Elham.ps
Ar|Eng
Elham.ps Elham.ps Elham.ps
الرئيسية » سفراء إلهام »   18 تشرين الأول 2014طباعة الصفحة

فريال صلاح الدين

( الدورة الخامسة )

 "حديقة النباتات الطبية"

 

المديرة فريال أحمد حسن صلاح الدين
مدرسة بنات جبع الثانوية
مديرية التربية والتعليم- ضواحي القدس

 


وصف موجز للمبادرة ودوافعها
تأتي هذه المبادرة انطلاقا من الاهتمام بصحة الطالب ونفسيته، وتجسيدا لمبدأ العقل السليم في الجسم السليم، وسعيا لتغيير اتجاهات وسلوكيات الطالب نحو الأفضل. فقد برزت فكرتها، وبدافع الحاجة إلى تثبيت وتوثيق العلاقة المتبادلة بين بيئة المدرسة والمجتمع المحلي في مجال الزراعة الطبية؛ لما يعود بالنفع على الطلبة، بناءً على ذلك تم توعية الطلبة بأهمية النباتات الطبية في مناحي حياتهم، فكانت المبادرة باستصلاح أرض مهملة داخل أسوار المدرسة، وتحويلها إلى أرض منتجة للإعشاب الطبية، فكانت صيدلية نباتية بالحديقة المدرسية، مستفيدة في تحقيق ذلك من خبرات ذاتية، كالخبرة المتوارثة بأهمية وكيفية الزراعة، وخبرات خارجية تتمثل في أبحاث علمية بإشراف زراعي وصيدلي وطبي وأخصائي تغذية، ومستثمرة بذلك مجموعة من الموارد البشرية، تشمل مديرة المدرسة والفريق الأخضر والمعلمات وثلاثة مهندسين من مديرية الزراعة وطبيباً صيدلياً وخبير تغذية، وموارد مادية: أدوات الزراعة، والتربة، والأعشاب، بالإضافة إلى بئر رُمِمت سابقًا.

جوانب التميّز في المبادرة
من جوانب التميّز في المبادرة، هو إيجاد بدائل عن الأدوية الكيميائية، والعودة إلى أحضان الطبيعة كمصدر علاج للعديد من الأمراض، في ظل الانتشار غير المسبوق للأدوية الكيميائية. كما أنّه للمبادرة قيمة إبداعية؛ وذلك باستخدامها النهج التشاركي التكاملي داخل أسوار المدرسة وخارجها، وربطها بالمهارات الحياتية اليومية للطالب. كما أنّ المبادرة ساهمت في ربط المنهاج بالواقع، فكثير من الدروس في العلوم العامة، والصحة، واللغة العربية تتدحث عن النباتات والأعشاب وفوائدها وأجزائها، ما سهّل عملية شرح الدروس وتوضيحها للطلبة.

أثر المبادرة في المجتمع المدرسي
عملت المبادرة على تغيير الاتجاهات والاعتقاد الموجود في عقول الطلبة بأنّ الأدوية الصناعية أفضل، وإقناعهم بفائدة الحديقة الطبية المدرسية عن طريق استخدام نباتات الحديقة لعلاج الطلبة، وخلق شخصيات قيادية من خلال العمل والحراك الجماعي، وتقدير قيمة الأرض والنباتات الطبية وأهميتها في حياة الفرد والمجتمع، وإقناع الطالبات لأولياء أمورهن باستخدام هذه النباتات في المنزل، وقيام بعض الأهالي بنقل التجربة إلى منازلهم. أما المعلمات فقد استخدمن هذه النباتات بالحياة اليومية داخل المدرسة، وشجّعن الطالبات على استخدامها، وربطن ذلك كلَّه بالمنهاج بخاصة العلوم الصحية والعلوم العامة.

العوامل التي أسهمت في نجاح المبادرة
هناك عاملان لعبا دوراً في إنجاح المبادرة، الأول هو وضع خطة بالمبادرة قبل البدء في التنفيذ، فمرّت المبادرة بثلاث مراحل: الأولى في الاجتماعات مع الهيئة التدريسية لطرح المبادرة والبحث عن شريك لتمويلها بالتشبيك مع مديرية الزراعة. أما المرحلة الثانية، فمرحلة التنفيذ وتوزيع الأدوار حيث تم التشارك مع مهندسين زراعيين من مديرية زراعة القدس، بتمديد أنابيب الري بأسلوب التنقيط على قطعة أرض فارغة، وبدأ الفريق وبدعم من المديرة وبإشراف المهندس الزراعي بزراعة الأشتال داخل الحديقة، وتم توزيع الأدوار على الفريق من تحضير الأرض وري النباتات المحصول وقطفها وتغليفها وبيعها. والمرحلة الثالثة هي التقييم من قبل مديريتي الزراعة والتربية والتعليم. أمّا العامل الثاني، فهو النهج التشاركي الذي تجلى في التعاون المتكامل بين الطلبة والمعلمين والإدارة والمجتمع المحلي بمؤسساته المختصة.

التعاطي مع الصعوبات والتحديات
من هذه الصعوبات عدم وجود الوقت الكافي لزراعة الأشتال، وتم حلُّها بالعمل خلال أوقات الفراغ والاستراحة وبعد الدوام. وهناك مشكلة نقص المياه، بخاصة أنّ قرية جبع تعاني من هذه المشكلة، واستطعنا التغلب عليها بإعادة ترميم بئر قديمة بالمدرسة، بالإضافة إلى قلة سماكة التربة، وتجاوزناها بأن تبرع الأهالي بعدد من شاحنات التربة. ولا نغفل أنّ من بين الصعوبات التغير المناخي المتقلب، والذي كان آخره المنخفض الثلجي في شهر كانون الأول من العام 2013، الذي أضر بالمزروعات، فضلاً عن مشكلات متعلقة بسلوكيات أفراد من عبث وتخريب خاصة بعد انتهاء الدوام، وحلت بوضع حاجز شبكي لمنع العبث، وبتكليف بعض أبناء القرية بحمايتها والاعتناء بها مقابل حصولهم على جزء من حصاد هذه النباتات.

الاهتمام والحراك الذي أحدثته المبادرة
أبدى زوار المدرسة وأولياء الأمور إعجابهم بالمبادرة، وعبّروا عن رغبتهم في نقل هذه التجربة إلى بيوتهم ومدارسهم؛ لما لها من قيمة طبية واقتصادية على المجتمع، فضلاً عن إعجابهم بمنظر الحديقة الأخضر. كما كان لإشراك المجتمع المحلي ومؤسساته الأثر الواضح، فكان الدعم المادي من قبل مديرية الزراعة التي وفّرت الأشتال ومستلزمات الزراعة، وبإشراف مباشر من ثلاثة مهندسين زراعيين. وفيما يتعلق بالمجتمع المحلي، كان للمبادرة أثر جميل من الزوار من مؤسسات مثل المجلس الثقافي البريطاني، وطبيب فريق الصحة المدرسية، فأشادوا بها، وطالبوا بتعميمها، كما لاقت قبولاً من قبل وكيل مساعد شؤون المحافظات الشمالية، الذي أكد رغبته في نقل التجربة إلى مدارس أخرى.

 

Elham.ps Elham.ps Elham.ps Elham.ps
تصميم و تطوير