( الدورة الخامسة )
"الطبق الخيري فكرة عملية وبسيطة لتوفير حواسيب تعليمية للمدرسة"
المعلمة وداد طاهر محمد نواهضة
مدرسةخديجة بنت خويلد الأساسية للبنات
مديرية التربية والتعليم- جنين
وصف موجز للمبادرة ودوافعها
إيماناً منى بضرورة مواكبة عصر الحوسبة في التعليم، وتفعيل العملية التعليمية وإثراؤها من خلال توظيف الحاسوب، نشأت لدي فكرة الطبق الخيري، كإحدى الطرق العملية والبسيطة لتوفير ثمن حواسيب تعليمية تفتقر المدرسة إليها نظراً لمحدودية دخل المدرسة، مقارنة باحتياجاته اوأعدادها.
تم التنسيق مع مديرية التربية والتعليم لبدء العمل، وقمت بالتخطيط للمشروع، والإشراف على عمل الأمهات ومتابعته بدقة؛ تمّ دعوة الطالبات والمجتمع المحلي ومؤسساته للتبرع بأطباق خيرية (حلويات ومعجنات) وإرسالهاللمدرسة في يوم محدد، وقمنا بالتعاون مع الأمهات، بإعادة تقسيم الأطباق، وتغليفها في أطباق صغيرة. وفي اليوم المفتوح، كانت النتائج رائعة إذ بيعتْ جميع الأطباق، وبذلك ساهم مجتمع المدرسة في توفير بيئة مدرسية متعاونة، وتم تحويل شعار"تربية الطالبات وتعليمهن مسؤولية مشتركة" إلى واقع ملموس.
جوانب التميز في المبادرة
تكمن القيمة الإبداعية للطبق الخيري في تعزيز قدرة مجتمع المدرسة لتجاوز قلة إمكانياته المادية، والعمل على شراء حواسيب تعليمية، وبناء مختبر حاسوب فيما بعد، وذلك من خلال التبرع بمأكولات بيتية، يرسلها ذوي الطالبات للمدرسة، ويقوم مجلس الأمهات ببيعها. لقد جعلت المبادرةُ مجتمعَ المدرسة مجتمعاً مانحاً؛ فالذي تبرع بالأطباق، أعاد شراءها ثانية.
للطبق الخيري قيمة تربوية،إذ جعلَ التعلّم أكثر ارتباطاً بالبيئة الحياتية للطالبات، وعزز انتمائهنّ للمدرسة، وأذكى فيهنّ العمل بروح الفريق، واكتساب اتجاهات إيجابية مثل التطوع والعطاء.
لقد ساهمت المبادرة في السعي للتنويع في أساليب التعلّم، وجعله أكثرتشويقا،ً وعملت على مدّ جسورالثقة بين المدرسة والمجتمع المحلي، للوصول إلى بيئة تعلّم محفّزة، ترعى قدرات الطالبات وتعمل على تنميتها.
أثر المبادرة في المجتمع المدرسي
كان للمبادرة أثر ملموس على الطالبات من عدة جوانب؛ فقد أحيتْ روح العطاء والانتماء لديهنّ، وجسّدت خلق التعاون كسلوك إيجابي، وأطلقت الإبداع الكامن لدى المعلمات لرفع مستوى التعليم، فسارعنَ لحوسبة دروسٍ كعروضٍ تقديمية؛ ما ساعد في تحسين تحصيل الطالبات، وتنمية قدراتهن.
لاقت الفكرة قبولاً من معلمات المدرسة، فسارعنَ للتبرع بالأطباق، وتشجيع الطالبات للتفاعل مع الفكرة؛ لأن توفير الحواسيب في المدرسة يتيح للمعلمات التنويع في الأساليب التعليمية وإثراء المنهاج؛ وبالتالي اكتشاف وتنمية قدرات الإبداعية.
وكان الأثر الأكثر إيجابية على مادة التكنولوجيا؛ حيث أتاحت المبادرة لمعلمة التكنولوجيا تنفيذ حصص الحاسوب العملي في المختبر، وتنمية قدرات الطالبات الإبداعية في الحوسبة، كما ساهمت المبادرة في تخفيف الضغط عن عمل الحاسوب الإداري .أما لأمهات، فقد أتاحت لهنّ المبادرة توثيق العلاقة بين المدرسة والمجتمع المحلي، كما أتاحت لهنّ المساهمة في إنجاح مبادرات تربوية تعم على توفير بيئة محفّزة لدراسة فلذات أكبادهن.
عوامل النجاح في المبادرة
أثمرت المبادرة علوّاً في الهمّة، فكان لمديرة المدرسة أثرٌ في قبول المبادرة، إذ كانت إلى جانب دعمها المعنوي، تعمل على تسهيل عملية التواصل مع مجلس الأمهات، والاجتماع بهنّ. وكان للمعلمات دور في تنظيم تنفيذ الطبق الخيري، بالإضافة إلى تعاونهن فيتقديم الأطباق الخيرية، والتبرع بالمال، كما كان لحضور مكتب التربية والتعليم أثر في دعم مشروعنا.
وساعد التخطيط الجيد للمبادرة في الاستخدام الأمثل للموارد المتاحة، وتنسيق الجهود لتحقيق
الغاية. وقد تمّ عقد ورشات عمل للأمهات والمعلمات؛ لتوضيح فكرة المشروع، وبيان أهدافه. وانطلقنا من الإذاعة المدرسية لمخاطبة الطالبات، وكانت المساجد، ومكاتب التكسي، ومحلات التجار، مسرحا لمخاطبة المجتمع المحلي.
لم تألُ الإدارة جهداً إلا وقدمته في سبيل تسهيل تنفيذ المشروع، وقد تضافرت جهود الهيئة التدريسية؛ في التخطيط الجيد والتنظيم، في تنفيذ فكرة المشروع ونجاحها. برز دور مجلس الأمهات في الوصول لكافة المؤسسات، والمبادرة في التبرع، وقد أظهر المجلس البلدي دعمه وتأييده للمشروع؛ بتقديم الموارد البشرية من أيدي عاملة؛ لبناء المختبر بما تمّ جمعه من ريْع الأطباق وما تبرع به المحسنون
من المجتمع المحلي.
التعاطي مع التحديات والصعوبات
انتابني قلق جعلني على طرفي نقيض؛ من عدم التسويق للفكرة بشكل جيد، وبالتالي عدم توفّرأطباق كافية، أوعدم القدرة على تسويق الأطباق الفائض؛ لذا قمت بحصرالأطباق المتبرَّع بها، والأطباق المبيعة مسبقاً بواسطة كوبونات باعتهاالأمهات، وبعد أخذ صورة أولية عن النتائج قمنا بدعوة المدارس المجاورةللمساهمة في الشراء، فتجاوزنا التحدي.
ومن التحديات أيضا، حاجتنا لثلاجات تحفظ الأكل، فاستخدمت ثلاجات المقصف، وتم تجهيز قاعة البيع بالعديد من المراوح؛ لإبقاء حرارة الغرفة مناسبة. ومن جهة ثانية كان ضيق الوقت، وعدم التفرغ لمتابعة الأمهات في جمعهن لمئات الأطباق وتسويقها تحديات من نوع آخر تطلبت بذل جهد إضافي وزيادة عدد الأمهات العاملات؛ ما سهّل العمل، وسرّع البيع.
الحراك الذي أحدثته المبادرة
حظيت المبادرة بدعم من المجتمع المدرسي، فسارع الجميع للمساهمة في التبرع والشراء، كما بادرت الأمهات، بتقديم الأطباق وشرائها، وتوجهْنَ لكافة مؤسسات المجتمع المحلي التي سارعت بدورها إلى تقديم الدعم المادي والعيني، فقدّمت وزارة التربية والتعليم (15) جهاز حاسوب تعليمي، وقدم أحد أولياءالأمور(5) أجهزة؛ حينها، برزت لنا فكرة ضرورة بناء مختبر الحاسوب، فقمنا بإنجازه بما تمّ جَمْعه من ريع، وقامت شركة توزيع كهرباءالشمال بإتمام البناء، بالتنسيق مع المجلس البلدي في اليامون.