( الدورة الخامسة )
"ألعاب وهدايا باستخدام البقايا"
مدرسة بنات الرام الأساسية
مديرية التربية والتعليم- ضواحي القدس
زينب العزة، سحر يحيى، لينا غزاونة، إيمان طنطاوي، حليمة شاهر
وصف موجز للمبادرة ودوافعها
"ألعاب وهدايا باستخدام البقايا" مبادرة من اللجنة العلمية في مدرسة بنات الرام الأساسية، وهي مبادرة تقوم على فكرة تصنيع ألعاب وهدايا للطلبة من خامات البيئة المستهلكة، وفق إعادة التدوير. ومن الأمثلة على الهدايا والألعاب: مرابط وأطواق للشعر، وأساور، وبراويز، ومعلقات، وبطاقات، وصناديق متعددة الاستخدام، والسيارات، ومجسمات حيوانات مختلفة، ودمى، وأدوات رياضية. وتأتي هذه المبادرة تحقيقاً لمبدأ حق الأطفال باللعب؛ لينعكس ذلك إيجاباً على نفسياتهم، وبالتالي على تحصيلهم العلمي، وتهذيب سلوكهم، وانطلاقاً من مبدأ أهمية تعزيز الطلبة مادياً ومعنوياً، وتخفيف جانب من الأعباء المادية عن المجتمع المحلي الداعم للمدرسة، وتعزيز مفهوم الصحة البيئية، والمحافظة على البيئة، ونشر ثقافة إعادة التدوير باستخدام خامات البيئة، والحد من مشكلة تراكم النفايات، والكشف عن المواهب والإبداعات، وخلق روح التنافس بين فئات المجتمع المدرسي، والتغلب على العجز في الميزانية المدرسية.
جوانب التميّز في المبادرة
أهم جانب متميّز في المبادرة أنّها توجد شيئاً ما مِن لا شيء، بالإضافة إلى أنها تكشف عن المواهب والإبداعات وتعزز روح التنافس، وتوفّر على المدرسة جزءاً من النفقات، مع المحافظة على سلامة البيئة؛ بنشر ثقافة إعادة التدوير؛ لتكون التنشئة سليمة وسوية، وكل ذلك وفق نهج تشاركي بين المعلمات والإدارة بخاصة اللجنة العلمية ومعلمة التربية الفنية.
أثر المبادرة في المجتمع المدرسي
عملت المبادرة على إطلاق العنان لتدفق أفكار وإبداعات معظم فئات المجتمع المدرسي، من طلبة ومعلمين وأهالي، فقد أصبحوا يتنافسون ويبدعون ويفخرون بما ينتجون. فعلى مستوى الهيئة التدريسية، فقد تم تفعيل حصص التربية الفنية والإشغال بطرق مفيدة، كما خلقت جواً من التنافس بين الطلبة مع تبادل للخبرات، والذي امتدّ فيما بعد للمدارس المجاورة. كما خلقت المبادرة لغة تواصل حقيقية بين الطلبة والمعلمين والأهالي، وبين المدرسة بجميع فئاتها ومؤسسات المجتمع المحلي الداعم للمبادرة والمدرسة، فكثير من الطلبة لا يتواصلون مع أهاليهم في الجانب الأكاديمي؛ بسبب عدم قدرة غالبية أولياء الأمور على إفادتهم في هذا الجانب، لكنّ هذا الجانب العملي شكّل حلقة وصل مترابطة وقوية بين جميع الفئات المذكورة، وخلق أجواء نفسية مريحة وبناءة، وقد انعكس ذلك بانخراط الطلبة والأهالي باختلاف مستوياتهم الاجتماعية والعلمية في المبادرة.
العوامل التي أسهمت في نجاح المبادرة
هناك عوامل كثيرة عملت على إنجاح المبادرة، منها النهج التشاركي الذي كان ظاهراً بين المعلمات أنفسهم والطلبة والإدارة والمجتمع المحلي، فروح العمل الجماعي الداعم شجّعت القائمين على المبادرة للتقدم إلى الأمام. فتواصلنا مع المجتمع المحلي الذي قدم دعماً وتدريباً من خلال جمعية عباد الشمس لحماية الإنسان والبيئة، حيث قامت الجمعية مشكورة بتدريب معلمة من أعضاء فريق المبادرة، وسيدتين من أعضاء مجلس الأمهات. كما أنّ توافر المواد الخام وإعادة تدويرها كان من أسباب النجاح، فالمبادرة لا تكلّف المدرسة والمجتمع أية أعباء مادية، بل على العكس، هي توفر الهدايا والألعاب، ما ساعد على انخراط كلِّ الفئات المعنية بها، وروّج لها بكلِّ يسر.
التعاطي مع الصعوبات والتحديات
في البداية كان الحصول على هدايا وجوائز تشجيعية للطلبة من ميزانية المدرسة يشكل عائقاً؛ بسبب عدم قدرة المدرسة على تحمل المصروفات الكثيرة، بالإضافة إلى عدم وجود بند في المصروفات يسمح بشرائها؛ لذا قمنا بتوفير تلك الهدايا والجوائز باستغلال خامات البيئة والموارد البشرية فيها بأقل التكاليف. كما أنّ صعوبة توفير الوقت المناسب للتنفيذ دون التأثير على سير الدوام، ودون تحميل المعلم أعباء إضافية، وكان التغلب على ذلك بتفعيل حصص التربية الفنية وحصص الإشغال والوقت المتاح، للنادي البيئي، في أيام السبت ولمدة شهرين. وصعوبة التعامل مع المستوى العمري للطالبات (من الأول حتى الخامس الأساسي) وتأثير ذلك على دقة واتقان المهارات اللازمة للتصنيع، وتم التغلب على ذلك بإشراك الأهالي والمعلمات للإشراف على الطلبة.
الاهتمام والحراك الذي أحدثته المبادرة
لقيت المبادة اهتماماً خاصاً، وأحدثت حراكاً لافتاً على مختلف المستويات والفئات، بدءاً من الطلبة والمعلمين والإدارة ومجلس أولياء الأمور والمجتمع المحلي بمؤسساته، فتم تفعيل كلّ من الطلبة والمعلمين، إمّا من خلال حصص التربية الفنية أو حصص الإشغال، وتم إحداث حراك في النادي البيئي، كما تم تفعيل الأهالي من خلال هذا النادي، أو من خلال حضورهم اللقاءات التحضيرية والتعريفية بالمبادرة. كما تم إيجاد نوع من الشراكة مع جمعية عباد الشمس لحماية الإنسان والبيئة، التي دعمت النادي البيئي من ضيافة وأجرة تدريب وتوفير اللوازم، وكان كل ذلك بالتنسيق مع قسم الصحة في مديرية التربية التي ثمّنت على المبادرة ودعمتها.