( الدورة الخامسة )
"مشاركة الطالبات في قيادة المدرسة وإدارة شؤونها"
المديرة نايفة خليل حسن تعامرة
مدرسة بنات العبيات الثانوية
مديرية التربية - بيت لحم
وصف موجز للمبادرة ودوافعها
انطلقت فكرة المبادرة حين رأيت الاستهتار والاستهانة بمهنة التعليم وضعف القدرة على تحمل المسؤولية من قبل الطالبات وكثرة المخالفات للأنظمة والقوانين المدرسية من قبل مجموعة تعتبر قيادية بين الطالبات، وبالتزامن مع هذا، وجدت الشعور بالإحباط وتدني تقدير الذات لدى المعلمات والعاملات في المدرسة والشكاوى المتكررة من المعلمات؛ وعليه راودتني هذه الفكرة ليتم تنفيذها يوم المعلم الفلسطيني يوم 14/12 سيما وأن هناك تقصير في تكريم معلمات المدرسة من قبل المجتمع المحلي ومن قبل الطالبات؛ فكانت هذه المبادرة لرفع مستوى الانتماء عند الطالبات للمدرسة وتقدير مهنة التعليم وتحمل المسؤولية.
طرحت المديرة في بداية العام فكرة المبادرة على لجنة التطوير في المدرسة التي بادرت إلى الترحيب بها وتبنتها وبدأت بالتسويق لها بين الطالبات وفي اجتماعات أولياء الأمور. ثم تطوعت مجموعة من الطالبات وفق أسس اتفقت عليها المديرة مع المعلمات والمرشدة أبرزها شخصية الطالبة وملاءمتها للمهمة التي ستوكل إليها. ثم تم تدريب الطالبات المتطوعات لتسلم قيادة المدرسة بشكل كامل يوم المعلم.
جوانب التميز في المبادرة
تتميز هذه المبادرة في سعيها إلى تعزيز الانخراط الهادف والإيجابي للطلبة في الحياة المدرسية، ورفع مستوى وعي الطلبة بالقضايا المدرسية والطلابية، وتعزيز روح المبادرة والقيادة والمشاركة والمسؤولية لديهم من خلال غرس قيم المواطنة الصالحة فيهم.
أتاحت المبادرة لمجموعة من الطالبات فرصة تطوير قدراتهن القيادية وتعزيز اتجاهاتهن الإيجابية نحو التعليم والمدرسة من خلال استلام إدارة جميع أمور المدرسة يوم المعلم الفلسطيني.
أثر المبادرة في المجتمع المدرسي
إن هذه المبادرة تؤثر بشكل كبير في فئتين رئيسيتين تكملان بعضهما هما: الطلبة والهيئة التدريسية؛ ما ينعكس إيجابا على المجتمع. وقد تم رصد هذا الأثر خلال الأيام التي تلت عملية تطبيق المبادرة. فقد لوحظ ازدياد دافعية الطالبات نحو التعلم وانتمائهن للمدرسة، فأقبلن على التعلم والمشاركة في الأنشطة التعلمية والمدرسية، وتسابقن للمشاركة في برنامج المناوبة الطلابية، وتطوعن للمساعدة في المكتبة ومختبري الحاسوب والعلوم. وأسهمت هذه المبادرة في تحقيق أمنيات الكثير من الطالبات في أداء أدوار مختلفة في المدرسة، كما كشفت عن الكثير من الصفات الشخصية والإبداعية للطالبات؛ حيث تم تشجيع الروح القيادية والعمل التطوعي، والتعاون والانسجام بين الطالبات.
أما المعلمات ومديرة المدرسة، فقد لوحظ زيادة ثقتهن بقدرة الطالبات على المشاركة في قيادة المدرسة، وشعرن بالفخر والاعتزاز لقدرتهن على التأثير الإيجابي في الطالبات. وفيما يتعلق بالجو العام في المدرسة، لوحظ انخفاض نسبة المخالفات الطلابية للقوانين المدرسية، وانخفاض مستوى العنف بين الطالبات وضد الممتلكات المدرسية. وتم تفعيل جميع مرافق المدرسة واستغلالها من قبل الطالبات بشكل مباشر؛ ما أكسب الطالبات خبرة جديدة في إدارة هذه المرافق.
عوامل النجاح في المبادرة
قامت المبادرة على النهج التشاركي بين المعلم والطالب وتبادل الأدوار بما يضمن للطالب أن يستوعب العبء المادي والمعنوي الملقى على المعلم. وساعد هذا النهج في تعزيز انخراط الطلبة والمعلمين في الأنشطة التعليمية والمدرسية.
التعاطي مع التحديات والصعوبات
لا يوجد أي صعوبات أو تحديات حقيقة واجهت المبادرة ،إلا أن التحدي البارز تمثل في عبء المنهاج وعدد الحصص الذي لا يساعد في استغلال بعضها في الأنشطة أو مبادرات مشابهة وتقتصر الاستمرارية الدائمة على اللجان والأنشطة والمناوبة.
الحراك الذي أحدثته المبادرة
لاقت هذه المبادرة القبول الواسع لدى الطالبات لأنها أبرزت الفهم الواعي والالتزام الذاتي لديهن. كما لاقت دعم المجتمع المحلي من خلال زيادة مساهمته في الأنشطة التي تلتها ومن خلال وجهات النظر والآراء التي وصلت لإدارة المدرسة. وظهر تجاوب أولياء الأمور مع المبادرة من خلال قدوم الإمهات إلى المدرسة وإبداء إعجابهن بالفكرة، والتحدث عن الدور الذي قامت به الطالبات؛ ما عزز الانتماء للمدرسة والإقبال عليها وعلى التعلم. وكان لذلك بالغ الأثر في توطيد العلاقة مع المجتمع المحلي ورفع شأن المدرسة وسمعتها.