادرة؛ إذ كن المحرك الرئيسي لها؛ فالمتميزات من حيث التحصيل شاركن في تصميم وتنفيذ الوسائل التعليمية المبتكرة، وقدمن شرحا وافيا لزوار المعرض، وأبدعت ذوات القدرات الاخرى في إنجاز العديد من الوسائل التعليمية الهادفة في الرياضيات، وتفاعلن بشكل رائع مع الموقع الإلكتروني الذي صممته. وقدمت مديرة المدرسة كل أشكال الدعم الممكن للمبادرة، وعملت بجد لتأخذ المبادرة الصدى اللازم وتعود بالنفع على أكبر عدد ممكن من المعلمين والطلبة. وكان لقسم الإشراف التربوي في المديرية ومشرفة مبحث الرياضيات حضورا قويا في دعم المبادرة ونجاحها، فقد قاموا بإطلاعي على استراتيجيات جديدة في تعليم الرياضيات، ويسروا لي المشاركة في يوم دراسي لعرض المبادرة ومناقشتها.
وأحسن أولياء الأمور بشيء جديد لم يلمسوه من قبل؛ فحفزهم ذلك بالعمل مع بناتهم في البحث وإعداد الوسائل التعليمية. ولم تحتج المبادرة من الموارد المادية إلا لمواد بسيطة من الكرتون والفلين؛ ما جعل تنفيذها سهلا للجميع. كما استخدمت خبرتي في الحاسوب لإعداد الدروس المحوسبة.
التعاطي مع التحديات والصعوبات
واجهت المبادرة عدة صعوبات، مثل: عدم وجود غرفة صفية تستغل كمقر لنادي الرياضيات ولإنجاز الوسائل التعليمية، إضافة لعدم توفر مكان لعرض جميع ما أنجز للمعرض. والمشكلة الأكبر كانت انقطاع الكهرباء؛ ما أعاق تنفيذ الدروس المحوسبة. ولكننا تغلبنا على هذه الصعوبات بتحويل أحد مخازن المدرسة إلى مقر للنادي، حيث تم تجميع جميع أعمال الطالبات ووسائلنا التعليمية المنجزة فيه، وتم استخدام مختبر العلوم كمقر لمعرض "أنا أحب الرياضيات" حتى انتهاء فعالياته. أما مشكلة الكهرباء، فلقد تعاونت إدارة المدرسة بشكل كبير وعملت على تغيير جدول الحصص بما يتناسب مع جدول الكهرباء. وكان أهم تحدي تعميم المبادرة على أكبر عدد ممكن من المدارس؛ فنجحنا بانتزاع كتاب من مدير التربية والتعليم بتسيير رحلات من جميع مدارس المديرية إلى معرضنا بكامل فعالياته.
الحراك الذي أحدثته المبادرة
أحدثت المبادرة حراكا واسعا بين كافة أفراد المجتمع المدرسي؛ فلقد استطعت بمساعدة الطلبة وأولياء الأمور تغيير النظرة القاتمة عن الرياضيات، وكانت نتائج الطالبات وزيارات أولياء الأمور واستعدادهم لإنجاز وسائل تعليمية دليل واضح على ذلك. وحدث هذا التغيير ليس على مستوى المدارس الخمسون التي زارت المدرسة فقط بل على مستوى وزارة التربية والتعليم ومديرية التربية والتعليم شرق غزة، إذ زار وكيل وزارة التربية والتعليم ومدير التربية والتعليم ولفيف كبير من المسؤولين وأكثر من 20 مشرفا تربويا من كافة التخصصات فعاليات المعرض. وانتزعت المبادرة كتاب شكر من الوزارة. كما اهتمت عدة مؤسسات من المجتمع المحلي بالمبادرة وأبدت اندهاشها وإعجابها الشديد عند زيارتها للمدرسة ناهيك عن التغطية الإعلامية لفعاليات المبادرة.