وافق مجلس شركاء "إلهام فلسطين" في إجتماعه الأخير المنعقد بتاريخ 3/1/2013، على التوصية المقدمة له من اللجنة التوجيهية، بأن تشمل مبادرة إلهام فلسطين القطاع الصحي، ليكون هذا القرار أحد أهم المعالم المميزة للدورة الرابعة 2012-2013.
وقد ترجمت هذه الخطوة بشكل إجرائي من خلال توسيع فئات الترشيح لتشمل فرق الصحة المدرسية التابعة لوزارة الصحة، ولبرنامج الصحة في وكالة الغوث، حيث أصبح بمقدورهم الترشح بمبادراتهم في الدورة الرابعة.
وتأتي هذه الخطوة انطلاقاً من فلسفة "إلهام" التي تؤمن بوجود علاقة جدلية بين التعليم والصحة وتستند في ذلك على أحدث تعريف تبنته منظمة الصحة العالمية لمفهوم الصحة، بأنها "حالة من اكتمال الصحة الجسمية، والعقلية، والاجتماعية، والروحية". وفي ضوء هذا الفهم؛ فإن علاج المرض أو حتى غيابه لا يعني بالضرورة توفر الصحة، وفيما يرتبط بالتعليم؛ فقد حددت اليونسكو أربع ركائز أساسية للنظام التعلّمي، أولها : التعلّم للكينونة السوية، وثانيها: التعلم لأجل اكتساب مهارات الحياة والقدرة على الفعل والعمل والنجاح في الحياة العملية، وثالثها : التعلم لأجل الوعي، والمعرفة، والتنور، وحب التعلم، وأخيرا التعلم لأجل العيش بانسجام مع الآخرين في البيئة المحيطة والمجتمع والعالم بأسره، وبالتدقيق في هذه الركائز الأربع نجد أنها تغطي مجتمعة الصحة الجسمية والعقلية والاجتماعية والروحية للمتعلمين.
وتؤكد الدراسات الحديثة في "علم التعلم"، هذا التقاطع والتلاقي في فهم نظامي الصحة والتعليم، والتي تشير بشكل واضح إلى الترابط الوثيق بين الصحة النفسية للطفل، وبين قدرته على التعلم، كما تؤكد أن توفير بيئة تعلمية محفزة، وممتعة، ومشاركة يزيد من القدرة العصبية على التعلم، وهو ما يدفع للقول بأن سلامة الصحة النفسية والاجتماعية للأطفال رديف أساسي لقدرتهم على التعلم.
وتبين الإكتشافات الحديثة في علم الأمراض - بشكل لا يقبل اللبس- أن معظم الإمراض الشائعة ترتبط جذور مسبباتها بخلل، أو اعتلال في الصحة النفسية، أو الاجتماعية للمريض. فعلى سبيل المثال؛ فإن معظم جذور المسببات الحقيقية لظاهرة السمنة الشائعة في المجتمعات الصناعية تعود لعادات وسلوكيات غير سليمة في المأكل، والمشرب، والخمول الجسمي، وكلها سلوكيات مكتسبة ترتبط بدورها بفقدان الإرادة، أو تعود لحاجة نفسية غير واعية، وبالتالي، فإن مواجهة السمنة لا تكون بعلاج مظاهرها، بل بزيادة الوعي واستعادة التوازن والسيطرة على النفس واكتساب عادات وسلوكيات سليمة في أسلوب العيش منذ الصغر، وهذا كله يقع في صلب عملية التعليم والتربية، مما يقودنا إلى أن التعليم رافد أساسي للصحة.
إطلاق "إلهام فلسطين" في القطاع الصحي