Elham.ps
Ar|Eng
Elham.ps Elham.ps Elham.ps
الرئيسية » جديد الهام »   12 كانون الأول 2012طباعة الصفحة

فضاءات تربوية يناقش برامج إعداد وتأهيل المعلمين في ضوء المعايير الوطنية
أهلا وسهلا بكم في حلقة جديدة من برنامج فضاءات تربوية والتي نخصصها للحديث حول برامج إعداد وتأهيل المعلمين في ضوء المعايير الوطنية، للحديث عن هذا الموضوع يسعدنا أن يكون معنا د. شهناز الفار/ مدير عام المعهد الوطني للتدريب التربوي، والأستاذ وهبة ثابت / خبير ومسؤول وحدة المعاير في هيئة تطوير مهنة التعليم، أهلا وسهلا بكما.
سؤال: د. شهناز ماذا فعلت وزارة التربية والتعليم بشكل محدد على صعيد إعداد وتأهيل المعلمين؟
شكرا جزيلا على تواصلكم مع الشأن التربوي، تعمل وزارة التربية والتعليم بشكل ممنهج، إنطلاقا من كونها مؤسسة، حيث تعمل على مأسسة إعداد وتأهيل المعلمين، لهذا تضمنت الخطة الإستراتيجية محورا رئيسا هو النوعية، وضمن غاية النوعية جاءت إستراتيجية إعداد وتأهيل المعلمين، وقد تضمنت الإستراتيجية مجموعة من المحاور.
المحور الأول: كيف يمكن إعداد المعلمين قبل الخدمة، وهذا يفرض تواصلا مع الجامعات لتحديد طبيعة المعلم الذي نريد.
المحور الثاني: تأهيل المعلمين أثناء الخدمة، ولا يعني أننا لم نكن نؤهل المعلمين في السابق – قبل وجود الإستراتيجية – ولكن المعلم حصل على تدريبات متنوعة، وهي مفيدة، لكننا لا نستطيع أن نصل لجميع المعلمين كافة، ووفقا لإحتياجاتهم، لهذا إستدعى الأمر وجود إطار ينظم إعداد وتأهيل المعلمين أثناء الخدمة، وصولا للمعلم الذي نريد، والإستراتيجية خطة طويلة الأمد، التي تضمن الوصول لمعلم صاحب مهنة، وهذا شكل هدفا لوزارة التعليم العالي والجامعات أيضا، الذين إنخرطوا في اللجان المختلفة، وكذلك في إعداد الخطط المرجعية.
سؤال: د. شهناز: تحدثت عن تأهيل المعلمين أثناء الخدمة، هل يعني هذا وجود معلمين غير مؤهلين أثناء الخدمة؟
دعني أقول أنهم غير مؤهلين بشكل كاف، فبعض هؤلاء المعلمين يحملون درجة دبلوم ( يعني سنتين في التأهيل التربوي) ونحن نطمح أن يتوافق معلمنا مع العصر، ودرجة الدبلوم لا تكفي للتعمق الكبير في المحتوى، وفي أساليب التدريس، ولهذا فالتوجه أن تكون الشهادة على الأقل هي البكالوريوس، وهناك معلمين يحملون درجة البكالوريوس، وربما أعلى من بكالوريوس لكنها ليست في صلب التربية، وهذا يتطلب إعداده
سؤال: أستاذ وهبة: أود التعرف من حضرتكم على واقع المعلم المهني.( وفق البيانات المتوفرة كم عدد غير المؤهلين ) بناء على ما ذكرته د. شهناز ؟
أشكركم على هذا البرنامج الذي يسلط الضوء على العديد من القضايا التربوية، تطلب تنفيذ الإستراتيجية الخاصة بإعداد وتأهيل المعلمين، إنشاء هيئة تطوير مهنة التعليم، وكان لا بد من جمع بيانات عن المعلمين في الميدان التربوي، وتظهر البيانات التي قمنا بجمعها أن هناك 72% من المعلمين غير مؤهلين بشكل كاف، وفق التعريف الذي تقدمت به د. شهناز، وبالتالي كان لا بد من العمل الجدي لتأهيل هؤلاء المعلمين، وهناك قضية أخرى أن كثير من المعلمين في مدارسنا الفلسطينية لا يدرسون تخصصهم، فمثلا هناك من هو تخصص رياضيات، ويدرس العلوم، وهذا المعلم يعتبر غير مؤهل لتدريس العلوم، وهذا واقع نعيشه في مدارسنا، وهناك من المعلمين من يدرسون في مرحلة غير مؤهلين لتدريسها، فمثلا هناك من هو مؤهل لتدريس مرحلة من 5-10 ولكننا نجده يدرس في مرحلة أساسية، أو العكس.
وهناك نقطة أخرى مهمة ينبغي أن لا تغيب عن بالنا وهي أن كثير من المعلمين يأخذون نصابا أكثر من المطلوب، أو أن بعضهم يكمل نصابه وفق مواد لتخصص آخر، وقد يكون المعلم غير مؤهل لتدريس هذه المواد، وهؤلاء أيضا يتطلب الأمر إعدادهم بشكل جيد. وهناك بعض المدارس خاضعة لمشاريع تربوية، وهذه المشاريع تتطلب تدريب الهيئة التدريسية بكاملها، وهذا جعل المعلم مؤهلا بهذه المدرسة، وقد يتم نقل هؤلاء المعلمين لمدرسة أخرى، وهنا تحدث المشكلة أن التأهيل الذي حصل عليه وأكتسبه، أصبح بعد النقل غير مؤهل للقيام به في المدرسة الأخرى، وكذلك الأمر لمن إنتقل ليغطي مكان المعلم، هذا هو الواقع الذي نعيشه في مدارسنا.
سؤال: د. شهناز: إزاء هذا التشخيص لهذا الواقع المهني للمعلم، ما هي خططكم في المعهد الوطني للتعاطي مع هذا الواقع؟
الخطط كثيرة في المعهد، وكذلك في الوزارة، في المرحلة الأولى كل معلم يحمل مؤهل بكالوريوس، يجب أن يأخذ مؤهل تربوي، وكل معلم يحمل درجة الدبلوم سيستكمل ليحصل على درجة البكالوريوس في التربية.
في الجانب الأول عملنا مع خمس جامعات ( أربعة في الضفة، وواحدة في غزة ) حيث بدأنا بتأهيل أول 500 معلم ممن يحملون درجة البكالوريوس، أو أعلى، في الصفوف من ( 1-4 ) ويسير البرنامج بطريقة منهجية صحيحة، حيث قمنا بدراسة لتحديد الإحتياجات، والإحتياجات جاءت من المعايير التي قامت بوضعها هيئة تطوير مهنة التعليم حول طبيعة المعلم الذي نريد، وقد ترجمت هذه المعايير إلى الكفايات اللآزمة( أي الجانب الإجرائي للمعيار) .
سؤال: د. شهناز: سنناقش تفاصيل هذا البرنامج بالتفصيل، ولكن أود السؤال عن المراحل بعد الصف الرابع ؟
نحن بدأنا المرحلة الأولى من صف ( 1-4 ) ولكننا سنكمل في برنامج آخر سيكون في المعهد الوطني، حيث أنه مطلوب من الوزارة أن تطور نفسها وتؤهل المعلمين بشكل ذاتي، وهذه المرحلة ستشمل المعلمين من الصف ( 5-10) ممكن يحملون شهادة البكالوريوس، وسنبدأ مع المجموعة الأولى البالغ عددها 825 معلم، وذلك بالتوازي مع البرنامج الأول، ثم ننتقل في السنولت الأخرى لأعداد جديدة، وسنتعمد خبراء من الجامعات للمساعدة في هذا الموضوع
سؤال: أستاذ وهبة: عملتم في هيئة تطوير مهنة التعليم على معايير المعلم الفلسطيني وإتجاهات تطويره.
هل كان هناك داع لهذه المعايير ؟ وما هي مجالاتها ؟
عملت وحدة المعايير في الهيئة على إعداد معايير مهنية للمعلمين، وذلك للضرورة حيث نعيش في ظل الإنفجار المعرفي، وعصر العولمة والتكنولوجيا، فاصبح ملحا أن يقوم المعلم بأدوار مغايرة في ظل التعقيدات والظروف التي نعيشها، إضافة إلى أن تغيير التعليم من وظيفة إلى مهنة، هذا الأمر تطلب العمل على معايير للمعلمين، وقد إستند العمل على المعايير إلى رؤيا واضحة، منها التركيز على الثوابت الفلسطينية في المنظومة التربوية، إضافة إلى أن التعليم لم يعد للمدرسة فقط، بل هو مسؤولية مشتركة بين المجتمع المحلي والمدرسة، ولهذا ركزّنا على وجود شراكة فاعلة بين المدرسة والمجتمع المحلي، لتصبح المدرسة دون أسوار للمجتمع المحلي.
ومن أجل العمل على المعايير قمنا بتشكيل لجنة تضم في عضويتها مجموعة من التربويين، وبحثت اللجنة ماذا نريد من معلمنا غدا، وبعد نقاش غني وعميق خرجنا بأنه ينبغي التركيز على ثلاثة مجالات تربوية.
المجال الأول: المعرفة العميقة بالتخصص.
المجال الثاني: المهارات المهنية، وممارساته أثناء الغرفة الصفية.
المجال الثالث: الإتجاهات الإيجابية، والقيم، وهذا أمر مهم، فعلى سبيل المثال لو إمتلك معلم ما المعرفة الكافية بالرياضيات، وبطرق التدريس، ودخل الصف، وقال لطلبته " أنا بعرف إنه مادة الرياضيات صعبة، لكن بدنا نتعلمها " هذه الجملة ستخلق لدى الطلبة شعورا أن مادة الرياضيات صعبة، وبالتالي مهما حاولت يا معلم فإن المادة صعبة، وقد تصبح حجة للطالب ليقول أن المعلم قال: " أن مادة الرياضيات صعبة "
إن التكامل بين هذه المجالات الثلاث، تخلق معلما جيدا وقادرا، وهو المعلم الذي نريد.
سؤال: د. شهناز: ماذا فعلتم في المعهد الوطني للتواصل مع الهيئة في تطبيق المعايير؟
شكرا على هذا السؤال، المعايير هي الأساس، وفي حالة وجود رؤيا هذا يساعد على الوصول لما نريد، والمعيار هو مقياس، وقد حاولنا ترجمة هذه المعايير للكفايات اللآزمة حتى يكون المعلم قادرا على تطبيقها في السياق الصفي، وقد عملنا على هذا الأمر مع الجامعات، ومع خبراء من فلسطين، وخبراء دوليين، وقد وضعنا " ملحق جهوزية المعلم " الذي تضمن المعايير، الكفايات، وكذلك المؤشرات التي تثبت أن المعلم قد إمتلك هذه الكفاية.
وعندما نتحدث عن كفايات فنحن نتحدث عن ممارسات، وليس فقط نظريات، وقد بنينا البرنامج الذي يجري تطبيقه بناء على هذا الأساس.
مداخلة من مقدم البرنامج: أتمنى عليك أن تحدثينا عن هذا البرنامج بالتفصيل؟
هذا البرنامج يستحق الحديث عنه من قبل المعلمين الذين يشاركون في البرنامج، ومع أساتذة الجامعات الذين يتعلمون أيضا من هذه التجربة، وكم الفائدة التي يقدمونها للمعلمين، وأود أن أعطي مثالا، حيث كنت اليوم عند إحدى المعلمات المشاركات في البرنامج، التي درست زراعة، وكانت تعتقد أن مهنة التعليم غير مناسبة لها، هي طلبت حضوري إلى رؤيتها في الصف، واليوم شاهدتها تقوم بتنفيذ مجموعات في الصف، وكذلك عصف ذهني، حيث أن مشاركتها في البرنامج طورت من أدائها بشكل كبير.
سيحصل المشاركون في البرنامج على 18 ساعة معتمدة، ويمر التقييم بمراحل متعددة بعضها ميداني، وفي نهاية البرنامج البالغة مدته سنة كاملة ينال المعلم شهادة من هيئة الإعتماد والجودة، ويصبح معلما مؤهلا. ويقضي المعلم 30% من وقت البرنامج في الجامعة، و70% تطبيق عملي.
مداخلة من الأستاذ وهبة.
من أجل تكامل الأدوار عملت هيئة تطوير مهنة التعليم على إعداد معايير المعلم الجديد، وقد كان هناك رسالة واضحة لعمداء كلية التربية في الجامعات الفلسطينية، أننا نريد الطالب الذي يتخرج من الجامعات الفلسطينية، أن يكون معدا وفق هذه المعايير بكفاءة، وقد بدأ العمل على تغيير الكثير من المساقات في كليات التربية، حتى يكون العمل متناغما.
سؤال: الأستاذ وهبة: عملت الهيئة، ومن خلال وزارة التربية والتعليم على إيفاد بعض المبتعثين لنيل رسالة الدكتوراة، وكانت بعض المواضيع تعلق بإعداد وتأهيل المعلمين، وقد خرجت الأبحاث بمجموعة من التوصيات، ما هي أبرز هذه التوصيات ؟
ضمن تحديد إحتياجات وزارة التربية والتعليم، كانت الفكرة في إيفاد مبتعثين لنيل الدكتوراه في مواضيع تلبي إحتياجات الوزارة، ولهذا تم إيفاد 23 مبتعثا، عندما تخرج هؤلاء قلنا في الهيئة أنه لا بد من الإستفادة مما خرجت به الأبحاث والتوصيات التربوية لتطوير الأداء.
وقد عقدنا ورشة عمل لكل طالب مبتعث يحضرها الإدارات العامة المعنية ذات العلاقة، وكذلك من الوزارة، وكان الطلب يعرض نتائج دراستة، والإدارة، أو الإدارات التي يجب أن تأخذ هذه التوصيات، ومن التوصيات ما تعلق بالمناهج، والمعلمين، وآليات وإستراتيجيات التقويم، وهناك توصية بتأهيل المعلمين أثناء الخدمة بشكل يلبي إحتياجات الوزارة، وإعداد برامج تخصصية حتى يستطيع المعلم أن يدرس تخصصه بكفاءة.
سؤال: د. شهناز: هل إستفدتم من هذه التوصيات؟
نعم، حيث أن بعض هؤلاء المبتعثين هم مدربين في البرامج التي تحدثنا عنها، وهناك إحدى الزميلات في المعهد ممن أنهت رسالتها في موضوع التقييم، وهي التي تقوم بمتابعة تقييم البرامج، وقد تم الأخذ بملاحظات بعض هؤلاء المبتعثين عند صياغة ووضع البرامج التي ينفذها المعهد، والتي تحدثنا عن بعضها.
أعزائي المشاهدين: حاولنا في الوقت المتاح للبرنامج أن نتحدث حول برامج إعداد وتأهيل المعلمين في ضوء المعايير الوطنية، نتقد بالشكر الجزيل لضيفينا، نلقاكم في حلقة أخرى قادمة.
معا نحو بيئة تربوية لطفولة سوية

Elham.ps Elham.ps Elham.ps Elham.ps
تصميم و تطوير