Elham.ps
Ar|Eng
Elham.ps Elham.ps Elham.ps
الرئيسية » جديد الهام »   04 كانون الأول 2012طباعة الصفحة

فضاءات تربوية يناقش ريادية المعلمين في توظيف تكنولوجيا المعلومات

نرحب بكم في حلقة جديدة من برنامج فضاءات تربوية والتي نخصصها للحديث عن ريادية المعلمين في توظيف تكنولوجيا المعلومات والإتصالات في العملية التربوية، ويسعدنا أن يكون معنا د. رشيد الجيوسي منسق مشروع تعزيز التعلم الإلكتروني في وزارة التربية والتعليم، والمعلمة: تهاني الخليلي / من مدرسة بنات الجلزون الأساسية، أهلا وسهلا بكما.
سؤال: د. رشيد لماذا يجب توظيف تكنولوجيا المعلومات في العملية التربوية ؟
التكنولوجيا باتت تأخذ دورا هاما في جميع مناحي ومجالات الحياة، ولهذا من الطبيعي أن تدخل في العملية التعليمية، اينما تذهب تجد الحاسوب، وإستخدام الحاسوب، وهنام فجوة في إستخدام الحاسوب بين الجيل القديم والجيل الصاعد، ويجب الإستفادة من هذه الفجوة على صعيد أن الحاسوب محبب للطلبة وبالتالي يمكن إستخدامها وتطويعها، فبدلا من أن يقضي الطالب وقته على الحاسوب بألعاب غير مفيدة، يمكننا توجيه الطلبة لإستخدام الحاسوب لأغراض تعليمية، وهذا يشكل فرصة يجب الإستفادة منها، وهذا يتطلب تأهيل المعلمين، وتدريبهم.
سؤال: د. رشيد لو تتبعنا جهود الوزارة على هذا الصعيد، هل تولي الوزارة أهمية للموضوع ؟ ما هي هذه الجهود التي بذلتها وزارة التربية والتعليم ؟

منذ فترة طويلة ووزارة التربية والتعليم تحاول أن تدخل موضوع توظيف تكنولوجيا المعلومات في المدارس وفي العملية التربوية، بدأت الجهود في العام 1995 من خلال جهود متناثرة، ثم حاولوا تجميع هذه الجهود من خلال مبادرة التعليم الفلسطينية في العامين 2004 و 2005، ومرت العملية صعودا وهبوطا، وفي النهاية تم وضع إستراتيجية تشمل نواحي مختلفة منها في محاور التدريب، والمناهج بحيث يتم تحويل المناهج إلى مناهج إلكترونية، وكذلك في العملية الإدارية للتعليم بحيث يكون كل شيء محوسب مما يسهل عملية الوصول للمعلومات، إضافة إلى التعليم المهني، هذا بالإضافة إلى مشاريع مختلفة تصب في ذات الهدف وهو توظيف تكنولوجيا المعلومات والإتصالات في العملية التعليمية التعلمية، منها في عملية التدريب، في عملية تحويل المناهج، في عملية البنية التحتية، بالطبع راعت الوزارة ضرورة توحيد هذه الجهود، وأن تكون ضمن الإستراتيجية التي تنص على توظيف تكنولوجيا المعلومات في العملية التعليمية.
ونحن الآن بصدد تنفيذ مشروع تعزيز التعلم الإلكتروني في المدارس، والهدف الرئيسي له تحويل المناهج إلى مناهج إلكترونية تساعد الطالب في الوصول للمعلومة، كذلك تعزيز مهارات التفكير العليا، المشروع عبارة عن بناء وحدات إلكترونية، وبناء بوابة إلكترونية، وتدريب المعلمين على كيفية إستخدامها، وتطويرها، وبناءها
أستاذة تهاني: شاركتم في مشروع تعزيز التعليم الإلكتروني، وحصلتم على نتيجة جيدة، ما هي الدوافع وراء عملكم على المشروع ؟
كانت الدوافع متعددة، كان هدفنا تحويل المنهاج من مجرد إلى تفاعلي، مرن، بحيث نحصل في النهاية على أن نحسن من تحصيل الطالب، وأن لا يشعر الطالب أن هذه المادة هي مادة مجردة، بل تفاعلية، أستطيع اللعب وفي نفس الوقت أحصل على المعلومة، وليس اللعب لتضييع الوقت
أستاذة تهاني: هل لمستم تجاوبا من قبل الطلبة، وهل كانت المادة مشوقة لهم ؟
كانت ردود الفعل إيجابية، لاحظت الطالبات من خلال تفاعلهم مع المادة، كانوا متشوقين ومتفاعلين، أرادوها على قرص للتعلم في البيت، والمهم أن الطلبة إستطاعوا التفاعل مع المادة دون مشاكل، حيث تمت البرمجة لتكون ملائمة لعمر الطلبة في الصف الرابع
أستاذة تهاني: ما هي فكرة المشروع، الذي يعد وسيلة تعلمية؟
عنوان المشروع هو " الكسور العادية، والكسور العشرية " للصف الرابع، الفصل الدراسي الثاني، وهو عبارة عن وحدتين، كل وحدة تحتوي على سبعة دروس، وكل درس يحتوي على شرح تفاعلي للمادة، إضافة إلى تمارين تفاعلية التي ينتقل إليها بعد مشاهدة الشرح، وبعض التمارين تتطلب العودة للكتاب، وهذا موضح في المادة الإلكترونية
د. رشيد: هل نستطيع القول أن معلمينا ما زالوا لا يدركون أهمية توظيف تكنولوجيا المعلومات ؟
من خلال عملي أستطيع القول أن غالبية المعلمين يدركون هذا الأمر، ومن خلال المشروع وعندما أعلنا عن فتح باب الترشيح وقبول الطلبات الخاصة بالمبادرات، تلقينا حوالي 750 طلب ترشيح من مختلف المديريات وهذا العدد يدلل على الإهتمام والرغبة في التعلم، وإكتساب المهارات، أيضا تعزز هذا الشعور من خلال زياراتنا للمدارس حيث رغبة المديرين والمعلمين في توظيف تكنولوجيا المعلومات بطريقة إيجابية، وهذا يتطلب معرفة تربوية بآليات التوظيف.
د. رشيد: هل تشعرون برغبة في توظيف تكنولوجيا المعلومات من قبل المعلمين الجدد بشكل أكبر من المعلمين القدامى ؟ وهل هناك فجوة بين من أمضوا سنوات طويلة في التدريس، وبين أولئك الجدد ؟
أنا سعيد لأنكم أثرتم هذا الموضوع، المعلمون الجدد تعرضوا لإستخدام الحاسوب أثناء وجودهم في الجامعات وهذا جعل تعاملهم مع الجهاز أمر طبيعي، وقد جعل هذا الأمر تقبلهم لتوظيف تكنولوجيا المعلومات أيسر من المعلمين القدامى، ولكن بعض المعلمين القدامى تدربوا بشكل ذاتي، وقد صادفت حالات كثيرة من هذا النوع، ولكن علينا الأخذ بعين الإعتبار أن عملية التغيير تصادف بعض المقاومة، نظرا لوجود حاجز من الخوف، ولكن سرعان ما يزول هذا الحاجز فور البدء بالإستخدام، وهذا ليس أمرا خاصا بالمعلمين بل عند الجميع، واليوم أصبحت الأجهزة سلسة بشكل أكبر.
أستاذة تهاني: تحدثتم عن فكرة المشروع بشكل عام، نود أن تحدثينا بشكل أعمق عن المشروع، وحبذا لو قدمنا بعض النماذج لبعض الدروس؟
في مشروع " الكسور العادية والعشرية " حاولت توظيف الدروس بتحويلها إلى قصص، فعندما يشاهد الطالب في الصف الرابع صور كرتونية، ورسومات، ويلاحظ الحركة فإنه يقوم بالتفاعل معها، من خلال الإجابة ووضعها في المكان المناسب، وهذا يعزز لديه إستخدام التكنولوجيا بطريقة تعلمية إيجابية للحصول على المعلومة المفيدة، في الكسور العادية في الوحدة الأولى على سبيل المثال، قمنا بتحويل الدرس إلى شخصية كرتونية إسمها " سان جوب " حيث وضحنا للطالب معنى " البسط والمقام " ثم الشرح، وينتقل الطالب إلى التمارين التفاعلية، وعند الحصول على الإجابات الصحيحة يقوم البرنامج بتعزيز الطالب من خلال عبارات أحسنت، ورائع، وفي حال إنهاء هذا المستوى ينتقل الطالب لمستوى آخر.
أما بالنسبة للكسور العشرية فقد إستخدمت منهجيات أخرى، كترتيب الكسور العشرية " تصاعديا أو تنازليا" واللعبة كانت عبارة عن حبل غسيل عليه ملابس مختلفة عليها كسور عشرية، وهناك شخصية كرتونية قامت برمي الطابة التي أوقعت بدرها الملابس، ومطلوب من الطالب ترتيبها تصاعديا، وهذه آلية تعلم تفاعلية، مشوقة للطالب، وتنقله لمرحلة أخرى من البرنامج، وتستمر الدروس على هذه الوتيرة التفاعلية.
أستاذة تهاني: أنت معلمة حاسوب، هل قمت بتصميم هذه الدروس من الألف إلى الياء ببعدها التربوي وأفكارها كذلك ؟
نعم قمت بتصميم جميع الصور والخلفيات، والحركة، والصوت، والأفكار، جميع هذا كان من تصميمي.
د. رشيد: المشروع التي تقدمت به الأستاذة تهاني كان أحد هذه المشاريع التي قدمت لوزارة التربية والتعليم، نتمنى عليكم أن تعطونا فكرة عن مشاريع أخرى لاقت الإستحسان ؟
كما ذكرت سابقا تقدم لنا حوالي 750 مبادرة، وبعد عملية الفرز الأولي تم تقليص العدد لحوالي 250 مبادرة خضعت لعملية التقييم، تم إعتماد 95 مبادرة لفئات مختلفة ( المديرية، المدرسة، والمعلمين ) وأيضا لتخصصات مختلفة ( رياضيات، علوم، لغة إنجليزية، لغة عربية، جغرافيا، وتربية إسلامية ) وكنا نحرص في إختيار المبادرات على مدى إثارتها لإهتمام للطلبة، وخلق التشويق، إضافة لوجود رسالة تربوية علمية، والآليات التي يستطيع الطالب من خلالها الوصول للمعلومة.
من الأمثلة التي تتبادر إلى ذهني، من أحد مدارس قباطية وهي تأتي في سياق إستخدام التكنولوجيا في تعليم اللغة الإنجليزية باستخدام ألعاب مختلفة، إحدى هذه الألعاب تقوم فكرتها على تقديم أسئلة مختلفة، وهناك بحار يتقدم وفق الإجابة الصحيحة، ويتأخر وفق الإجابة الخاطئة، وقد يقع في البحر نتيجة إجابات خاطئة، والمطلوب من الطالب أن لا يدعه يقع ويغرق، وهنا يأتي التفاعل والتشويق في أن لا يدع الطالب ذلك البحار أن يقع في الماء.
هناك مبادرة أخرى في موضوع العلوم من إحدى المديريات الذين قدموا مبادرة حول أجهزة الضغط، وكيف تعمل بشكل تمثيلي في السيارة، من الصعب إحضار ماتور سيارة كي يراه الطلبة في الصف، ويتعرفوا إلى آليات عمله، عمل الإسطوانات، وإحتراق الوقود، وهنا يأتي توظيف التكنولوجيا التي تقرب الأمر للطالب، وهناك الكثير من المبادرات حول جسم الإنسان وآليات عمل الأجهزة المختلفة من القلب والرئتين، والتنفس، وهنا يأتي التفاعل بدل التلقين، وتقديم المعلومة بشكل نظري، روتيني.
أستاذة تهاني: عندما خطرت لك الفكرة، وبدأت بتنفيذها من خلال حوسبة الدروس، ما هي أبرز الصعوبات التي واجهتك ؟
أبرز هذه الصعوبات هي الحاجة لوقت طويل، كذلك كل درس كنت أقوم بتنفيذه كنت أقوم بتجربته مع الطلبة وألاحظ ردة فعل الطلبة، وبناء عليها اقرر نجاح الدرس، أو القيام بتعديلات، كذلك حدوث بعض الخلل في عملية الحوسبة عند ربط بعض الدروس ببعضها، وهذا كان يستلزم إعادة برمجة، لكن العمل بشكل عام كان ممتعا، وهذا ما يدفعني إلى الإنجاز رغم كل الصعوبات.
د. رشيد: لو أخذنا مشروع الأستاذة تهاني كمثال، وهناك عشرات المشاريع المشابهة التي أفرزتها عملية التقييم كمشاريع ريادية ما هي الرؤى المستقبلية لوزارة التربية والتعليم للتعامل مع هذه المشاريع التعليمية الريادية؟
جزء من المشروع هو بناء بوابة تعليمية، وقد أطلقناها في الإحتفالية قبل وقت قصير، وستحتوي على جميع المبادرات، بحيث يستطيع المعلم الوصول إليها بشكل سهل، وبالتالي إستخدامها، أو الإضافة عليها، كما أن هناك إمكانية لإجراء حوار بين المعلمين، وهذا من شأنه خلق مجموعات تعليمية، وهذا جزء من تعميم الفائدة.
أستاذة تهاني: لفتني أنك عملت على الكسور العادية، والكسور العشرية وأنت معلمة حاسوب، كيف تكون حالة التناغم بينك وأنت معلمة حاسوب، وبين معلمة الرياضيات ؟
سبب إختياري لمادة الرياضيات هو أننا نسمع كثيرا أن مادة الرياضيات مادة جامدة لا يستطيع الطلبة إستيعابها بسهولة، والمعروف أن الكسور العادية، والكسور العشرية في الصف الرابع هي مادة صعبة نوعا ما وهذا ما دفعني لإختيار مادة الرياضيات، ولهذا تواصلت مع معلمة الرياضيات التي قامت بتقديم المادة للطلبة، وكان لها دور إيجابي للغاية.
د. رشيد: في نهاية البرنامج كلمة أخيرة، ولمن توجهها؟
كلمتي للمعلمين الذين أتقدم إليهم بالشكر لتعاونهم خلال المرحلة الأولى من المشروع، حيث أبدوا جهودا كبيرة في تنفيذ مبادراتهم، وأشجع المعلمين الذين لم يتقدموا لسبب أو لآخر على التقدم بمبادراتهم، أو على توظيف تكنولوجيا المعلومات والإتصالات في العملية التعليمية لأن هذا هو المستقبل، وهي الوسيلة الناجحة في عملية تعليم طلابنا.
أستاذة تهاني: كلمة أخيرة، ولمن؟
أقول لطلابنا علينا إستخدام التكنولوجيا بطريقة إيجابية، ورسالة للمعلمين علينا توظيف تكنولوجيا المعلومات في التعليم لتحفييز طلابنا وتحسين مستواهم الأكاديمي.
أعزائي المشاهدين:
في زمن الثورة المعلوماتية فإن توظيف وتعلم تكنولوجيا المعلومات بات ضرورة ملحة، ولكن التحدي يكمن في عملية التوظيف بشكل جيد داخل البيئة المدرسية، وبالتالي تعويد الطلبة على هذا الإستخدام الإيجابي بعيدا عن الإستخدامات السلبية الكثيرة الخاطئة.
وفي ظل هذا التحدي، نجد في فلسطين ورغم شح الموارد والإمكانات، وقسوة الظروف، نجد معلمين، ومعلمات تجاوزا صعوبات عدة، فكانوا رياديين وملهمين في توظيف تكنولوجيا المعلومات.
نتقدم بالشكر الجزيل لضيفينا، ومعا نحو بيئة تربوية لطفولة سوية

Elham.ps Elham.ps Elham.ps Elham.ps
تصميم و تطوير