( الدورة الخامسة )
"توظيف الفنون في زيادة دافعية الطلبة لتعلم الرياضيات"
مدرسة إبراهيم صنوبر الأساسية للبنات
مديرية التربية والتعليم- نابلس
المعلمتان دعاء مبارك ورناد حمدي
وصف موجز للمبادرة ودوافعها
بما أنّ الجمال قائم على ركائز حسابية، فقد كانت مبادرتنا تقوم على ابتكار طرق تحفز الطالبات على التعلم، وترغبهن بتعلم الرياضيات؛ عن طريق إنتاج أعمال فنية ووسائل تعليمية بطرق محببة للنفس، وهي الطرق الفنية، فتستخدم الطالبة بعض المهارات الرياضية في الحساب والقياس وبعض المفاهيم، مثل: التماثل، والانعكاس، وخصائص الأشكال والمجسمات الهندسية في نتاجات فنية؛ ما يعزز ويثبت لديها هذه المهارات والمفاهيم، وفي الوقت ذاته إنتاج أعمال فنية أكثر دقة. ومن دوافع الإقدام على المبادرة، هو عدم تقبل الطلبة لمادة الرياضيات، فهي بالنسبة لهم مادة تجريدية، فكان لا بدّ من ابتكار طرق شائقة؛ لتنمية حبِّ ما يتعلمه الطلبة في الرياضيات، ونقله من المجرد إلى المحسوس باستخدام المفاهيم الرياضية والمهارات الإجرائية في الحساب والقياس والهندسة لتصميم أعمال فنية واستخدام الفنون في إعداد وسائل تعليمية من إعداد الطلبة.
جوانب التميّز في المبادرة
تتمثل القيم الإبداعية في أنّها توظّف الفنون وما فيها من تشويق وجانب حسي لخدمة الرياضيات المجردة؛ ما يؤدي إلى تفعيل الطلبة وتشوقهم للمادة، فأثرت هذه المبادرة على الطلبة، فدخل عنصر التشويق إلى حصة الرياضيات، وأصبح تفاعلهم أكبر، ونما لديهم بعض العادات السليمة، مثل: الدقة، والنظام، والتعاون، والتشارك. كما ساعدت في إظهار الحس الفني الرياضي من خلال فتح المجال للإبداع.
أثر المبادرة في المجتمع المدرسي
كان لهذه المبادة الأثر الأكبر على الطلبة، فدخل عنصر التشويق الى حصة الرياضيات وأصبح التفاعل أكبر، وتعزز بعض السلوكات والقيم الإيجابية، وساعدت في إظهار الحس الفني الرياضي من خلال فتح المجال للإبداع وقضاء أوقات الفراغ، بما يعود عليهم بالفائدة بالإضافة إلى أنها ثبّتت لديهم بعض المفاهيم الرياضية وخصائص بعض الأشكال الهندسية، ونمّت مهارة القياس. وبالنسبة للفنون فقد سهّلت تنفيذ الأعمال الفنية، وأثمرت بإنتاج أعمال فنية أكثر دقة، وكانت محفزاً إيجابياً للمعلمات ككلّ في إنتاج الوسائل التعليمية للمباحث المختلفة. أما أولياء الأمور فأبدوا تعاونهم في إنتاج الوسائل، وانعكس هذا على جو المدرسة، بحيث أصبح الزائر للمدرسة يشعر بالجو التعليمي النشط فيها، والنقلة النوعية لرؤية الوسائل والأعمال المعروضة.
العوامل التي أسهمت في نجاح المبادرة
النهج التشاركي الذي تمثّل داخل المدرسة كان له دور كبير في نجاح المبادرة، فكان بداية بين معلمتي الرياضيات والفنون، فالجانب الإبداعي لمعلمة الفنون حفّز الطالبات لتتفتق أذهانهن بأفكار تسهم في تدعيم هذه المبادرة، وفي المقابل تدعيم بعض المهارات والمفاهيم الرياضية واستخدام الدقة في القياس بما يتلاءم مع المرحلة العمرية للطالبات والمناهج في دمج المبحثين. وكما كان لتقبل الطالبات للفكرة دور في نجاحها؛ بحيث قمن بتصميم بعض الوسائل والأعمال الفنية. كما شجعت إدارة المدرسة فكرة الدمج بين المبحثين، وسهّلت التواصل وأبدت تعاونها بما يلزم من تصوير وطباعة. وقدم المجتمع المحلي تعاوناً، بحيث قام النجار بتركيب بعض الأخشاب للمساعدة في عملية العرض. وقد كانت الأعمال تشاركية ظهرت فيها اللمسات الفنية لعرض المعلومة الرياضية وتدعيم المهارات.
التعاطي مع الصعوبات والتحديات
ظهرت بعض التحديات والصعوبات في تطبيق هذه المبادرة، مثل: ضيق الوقت لإنجاز وتدعيم هذه الأعمال، نظراً لنصاب الحصص الكبير للمعلم، وتم التغلب على ذلك، من خلال التأخير بعد الدوام، وإنجاز وإتمام الأعمال للطالبات في المنزل، حيث تم تشجيع الطالبات على العمل في المنزل بما يشغل أوقات فراغهن بالمفيد. أما من حيث المواد، فقد استخدمنا قرطاسية المدرسة وأدوات الفنون، بالإضافة لبعض المساهمات من المعلمات والطالبات. وكان لعدم توفر غرفة خاصة لمبحث الرياضيات مشكلة، وبما أنّ العمل كان تشاركياً، فقد استخدمنا غرفة الفنون.
الاهتمام والحراك الذي أحدثته المبادرة
أحدثت المبادرة حراكاً واسعاً في البيئة المدرسية، فقد بدأ التعاون واضحاً بين الطالبات في إعداد الأعمال المكلفات بها، وبما أن إنجاز الأعمال كان يكتمل في المنزل، فقد تعاون الأهالي في دعم بناتهن في إعداد الأعمال. كما أنّها أوجدت جواً تحفيزياً تنافسياً في المدرسة، فكان هناك عرض لوسائل تعليمية للمباحث المختلفة. ومن خلال زيارت المجتمع المحلي للمدرسة، فقد لمس الجو التعليمي النشط الموجود فيها، وأبدى الزائرون إعجابهم وثناءهم للأعمال المعروضة لمختلف المراحل والتخصصات. ومن ضمن الزوار كان مشرفون من مديرية تربية طولكرم، وقد أبدوا إعجابهم بالفكرة، وشجّعوا على تعميمها في مدارس أخرى.