وفي كلمته الإفتتاحية قال د. بصري صالح أن مفهوم النشأة السوية يتطلب مسؤولية شاملة تجاه التعليم، وهذا يستدعي العمل الحثيث من مختلف الأطراف ذات العلاقة، ومع ذلك إستطاعت مبادرة " إلهام فلسطين " أن تقدم نماذج ذات دلالات مختلفة للشراكات المتميزة، كذلك لمبادرات ريادية، وأضاف صالح أن هذه الإنجازات يجب أن تتوج في الدورة الرابعة بالتركيز على ثلاث قضايا رئيسية؛ أولا: الوعي بفلسفة "إلهام" ومنطلقاتها وأطرها المفاهيمية، حيث أنها ليست مسابقة توزع فيها الجوائر، وأن إدراك فلسفة هذا البرنامج مهمة ليس فقط للنظام التربوي، بل يجب أن تصبح ضمن الحراك الدائم لكافة القطاعات، ثانيا: إعطاء دور أكبر لمنظومة إلهام المحلية في مديريات التربية، والمناطق التعليمية، ليأخذوا زمام المبادرة في استكشاف، وتعزيز، وتنشيط المبادرين الملهمين، واستقطاب ملهمين جدد، ذلك أن مبادرة إلهام ليست برنامجا من خارج النظام التربوي، وهذا يفترض بالمديريات إيجاد السبل الكفيلة بشرعنة الريادة في المديريات المختلفة. ثالثا: ضرورة متابعة المبادرات التي تم تقديرها على الصعيد الوطني، وهي نماذج تستحق إدماجها في النظام التعليمي، ومتابعة أصحابها، ووضعهم على سلم الأولويات، بحيث تستثمر المبادرات الملهمة، وتطرح كنماذج تشكل قدوة حسنة قادرة على إلهام الآخرين.
بدوره قال أ. وحيد جبران، إن وكالة الغوث ترى في "إلهام فلسطين" منصة للإبداع التربوي، قادرة على نقل التعليم من الحيز المحدود إلى تقديم نماذج للتعلم. وأكدت أنه بعد ثلاث دورات من التنفيذ ما زالت فئات الترشيح – ورغم كل الظروف الصعبة – تقدم نماذج ريادية متميزة وملهمة، تساهم في التغيير المنشود. ودعا جبران إلى توفير برامج بناء قدرات تشمل الأطراف ذوي العلاقة بما يساهم في زيادة الوعي بمفهوم النشأة السوية، وأهميته، وسبل تعزيزه. وأكد جبران أن قضية إدماج المبادرات قضية مهمة للغاية، وأن مشوار الإدماج ينبغي أن يبدأ من المدرسة ذاتها، ثم يتوسع إلى المديرية وصولا إلى الوزارة، وبرنامج التعليم في وكالة الغوث، وصولا إلى تعزيزها ضمن السياسات والاستراتيجيات التربوية.
من جانبه، قدّم أ. حذيفة جلامنة، عرضاً بيّن فيه أبرز معالم الدورة الرابعة من "إلهام فلسطين" – كما ناقشها وأقرها مجلس شركاء إلهام – حيث كان أبرزها أولا: تعزيز اندماج "إلهام" في نظامي التعليم والصحة، على نحو يشرعن المبادرة والريادة التربوية، ويرسخ النهج التربوي الشمولي، ويعظيم دور منظومات إلهام المحلية (المديريات، والمناطق التعليمية)، ثانيا: إطلاق "إلهام" في القطاع الصحي من خلال إضافة فرق الصحة التابعة لوزارة الصحة، ولبرنامج الصحة في وكالة الغوث لتصبح واحدة من فئات الترشيح.
وأوضح جلامنة في عرضه أبرز الاستحقاقات الإجرائية لتطوير منظومة "إلهام" المحلية، خلال مرحلتي الترشيح والتقييم، ويتمثل ذلك بعقد لقاءات موسعة بقيادة مدير التربية وبحضور منسق "الهام" في المديرية؛ وتحفيز فئات الترشيح وضمان مشاركتها المتميزة، كذلك توثيق اللقاءات، وتغطيتها إعلاميا على نحو يبرز جهود المديريات، وأشار جلامنة إلى أن الدورة الرابعة ستحمل إنخراط المديريات في مرحلة التقييم الأولي، كذلك مرحلة التقييم النهائي، منوهاً إلى بعض الجوانب الفنية المتعلقة بآليات التواصل عبر الموقع الالكتروني الخاص بالهام فلسطين www.elham.ps والذي يمكن مديري التربية، والمناطق التعليمية، ومنسقي إلهام من الدخول لقاعدة البيانات، ومشاهدة المبادرات المرشحة، كذلك بعض الآليات التي تكفل إجراء عملية تقييم سلسة، ونزيهة، وشفافة.
وأثنى مديرو التربية والتعليم، والمناطق التعليمية، وكذلك منسقوا إلهام على التوجهات الساعية إلى تطوير آليات العمل، ومنح المديريات والمناطق التعليمية حيزا أكبر من شأنه إضفاء شعور بالملكية لإلهام في أوساط المديريات والمناطق التعليمية، وأكد المشاركون على أهمية إدماج المبادرات الملهمة، كذلك متابعة تطويرها، والإستناد إليها كنماذج ملهمة خلال فترة الترشيح، وفي نقاش تفاعلي معمق قدم المشاركون في اللقاء العديد من الإقتراحات كتنظيم زيارات تبادلية للمبادرين بين المديريات، وتوسيع فئات الترشيح في الدورات القادمة لتشمل أطرافا أخرى على علاقة مباشرة بالبيئة المدرسية ( كالمشرفين، ومجالس أولياء الأمور ) وإعتماد التوسع البنائي بمحاكاة مبادرات تميزت في الدورات السابقة، ومتابعة تطوير المبادرات التي تقدمت لإلهام ولم يتم إختيارها كنماذج ملهمة على الصعيد الوطني.
كما قدم المشاركون العديد من الأفكار البناءة – بالإعتماد على تجاربهم السابقة – لتطوير وتفعيل مشاركة فئات الترشيح، وتشكيل لجان التقييم المحلية في المديريات، وإعتماد الوزن النهائي للتقييم على نحو متوازن يأخذ بعين الإعتبار ( مرحلة التقييم الأولي، وتقييم طلب الترشيح التفصيلي، وكذلك المقابلة النهائية ) كما قدمت أفكار بخصوص تقدير المبادرين على صعيد المديرية، من خلال الإحتفاليات المناطقية.
وفي نهاية اللقاء أجاب د. صالح، على أسئلة المشاركين، وأوضح بعض القضايا التي قدمها المشاركون مؤكدا على أن مديري التربية والتعليم والمناطق التعليمية سيشاركون في إجتماعات اللجنة التنفيذية لإلهام فلسطين، وأن فئات الترشيح ستتوسع لتشمل فئات جديدة كمجالس أولياء الأمور، كما وعد بأن يتم تقديم جميع الإقتراحات لأعضاء اللجنة التوجيهية لنقاشها بكل جدية وإهتمام.