( الدورة الخامسة )
"حملة إرشاد للطلبة وأولياء الأمور بالشراكة مع المجتمع المحلي"
المعلمة نبيلة محمود نبهان اشتية
مدرسة عين عريك المختلطة الأولى
منطقة القدس التعليمية- وكالة الغوث
وصف موجز للمبادرة ودوافعها
تنسجم المبادرة مع رؤية ومرتكزات "إلهام فلسطين"، القائمة على محور الصحة الجسدية والنفسية، من حيث إنّها تقدم للطلبة التوعية والثقيف النفسي والاجتماعي وتساعدهم على تجاوز مشكلاتهم وتعزز ثقتهم بأنفسهم، واحترامهم لذاتهم وصقل ميولهم، وتعرفهم بمكامن قدراتهم، وتجعلهم قادرين على التعبير عن آرائهم بجرأة أدبية، كما أنّ المبادرة قائمة على التنسيق مع مرشدة ذات خبرة من المجتمع المحلي، عملت كمدرسة في جامعة بيرزيت لمدة طويلة، وهي تقدم إرشاداً طوعياً في العديد من المدارس في منطقة رام الله وبيت جالا، وفي مدارس وجامعات خارج الوطن في ألمانيا، بالتعاون مع مرشدة أخرى خريجة، نظراً لحاجة المدرسة إلى مرشدة موظفة من قبل وكالة الغوث؛ إذ إن عدم وجود مرشدة اجتماعية في المدرسة دفع لسد هذا النقص، وحاجة الطلبة الماسة إلى الإرشاد والتوجيه النفسي والاجتماعي اليومي لا تنقطع، بخاصة أن المدرسة مختلطة من الصف الخامس إلى التاسع، والطلبة في هذه المرحلة يتعرضون لتغيرات فسيولوجية ونفسية مختلفة تؤثر على سير حياتهم، كما أنّ حاجة أولياء الأمور الماسة إلى الإرشاد والتوجيه من أجل تحسين التعامل مع الأبناء، وتحسين إدارة المنزل كانت من الدوافع للمبادرة.
جوانب التميّز في المبادرة
ركّزت المبادرة على إيجاد بديل عن النقص، فحاجتنا للمرشدة ضرورية، وكان وجودها ضمن خطة قمنا بوضعها والتنسيق مع مختلف الأطراف ليس لإنجاحها فحسب، بل لتميزها أيضاً، فمُيّز العمل أن الإرشاد كان بشراكة كاملة مع المجتمع المحلي، والجانب الآخر أن الإرشاد لم يكتفِ بالطلبة، بل تعدّاهم إلى أولياء الأمور والأمهات، بحيث ظهر تطور ملموس في طريقة تعاطيهم مع أبنائهن من خلال زياراتهم الأسبوعية للمدرسة ومن خلال استفساراتهم.
أثر المبادرة في المجتمع المدرسي
للمبادرة أثر جليّ على الطلبة والمعلمين وأولياء الأمور، فمن ضمن خطة المبادرة كان هناك برنامج للتوجيه الجمعي، حُدِّدت فيه بداية الحاجات الإرشادية لكلّ صف، ثم أصبح الطلبة يطرحون تساؤلات تقود إلى حصص توجيه كاملة حولها، فأصبح الطلبة ينظِّمون وقت الدراسة، ويحسنون التعامل والتحدث والإصغاء، ويعرفون كيفية حماية الذات، ويعبرون عن آرائهم بحرية ودون خجل، ويؤدون واجباتهم، ويعرفون كيفية التعامل مع الإنترنت ووسائط التواصل الاجتماعي. أمّا المعلمون، فكان كلّ معلم يدخل مع صفه في الإرشاد الجمعي ويشارك في النقاشات ويبدي رأيه. كما أن الأثر عمّ أولياء الأمور، فكان لا بدّ من جلسات ولقاءات مع أمهات الطلبة، وقامت المرشدة بتوجيههن، وقمت أنا والمرشدة بزيارات ميدانية للبيوت لإرشاد الآباء الذين يقومون بضرب الأبناء وتعنيفهم، وأصبح هناك يوم في الأسبوع لتقديم الإرشاد والدعم النفسي للأمهات.
العوامل التي أسهمت في نجاح المبادرة
من عوامل نجاح المبادرة توفر النهج التشاركي، وظهور روح التعاون والانسجام بين مختلف الأطراف المتعلقة بالمبادرة؛ فطاقم المدرسة بدءاً بالمديرة أبدى تحمساً وتفانيًا، فقد وفّرت المديرة قدر المستطاع المطلوب من المدرسة ومرافقها، وأعضاء الهيئة التدريسية تعاونوا بشكل لافت، والطلبة أظهروا حباً للموضوع، ذلك من خلال انتظامهم وتعديل سلوكاتهم وانسجامهم مع الجو العام في المدرسة. كما أنّ أولياء الأمور والمجتمع محلي كان لهم الدور الكبر، فالمرشدة التي تمت الاستعانة بها متطوعة، رغم أنّ برنامجها كان مثقلاً، وهي لعبت الدور الأكبر في نجاح المبادرة، وكذلك المرشدة الخريجة التي ساعدتها، أما أولياء الأمور فقد كانوا جزءاً من المبادرة، وتمت زيارة بعضهم في البيوت، ونظمت لهم لقاءات مع المرشدة لتوجيههم لكيفية التعامل مع أبنائهم، وخُصص لهم يوم في الأسبوع لزيارة المدرسة. كما كانت وكالة الغوث حاضرة للمشهد، ممثلة بمدير التعليم ونائب رئيس البرنامج اللذين اطلعا على البيانات الإرشادية.
التعاطي مع الصعوبات والتحديات
كانت حاجتنا ملحة لمرشدة في المدرسة، لكن الجهات القائمة على المدرسة لم توفر لنا ذلك، فتوجهنا إلى المجتمع المحلي، وتعاونت معنا مرشدة ذات خبرة كبيرة في مجال الإرشاد. ونظراً لصغر مساحة المدرسة؛ كنا نخصص صفاً لعمل اللقاءات مع الطلبة، ونستفيد من أيام السبت في عمل لقاءات مع أولياء الأمور، كما كان لضيق وقت المرشدة مشكلة، ولذلك تم الاتفاق على يومين في الأسبوع للإرشاد.
الاهتمام والحراك الذي أحدثته المبادرة
كان التفاعل مع المبادرة كبيراً، فبالنسبة للطلبة، كانوا يفرحون لرؤية المرشدة، ويتمنون أن يكون اللقاء مع صفهم في كلّ مرة، فتفاعلوا مع المبادرة كثيراً، وأصبح الطلبة ينظمون وقت الدراسة، ويحسنون التعامل والتحدث والإصغاء، ويعرفون كيفية حماية الذات، ويعبّرون عن آرائهم بحرية، ويقومون بالواجبات. وكذلك فإنّ الأمهات حضرن اللقاءات، وأبدين تعاونهن المطلق، وزرن المدرسة أكثر من مرة بين استفسار عن توجيه وإرشاد أو للاطمئنان على أبنائهن.