غزة: احتفى أكثر من 200 شخص في القاعة الكبرى بمعهد الأمل، اليوم بمبادري إلهام فلسطين الملهمين والحاصلين على جائزة دولة فلسطين للتميز والإبداع التربوي، وجائزة مؤسسة التربية العالمية -مبادرة إلهام فلسطين- للمتميزين على الصعيد الوطني الفلسطيني "أ" و "ب".
وقد تكلل الحفل بحضور رسمي وأكاديمي لوكيل وزارة التربية والتعليم المساعد للشؤون التعليمية في غزة د. زياد ثابت، ونائب رئيس برنامج التعليم في وكالة الغوث "الأنروا" أ. سهيل المشهراوي ، ورؤساء مناطق غزة التعليمية د.محمد العكلوك وأ. عبد الكريم جودة، وبمشاركة مدراء التربية والتعليم ومدراء المناطق التعليمية في محافظات شمال وشرق وغرب غزة. وضيوف من الجامعات منهم عميد كلية تكنولوجيا المعلومات في جامعة الأزهر، وأساتذة من كليات التربية.
وهنأ د. ثابت المبادرين الملهمين، كما ثمّن جهود مؤسسة التربية العالمية وفريق مبادرة إلهام فلسطين على دورهم في استكشاف وتعزيز وتقدير المبادرات المبدعة التي أحدثت فرقا نوعيا إيجابيا في حياة الطلبة وبيئتهم المدرسية. كما حثّ المجتمع التربوي على مزيد من الإقدام ومواصلة العمل على تحسين البيئة التعليمية، حيث إن هناك عشرات المبادرات التي لم تر النور بعد، وتحتاج إلى الدعم والاهتمام.
أما المشهرواي فأكد على ضرورة دعم المعلم المبدع بكافة السبل، حيث إنه يعيش ظروفا صعبة ومع ذلك لم تمنعه من العطاء، والتفاعل الايجابي مع الطلبة باختلاف مستوياتهم واحتياجاتهم. وتعهد باستمرار برنامج التعليم في "الأنروا" بدعم المبادرات القابلة للتعميم والتطبيق بكافة السبل الممكنة.
بدوره، أوضح منسق ومستشار إلهام فلسطين في غزة أيمن العكلوك أن هناك تناميا في أعداد المبادرات التربوية المقدمة من قطاع غزة حيث بلغت في الدورة الرابعة "الحالية" لإلهام فلسطين 85 مبادرة، مرّت كغيرها من المبادرات بثلاث عمليات تقييم معلنة، أدت إلى تأهل 6 مبادرات متميزة استحقت عن جدارة التكريم والتقدير المادي والمعنوي.
وقد قدمت الهيئة الطلابية في مدرسة بشير الريس الثانوية "ب"، من مديرية غرب غزة مبادرتها الحاصلة على جائزة دولة فلسطين للتميز، حيث إنهن مجموعة من الطالبات المتفوقات في برامج الحاسوب عملن على تدريب طالبات المدرسة على استخدامها في تطوير أساليب التدريس وتوظيفها لخدمة المنهاج الدراسي، حيث قمن بحوسبة المنهاج باستخدام برامج "الفلاش"، وإعطاء دورات لطالبات مدرستهم والمدارس المجاورة في كيفية استخدامه وتطويره وذلك قبل بدء دوام اليوم الدراسي وبعد الانتهاء منه.
وقد حصلت مدرسة ذكور بيت حانون الاعدادية "أ" على نفس الجائزة بمبادرتها "العقل السليم في الجسم السليم" التي قامت على تعاون المعلمين ولجان التوجيه والارشاد لتحسين البيئة المدرسية التي تعاني من العنف وتدني التحصيل الدراسي، وقال مدير المدرسة عبد النبي أبو سلطان إن تفعيل الأنشطة اللامنهجية الرياضية والفنية وتلك المصاحبة للمنهاج، إضافة للتشديد على نظافة الغرف الصفية، وتوفير الأغذية الصحية في المقصف المدرسي ساهم بشكل كبير في رفع تحصيل الطلبة وزاد من انتظامهم في الدوام، وجعل المدرسة في المرتبة الثانية عشرة من حيث التحصيل في مدارس الذكور بعدما كانت في المرتبة العشرين.
ومن مدرسة الرملة الأساسية للبنات تأهلت مبادرة المعلم باسم خليل أبو دراز القائمة على تأسيس ناد للغة الفرنسية، تقوم الطالبات من خلاله بإعداد مواد إعلامية ومسرحية وفنية باللغة الفرنسية ونقلها للعالم، وتبادل الزيارات الميدانية مع مدارس فرنسية لايصال الصورة الحقيقية عن فلسطين والشعب الفلسطيني، وقد نجحت المبادرة بنشر مقالات وقصائد شعرية للطالبات في وسائل اعلام فرنسية.
وفي عرضه حول مبادرته، قال المعلم بسام صالحة من مدرسة الفاخورة الاعدادية "ب" التابعة لوكالة الغوث، إن مبادرته عملت على تحويل غرفة الصف إلى مسرح يشارك فيه الجميع، ويقوم المعلم فيه بدور الميسر المهتم ببناء علاقة زمالة مع الطلبة، بحيث قاموا بتحويل جميع المواد الدراسية إلى مشكلات يتعاون الجميع في حلّها باستخدام أوراق كبيرة للرسم ومقصات وألوان، فتصبح المادة التعليمية مادة للتخيل والمعايشة حيث يشارك الجميع في صنع المعنى والدرس المستخلص.
أما مدرسة الرافعي الثانوية للصم، فقدمت برنامجا تعليما محوسبا خاصا بالطلبة الصمّ، حيث صممت المعلمة سهير الحجار برنامجا تعليميا مصحوبا بترجمة فورية للغة الإشارة وفق مواصفات تربوية تراعي خصائص الطلبة الصم، وجعلته مرفقا بدليل إرشادي مصور لجميع محتويات البرنامج، إضافة لجزء خاص بالتقويم الذاتي يقوم به الطالب الكفيف ذاته. ومن مدرسة الفارابي الأساسية المختلطة قدمت المديرة نعمة الحواجري بالتعاون مع المعلمة عبير النادي عرضا حول مبادرتهما القائمة على توظيف الألعاب التربوية والدراما والأناشيد في شرح الدروس وتحويلها إلى ألعاب تحفز الطالب وتزيد اقباله على التعلم.
جدير بالذكر أن مبادرة إلهام فلسطين المهتمة بتطوير البيئة التربوية والتعليمية، بصدد الإعلان عن بدء الترشح لدورتها الخامسة الجديدة في الفترة المقبلة، وذلك بعدما أنهت دورتها الحالية بتقدير وتكريم 48 مبادرا تربويا باحتفالية أقامتها الشهر الماضي في مدينة طولكرم بالضفة الغربية شاركت فيها فعاليات رسمية وشعبية.