فضاءات تربوية يناقش إعداد المعلم الفلسطيني في إطار إصلاح التعليم
مقدم البرنامج: في ضوء الاتجاهات التربوية والتحديات المعاصرة يتضح مدى الحاجة إلى التغيير في أدوار المعلم المستقبلية وبالتالي إعادة النظر في برامج إعداده وتأهيله وفي التعليم كمهنة، في هذه الحلقة نتناول عملية إعداد المعلم الفلسطيني في إطار عملية إصلاح التعليم محاولين استكشاف كل ما يحيط بعملية الإعداد من حيث السياسات وجهود أصحاب العلاقة بما يسمح به الوقت لنقاش هذا الموضوع، يسعدني أن استضيف كل من الدكتور بصري صالح الوكيل المساعد لشؤون التخطيط والتطوير في وزارة التربية والتعليم. والدكتور ماهر حشوه، عميد كلية التربية في جامعة بير زيت أهلا وسهلا بكما.
نحن سعداء ونحن نبدأ الموسم الثاني وأن تكونوا أول ضيوف هذا البرنامج، نبدأ معك د. بصري
سؤال د.بصري: إذا ما تحدثنا حول واقع التعليم في فلسطين إلى أين؟
أولا أنا سعيد بهذه الفرصة لانطلاقة فضاءات تربوية بهذا الموضوع الهام, وهو موضوع مرتبط بعنصر أساس من عناصر العملية التعليمية وهو المعلم. وثانيا عندما أتكلم عن التعليم بشكل عام وعن التعليم في فلسطين بشكل خاص نحن اليوم بين معادلة هامة جدا تحتوي متغيرين أساسيين, عندما نتكلم عن مستقبل التعليم . المحور الأول أو المتغير الأول والقضية الأولى ذات الأهمية مرتبطة بالتعليم وتوفير التعليم كحق إنساني وهذا له انعكاسات كبيرة جدا على قدرتنا على توفير مقعد دراسي لكل طفل من أطفالنا في بيئة ملائمة, وهنا نتطرق إلى العديد العديد من التحديات التي تواجهنا في فلسطين لتوفير هذا الحق, وهي أيضا ترتبط ببعض الخروقات التي يرتكبها الاحتلال بحق التعليم كحق إنساني وأيضا كإمكانيات مادية ملائمة تجعلنا قادرين على توفير هذا الحق, لكل من لهم هذا الحق وهم الأطفال الذين يقعون في فئة أو في عمر التعليم بما فيهم الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى . أما المحور الأخر وهو المحور الذي يشغل مجتمعنا ويشغل التربويين وهو المرتبط بأي مخرج تعليمي نريد . يعني ما هي الحالة التي يجب أن نوصلها لأطفالنا بعد نهاية مرحلة دراسية أو صف دراسي أو حتى بعد نهاية اثني عشر عام من التعليم ما هي طبيعة المهارات و الكفايات والاتجاهات والمعارف والقيم التي يجب أن يمتلكوها بعد وكيف يمكن أن نكسبهم مثل ذلك وهذا يأخذنا إلى حديث معمق ومعقد حول مجمل العملية التعليمية و مجمل ما يجب أن يتوفر حتى نستطيع أن نصل إلى مخرج مستوى تعليمي يساعد بالأساس في تحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية للمجتمع الفلسطيني وهنا مجموعة كبيرة جدا من الإمكانيات التي لابد أن تتوفر ونعمل على توفيرها في إطار خطة إستراتيجية واضحة المعالم وفي جوهرها وفي أساسها المعلم الفلسطيني، وما يجب أن يتوفر لدى المعلم الفلسطيني من إمكانيات. وما يجب أن يتوفر لدى المعلم الفلسطيني من مهارات, وأيضا ما يجب أن نوفره للمعلم الفلسطيني من ظروف عمل ملائمة يستطيع من خلالها أن يوصل الرسالة وان يحقق الهدف أو يساعد في تحقيق هذا الهدف بشكل واضح و محدد.
سؤال د. ماهر : ما هو موقع المعلم الفلسطيني في عملية الإصلاح التي يجري الحديث عنها وأيضا ما هو المتوقع من هذا المعلم خلال هذه العملية ؟
المعلم طبعا له دور أساسي. دون المعلم بصراحة لا نستطيع أن نعمل أي تغيير ولكن يجب أن أتذكر أن المعلم هو جزء من المعادلة الكلية دون مناهج حديثة و دون مدارس متوفرة بإمكانيات وبنية تحتية جيدة. أيضا لن نستطيع الوصول إلى المخرجات التي نرغب بها ولكن أيضا دون معلم جيد لا نستطيع أن نقوم يذلك . يعني بالتربية وفي بعض الأحيان نقول أنه حتى في منهاج إلى حد ما سيئ وإذا استلمه معلم جيد يمكنه تحسين الوضع ولكن العكس غير صحيح قد يكون هناك منهاج ممتاز ولكن بأيدي معلم سيئ النتيجة لم تكن مرضية .
سؤال د. ماهر: هل هذا يعني حجم التوقعات من المعلم هو سقف مرتفع جدا ؟
التغييرات الضرورية في نظامنا التربوي تتطلب تغييرات كبيرة في دور المعلم. وبالتالي التحدي أمام المعلمين الموجودين حاليا في النظام وإلزام المسئولين لإعداد معلمين للمستقبل هو تحدي كبير جدا, كيف تؤهل وتعد معلم يستطيع أن يركز على مهارات و معارف لم تكن مطلوبة في السابق. ذكر الدكتور بصري قبل قليل أنه يجب أن نفكر بالمخرجات، ومن المخرجات الهامة حاليا التي تتطلبها التنمية وسوق العمل مهارات عامة تتطلب بالمقدرة على التفكير النقدي بالمقدرة على حل المشاكل والإبداع واقتناص الفرص واكتشافها, هذه كلها مهارات بشكل عام نظامنا التقليدي لا يركز عليها والمعلمون أيضا بشكل عام بدورهم التقليدي لا يركزون عليها و إذا أردنا أن نركز على هذه المخرجات دور المعلم يتغير من دور ملقن إلى دور ميسر للتعلم يقوم به الطلبة بأنفسهم.
سؤال د. بصري: ما هي الجهود التي قامت أو ستقوم بها وزارة التربية والتعليم على صعيد إعداد وتأهيل ألمعلمين أو التعليم تماما؟
أولا دعني اثني على الكلام الذي تفضل به الدكتور ماهر في الحديث عن المعلم كمحور أساس من محاور الإصلاح التربوي بما ينسجم مع تحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية لأنه كما تفضل وذكر نحن نتكلم عن معلم أو نتكلم عن إصلاح تربوي يركز على الطالب ليكون محور لعملية التعليم التعليمية وفي هذا الإطار إذا لم يكن المعلم هو القائد الحقيقي الذي يستطيع أن ييسر حصول الطالب على المعرفة وامتلاكه للمهارات بالشكل الملائم المتفرد اعتقد أن هناك مشكلة لذلك هذا الفهم الحقيقي الذي وضعته الوزارة في إستراتيجية وطنية ساهم معنى الدكتور ماهر حقيقة بفاعلية في انجازها مع طاقم كبير جدا مثل كافة المؤسسات التربوية من جامعات و مؤسسات أخرى لوضع رؤية وطنية لآلية خروج من واقع المعلم هو محور العملية التربوية إلى الانتقال إلى واقع يفضي إلى ما ذكره الدكتور ماهر سابقا وهنا يعني هذه الإستراتيجية التي تعمل الوزارة ألان ومنذ سنوات على تطبيقها تركز على أربعة محاور أساسية مهمة للغاية. محورين مرتبطين بامتلاك المعلم للكفايات، امتلاك المعلم للمعارف، للمهارات اللازمة حتى يستطيع أن يؤدي الدور المناط به بشكل جيد, وهذا يتصل بإعادة النظرة ببرامج إعداد المعلمين قبل الخدمة, وبما أيضا يؤدي إلى تحفيز الطلبة الجيدين إلى الالتحاق بالجامعات ببرامج إعداد المعلمين وأيضا يحسن من طبيعة هذه البرامج حتى تكون مخرجاتها من معلمين قادرين على القيام كما يجب أو برامج لتأهيل المعلمين الموجودين أثناء الخدمة حتى يستطيعون أن يكونوا رأس حربة في عملية التغيير. هذان البرنامجان أساسيان بالإضافة إلى ذلك لم نغمض الأعين حقيقة عن أهمية البدء بالحديث كما ذكر بالإستراتيجية عن التوجه نحو جعل التعليم مهنة، و هذا يعني كلام كبير مرتبط بتحسين الواقع المهني الاجتماعي, الاقتصادي للمعلم لكن بطريقة نظامية بطريقة تطرح بها الأمور بشكل منطقي وبشكل مهني وبشكل يوازي التجارب الدولية في هذا الموضوع. فأنشأت لهذا الغرض هيئة تطوير مهنة التعليم مثلا، تم تطوير معايير مهنية للمعلمين في إدخال لاتحاد المعلمين وممثلين المعلمين بشكل واضح في وضع رؤية لهذا الموضوع البدء بعمل نظام لإجازة مهنة التعليم تمكن المعلم من الحصول أو الوصول إلى مرحلة يستطيع أن يفتخر بمهنته كمهنة أو بوظيفته كمهنة كالطبيب والمهندس و إلى أخره و من ثم هناك انعكاسات اقتصادية وأيضا مرتبطة بالتطور المهني المستمر للمعلم نحن نسعى إلى أن يكون هناك تدرج في سلم الوظيفي للمعلمين أثناء وجود معلمين لكن الارتقاء من درجة إلى درجة أخرى ومن مرحلة إلى مرحلة أخرى هذا مبني على التقدم الحقيقي الذي يبديه المعلم سواء في مجال تطوره المهني أو في مجال انجازاته و إبداعاته ومبادراته الايجابية في إطار تقييم موضوعي للمعلمين حتى نستطيع أن نصل إلى معلم ممكن أن ننتقل إلى معلم أول أو معلم خبير وهو مازال موجود في هذه المدرسة وما زال يستفيد من هذه الامتيازات والإمكانيات التي تفضيها مثل هذه القضايا وهذه القضايا أساسية وإستراتيجية مهمة جدا .
مقدم البرنامج: نعم ونحن سنخصص الحلقة القادمة من فضاءات تربوية إلى الحديث بشكل معمق عن موضوع مهنة التعليم .
سؤال د. ماهر : انتم في الجامعات عملتم أيضا بشكل تكاملي مع وزارة التربية والتعليم سواء في الإستراتيجية أو غيرها ما هي الجهود أيضا التي قمتم بها بشكل تكاملي مع الوزارة على صعيد إعداد وتأهيل المعلم ؟
يوجد جانبين بصراحة الجانب الأول يتعلق بإعداد المعلمين ما قبل الخدمة. واعتمدت إستراتيجية إعداد و تأهيل المعلمين وطنيا في أيار ألفان وثمانية، و كنا في جامعة بير زيت بادرنا إلى برنامج مشترك بالتعاون مع جامعتان اخرتان جامعة القدس وجامعة العربية الأمريكية في إعادة النظر في دبلوم التأهيل التربوي. واستطعنا أن نصمم دبلوم جديد بحيث انه ينسجم بشكل اكبر بكثير مع توصيات الإستراتيجية وقد بدأنا في جامعة بير زيت بتنفيذ هذا الدبلوم لطرحه بشكله الجديد وحلته الجديدة ابتداء من هذا الفصل .
مقدم البرنامج: وهو يستهدف المعلمين تحديدا من.
تابع د. ماهر كلامه :ما قبل الخدمة على مرحلتين , مرحلة المعلم، المرحلة الثانوية الذي يحصل على بكالوريوس في تخصص يعلم في المدارس مثلا اللغة العربية بالإضافة إلى دبلوم التأهيل التربوي المكون من ثلاثين ساعة، و جزء أخر من الدبلوم الذي طورناه للمرحلة الأساسية العليا وهو معلم صف من خمسة إلى عشرة و ربما نستطيع في حلقات قادمة نتكلم عن التفاصيل ولكن أهم التغييرات هي زيادة كمية ونوعية التربية العملية، الوقت الذي يقضيه المتعلم المدرس في المدارس وهذا مهم جدا، أصبح ألان الحد الأدنى 180 ساعة بدلا من 30. فرق كبير جدا. الجانب الثاني الذي عملنا فيه هو تعاون وثيق مع الوزارة في برامج إعداد المعلمين أثناء الخدمة وخاصة المعلمين منهم غير المؤهلين بشكل كافي حسب تعريف الإستراتيجية. أي الذين لا يحملون تأهيل تربوي دبلوم تأهيل تربوي أو بكالوريوس في التربية وحاليا نقوم بتنفيذ الجزء الأول من هذا التدريب إذا صح لنا نستخدم الكلمة موجه لمعلمين الصفوف من الأول إلى الرابع وهو معلم صف وقد بدأنا باستقبال أربع أفواج أو أربع مجموعات من المعلمين من منطقة رام الله وجميع الجامعات الفلسطينية استقبلت أو معظمها مجموعات أخرى وصممنا برنامجا مشترك ينتهي أو مدته سنة واحدة ويتم من خلاله تأهيل المعلمين بشكل أفضل ويركز على الجانب النظري ولكن أيضا يركز على الجانب العملي فيوجد نشاطات كثيرة يقوم بها المعلم بمدرسته إضافة إلى المعرفة النظرية التي يحصل عليها في الجامعة.
سؤال: د. بصري أنا قاطعتك في حديثك عن جهود الوزارة و أود العودة إليك ولكن كنت أود إشراك الدكتور ماهر ما هي أيضا الجهود؟
دعني أكمل ما بدأه الدكتور ماهر، لأنه في هناك الحقيقة إشارات مهمة جدا بكلمات بسيطة لجهود ضخمة جدا الحقيقة استغرق العمل من قبل فريق الدكتور ماهر و هو احد أعضاؤه بوضع الرؤية والتصور لمثل هذه البرامج نقاشات مستفيضة للولوج إلى مرحلة تفضي إلى أن المعلم يأخذ حقه بالتدريب بشكل يتناسب وأنا أتكلم عن المعلمين الموجودين ألان بالخدمة بشكل يتناسب مع يأخذ بعين الاعتبار بتدريبه السابق يأخذ بعين الاعتبار خبراته السابقة وأيضا يأخذ بعين الاعتبار مجموعة ما يجب يمتلكه المعلم من مهارات و كفايات تساعده على أن يدخل في هذا البعد. يجوز من المفيد الإشارة إلى قضية أساسية أخي حذيفة في هذا البرنامج واعتقد أن هذه القضية تهم عدد كبير من مجتمعنا الفلسطيني بشكل عام وهي المرتبطة بواقع الحال اليوم نحن نستقبل 38 ألف أو 40 ألف طلب توظيف لمهنة التعليم سنويا، والعام يمكن انه كان أسوء عام فيما يتعلق بالعداد التي خصصت لتوظيف هؤلاء. هذا يرتبط حقيقة بالكلام الذي تفضل به وذكره الدكتور ماهر والجهود المبذولة لإصلاح منظومة إعداد و تأهيل المعلمين لان الذي يتقدم من مهنة التعليم اليوم هو كل من لا يجد وظيفة سواء من خرجين عدد كبير جدا يمكن من 45 تخصص مختلف يتقدمون ليكونوا معلمين هذا لا يحدث في أي مكان وهذا سببه مبرر لأنه لا يوجد أيضا في مجتمعنا للأسف مجالات كبيرة جدا تستقطب خريجين من الجامعات، و بالتالي يجدوا في موضوع التقدم لوظيفة معلم فرصة نحن نسعى بشكل واضح من خلال هذه الجهود إلى أن يكون من يتقدم إلى مهنة التعليم مؤهل بشكل الجيد لكي يكون معلم قبل أن يتخرج من الجامعة حتى يأخذ الفرصة الكافية لتنافس مع آخرين لديهم نفس الخبرات ونفس الإمكانيات وهو جزء لا يتجزأ من عملية التوجهات المستقبلية في هذا الاتجاه. لذلك نحن نطمح أيضا لأنه يوجد ضمان للمتقدمين لبرامج التربية في هذا الموضوع أن يكون هناك استقطاب لعدد أكبر من الطلبة الذين يرغبون بأن يكونوا معلمون في هذا الاتجاه وهذا جزء لا يتجزأ من الحوارات المستمرة التي تجريها الوزارة مع شركائها و أهم حلقة في هذا الموضوع حلقة مؤسسة للتعليم العالي الفلسطيني.
مقدم البرنامج: هذا يقودني بسؤال تلقائي للدكتور ماهر حول سياسات قبول الطلبة في برامج معلمين في الجامعات الفلسطينية هل هذه السياسات تنسجم أو تسير بشكل متناغم مع عملية تأهيل المعلمين كيف يتم عملية الاختيار هل هناك من أفاق لتطويرها بشكل ينسجم وعملية الإعداد التي يطمح إليها ؟
من الواضح هناك حاجة وحاجة ماسة لإعادة النظر لسياسة القبول في كليات التربية وعلى وجه الخصوص برامج إعداد المعلمين في الضوء التضخم الكبير في أعداد الطلبة في الجامعات الذين يدرسون تربية. ربما يساعدني أخي بصري اعتقد 40 الف طالب حاليا الملتحقين في برامج التربية في جامعات فلسطين ونحن نتكلم عن طاقة استيعابية للوزارة بحدود ألف أو ألفين معلم وقد قلت العام الماضي وبالتالي لا بد من إعادة النظر في هذا الموضوع، وأنا على علم أن الوزارة لقد قامت بدراسة بالتعاون مع بعض المؤسسات لدراسة سياسات القبول في الجامعات الفلسطينية وكليات التربية وقد صدرت توصيات ربما سنسمعها قريبا وقد تكون هناك مشكلة بالتنفيذ ولكن ربما يجب أن ننتظر. المشكلة الأساسية هي عدم قدرة الجامعات الفلسطينية على استيعاب طلبة بمقدرات أكاديمية جيدة في برامج أعداد المعلمين يعني الطلبة جيدون وخاصة بالعلوم يذهبون إلى تخصصات كالطب كالصيدلة وبشكل عام يذهبون يترددون بالالتحاق ببرامج أعداد المعلمين وتتفاقم المشكلة أكثر عندما ندرك أن عدد الناجحين بالتوجيهي العلمي هو عدد صغير يعني 22% فقط من الناجحين العام الماضي كانوا هم في التخصص العلمي لذلك بالتالي المجتمع الذي تريد الاختيار منه الطلاب الذين يريدون ليصبحوا معلمين علوم أو معلمين رياضيات يصغر تدريجيا وهؤلاء الطلبة يحاولون الالتحاق بتخصصات أخرى، في التخصصات الأدبية الوضع أفضل مثلا معلم اجتماعيات تستطيع أن تحصل على طالب خريج توجيهي بمعدل عالي ولكن ليس بالعلوم بشكل عام.
مقدم البرنامج: نعم أيضا هذا دكتور بصري يقودني إلى سؤال حول سياسات التوظيف التي يتم إتباعها داخل وزارة التربية والتعليم في عملية اختيار وتوظيف المعلمين إلى أي مدى أو حد تراعي أو تنسجم مع ما تقوم به الوزارة على صعيد الإعداد والتأهيل أو المفاهيم التي تتمنى الوزارة ان تكون موجودة على عملية هذا الإعداد؟
الحقيقة السياسات الموجودة الآن في توظيف المعلمين مرتبطة بما يأتي للوزارة من طاقة بشرية كمتقدمين للوظائف التعليمية وبالتالي يوجد هناك انسجام ما بين ما تتوقعه من مخرجات لنظام التعليم العالي واحتياجاتك العملية في هذا الموضوع لكن هذا بالتأكيد بحاجة إلى تطوير في ظل التطور الذي سيحدث في عملية أعداد المعلمين قبل الخدمة لأنه لابد أن تعطي وزنا أكبر لؤلئك الذين يختارون منذ البداية للذهاب ليعدوا كمعلمين هؤلاء هم الأشخاص الذين يجب أن يكونوا الهدف الرئيسي في موضوع التعيين لدي كمؤسسة تربوية لأن هذا هو الذي معني فيه وبالتالي هذه الرغبة رغبة مبكرة مبنية على قناعة مبنية على حب لهذه المهنة مبنية على توجهات ايجابية لها لذلك هناك سؤالين جوهريين نحن نحاول دائما أن نثيرهما حتى نفكر فيهما لأنه الإجابة عليهما تشكل حل حقيقي لكثير من المشكلات في هذا الاتجاه. السؤال الأول أنه كيف يمكن لنا أن نحصل على أفضل الطلبة لان يكونوا في كليات أعداد المعلمين نعم إنا أريد أفضل الطلبة يعني التجارب الدولية ولنذهب شرقا وغربا ونرى انه أحيانا في بعض الدول أصعب القبول هو القبول لكليات إعداد المعلمين أو كليات التربية طبعا هذا مرتبط أيضا بالحوافز التي تعكسها وظيفة معلم والوضع المادي الذي يعود على هذه الوظيفة وبالتالي والوضع الاجتماعي أيضا لهذه الوظيفة وبالتالي السؤال الأهم كيف يمكن لنا إن نحصل على أفضل الطلبة ليكونوا طلبة في كليات إعداد المعلمين. السؤال الثاني مرتبط بكيف يمكن أن نحصل على أفضل ما لدى هؤلاء عندما يكونوا معلمين .
مقدم البرنامج : نعم ولكن في نصف دقيقة لو سمحت للدكتور ماهر
يعني إنا اعتقد أيضا إن سياسة التعيين المركزية ربما يجب التفكير في إعادة النظر فيها بحيث أن تتيح لمدير المدرسة أو مديرة المدرسة حرية اختيار المعلمين الذين يريدهم أو تريدهم في مدرستها وأن نتيح للطالب المتقدم أن يلتحق أو يتعين بمدرسة قريبة من مناطق سكنه حاليا العملية مركزية بشكل كبير وعندي شعور أنها ربما تعيق في بعض الأحيان في الإقبال على المهنة.
مقدم البرنامج: مع أن الوزارة عملت في الآونة الأخيرة على أن يكون المعلمين قريبين من مكان سكناهم بشكل كبير
كتوزيع لكن كسياسة قبول أنا أريد أن أقول بأنه نحن نسعى إلى أن نكون في الوضع الأمثل والوضع الأمثل حقيقة أن نذهب في هذا الاتجاه الذي تفضل وتكلم عنه الدكتور ماهر ولكن نظام التعليم هو جزء لا يتجزأ من منظومة اجتماعية اقتصادية مؤسساتية موجودة لا يمكن أن نعزل أنفسنا عنها ونظامنا العام هو نظام فيه توجه نحو المركزية التي لها أيضا بعض الحسنات المرتبطة في تحقيق العدالة والشفافية والى أخره وتحت هذه الذرائع أحيانا أنت تأخذ خطوات وإجراءات ممكن أن تكلفك بعض الثمن على المستوى الفني
مقدم البرنامج: أعزائي المشاهدين ينظر علماء التنمية البشرية للمعلم على أنه المصدر الأول للبناء الحضاري والاقتصادي والاجتماعي للأمم من خلال إسهاماته الحقيقية في عملية إعداد وبناء النشء وعليه فان مقدرة المعلم على الوفاء بمسؤولياته تجاه المجتمع وطلبته تتحدد بمدى أعداده وتأهيله لهذه العملية وإزاء هذه المسؤولية الجسيمة والرسالة العظيمة من الضروري أن ينال المعلم العناية الكافية على مختلف الصعد التي تتناسب وهذا الدور العظيم الذي يقوم به. هذا ما سنتطرق إليه بعمق في حلقات قادمة نخصصها للحديث عن هذا الموضوع , في نهاية هذه الحلقة نتقدم بالشكر الجزيل للدكتور بصري صالح الوكيل المساعد لشؤون التخطيط والتطوير في وزارة التربية والتعليم وأيضا للدكتور ماهر حشوه عميد كلية التربية في جامعة بير زيت, وشكرا جزيلا لكما , نلقاكم على خير في حلقة قادمة معا نحو بيئة تربوية لطفولة سوية.
نحن سعداء ونحن نبدأ الموسم الثاني وأن تكونوا أول ضيوف هذا البرنامج، نبدأ معك د. بصري
سؤال د.بصري: إذا ما تحدثنا حول واقع التعليم في فلسطين إلى أين؟
أولا أنا سعيد بهذه الفرصة لانطلاقة فضاءات تربوية بهذا الموضوع الهام, وهو موضوع مرتبط بعنصر أساس من عناصر العملية التعليمية وهو المعلم. وثانيا عندما أتكلم عن التعليم بشكل عام وعن التعليم في فلسطين بشكل خاص نحن اليوم بين معادلة هامة جدا تحتوي متغيرين أساسيين, عندما نتكلم عن مستقبل التعليم . المحور الأول أو المتغير الأول والقضية الأولى ذات الأهمية مرتبطة بالتعليم وتوفير التعليم كحق إنساني وهذا له انعكاسات كبيرة جدا على قدرتنا على توفير مقعد دراسي لكل طفل من أطفالنا في بيئة ملائمة, وهنا نتطرق إلى العديد العديد من التحديات التي تواجهنا في فلسطين لتوفير هذا الحق, وهي أيضا ترتبط ببعض الخروقات التي يرتكبها الاحتلال بحق التعليم كحق إنساني وأيضا كإمكانيات مادية ملائمة تجعلنا قادرين على توفير هذا الحق, لكل من لهم هذا الحق وهم الأطفال الذين يقعون في فئة أو في عمر التعليم بما فيهم الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى . أما المحور الأخر وهو المحور الذي يشغل مجتمعنا ويشغل التربويين وهو المرتبط بأي مخرج تعليمي نريد . يعني ما هي الحالة التي يجب أن نوصلها لأطفالنا بعد نهاية مرحلة دراسية أو صف دراسي أو حتى بعد نهاية اثني عشر عام من التعليم ما هي طبيعة المهارات و الكفايات والاتجاهات والمعارف والقيم التي يجب أن يمتلكوها بعد وكيف يمكن أن نكسبهم مثل ذلك وهذا يأخذنا إلى حديث معمق ومعقد حول مجمل العملية التعليمية و مجمل ما يجب أن يتوفر حتى نستطيع أن نصل إلى مخرج مستوى تعليمي يساعد بالأساس في تحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية للمجتمع الفلسطيني وهنا مجموعة كبيرة جدا من الإمكانيات التي لابد أن تتوفر ونعمل على توفيرها في إطار خطة إستراتيجية واضحة المعالم وفي جوهرها وفي أساسها المعلم الفلسطيني، وما يجب أن يتوفر لدى المعلم الفلسطيني من إمكانيات. وما يجب أن يتوفر لدى المعلم الفلسطيني من مهارات, وأيضا ما يجب أن نوفره للمعلم الفلسطيني من ظروف عمل ملائمة يستطيع من خلالها أن يوصل الرسالة وان يحقق الهدف أو يساعد في تحقيق هذا الهدف بشكل واضح و محدد.
سؤال د. ماهر : ما هو موقع المعلم الفلسطيني في عملية الإصلاح التي يجري الحديث عنها وأيضا ما هو المتوقع من هذا المعلم خلال هذه العملية ؟
المعلم طبعا له دور أساسي. دون المعلم بصراحة لا نستطيع أن نعمل أي تغيير ولكن يجب أن أتذكر أن المعلم هو جزء من المعادلة الكلية دون مناهج حديثة و دون مدارس متوفرة بإمكانيات وبنية تحتية جيدة. أيضا لن نستطيع الوصول إلى المخرجات التي نرغب بها ولكن أيضا دون معلم جيد لا نستطيع أن نقوم يذلك . يعني بالتربية وفي بعض الأحيان نقول أنه حتى في منهاج إلى حد ما سيئ وإذا استلمه معلم جيد يمكنه تحسين الوضع ولكن العكس غير صحيح قد يكون هناك منهاج ممتاز ولكن بأيدي معلم سيئ النتيجة لم تكن مرضية .
سؤال د. ماهر: هل هذا يعني حجم التوقعات من المعلم هو سقف مرتفع جدا ؟
التغييرات الضرورية في نظامنا التربوي تتطلب تغييرات كبيرة في دور المعلم. وبالتالي التحدي أمام المعلمين الموجودين حاليا في النظام وإلزام المسئولين لإعداد معلمين للمستقبل هو تحدي كبير جدا, كيف تؤهل وتعد معلم يستطيع أن يركز على مهارات و معارف لم تكن مطلوبة في السابق. ذكر الدكتور بصري قبل قليل أنه يجب أن نفكر بالمخرجات، ومن المخرجات الهامة حاليا التي تتطلبها التنمية وسوق العمل مهارات عامة تتطلب بالمقدرة على التفكير النقدي بالمقدرة على حل المشاكل والإبداع واقتناص الفرص واكتشافها, هذه كلها مهارات بشكل عام نظامنا التقليدي لا يركز عليها والمعلمون أيضا بشكل عام بدورهم التقليدي لا يركزون عليها و إذا أردنا أن نركز على هذه المخرجات دور المعلم يتغير من دور ملقن إلى دور ميسر للتعلم يقوم به الطلبة بأنفسهم.
سؤال د. بصري: ما هي الجهود التي قامت أو ستقوم بها وزارة التربية والتعليم على صعيد إعداد وتأهيل ألمعلمين أو التعليم تماما؟
أولا دعني اثني على الكلام الذي تفضل به الدكتور ماهر في الحديث عن المعلم كمحور أساس من محاور الإصلاح التربوي بما ينسجم مع تحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية لأنه كما تفضل وذكر نحن نتكلم عن معلم أو نتكلم عن إصلاح تربوي يركز على الطالب ليكون محور لعملية التعليم التعليمية وفي هذا الإطار إذا لم يكن المعلم هو القائد الحقيقي الذي يستطيع أن ييسر حصول الطالب على المعرفة وامتلاكه للمهارات بالشكل الملائم المتفرد اعتقد أن هناك مشكلة لذلك هذا الفهم الحقيقي الذي وضعته الوزارة في إستراتيجية وطنية ساهم معنى الدكتور ماهر حقيقة بفاعلية في انجازها مع طاقم كبير جدا مثل كافة المؤسسات التربوية من جامعات و مؤسسات أخرى لوضع رؤية وطنية لآلية خروج من واقع المعلم هو محور العملية التربوية إلى الانتقال إلى واقع يفضي إلى ما ذكره الدكتور ماهر سابقا وهنا يعني هذه الإستراتيجية التي تعمل الوزارة ألان ومنذ سنوات على تطبيقها تركز على أربعة محاور أساسية مهمة للغاية. محورين مرتبطين بامتلاك المعلم للكفايات، امتلاك المعلم للمعارف، للمهارات اللازمة حتى يستطيع أن يؤدي الدور المناط به بشكل جيد, وهذا يتصل بإعادة النظرة ببرامج إعداد المعلمين قبل الخدمة, وبما أيضا يؤدي إلى تحفيز الطلبة الجيدين إلى الالتحاق بالجامعات ببرامج إعداد المعلمين وأيضا يحسن من طبيعة هذه البرامج حتى تكون مخرجاتها من معلمين قادرين على القيام كما يجب أو برامج لتأهيل المعلمين الموجودين أثناء الخدمة حتى يستطيعون أن يكونوا رأس حربة في عملية التغيير. هذان البرنامجان أساسيان بالإضافة إلى ذلك لم نغمض الأعين حقيقة عن أهمية البدء بالحديث كما ذكر بالإستراتيجية عن التوجه نحو جعل التعليم مهنة، و هذا يعني كلام كبير مرتبط بتحسين الواقع المهني الاجتماعي, الاقتصادي للمعلم لكن بطريقة نظامية بطريقة تطرح بها الأمور بشكل منطقي وبشكل مهني وبشكل يوازي التجارب الدولية في هذا الموضوع. فأنشأت لهذا الغرض هيئة تطوير مهنة التعليم مثلا، تم تطوير معايير مهنية للمعلمين في إدخال لاتحاد المعلمين وممثلين المعلمين بشكل واضح في وضع رؤية لهذا الموضوع البدء بعمل نظام لإجازة مهنة التعليم تمكن المعلم من الحصول أو الوصول إلى مرحلة يستطيع أن يفتخر بمهنته كمهنة أو بوظيفته كمهنة كالطبيب والمهندس و إلى أخره و من ثم هناك انعكاسات اقتصادية وأيضا مرتبطة بالتطور المهني المستمر للمعلم نحن نسعى إلى أن يكون هناك تدرج في سلم الوظيفي للمعلمين أثناء وجود معلمين لكن الارتقاء من درجة إلى درجة أخرى ومن مرحلة إلى مرحلة أخرى هذا مبني على التقدم الحقيقي الذي يبديه المعلم سواء في مجال تطوره المهني أو في مجال انجازاته و إبداعاته ومبادراته الايجابية في إطار تقييم موضوعي للمعلمين حتى نستطيع أن نصل إلى معلم ممكن أن ننتقل إلى معلم أول أو معلم خبير وهو مازال موجود في هذه المدرسة وما زال يستفيد من هذه الامتيازات والإمكانيات التي تفضيها مثل هذه القضايا وهذه القضايا أساسية وإستراتيجية مهمة جدا .
مقدم البرنامج: نعم ونحن سنخصص الحلقة القادمة من فضاءات تربوية إلى الحديث بشكل معمق عن موضوع مهنة التعليم .
سؤال د. ماهر : انتم في الجامعات عملتم أيضا بشكل تكاملي مع وزارة التربية والتعليم سواء في الإستراتيجية أو غيرها ما هي الجهود أيضا التي قمتم بها بشكل تكاملي مع الوزارة على صعيد إعداد وتأهيل المعلم ؟
يوجد جانبين بصراحة الجانب الأول يتعلق بإعداد المعلمين ما قبل الخدمة. واعتمدت إستراتيجية إعداد و تأهيل المعلمين وطنيا في أيار ألفان وثمانية، و كنا في جامعة بير زيت بادرنا إلى برنامج مشترك بالتعاون مع جامعتان اخرتان جامعة القدس وجامعة العربية الأمريكية في إعادة النظر في دبلوم التأهيل التربوي. واستطعنا أن نصمم دبلوم جديد بحيث انه ينسجم بشكل اكبر بكثير مع توصيات الإستراتيجية وقد بدأنا في جامعة بير زيت بتنفيذ هذا الدبلوم لطرحه بشكله الجديد وحلته الجديدة ابتداء من هذا الفصل .
مقدم البرنامج: وهو يستهدف المعلمين تحديدا من.
تابع د. ماهر كلامه :ما قبل الخدمة على مرحلتين , مرحلة المعلم، المرحلة الثانوية الذي يحصل على بكالوريوس في تخصص يعلم في المدارس مثلا اللغة العربية بالإضافة إلى دبلوم التأهيل التربوي المكون من ثلاثين ساعة، و جزء أخر من الدبلوم الذي طورناه للمرحلة الأساسية العليا وهو معلم صف من خمسة إلى عشرة و ربما نستطيع في حلقات قادمة نتكلم عن التفاصيل ولكن أهم التغييرات هي زيادة كمية ونوعية التربية العملية، الوقت الذي يقضيه المتعلم المدرس في المدارس وهذا مهم جدا، أصبح ألان الحد الأدنى 180 ساعة بدلا من 30. فرق كبير جدا. الجانب الثاني الذي عملنا فيه هو تعاون وثيق مع الوزارة في برامج إعداد المعلمين أثناء الخدمة وخاصة المعلمين منهم غير المؤهلين بشكل كافي حسب تعريف الإستراتيجية. أي الذين لا يحملون تأهيل تربوي دبلوم تأهيل تربوي أو بكالوريوس في التربية وحاليا نقوم بتنفيذ الجزء الأول من هذا التدريب إذا صح لنا نستخدم الكلمة موجه لمعلمين الصفوف من الأول إلى الرابع وهو معلم صف وقد بدأنا باستقبال أربع أفواج أو أربع مجموعات من المعلمين من منطقة رام الله وجميع الجامعات الفلسطينية استقبلت أو معظمها مجموعات أخرى وصممنا برنامجا مشترك ينتهي أو مدته سنة واحدة ويتم من خلاله تأهيل المعلمين بشكل أفضل ويركز على الجانب النظري ولكن أيضا يركز على الجانب العملي فيوجد نشاطات كثيرة يقوم بها المعلم بمدرسته إضافة إلى المعرفة النظرية التي يحصل عليها في الجامعة.
سؤال: د. بصري أنا قاطعتك في حديثك عن جهود الوزارة و أود العودة إليك ولكن كنت أود إشراك الدكتور ماهر ما هي أيضا الجهود؟
دعني أكمل ما بدأه الدكتور ماهر، لأنه في هناك الحقيقة إشارات مهمة جدا بكلمات بسيطة لجهود ضخمة جدا الحقيقة استغرق العمل من قبل فريق الدكتور ماهر و هو احد أعضاؤه بوضع الرؤية والتصور لمثل هذه البرامج نقاشات مستفيضة للولوج إلى مرحلة تفضي إلى أن المعلم يأخذ حقه بالتدريب بشكل يتناسب وأنا أتكلم عن المعلمين الموجودين ألان بالخدمة بشكل يتناسب مع يأخذ بعين الاعتبار بتدريبه السابق يأخذ بعين الاعتبار خبراته السابقة وأيضا يأخذ بعين الاعتبار مجموعة ما يجب يمتلكه المعلم من مهارات و كفايات تساعده على أن يدخل في هذا البعد. يجوز من المفيد الإشارة إلى قضية أساسية أخي حذيفة في هذا البرنامج واعتقد أن هذه القضية تهم عدد كبير من مجتمعنا الفلسطيني بشكل عام وهي المرتبطة بواقع الحال اليوم نحن نستقبل 38 ألف أو 40 ألف طلب توظيف لمهنة التعليم سنويا، والعام يمكن انه كان أسوء عام فيما يتعلق بالعداد التي خصصت لتوظيف هؤلاء. هذا يرتبط حقيقة بالكلام الذي تفضل به وذكره الدكتور ماهر والجهود المبذولة لإصلاح منظومة إعداد و تأهيل المعلمين لان الذي يتقدم من مهنة التعليم اليوم هو كل من لا يجد وظيفة سواء من خرجين عدد كبير جدا يمكن من 45 تخصص مختلف يتقدمون ليكونوا معلمين هذا لا يحدث في أي مكان وهذا سببه مبرر لأنه لا يوجد أيضا في مجتمعنا للأسف مجالات كبيرة جدا تستقطب خريجين من الجامعات، و بالتالي يجدوا في موضوع التقدم لوظيفة معلم فرصة نحن نسعى بشكل واضح من خلال هذه الجهود إلى أن يكون من يتقدم إلى مهنة التعليم مؤهل بشكل الجيد لكي يكون معلم قبل أن يتخرج من الجامعة حتى يأخذ الفرصة الكافية لتنافس مع آخرين لديهم نفس الخبرات ونفس الإمكانيات وهو جزء لا يتجزأ من عملية التوجهات المستقبلية في هذا الاتجاه. لذلك نحن نطمح أيضا لأنه يوجد ضمان للمتقدمين لبرامج التربية في هذا الموضوع أن يكون هناك استقطاب لعدد أكبر من الطلبة الذين يرغبون بأن يكونوا معلمون في هذا الاتجاه وهذا جزء لا يتجزأ من الحوارات المستمرة التي تجريها الوزارة مع شركائها و أهم حلقة في هذا الموضوع حلقة مؤسسة للتعليم العالي الفلسطيني.
مقدم البرنامج: هذا يقودني بسؤال تلقائي للدكتور ماهر حول سياسات قبول الطلبة في برامج معلمين في الجامعات الفلسطينية هل هذه السياسات تنسجم أو تسير بشكل متناغم مع عملية تأهيل المعلمين كيف يتم عملية الاختيار هل هناك من أفاق لتطويرها بشكل ينسجم وعملية الإعداد التي يطمح إليها ؟
من الواضح هناك حاجة وحاجة ماسة لإعادة النظر لسياسة القبول في كليات التربية وعلى وجه الخصوص برامج إعداد المعلمين في الضوء التضخم الكبير في أعداد الطلبة في الجامعات الذين يدرسون تربية. ربما يساعدني أخي بصري اعتقد 40 الف طالب حاليا الملتحقين في برامج التربية في جامعات فلسطين ونحن نتكلم عن طاقة استيعابية للوزارة بحدود ألف أو ألفين معلم وقد قلت العام الماضي وبالتالي لا بد من إعادة النظر في هذا الموضوع، وأنا على علم أن الوزارة لقد قامت بدراسة بالتعاون مع بعض المؤسسات لدراسة سياسات القبول في الجامعات الفلسطينية وكليات التربية وقد صدرت توصيات ربما سنسمعها قريبا وقد تكون هناك مشكلة بالتنفيذ ولكن ربما يجب أن ننتظر. المشكلة الأساسية هي عدم قدرة الجامعات الفلسطينية على استيعاب طلبة بمقدرات أكاديمية جيدة في برامج أعداد المعلمين يعني الطلبة جيدون وخاصة بالعلوم يذهبون إلى تخصصات كالطب كالصيدلة وبشكل عام يذهبون يترددون بالالتحاق ببرامج أعداد المعلمين وتتفاقم المشكلة أكثر عندما ندرك أن عدد الناجحين بالتوجيهي العلمي هو عدد صغير يعني 22% فقط من الناجحين العام الماضي كانوا هم في التخصص العلمي لذلك بالتالي المجتمع الذي تريد الاختيار منه الطلاب الذين يريدون ليصبحوا معلمين علوم أو معلمين رياضيات يصغر تدريجيا وهؤلاء الطلبة يحاولون الالتحاق بتخصصات أخرى، في التخصصات الأدبية الوضع أفضل مثلا معلم اجتماعيات تستطيع أن تحصل على طالب خريج توجيهي بمعدل عالي ولكن ليس بالعلوم بشكل عام.
مقدم البرنامج: نعم أيضا هذا دكتور بصري يقودني إلى سؤال حول سياسات التوظيف التي يتم إتباعها داخل وزارة التربية والتعليم في عملية اختيار وتوظيف المعلمين إلى أي مدى أو حد تراعي أو تنسجم مع ما تقوم به الوزارة على صعيد الإعداد والتأهيل أو المفاهيم التي تتمنى الوزارة ان تكون موجودة على عملية هذا الإعداد؟
الحقيقة السياسات الموجودة الآن في توظيف المعلمين مرتبطة بما يأتي للوزارة من طاقة بشرية كمتقدمين للوظائف التعليمية وبالتالي يوجد هناك انسجام ما بين ما تتوقعه من مخرجات لنظام التعليم العالي واحتياجاتك العملية في هذا الموضوع لكن هذا بالتأكيد بحاجة إلى تطوير في ظل التطور الذي سيحدث في عملية أعداد المعلمين قبل الخدمة لأنه لابد أن تعطي وزنا أكبر لؤلئك الذين يختارون منذ البداية للذهاب ليعدوا كمعلمين هؤلاء هم الأشخاص الذين يجب أن يكونوا الهدف الرئيسي في موضوع التعيين لدي كمؤسسة تربوية لأن هذا هو الذي معني فيه وبالتالي هذه الرغبة رغبة مبكرة مبنية على قناعة مبنية على حب لهذه المهنة مبنية على توجهات ايجابية لها لذلك هناك سؤالين جوهريين نحن نحاول دائما أن نثيرهما حتى نفكر فيهما لأنه الإجابة عليهما تشكل حل حقيقي لكثير من المشكلات في هذا الاتجاه. السؤال الأول أنه كيف يمكن لنا أن نحصل على أفضل الطلبة لان يكونوا في كليات أعداد المعلمين نعم إنا أريد أفضل الطلبة يعني التجارب الدولية ولنذهب شرقا وغربا ونرى انه أحيانا في بعض الدول أصعب القبول هو القبول لكليات إعداد المعلمين أو كليات التربية طبعا هذا مرتبط أيضا بالحوافز التي تعكسها وظيفة معلم والوضع المادي الذي يعود على هذه الوظيفة وبالتالي والوضع الاجتماعي أيضا لهذه الوظيفة وبالتالي السؤال الأهم كيف يمكن لنا إن نحصل على أفضل الطلبة ليكونوا طلبة في كليات إعداد المعلمين. السؤال الثاني مرتبط بكيف يمكن أن نحصل على أفضل ما لدى هؤلاء عندما يكونوا معلمين .
مقدم البرنامج : نعم ولكن في نصف دقيقة لو سمحت للدكتور ماهر
يعني إنا اعتقد أيضا إن سياسة التعيين المركزية ربما يجب التفكير في إعادة النظر فيها بحيث أن تتيح لمدير المدرسة أو مديرة المدرسة حرية اختيار المعلمين الذين يريدهم أو تريدهم في مدرستها وأن نتيح للطالب المتقدم أن يلتحق أو يتعين بمدرسة قريبة من مناطق سكنه حاليا العملية مركزية بشكل كبير وعندي شعور أنها ربما تعيق في بعض الأحيان في الإقبال على المهنة.
مقدم البرنامج: مع أن الوزارة عملت في الآونة الأخيرة على أن يكون المعلمين قريبين من مكان سكناهم بشكل كبير
كتوزيع لكن كسياسة قبول أنا أريد أن أقول بأنه نحن نسعى إلى أن نكون في الوضع الأمثل والوضع الأمثل حقيقة أن نذهب في هذا الاتجاه الذي تفضل وتكلم عنه الدكتور ماهر ولكن نظام التعليم هو جزء لا يتجزأ من منظومة اجتماعية اقتصادية مؤسساتية موجودة لا يمكن أن نعزل أنفسنا عنها ونظامنا العام هو نظام فيه توجه نحو المركزية التي لها أيضا بعض الحسنات المرتبطة في تحقيق العدالة والشفافية والى أخره وتحت هذه الذرائع أحيانا أنت تأخذ خطوات وإجراءات ممكن أن تكلفك بعض الثمن على المستوى الفني
مقدم البرنامج: أعزائي المشاهدين ينظر علماء التنمية البشرية للمعلم على أنه المصدر الأول للبناء الحضاري والاقتصادي والاجتماعي للأمم من خلال إسهاماته الحقيقية في عملية إعداد وبناء النشء وعليه فان مقدرة المعلم على الوفاء بمسؤولياته تجاه المجتمع وطلبته تتحدد بمدى أعداده وتأهيله لهذه العملية وإزاء هذه المسؤولية الجسيمة والرسالة العظيمة من الضروري أن ينال المعلم العناية الكافية على مختلف الصعد التي تتناسب وهذا الدور العظيم الذي يقوم به. هذا ما سنتطرق إليه بعمق في حلقات قادمة نخصصها للحديث عن هذا الموضوع , في نهاية هذه الحلقة نتقدم بالشكر الجزيل للدكتور بصري صالح الوكيل المساعد لشؤون التخطيط والتطوير في وزارة التربية والتعليم وأيضا للدكتور ماهر حشوه عميد كلية التربية في جامعة بير زيت, وشكرا جزيلا لكما , نلقاكم على خير في حلقة قادمة معا نحو بيئة تربوية لطفولة سوية.