( الدورة الخامسة )
"دعم تعلم الطلبة ذوي الصعوبات في التعلم وذوي الاعاقة"
مدرسة بنات فيصل الحسيني الأساسية
مديرية التربية والتعليم- رام الله والبيرة
المديرة سمر سمارة، والمعلمتان عبلة مصطفى وسناء أبوبهاء
وصف موجز للمبادرة ودوافعها
تعد مدرستنا من أوائل مدارس فلسطين التي احتوت على غرفة مصادر للتعامل مع الطلبة ذوي الصعوبات في التعلم والطلبة ذوي الإعاقة وطلبة التأخر الدراسي، وبالأخص في المرحلة الأساسية الدنيا. إن هؤلاء الطالبات يواجهن صعوبات في التعلم وتراجعا في التحصيل لعدة أسباب، منها: ازدحام الصفوف، وصعوبة المنهاج، وعدم وجود الوقت الكافي للمعلم لإعداد أنشطة تعلمية مساندة ومراعية لمستوى هذه الفئات؛ ما يؤدي إلى شعور الطالب وكذلك الأهل بالاحباط نتيجة للفجوة بين قدرات الطالب ومستواه وبين ما يتلقاه في صفه العادي من منهاج؛ فمن هنا وجدنا ضرورة إعداد أوراق عمل بناء على أهداف متسلسلة للمهارات الأساسية لمادتي العربي والرياضيات.
نظرا لما يعانيه الطلبة ذوي الصعوبات في التعلم وذوي الاعاقة والتأخر الدراسي من إهمال وتهميش في معظم الصفوف والمدارس من قبل معظم المعلمين والأهالي وزملائهم الطلبة، جاءت هذه المبادرة لتحسين هذا الواقع. وقد بدأت باجراء اختبارات تشخيصية في مادتي العربي والرياضيات للصفوف من الثاني إلى الرابع، وتم حصر أعداد الطلبة من الفئات السابقة لتقييمهم من قبل معلمة التربية الخاصة بأداة تقييم مناسبة. بعد ذلك، تم مطابقة ملاحظات معلمة التربية الخاصة مع معلمات الصف العادي. أما الدوافع التي كمنت وراء هذه المبادرة فقد كمنت في الإيمان بأن التعليم حق للجميع، وفي السعي لجعل المدرسة إنموذجا لمدرسة فاعلة في التعامل مع الطلبة ذوي الصعوبات في التعلم وذوي الاعاقة وطلبة التأخر الدراسي لكي يحتذى به من قبل المدارس الأخرى.
جوانب التميز في المبادرة
كان من أبرز معالم التميز في هذه المبادرة تعزيز انخراط تلك الفئات من الطلبة في العملية التعليمية بما يناسب قدراتهم ومستواهم، واتقان المهارة قبل الانتقال للمهارة التي تليها، وتعزيز دور الأهل في متابعة أبنائهم من خلال توعيتهم حول مفهوم التربية الخاصة واحتياجات هؤلاء الطلبة، واستقطاب متطوعين من الأهالي للعمل مع هذه الفئة داخل المدرسة وخارجها، وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي لهذه الفئات من خلال تنفيذ أنشطة ترفه عنهم وتنمي مواهبهم.
أثر المبادرة في المجتمع المدرسي
أسهمت المبادرة في حدوث تحسن في تعلم وأداء وتحصيل هذه الفئة من الطلبة؛ ما أثر إيجابيا عليهم من الجوانب النفسية والاجتماعية والأكاديمية. وأصبحت لدى زملائهم الطلبة نظرة إيجابية تجاه هذه الفئات؛ فأصبحوا أكثر دعما لهم من خلال تعلم الأقران. أما المعلمين، فقد تم تطوير كفاياتهم في تعليم هذه الفئة من الطلبة من خلال تنظيم ورشات عمل تدريبية، وتزويدهم بأوراق عمل خاصة بهم.
عوامل النجاح في المبادرة
ساعد في نجاح المبادرة مديرة المدرسة سمر سمارة التي استلمت إدارة المدرسة من بداية هذا العام الدراسي، حيث أفادت دراستها للماجستير في أمريكا وإطلاعها على عدد من التجارب لغرف المصادر وكيفية دعم تلك الفئة في إعداد استراتيجية عمل واضحة بالتعاون مع قسم التربية الخاصة في مديرية التربية. كما ساعد في نجاحها وجود المعلمة سناء أبو البها، وهي منسقة لمشروع هيا نقرأ ونحسب، إضافة إلى العمل بروح الفريق داخل المدرسة للنهوض بواقع الطلبة ذوي التحصيل المتدني ورفع مستوى التحصيل لديهم في المهارات الأساسية في العربي والرياضيات بالتعاون مع معلمي هذه المواد في المدرسة.
التعاطي مع التحديات والصعوبات
واجهت المبادرة عدة صعوبات، أهمها: كان الاتجاهات السلبية لدى المعلمين وأولياء الأمور والتهميش الواضح للطلبة ذوي الصعوبات في التعلم وذوي الإعاقة والتأخر الدراسي في الصفوف، وعدم توفر الوقت الكافي للمعلم لإعطاء الدعم والاهتمام المناسبين لهؤلاء الطلبة، وعدم وجود الخبرة والمعرفة الكافية للمعلمين لإعداد أوراق عمل خاصة لهذه الفئات تناسب مستواهم وتتسلسل معهم بأهداف واضحة، إضافة إلى عدم ملاءمة المنهاج مع مستوى هذه الفئات، وازدحام الغرف الصفية.
بدأ التركيز أولا على تغيير اتجاهات عدد من المعلمين نحو هذه الفئات، وإقناعهم بحقها في التعلم وفق قدراتها، وتم توظيف قصص نجاح وممارسات تربوية ملهمة في عملية التغيير هذه. ثم انتقل التركيز إلى تغيير اتجاهات بعض الأهالي تجاه أبنائهم، وتعزيز اهتمامهم بمتابعتهم في المدرسة والبيت، وتم ذلك من خلال عقد اجتماعات دورية للأهل لإقناعهم بالفكرة وضرورة المتابعة البيتية. أما اتجاهات الطلبة العاديين نحو تلك الفئات، فقد تم العمل على توعية الطلبة داخل الصفوف حول حق الجميع في التعلم في بيئة تعلمية داعمة ومحفزة، وتم تكريم وتحفيز طلبة هذه الفئات من قبل الإدارة والمعلمين.
أما مشكلة ضعف خبرة المعملين، فقد تم تجاوزها من خلال تنظيم عدة ورشات عمل تدريبية للمعلمين لتعزيز كفاياتهم في تدريس هذه الفئة من الطلبة. وتم مطالبة المدرسة ومديرية التربية بتشعيب الغرف الصفية التي تعاني من الازدحام، وبتوسعة غرفة المصادر لكي تستوعب عددا أكبر من الطلبة.
الحراك الذي أحدثته المبادرة
أصبح هناك تغيير إيجابي في نظرة الأهل لأبنائهم وللمدرسة، حيث أصبح هناك تواصل مستمر وداعم من قبلهم لأبنائهم وللمدرسة، بالإضافة لملاحظتهم للتحسن الذي طرأ على مستوى أبنائهم، وتقديم الشكر للمدرسة على هذا الجهد الرائع، وتشجيعها على الاستمرار في هذا النهج.
أصبح هناك جدية أكثر من قبل المعلمات في التعامل مع هذه الفئات ومتابعتها بعد ملاحظة التغيير الذي طرأ على هذه الفئات نتيجة توجيه الاهتمام والدعم المناسبين لها، كما أصبح هناك تغيير إيجابي وانتماء واضح عند الطلبة من تلك الفئات تجاه المدرسة والمعلمات، وازدادت ثقتهم بأنفسهم وبقدراتهم؛ ما أدى إلى إبراز مواهب أخرى كانت كامنة عندهم.