( الدورة الخامسة )
"توظيف القصة في علاج مهارات ضعف اللغة العربية"
المديرة فايزة يوسف أحمد
مدرسة بنات الفوار الأساسية الثانية
منطقة الخليل التعليمية/وكالة الغوث
وصف موجز للمبادرة ودوافعها
المبادرة هي خطوة لمعالجة الضعف لدى الطلبة في مهارات اللغة العربية الأساسية، وأتت لجسر الهوة بين ذوي التحصيل المرتفع وذوي التحصيل المتدني، وانطلقت إيماناً منا بحق الطفل في التعليم والتعلم ومراعاة أنماط المتعلمين ومراعاةً للفروق الفردية بين الطلبة، وترسيخاً لمبدأ أنّ كلَّ طالب قادر على التعلم والتطور ويتمتع بذكاء متعدد، فقد ارتأينا أن نقوم بتفعيل المكتبة المدرسية والصفية في علاج مهارات اللغة العربية بأسلوب شيق؛ ذلك لطلبة الصفين الثالث والرابع الأساسيين، كأسلوب لعلاج مهارات الضعف في اللغة العربية لدى الطالبات. وفعلاً فقد تبنت المعلمات هذا النهج وهو (السرد القصصي) كأسلوب للتعلم النشط ومن خلاله تقوم الطالبات بالسرد؛ ما يعزز المحادثة، وكذلك الرسم والتعبير؛ فيستكشف ذوي الميول الفنية، ومن ثم الاستنتاج للعبرة والمهارات التي تود المعلمة التركيز عليها وعلاجها من خلال القصة.
جوانب التميّز في المبادرة
للمبادرة أكثر من جانب تميّز، وأهم ذلك هو تحسين اتقان الطالبات لمهارات اللغة العربية من كتابة وقراءة وتعبير، كما أنها تنمّي المواهب الفنية من خلال رسم شخوص القصة وأحداثها والتعليق عليها، كما أنها هدفت إلى تفعيل المكتبة، عن طريق ربط الطالبات بالكتاب، بحيث تصبح القراءة سلوكاً لديهن.
أثر المبادرة في المجتمع المدرسي
أثرت المبادرة على الطالبات بعامة، والفئة متدنية التحصيل بخاصة، فأصبحت القصة بالنسبة لهن شيئاً محبباً، فالطالبات يتسابقن على قراءة القصص ويلخصنها ويوضحن العبرة منها؛ ما أدى إلى تحسن واضح في مستوى الطالبات، كما أنه أثر عليهن في زيادة نشاطهن وإظهار قدراتهن الفنية من خلال التعبير عن القصة برسمها وتلوينها؛ وتقوم مديرة المدرسة دوماً، بتعزيز الطالبات وتصويرهن ووضع عبارات تشجيعية على دفاترهن. وكذلك كان لها تأثير على المعلمات، فقد انتهجن هذا الأسلوب في بقية المواد، وأصبحت القصة إحدى الإستراتيجيات المستخدمة في المدرسة. كما أنّ الأمهات اللواتي زرن المدرسة عبرن عن ارتياحهن، لِما رأينه من تحسن الطالبات ومواظبتهن.
العوامل التي أسهمت في نجاح المبادرة
من أهم العوامل التي عملت على نجاح المبادرة هو النهج التشاركي الذي اتبع في تنفيذ خطوات المبادرة المختلفة، بخاصة بين فريق مبحث اللغة العربية، فكان لتحمس المعلمات وتشجيع إدارة المدرسة ووضع إمكانات المدرسة كافة في خدماتهن دور كبير. كما أنّ استغلال الموارد المتوافرة في المدرسة سهّل العمل، من مكتبة المدرسة والمكتبة الصفية، وفيها من القصص الذي يكفي لتوزيعه على الطالبات ضمن برنامج، كما أنّ وكالة الغوث ساعدت في توفير عدد من الكتب والقصص لهذه المكتبات.
التعاطي مع الصعوبات والتحديات
هناك بعض الصعوبات التي واجهتنا، منها كيفية توفير القصص وكيفية توزيعها على الطالبات، ولكن قامت المعلمة أمينة المكتبة باصطحاب الطالبات إلى المكتبة مرتين في الشهر، وهذا يمكن اقتناصه من الحصص الأساسية كوننا ضغطنا في الوقت، بسبب الإضراب وثقل الأعباء الإدارية، وكذلك عبء المعلم وما يعانيه من متطلبات، كما أن للمكتبة الصفية الدور الفعّال في تسهيل تبادل الكتب وقراءتها واستعارتها من قبل مربية الصف، وذلك ضمن برنامج يضمن العدالة لكلّ الطالبات، وبما أنّ المعلم مطلوب منه علاج مهارات الضعف فباستطاعته أن يوظِّف المكتبة لجميع الطلبة، فتكون المكتبة للمميَّز تعلماً وقائياً وللضعيف تعلماً علاجياً.
الاهتمام والحراك الذي أحدثته المبادرة
أحدثت المبادرة حراكاً شمل المجتمعين المدرسي والمحلي. وكان النشاط ملحوظاً لدى الطالبات، اللواتي فعّلن مرافق المدرسة بخاصة المكتبتين المدرسية والصفية، فأصبحت القصة بالنسبة إليهن شيئاً محبباً، وأخذن يتسابقن على قراءة القصص ويلخصنها. كما أنّ المعلمات كنّ خلية نحل متعاونة داخل الصف وفي المكتبة، ومديرة المدرسة تعزيز الطالبات وتشجع المعلمات؛ لما يقدمنه من عمل بروح الفريق الواحد. كما أنّها أحدثت حراكاً في المجتمع المحلي، فالأمهات أصبحن أكثر زيارة للمدرسة من ذي قبل؛ للاطمئنان على بناتهن، وعبّرن عن ارتياحهن، لِما رأينه من تحسن الطالبات ومواظبتهن، وأكدن استعدادهن لتقديم الكتب والقصص للمدرسة.