( الدورة الخامسة )

"تعزيز الثقافة الوطنية والتراثية للطالب كمدخل لحماية التراث الثقافي والوطني"

المرشدة زينات داود عبد السلام حمامرة
مدرسة بنات بتير الثانوية
مديرية التربية والتعليم- بيت لحم

وصف موجز للمبادرة ودوافعها
تقوم المبادرة على غرس روح المواطنة الصالحة والمسؤولية والممارسات الديمقراطية في نفوس الطلبة، وعلى تنمية مواهبهم ومهاراتهم الفنية الشعبية والثقافية والتراثية والاجتماعية. وقد انطلقت فكرتها بعد أن لاحظت كمرشد تربوي ابتعاد الطلبة عن القيم الوطنية والثقافية والتراثية الأصيلة لمجتمعنا، وظهور سلوكيات وتصرفات سلبية أثرت على تعلمهم وسلوكهم وثقافتهم؛ وهذا يهدد المجتمع ويعرضه للخطر؛ من هنا تم تم تشكيل مجموعات بؤرية من الأسر الصفية والمعلمات وبعض الأهالي ومدراء المدارس ومناقشة كيفية تنفيذ فكرة المبادرة ضمن مجموعة من الأنشطة والفعاليات الهادفة إلى تدعيم ثقافة الطلبة الوطنية والتراثية، وتعديل اتجاهاتهم السلبية وتطوير مهاراتهم القيادية.

جوانب التميز في المبادرة
تميزت المبادرة بإقبال الطالبات عليها ومشاركتهن الفاعلة في فعالياتها؛ ما انعكس إيجابا على سلوكهن وأدائهن، وعلى اتساع دائرة اهتمامهن إلى القضايا الوطنية والثقافية والتراثية إلى جانب القضايا التربوية والتعليمية.

أثر المبادرة في المجتمع المدرسي
كان للمبادرة تأثير ايجابي على الطلبة؛ حيث زادت مشاركتهم في الأنشطة المدرسية واهتمامهم بها، وأخذوا يبحثون عن المناسبات والمواضيع الوطني والتراثية من أجل إحيائها. كما عملت على تعزيز علاقتهم بالمجالس والمراكز المحلية والتراثية في القرية، وأخذوا يستفيدون منها في بحثهم عن معلومات وصور باعتبارها تأتي من مصادر موثوقة، وأقبلوا على المشاركة بالمسارات السياحية الهادفة إلى تحقيق المعرفة حول الأماكن التاريخية والتراثية في القرية، وتقدير أهمية مكانتها تاريخي اوثقافيا على مر العصور. كما زادت من روح التعاون والعمل الجماعي بين الطالبات، وقللت نسبةالعنف بينهن.
ولاحظت المعلمات زيادة نشاط الطالبات والتزامهن بالأنظمة وتفاعلهن المستمر أثناء الأنشطة وقدرتهن على التواصل مع الآخرين من زميلات ومعلمات. ومن جانب آخر، عززت المبادرة علاقة المدرسة بالمجتمع المحلي ومؤسساته، وتم الاستفادة من هذه المؤسسات كمواقع لتنفيذ الأنشطة المشتركة. كما ساعدت في تنمية روح المشاركة بالأشطة التربوية داخل المدرسة؛ حيث كان هناك مشاركة من قبل بعض الأهالي من الشخصيات المهمة والرموز المرموقة في القرية في تنفيذ حملات التوعية ونقل التجربة والمعلومة المهمة حول تراثهم وتاريخهم العريق والاصيل.

عوامل النجاح في المبادرة
تم العمل بنهج تشاركي وتعاوني مبدع وفعال بين المعلمات والطالبات والمرشدة ومديري المدارس والمجالس والمراكزالمحلية وبعض الأهالي من أجل تحقيق أهداف المبادرة وأهداف المدرسة التربوية والتعليمية؛ حيث أوجدت المبادرةالكثير من المشاركات الإيجابية والجيدة بينهم والتي لوحظت من خلال تعاونهم ومشاركتهم في تنفيذالأنشطة، فمثلا: ساهم مركز حسن مصطفى في توفير صور ووثائق تاريخية حول قرية بتير وتاريخها وتراثها، واستقبل المتحف البيئي الطالبات وعرض فيلم وثائقي حول تاريخ القرية والأماكن الاثرية فيها، وساهم في توفير الأشجار وغرسها في حديقتي المدرسة وبيت الضيافة. أما المجلس الشبابي، فقد شارك في تنفيذ المخيم الشتوي والذي تضمن مجموعة من الأنشطة المتنوعة والهادفة.

ومن جانب آخر، سمحت مديرة المدرسة بإستخدام مرافق المدرسة في عطلة نصف السنة؛ حيث أقيم مخيم شتوي لتنفيذ بعض الأنشطة التي تضمنتها المبادرة، مثل، المسارات السياحية واللقاءات التثقيفية والمقابلات مع كبار السن، واستضافة متحدثين من الشخصيات المرموقة والرمزية في القرية، وتنظيم حملات توعية مشتركة معهم. كما تم الاستفادة من المراكز المحلية للتراث في الحصول على وثائق وصور تاريخية وتراثية التي تضمنت المواقع التراثية والتاريخية في القرية ومعلومة مهمة عن كل موقع والحصول على فيلم وثائقي عن تاريخ القرية من المتحف البيئي.

التعاطي مع التحديات والصعوبات
من التحديات والصعوبات التي واجهت المبادرة، أولا: ضيق الوقت حيث عملت المرشدة في مدرستين، وتم التغلب على هذه المشكلة بتبديل الدوام بين المدرستين عند الحاجة وعمل برنامج يناسب التبديل سواء لأنشطة المبادرة أو للعمل اليومي المعتاد للمرشدة. ثانيا: الحاجة إلى بعض التكاليف المادية لتوفير احتياجات المبادرة من قرطاسية ودهان ووسائل نقل لنقل الشخصيات المشاركة بحملات التوعية بين المدارس، وتم التغلب عليها من خلال التوجه إلى رئيس قسم الإرشاد والتربية الخاصة لتوفير كل القرطاسية، وكذلك تم التوجه إلى المجلس الشبابي لتوفير الدهان ووسيلة النقل .ثالثا: عدم سماح بعض مدراء المدارس الدخول إلى مدارسهم إلا بكتاب رسمي، حيث تم التعاون مع قسم الإرشاد وحلت المشكلة ببعث كتاب تسهيل مهمة.

الحراك الذي أحدثته المبادرة
أشادت المديرة والمعلمات بما طرأ من تحسن ملحوظ على أداء الطالبات وشخصياتهن من حيث مشاركتهن الفاعلة في الأنشطة التربوية وزيادة تعاونهن مع بعضهن ومع الهيئة الإداريةوالتدريسية وتحسين سلوكهن وتعديله واهتمامهن بالقضايا الوطنية والثقافية والتراثية واحترام القيم والعادات والتقاليد والتمسك بهما. كما حظيت المبادرةبنوع من الاهتمام والقبول والتفاعل في أوساط المدارس الحكوميةالثانوية والأساسية وكذلك مدرسة الوكالة الأساسية وحتى إدارة رياض الاطفال، وكان هناك تعاون كبير من قبل المجالس المحلية مثل المجلس الشبابي ومركز حسن مصطفى للترات والمتحف البيئي للتراث.