احتفلت مؤسسة التربية العالمية وشركاؤها المحليون والدوليون باختتام الدورة الرابعة من مبادرة إلهام فلسطين، وذلك يوم الخميس الموافق 24 من شهر تشرين الأول/أكتوبر، في جامعة فلسطين التقنية خضوري؛ حيث كرّمت 48 مبادراً تربوياً من المعلمين ومدراء المدارس والمرشدين وفرق الصحة المدرسية والطلبة، وذلك برعاية ومشاركة رئيس الوزراء د.رامي الحمد الله، ووزير التربية والتعليم العالي أ.د علي زيدان أبو زهري، ومحافظ طولكرم جمال سعيد، ورئيس جامعة خضوري أ.د مروان عورتاني، ورئيس مجلس إدارة مؤسسة التربية العالمية ريمون جوريس، والوكيل المساعد لشؤون التخطيط والتطوير في وزارة التربية د. بصري صالح، وغيرهم من شركاء "إلهام" وعدد من ممثلي المنظمات الدولية والأهلية، إضافة للمبادرين الملهمين من دورات إلهام فلسطين المختلفة.

وتضمنت الاحتفالية إعلان تأهل 48 مبادرة ؛ نالت 12 منها جائزة دولة فلسطين للابداع والتميز التربوي التي قدمها مجلس الوزراء الفلسطيني، كما نالت 36 مبادرة أخرى جائزة مؤسسة التربية العالمية (الهام فلسطين) على المستوى الوطني ضمن تصنيف (أ وب) وهم من الرياديين التربويين الذين نفذوا مبادرات مبدعة أحدثت فرقا إيجابيا ملموسا في بيئتهم المدرسية، وأثروا على مختلف أطراف العملية التعليمية في مدراسهم، فاستحقوا هذه الجائزة؛ بعدما مرّت كافة المبادرات المرشحة –وعددها 719 مبادرة- بثلاث عمليات تقييم، نفذتها مديريات التربية والتعليم، والمناطق التعليمية التابعة لوكالة الغوث، شملت تقديم طلبين إلكترونيين أولي وتفصيلي، وزيارات للتحقق المبداني ومقابلات شخصية في المرحلة النهائية.

وفي كلمته الترحيبية ، بين د. عورتاني إلى إن استضافة هذه الاحتفالية في جامعة خضوري يشكل تجسيداً للتوجه الاستراتيجي الذي تبرهن عليه الجامعة؛ لتكون حاضنة للإبداع والريادة، وتعبيراً عن التزامها بأن تنسج العديد من الشراكات القائمة على التكاملية والتبادلية مع المؤسسات الحكومية والمحلية والمدنية والخاصة. وأعلن عورتاني عن توصل مؤسسة التربية العالمية إلى اتفاق مبدئي يقضي بإطلاق صيغة جامعية لبرنامج الهام فلسطين لتعميمه على مُختَلِف جامعات الوطن.

وأشار عورتاني إلى أبرز المتطلبات الرئيسة لخلق بيئة مواتية للإبداع والريادة ممثلة بأساليب التعليم والتعلم التي ترتكز على مهارات تعزيز الفضول والاستكشاف، وتنمية ملكات التفكير الناقد والإبداعي والقدرة على حل المشكلات، وتعزيز المرونة والقدرة على التكيف والاستعداد للتعامل مع تحديات الحياة ، وبناء القدرة على التعلم الذاتي وإعادة التعلم، وتعزيز الثقة بالنفس والاقدام، والقدرة على التفكير خارج المألوف، وغيرها مما يسمى بمهارات القرن الواحد والعشرين، بالاضافة إلى تنمية شخصية الطفل بأبعادها الجسدية والعقلية والنفسية والاجتماعية والروحية، وتدعيم انخراط الطلبة في بيئتهم المدرسية والجامعية وتحفيزهم على المبادرة والريادة وتحمل السؤولية منذ نعومة اظفارهم؛ بحيث تكون المدرسة أو الجامعة حاضنة للمواطنة الفاعلة والريادة المجتمعية، كذلك إجراء تعديلات بنيوية على النظام التعليمي لجعله أقل جموداً وأكثر مرونة ودينامية وقدرة على التعلم والتطور والتجدد، وأكثر قدرة على الاستفادة من الانجازات المعرفية والتكنولوجية الراهنة.

وفي كلمته، أشاد أ.د. الحمد الله بالمبادرين التربويين وما حققوه من انجازات، وبالتعاون وتكامل الأدوار بين القطاعين الحكومي والخاص في دعم كافة المبادرات التعليمية، والتربوية، والشبابية عامة، ومبادرة "الهام فلسطين" خاصة، وأكد الحمد الله ان الحكومة ستواصل دعم مسيرة "الهام فلسطين" المتميزة التي أصبحت تقليدا وطنيا سنويا، وستضمن استمراريتها وتوسيع نطاقها.

وقال الحمد الله ان الحكومة تدعم كل فكرة، ومبادرة، فعالة تعمل على تطوير نوعية التعليم وتحسين مخرجاته، بما يتناسب مع الحاجات المجتمعية ومتطلبات التنمية الوطنية، ولضمان وصول الخدمات التربوية والتعليمية إلى كافة اراضي الوطن، حيث جاءت مبادرة الهام فلسطين منسجمة مع برنامج عمل الحكومة وخطتها الاستراتيجية في خدمة المواطن الفلسطيني وتوفير كل مقومات صموده وبقائه على أرضه.

وثمن الحمد الله جهود مبادرة الهام فلسطين، صاحبة المبادرات التربوية المميزة، التي ساهمت في توفير بيئة تربوية سليمة وصحية ومحفزة لأطفال فلسطين وشبابها، فقد رشحت هذا العام أكثر من 700 مبادرة تربوية تمثل المدارس الحكومية والخاصة، إضافة إلى مدارس وكالة الغوث في الضفة الغربية وقطاع غزة. وأضاف الحمد الله ان مبادرة الهام فلسطين، عملت على خلق شراكة مجتمعية وطنية فاعلة، وعكست حرصها على إشراك كافة المؤسسات الحكومية والأهلية والدولية ذات العلاقة، والتي جاءت كتعبير عن اهتمام مجتمعي واسع بالنهوض بواقع التربية والتعليم.

من جانبه، لفت أبو زهري إلى أن مبادرة الهام فلسطين جاءت منسجمة مع جهود الوزارة واستعداداتها الملائمة في اطار خطتها الخمسية التطويرية الثانية، وكذلك خطة النهوض بالتعليم الخاص بوكالة الغوث الهادفتان الى مستقبل افضل وتحقيق التطور النوعي بما ينسجم مع احتياجات الواقع الفلسطيني. وأشار أبو زهري إلى الاهتمام الذي اولته الوزارة بمبادرة إلهام منذ العام 2007 عبر الانخراط في الفعاليات والنشاطات التي نفذتها بالشراكة مع الجهات الفاعلة تأكيداً على الايمان بالتعليم النوعي الجيد وجودة البيئة التربوية بما يستجيب مع احتياجات اطفال فلسطين.

وتابع أبو زهري قائلاً: "إن المتتبع لمسيرة الهام منذ دورتها الاولى يلحظ مدى التطور والاستجابة الضرورية الحكيمة لاستحقاقات هذا التطور فمن دخول واع للطلبة كمقيمين إلى توسيع فئات الترشيح لتشمل المرشدين والهئيات الطلابية، كذلك تطوير محاور وطلبات الترشيح ونماذج التقييم وغيرها. وشدد أبو زهري على دور الهام في تعزيز الشراكة الحقيقية بين الهيئات القائمة على التنفيذ، حيث كان اخرها التأكيد على أهمية اندماج الهام في نظامي التعليم والصحة كي تصبح جزءاً أصيلاً من نطاق اهتمام وعمل الكوادر ذات العلاقة، واطلاق ما يسمى "إلهام القطاع الصحي". وقدم أبو زهري شكره لرئيس الوزراء لرعايته مسيرة الابداع والتميز، كذلك الشكر لمديري التربية ومنسقي الهام واعضاء لجان التقييم وكل الذين ساهموا في اختيار المبادرات الملهمة.

من جهته، قال جمال سعيد مسير أعمال محافظة طولكرم :" إن ما نشهده اليوم من تكريم للمبدعين التربويين يضع حجر الأساس لنظام تعليمي متميز في فلسطين ويمثل انعكاساً واضحة لقمة العمل والارادة اللذان يمثلان عدة الطامحين الى الحرية باعتبارها نبراس الشعب الفلسطيني لايجاد وقائع جديدة على الأرض تسهم بالتراكم الايجابي انهاء الاحتلال وبناء دولة فلسطين".

بدوره، استعرض د. بصري صالح مسيرة الهام فلسطين في دورتها الرابعة للعام 2013، من حيث المراحل التي تضمنتها هذه الدورة من حيث الترشيح للمبادرات وتقييمها بشكل أولي ونهائي، بالاضافة الى عقد المقابلات مع المبادرين وغيرها من الاجتماعات التي تم تنفيذها لمتابعة عملية اقرار المبادرات الفائزة.

من جانبه أشار ريموند جوريس إلى الحضور المتميز واللافت لمبادرة "الهام" في العديد من المحافل الدولية المرموقة، حيث شكل العمل الريادي في فلسطين، مصدر الهام للعديد من البرامج على المستوى الأوروبي، حيث يتم في كل احتفالية، التعرف على مجموعة اخرى من المبادرين الملهمين، الذين استطاعوا بأقل القليل ان يبتكروا طرقا، ومبادرات أحدثت فرقاً نوعياً في البيئة المدرسية. وأعلن جوريس التزام مؤسسة التربية العالمية بجعل "الهام فلسطين" جزءا اصيلاً من النظام التعليمي والنظام الصحي، قائلا: "لقد عقدنا العزم مع شركاءنا على توقيع اتفاقية أخرى، يتم بموجبها ادماج "الهام" بشكل أكثر عمقا واتساعا في النظام الرسمي".

وفي كلمة المبادرين، أعربت المبادرة تغريد الديك من مدرسة بنات حبلة عن سرورها لما حققته هذه الدورة في الهام فلسطين من ابداع وانتاج في المدارس الفلسطينية وتفاعل الطلبة والمعلمين وكافة اركان النظام التربوي التي عسكت روح التشاركية والتفاعل والمسؤولية تجاة ابناء المستقبل والكشف عن روح التميز والتكامل بين وزارة التربية والتعليم والمجتمع المحلي بكافة مكوناته.

وفي ختام الحفل، الذي تخلله تقديم عرض فني مميز، تم تكريم أصحاب المبادرات الملهمة، كما تم تكريم شركاء إلهام فلسطين في القطاعين الحكومي والخاص، وكان المبادرون المكرمون الحاصلون على جائزة فلسطين للتميز والإبداع كالتالي: أنعام بشارات، تغريد الديك، محمود جوابرة وهم من فئة مديري المدارس، أماني عريقات، شفاء كرجة، موسى أبو حديد، وهم من فئة معلمي المدارس، والهيئات الطلابية في كل من مدرسة برقة الثانوية للبنات، ومدرسة بشير الريس الثانوية (ب)، وبنات العيزرية الأرثوذكسية. والمدارس الثلاث التالية كوحدة واحدة وهي النور للمكفوفين، وذكور قراوة بني حسان الاساسية، وذكور بيت حانون الاعدادية (أ).

أما الذين حصلوا على جائزة مؤسسة التربية العالمية "إلهام فلسطين" على الصعيد الوطني ( أ ) فكانوا: أحمد ملحم، آيات شوابكي، باسم أبو دراّز، بشرى دوشق، تغريد صافي، حسن الشيخ، دانية حصارمة، رجاء سعد، ريم أبو لبدة، ريم العناتي، سفيان جلمة، سمر عبد القادر، عريب سلامة، فاطمة حزازي، كرم بدوي، نديم أبو خلف ونادية أبو عريش، ووديعة مسلم.

وعلى الصعيد الوطني (ب) تأهل كل من: باسم مصفر، بسام صالحة، حكمت دعيسات، حليمة ماضي، رائدة حمدان، سعيد عرباس، سلامة ناصر، سهبر الحجار، عائدة نايفة، نادي المخزومي، ناهد سليم، نسرين ثوابتة، يوسف قشقيش، مدرسة الفارابي الأساسية "ب" المختلطة، مدرسة بنات فرعون الثانوية، مدرسة جبل المكبر الأساسية، مدرسة وداد ناصر الدين الثانوية للبنات، الهيئة الطلابية في مدرسة بنات أبو ديس الثانوية، الهيئة الطلابية في مدرسة تفوح الثانوية للبنات.