( الدورة الخامسة )
"إعادة تدوير الأكياس البلاستيكية المستعملة من أجل تصنيع وسائل تعليمية وهدايا"
سحر جميل اسماعيل الجابري
مدرسة بنات الكرمل الأساسية
مديرية التربية والتعليم- بيت لحم
وصف موجز للمبادرة ودوافعها
تقوم المبادرة على تحويل الأكياس البلاستيكية من مواد مضرة بالبيئة إلى مواد ذات فائدة، واستخدام المنتجات في تصنيع هدايا ووسائل تعليمية، مثل: ربطات الشعر والحقائب والمقالم؛ لتعزيز الطالبات المتفوقات، واستخدام المنتجات الجديدة لمقايضتها مع بعض المكتبات بما يلزم المدرسة من قرطاسية واستطاعت بعض الطالبات الإبداع والتطوير، فإحدى الطالبات صنعت من هذه الأكياس ملابس للألعاب، وأيضاً أعدت بعض الوسائل التعليمية من هذه الأكياس. ولتحقيق ذلك قمنا بتخصيص حاوية قمامة في ساحة المدرسة خاصة بأكياس البلاستيك الفارغة الملوثة للبيئة، وبحثنا عن طريقة آمنة للتخلص منها، تشارك فيها الطالبات والمعلمات والآذنات، فبعد جمعها نغسلها وننشرها، ونستثمرها. ومن الدوافع توفير بيئة صحية آمنة، وذلك بتقليل التلوث البيئي الناجم عن حرق أكياس البلاستيك .والعمل على بناء علاقات جيدة بين الطالبات من خلال عملهن كمجموعات، وتوطيد العلاقات بين المعلمات والطالبات؛ ما أدى إلى بناء علاقات أسرية، وغرس روح الانتماء للمدرسة .
جوانب التميّز في المبادرة
أهم ما يميز المبادرة أنها سهلة التطبيق، وموادها متوافرة وتعمل على المحافظة على بيئة نظيفة، باَلإضافة إلى النهج التشاركي الفعال الذي ظهر عند جميع الفئات من طلبة ومعلمات وآذنات وإدارة ومجتمع محلي، كما أنها عملت على استكشاف بعض المواهب لدى الطلبة في التصنيع اليدوي.
أثر المبادرة في المجتمع المدرسي
أثرت المبادرة إيجابياً على تحصيل الطالبات البالغ عددهم 194 طالبة، وزرعت فيهن حبّ التعاون والعمل بروح فريق واحد. وانخرطت مجموعة كبيرة من المعلمات في هذا العمل وأخذت كلّ واحدة منهن مجموعة من الطالبات لتتولى تدريبهن؛ ما أثار روح المنافسة الشريفة بين المجموعات، وأخذت كلُّ معلمة تبحث عن ابتكارات جديدة .وأعجبت الفكرة عدداً كبيراً من أولياء الأمور؛ نظراً لتوافر المواد المطلوبة من أكياس بلاستيك وسنارة للنسيج، فطلبت من الطالبات والمعلمات تعلم الطريقة، وأرسل بعض أولياء الأمور للمدرسة بعض ما أنتجوه.
العوامل التي أسهمت في نجاح المبادرة
هناك عوامل عدة عملت على نجاح المبادرة، أهمها أنّ المواد الخام متوافرة بين الأيادي وليست بحاجة إلى مال، ولا إلى تجهيزات ومعدات. كما أنّ النهج التشاركي والعمل بروح الفريق الواحد كان عاملاً محورياً في نجاحها، فقد اشتركت الآذنات في جمع أكياس البلاستيك من الحاوية المخصصة لها، ثم غسلها ونشرها. والمعلمات قمن بتقسيم الأكياس وقصها لتصبح جاهزة لعملية النسيج. والطالبات عملن ضمن مجموعات على نسج ما يطلب منهن من حقائب أو سلات أو ربطات شعر ...إلخ. أما المديرة فتجمع ما ينتج لتتصرف به، إما بمقايضته مع المكتبات بما يلزم من قرطاسية، أو باستخدامه كهدايا لتعزيز الطالبات المتفوقات، أو لتحسين البيئة المدرسية وتجميلها .
التعاطي مع الصعوبات والتحديات
من الصعوبات، عدم قناعة عدد من المعلمات والطلبة بالفكرة، وكان الحل هنا أن أقنعت المديرة في اجتماع عقدته للهيئة التدريسية بعض المعلمات بإعادة تدوير أكياس البلاستيك؛ حفاظاً على البيئة المدرسية، والمعلمات بدورهن أقنعن الطلبة. وعدم توفر الوقت الكافي للتدريب، ما دفعنا لاستغلال الاستراحة وفترة ما بعد الدوام المدرسي.
الاهتمام والحراك الذي أحدثته المبادرة
أضفت هذه المبادرة أجواء أسرية تعاونية داخل المدرسة، فلكلٍّ دور يقوم به وعمل موكل به وعليه إنجازه؛ وعمل الجميع كخلية النحل، وتم التعاون مع أولياء الأمور في إنجاز العمل، ومع المجتمع المحلي في مقايضة ما يتم إنتاجه من سلع بما يلزمنا. لاقت هذه المبادرة إعجاباً وتشجيعاً على المستوى الداخلي من قبل مديرة المدرسة والهيئة التدريسية والآذنات والطلبة، وعلى المستوى الخارجي أولياء الأمور والمجتمع المحلي، ونالت إعجاب مديرة التربية التي اطلعت على المبادرة ومنتجاتها خلال المعرض الذي أقيم في المدرسة، كذلك تحمّس لها المشرفون التربويون، بخاصة مشرفة التربية الفنية.