( الدورة الخامسة )
"لنجعل العلوم أكثر متعة وتشويقا"
المعلمة رباب محمد حامد عدوان
مدرسة بنات بتير الأساسية
منطقة الخليل التعليمية- وكالة الغوث
وصف موجز للمبادرة ودوافعها
نبعت فكرة المبادرة من رغبتي في تحسين نوعية التعليم، وتعزيز عمل الفريق داخل المدرسة وخارجها من خلال إشراك المجتمع المحلي في التعليم، وزيادة انخراط الطالبات في التعليم، وتعزيز الثقة بالنفس والقدرة على التعبير واتقان العمل وتعزيز روح المسؤولية والمبادرة لديهن.
ومن قناعتنا بالمقولة أن الطفل يتعلم من خلال ساعة واحدة في العمل اليدوي أكثر مما يتعلمه في يوم كامل في التعليم النظري، بدأت المبادرة بتفعيل الأنشطة اللامنهجية والتجارب العملية وأساليب التعلم النشط (بخاصة الاستقصاء) في حصص العلوم. لقد شاركت طالبات المدرسة في مهرجان أيام العلوم الذي نظمته مؤسسات القطان، وفي يوم أصدقاء العلوم حيث تم عرض الأنشطة العلمية وتطبيقها بمشاركة طالبات المدرسة وأولياء الأمور والمجتمع المحلي والمدراس المجاورة. وقد تم تنفيذ يوم دراسي كامل باستخدام أسلوب الاستقصاء لطالبات الصف الخامس في وحدة تصنيف النباتات، وتم استخدام النقاريش في حصص العلوم لتصل الطالبات إلى المعرفة بأسلوب شيق وممتع؛ وبذلك يكون النشاط العلمي هو أحد السبل التي توجه الطالبات نحو العمل باستخدام طرق البحث والأكتشاف.
جوانب التميز في المبادرة
تتمثل قيمة المبادرة بالانتقال من التفكير الخطي الى التفكير المتشعب، ومن تحول الاهتمام بالمعرفة العلمية فقط إلى الاهتمام بطريقة الوصول للمعرفة، فضلا عن الاهتمام بتنمية قدرات الابتكار والإبداع والمواهب الخاصة لدى الطلبة، وبناء شخصيات قيادية. إن ما نحتاجه اليوم لا يتمثل في كمية المعرفة التي نفترض أنها تبقى طويلا دون تغير، بل نحتاج إلى تنمية القدرات والمهارات العقلية، مثل حب الاستطلاع والإبداع والتجديد والبحث والتحليل والربط؛ وبهذا يستطيع الطفل أن يندمج في المجتمع، ويستطيع المجتمع أن يساعد على تنمية قدرات الطفل وميوله الابداعية والابتكارية، وينتقل الأهالي إلى لعب دور فاعل من خلال مشاركتهم مع أبنائهم في الممارسات التعليمية.
أثر المبادرة في المجتمع المدرسي
أثرت المبادرة على نحو كبير على الطالبات، حيث زاد تحصيلهن الدراسي وشغفهن بمادة العلوم، واكتسبن المعرفة العلمية إلى جانب مهارات التفكير العلمي والاتجاهات الإيجابية نحو العلم والتعلم، وأبرزت شخصيات الطالبات القيادية وقدرتهن على النقاش والشرح والتوضيح. لقد أصبحت الطالبات قادرات على القيام بالبحث عن الأنشطة العلمية لعرضها وتقديمها.
وأثرت المبادرة على الأهالي، فدفعتهم لمشاركة بناتهم في تنفيذ بعض الأنشطة العلمية، وأصبحوا ينتظرون بفارغ الصبر دعوتنا لهم لتنفيذ هذه الأنشطة ويسألون عن موعد تنفيذها. ومن جانب آخر، أعجب المجتمع المحلي بالفكرة وطلب منا نقلها إلى المدارس المجاورة لما لها من أثر ودور في تحسين أساليب التدريس وتحصيل الطلبة ودافعيتهم. وبالفعل قمنا بنقل الفكرة إلى مدارس الوكالة في المنطقة ومدارس الحكومة بعد أنأعجبوا بالفكرة، وطبقت مدارس الحكومة الكثير من التجارب التي عرضناها لهم خلال اليوم المفتوح في مدارسهم.
وعززت المبادرة العلاقة بين المعلمات والطالبات والإدارة، حيث أبرزت روح التعاون والمشاركة وعمل الفريق مع الإدارة ومعلمات العلوم والحاسوب واللغة العربية والرياضيات.
عوامل النجاح في المبادرة
بدأ النهج التشاركي في صيف 2013 مع موسسة القطان وذلك من خلال الالتحاق بالدورات الصيفية التي تعقدها الموسسة، ولعمق الفائدة التي حصلنا عليها من خلال تجربتنا مع الموسسة انخرطنا معهم في الإعداد لمهرجان أيام العلوم، حيث ساهمت الطالبات في التحضير لهذه الأيام والترتيب لتجارب العرض. وبعد أيام العلوم انتقلنا ليوم أصدقاء العلوم في مدرسة بنات بتير، حيث شاركت الطالبات بعمق أكبر وشغف أقوى، ودعمت موسسة قطان مشاريعنا لما لها من أثر على سلوك الطالبات ومعرفتهن وشخصياتهن. وتوطدت الفكرة بشكل أكبر من خلال قيامنا بعرض التجارب يوم الأربعاء من كل أسبوع. ودعم الأهل الطلبة بالحضور إلى الأنشطة العلمية والمشاركة بها والسؤال عن أوقاتها والسماح للطالبات بالتأخر للتحضير وإعداد الأنشطة.
ولا ننسى دور موسسة قطان في دعمنا وذلك بتوفير مواد خام لإجراء التجارب العلمية والنقاريش حتى تحصل الطالبات على الفائدة والمتعة، كما دعمت الإدارة المدرسية توفير بعض المواد الخام لإجراء هذه التجارب.
التعاطي مع التحديات والصعوبات
واجهت المبادرة بعض الصعوبات، منها: حاجة الطالبات للتأخير بعد الدوام من أجل المشاركة في المهرجانات والتدرب على الأنشطة، وقد تم التغلب على ذلك بأن قامت الإدارة بترتيب البرنامج بحيث يتمشى مع وقت الطالبات والمعلمات، وتم توضيح أهمية الأنشطة المتضمنة في المبادرة وأثرها الإيجابي على الطالبات، وساعد وجود معلمة مرافقة على إقناع أولياء الأمور وعزز ثقة الأهل فسمحوا بتأخر بناتهم. أما بالنسبة للمواد الخام التي احتاجتها المبادرة، فقد قامت موسسة قطان بتوفيرها.
الحراك الذي أحدثته المبادرة
لاقت المبادرة القدر الكبير من التفاعل والقبول داخل المدرسة وخارجها، حيث شجعت المديرة المبادرة ونسقت ورتبت وسهلت إنجازها بشكل كبير من خلال دعمها المادي والمعنوي، وتفاعل المجتمع المحلي مع المبادرة وشارك في حضور أيام العلوم في بيت لحم. وظهر تقبل الأهالي للمبادرة ودعمها جليا من خلال ترقبهم وسؤالهم المتواصل حول مواعيد أنشطتنا وأيامنا العلمية بغرض حضورها والمشاركة فيها.