برنامج فضاءات تربوية يناقش وثيقة أخلاقيات مهنة التعليم وقواعد السلوك
مقدم البرنامج: نصت وثيقة الخطة الاستراتيجية للتطوير التربوي (2008-2012) على إنشاء هيئة تطوير مهنة التعليم ، والتي من مهامها؛ وضع وثيقة أخلاقيات مهنة التعليم وقواعد السلوك، كحلقة أولى من الحلقات المتتابعة والتي تشكل الاجراءات العمليّة لتحقق المنظومة التربوية لمهننة التعليم.
في هذه الحلقة من فضاءات نتناول بالتحليل وثيقة أخلاقيات مهنة التعليم وقواعد السلوك، التي تم العمل على إعداداها، ويسعدنا أن يكون معنا لنقاش هذا الموضوع د. عبد الجابر الهودلي/ مسؤول وحدة المؤهلات في هيئة تطوير مهنة التعليم، والأستاذة متى المريدي / مدرسة مغتربي البيرة الأساسية المختلطة، أهلا وسهلا بكما.
سؤال: د. عبد الجابر: بداية أهمية إعداد ميثاق أخلاقيات مهنة التعليم وقواعد السلوك الذي عملت عليه الهيئة، وما هي مكوناته بشكل عام؟
أشكركم لإتاحة الفرصة لي للحديث عن هذا الموضوع الهام جدا، لظروف إختلت بها القيم، فكان الهدف من الوثيقة تذكير معلمينا بهذه الأخلاقيات، فالمعلم هو ليس صاحب وظيفة، إنما هو صاحب رسالة مقدسة، وقد جاءت الوثيقة أيضا لإدخالها في مساقات التربية في كليات التربية في الجامعات الفلسطينية بهدف تخريج معلم منتم لمهنته، وقد تكونت الوثيقة من جزئين، الأول ضم مبادئ أخلاقيات مهنة التعليم والمجالات، والتي تبين علاقة المعلم بزملائه من المعلمين، وطلبته، والمجتمع المحلي، وأولياء الأمور، والجزء الثاني: ضم واجبات المعلم، ومسؤولياته وحقوقه المعنوية والمادية،
سؤال: أستاذة منى: كمعلمة ممارسة منذ سنوات ماذا يعني لك ميثاق أخلاقيات مهنة التعليم وقواعد السلوك الذي عملت عليه هيئة تطوير مهنة التعليم على إعداده ؟
الأخلاق هي أساس وعنوان الإنسان، وكما قال سبحانه وتعالى في كتابه العزيز " وإنك لعلى خلق عظيم " والرسول قال أيضا " إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق " وهي هدف يجب الوصول إليه، والإنسان بلا أخلاق كالشجرة بلا أوراق، ومن هنا تأتي أخلاقيات مهنة التعليم كضرورة ينبغي على كل معلم الإلتزام بها، حيث تصبح ممارسة داخل المدرسة، ورقيب داخلي يعززه،
سؤال: د. عبد الجابر: ذكرتم أن أحد أجزاء الوثيقة هي المبادئ، ما هي أهم المبادئ التي تضمنها الميثاق بشكل محدد ؟
هناك ستة مبادئ أساسية، ولا يعني أنه لا يوجد غيرها، لكن هذه المبادئ ما تم الإتفاق عليه في ورش العمل التي عقدت للمعلمين، والتي شارك بها ما يفوق 2000 معلم ومعلمة، وكذلك الإجتماعات التي شملت تربويين ومشرفين، والمبدأ الأول: هو الثقة والإحترام والمتبادل، وهو مبدأ أساسي لضرورة وجود ثقة بين جميع العاملين في التربية والتعليم، والعاملين في هذه المهنة، وكافة شرائح المجتمع، والمبدأ الثاني: هو الإنتماء والإلتزام بمهنة ورسالة التعليم، والمبدا الثالث: هو إحترام التعددية، والتنوع والتسامح، وهذا مهم ضمن إختلافاتنا في الآراء والأفكار، ولكن هناك نقاط إتفاق، والمبدا الرابع هو المواطنة والسلوك المنضبط، أما المبدا الخامس: العمل المشترك وبناء الشراكات من المبادئ الأساسية، وبما أننا ما زلنا تحت الإحتلال فقد كان المبدأ السادس: وهو التعليم من أجل الحرية والإستقلال.
ودعني أنوه أن هناك جدل كبير حول موضوع الأخلاق، ولكن هذا ما أجمع عليه أكبر عدد ممكن من الذين شاركوا في ورش العمل، وهو إجتهاد لأصحابه من إدارات الوزارة، والجامعات الفلسطينية، والمنظمات الأهلية، وإتحاد المعلمين، وكذلك المعلمين.
سؤال: أستاذة منى: برأيك ما هي الممارسات التي يمكن أن تعزز المبادئ التي تحدث عنها د. الهودلي ؟
هناك عدة ممارسات وعلى عدة صعد، على صعيد المدرسة، وعلى صعيد الطلاب، وعلى صعيد المجتمع المحلي، وعلى الصعيد الشخصي " الذاتي " فعلى صعيد المدرسة، الإلتزام بالأنظمة والقوانين والمدرسية، حيث الإلتزام بوقت الحصص، وتفعيل اللجان المدرسية، والإلتزام بالتحضير اليومي بما يخدم الطلبة، في إستخدام أساليب متنوعة ومتعددة تنمي عند الطلبة القدرات والمهارات، والتفكير، أما على الصعيد الشخصي فتطوير الذات مهم للغاية، حيث ضرورة حضور اللقاءات وورشات العمل، وتنمية المهارات على صعيد تكنولوجيا المعلومات وتوظيفها،
سؤال: د. عبد الجابر الهودلي: ما هي الآليات التي إعتمدتها الهيئة، والوزارة لتعميم هذا الميثاق في أوساط المعلمين، وكذلك الجامعات ؟
دعني أذكر بالخطوات التي إتبعناها، أولا تم تشكيل لجنة من إدارات الوزارة والجامعات الفلسطينية، ثانيا: عقدنا عدد كبير من ورشات العمل التي شارك بها معلمون ومديرون، حيث ساهمت التغذية الراجعة بتطوير العمل، وقد تم توزيع 50000 نسخة بدعم من الإتحاد الأوروبي واليونسكو، حيث وصلت نسخ لجميع المعلمين في الوكالة والحكومة،والخاصة، وكذلك مدارس قطاع غزة،
سؤال: د. عبد الجابر نحن نتحدث عن المعلمين أثناء الخدمة، ماذا عن أولئك قبل الخدمة الذين يدرسون في الجامعات، والذين يتم إعدادهم ليصبحوا معلمين؟
شاركت الجامعات في عملية الإعداد، وبالتالي أصبحت الآن ضمن مساقات التربية التي يتم تدريسها، وهذا ضمن إتفاق مع غالبية الجامعات التي قامت بتعميمها، وهذا ضمن رزمة متكاملة عملت عليها الهيئة مثل المعايير المهنية للمعلم
أستاذة منى: هل يمكن الحديث عن أن الميثاق يشكل إرهاقا للمعلم الفلسطيني وسط مسؤولياته الكثيرة ؟
على العكس، قدم لنا الميثاق رؤيا واضحة حول طبيعة علاقة المعلم بزملائه المعلمين، والمدير، وكذلك الطلبة، مع المشرفين التربويين، والمجتمع المحلي وكيفية التواصل معه، وهذا من شأنه تيسير العملية، ويشكل المعلم الملتزم قدوة لغيره، وينعكس هذا على الزملاء والطلبة
سؤال: د. عبد الجابر: هناك من يقول أن مجموعة مبادئ الأخلاق لا تكفي وحدها لتوجيه السلوك، وأن السياسات والأنظمة، ونظم المكافأة والتحفييز، والتدريب الجيد تشكل بمجملها رزمة قوية تسهم في تشكيل أخلاقيات المهنة ما رأيكم ؟
الحقيقة لم نعمل فقط في وثيقة أخلاقيات مهنة التعليم، بل جاءت ضمن سياق تطوير منظومة تربوية شاملة وكاملة، نحن نتحدث عن مجموعة عناصر، وضع المعايير المهنية للمعلم، والمعلم الجديد، والمعلم الأول، والمعلم الخبير، وجاءت أيضا في سياق إجازة المعلم لمزاولة مهنة التعليم، والذي سيكون بمثابة تحفييز مهني للمعلم لتطوير نفسه ذاتيا للحصول على رتبة أعلى، هذا بالإضافة إلى التحفييز المادي، والعلاوات، وهناك تأهيل المعلمين، وقد بدانا خطوات عملية بالتعاون مع الجامعات، وهناك معايير مدير المدرسة، وسياسات القبول في الجامعات
سؤال: أستاذة منى : حدد الميثاق مسؤوليات معينة، من واقع معايشتك ما هي مسؤولياتك تجاه المدرسة والمجتمع المحلي ؟
من الضروري التواصل بين المدرسة والأسر، حيث نعقد لقاءات مع الأهل بشكل فردي وأحيانا بشكل جماعي حيث نطرح المشاكل التي يعاني منها الطلبة، والتحصيل الدراسي، والمشاكل الإجتماعية، ونتشارك مع الأهل في كيفية تجاوز هذه المشاكل، حيث الهدف النهائي هو الطالب، اليوم على سبيل المثال كان في المدرسة إفطار جماعي، حيث دعونا الأهل الذين أحضروا معهم الفطور، حيث ألتقى الطلبة والأهل وطاقم الهيئة التدريسية معا، الأمر الذي يخلق شعورا وديا، ويحبب الطالب بالمدرسة.
سؤال: د. عبد الجابر: هل يرتبط ميثاق أخلاقيات مهنة التعليم وقواعد السلوك بمؤشرات قياس واضحة، تقود إلى تقويم معين في عمل الإدارات العامة ذات الصلة ؟
قامت الإدارة العامة للإشراف والتأهيل التربوي بخطوة هامة جدا، وهي تحديث نموذج تقييم المعلمين بناء على المعايير المهنية، وهذا يفرز المعلمين ذوي الإنتماء بحيث يصبحوا قدوة للمعلمين الآخرين
سؤال: أستاذة منى: كيف يمكن من خلال معايشتك للمعلمين، وإطلاعك على واقع المدرسة تعزيز ميثاق أخلاقيات مهنة التعليم وقواعد السلوك في أوساط المعلمين، ليكتسب صفة الإلتزام ؟
يشكل المعلم الملتزم قدوة حسنة لزملائه المعلمين، وهذا من شأنه تعزيز هذا الميثاق، العدل من جانب المدير يعزز هذا الإنتماء وهذا الميثاق، إضافة إلى نظام تحفييز المعلمين.
سؤال: د. عبد الجابر بقي سؤال أخير، بعد إعداد هذا الميثاق، ماذا بعد ؟
أثمن عاليا جهود هيئة تطوير مهنة التعليم، وجهود الوزارة واليونسكو على الحملة التي نقوم بها لإعادة الإعتبار للمعلم ومهنة التعليم، حيث الحملة المكثفة في محطات الإذاعة، واليافطات التوعوية في الشوارع، وفي محطات التلفزة، وذلك لإبراز فضل المعلمين وجهودهم رغم كل التحديات والظروف الصعبة.
أعزائي المشاهدين:
مقدم البرنامج: لكل مهنة في المجتمع الإنساني قواعد أخلاقية لا بد من مراعاتها والالتزام بها، وتعد أخلاقيات مهنة التعليم من أهم المؤثرات في سلوك المربي لأنها تشكل رقيباً ذاتياً داخلياً، وتكون مرجعية ذاتية يسترشد بها في عمله، ويقوّم علاقاته مع الآخرين، وتساعده في أداء واجباته وتلبية حقوقه، وإن التزام المربي بتلك الأخلاقيات أمر ضروري وواجب، إذ يتحدد انتماؤه لمهنته بقدر التزامه بقواعد وأخلاقيات مهنة التعليم، وهو بذلك يشكل نموذجا يحتذى لطلبته
نتقدم بالشكر الجزيل لضيفينا
في هذه الحلقة من فضاءات نتناول بالتحليل وثيقة أخلاقيات مهنة التعليم وقواعد السلوك، التي تم العمل على إعداداها، ويسعدنا أن يكون معنا لنقاش هذا الموضوع د. عبد الجابر الهودلي/ مسؤول وحدة المؤهلات في هيئة تطوير مهنة التعليم، والأستاذة متى المريدي / مدرسة مغتربي البيرة الأساسية المختلطة، أهلا وسهلا بكما.
سؤال: د. عبد الجابر: بداية أهمية إعداد ميثاق أخلاقيات مهنة التعليم وقواعد السلوك الذي عملت عليه الهيئة، وما هي مكوناته بشكل عام؟
أشكركم لإتاحة الفرصة لي للحديث عن هذا الموضوع الهام جدا، لظروف إختلت بها القيم، فكان الهدف من الوثيقة تذكير معلمينا بهذه الأخلاقيات، فالمعلم هو ليس صاحب وظيفة، إنما هو صاحب رسالة مقدسة، وقد جاءت الوثيقة أيضا لإدخالها في مساقات التربية في كليات التربية في الجامعات الفلسطينية بهدف تخريج معلم منتم لمهنته، وقد تكونت الوثيقة من جزئين، الأول ضم مبادئ أخلاقيات مهنة التعليم والمجالات، والتي تبين علاقة المعلم بزملائه من المعلمين، وطلبته، والمجتمع المحلي، وأولياء الأمور، والجزء الثاني: ضم واجبات المعلم، ومسؤولياته وحقوقه المعنوية والمادية،
سؤال: أستاذة منى: كمعلمة ممارسة منذ سنوات ماذا يعني لك ميثاق أخلاقيات مهنة التعليم وقواعد السلوك الذي عملت عليه هيئة تطوير مهنة التعليم على إعداده ؟
الأخلاق هي أساس وعنوان الإنسان، وكما قال سبحانه وتعالى في كتابه العزيز " وإنك لعلى خلق عظيم " والرسول قال أيضا " إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق " وهي هدف يجب الوصول إليه، والإنسان بلا أخلاق كالشجرة بلا أوراق، ومن هنا تأتي أخلاقيات مهنة التعليم كضرورة ينبغي على كل معلم الإلتزام بها، حيث تصبح ممارسة داخل المدرسة، ورقيب داخلي يعززه،
سؤال: د. عبد الجابر: ذكرتم أن أحد أجزاء الوثيقة هي المبادئ، ما هي أهم المبادئ التي تضمنها الميثاق بشكل محدد ؟
هناك ستة مبادئ أساسية، ولا يعني أنه لا يوجد غيرها، لكن هذه المبادئ ما تم الإتفاق عليه في ورش العمل التي عقدت للمعلمين، والتي شارك بها ما يفوق 2000 معلم ومعلمة، وكذلك الإجتماعات التي شملت تربويين ومشرفين، والمبدأ الأول: هو الثقة والإحترام والمتبادل، وهو مبدأ أساسي لضرورة وجود ثقة بين جميع العاملين في التربية والتعليم، والعاملين في هذه المهنة، وكافة شرائح المجتمع، والمبدأ الثاني: هو الإنتماء والإلتزام بمهنة ورسالة التعليم، والمبدا الثالث: هو إحترام التعددية، والتنوع والتسامح، وهذا مهم ضمن إختلافاتنا في الآراء والأفكار، ولكن هناك نقاط إتفاق، والمبدا الرابع هو المواطنة والسلوك المنضبط، أما المبدا الخامس: العمل المشترك وبناء الشراكات من المبادئ الأساسية، وبما أننا ما زلنا تحت الإحتلال فقد كان المبدأ السادس: وهو التعليم من أجل الحرية والإستقلال.
ودعني أنوه أن هناك جدل كبير حول موضوع الأخلاق، ولكن هذا ما أجمع عليه أكبر عدد ممكن من الذين شاركوا في ورش العمل، وهو إجتهاد لأصحابه من إدارات الوزارة، والجامعات الفلسطينية، والمنظمات الأهلية، وإتحاد المعلمين، وكذلك المعلمين.
سؤال: أستاذة منى: برأيك ما هي الممارسات التي يمكن أن تعزز المبادئ التي تحدث عنها د. الهودلي ؟
هناك عدة ممارسات وعلى عدة صعد، على صعيد المدرسة، وعلى صعيد الطلاب، وعلى صعيد المجتمع المحلي، وعلى الصعيد الشخصي " الذاتي " فعلى صعيد المدرسة، الإلتزام بالأنظمة والقوانين والمدرسية، حيث الإلتزام بوقت الحصص، وتفعيل اللجان المدرسية، والإلتزام بالتحضير اليومي بما يخدم الطلبة، في إستخدام أساليب متنوعة ومتعددة تنمي عند الطلبة القدرات والمهارات، والتفكير، أما على الصعيد الشخصي فتطوير الذات مهم للغاية، حيث ضرورة حضور اللقاءات وورشات العمل، وتنمية المهارات على صعيد تكنولوجيا المعلومات وتوظيفها،
سؤال: د. عبد الجابر الهودلي: ما هي الآليات التي إعتمدتها الهيئة، والوزارة لتعميم هذا الميثاق في أوساط المعلمين، وكذلك الجامعات ؟
دعني أذكر بالخطوات التي إتبعناها، أولا تم تشكيل لجنة من إدارات الوزارة والجامعات الفلسطينية، ثانيا: عقدنا عدد كبير من ورشات العمل التي شارك بها معلمون ومديرون، حيث ساهمت التغذية الراجعة بتطوير العمل، وقد تم توزيع 50000 نسخة بدعم من الإتحاد الأوروبي واليونسكو، حيث وصلت نسخ لجميع المعلمين في الوكالة والحكومة،والخاصة، وكذلك مدارس قطاع غزة،
سؤال: د. عبد الجابر نحن نتحدث عن المعلمين أثناء الخدمة، ماذا عن أولئك قبل الخدمة الذين يدرسون في الجامعات، والذين يتم إعدادهم ليصبحوا معلمين؟
شاركت الجامعات في عملية الإعداد، وبالتالي أصبحت الآن ضمن مساقات التربية التي يتم تدريسها، وهذا ضمن إتفاق مع غالبية الجامعات التي قامت بتعميمها، وهذا ضمن رزمة متكاملة عملت عليها الهيئة مثل المعايير المهنية للمعلم
أستاذة منى: هل يمكن الحديث عن أن الميثاق يشكل إرهاقا للمعلم الفلسطيني وسط مسؤولياته الكثيرة ؟
على العكس، قدم لنا الميثاق رؤيا واضحة حول طبيعة علاقة المعلم بزملائه المعلمين، والمدير، وكذلك الطلبة، مع المشرفين التربويين، والمجتمع المحلي وكيفية التواصل معه، وهذا من شأنه تيسير العملية، ويشكل المعلم الملتزم قدوة لغيره، وينعكس هذا على الزملاء والطلبة
سؤال: د. عبد الجابر: هناك من يقول أن مجموعة مبادئ الأخلاق لا تكفي وحدها لتوجيه السلوك، وأن السياسات والأنظمة، ونظم المكافأة والتحفييز، والتدريب الجيد تشكل بمجملها رزمة قوية تسهم في تشكيل أخلاقيات المهنة ما رأيكم ؟
الحقيقة لم نعمل فقط في وثيقة أخلاقيات مهنة التعليم، بل جاءت ضمن سياق تطوير منظومة تربوية شاملة وكاملة، نحن نتحدث عن مجموعة عناصر، وضع المعايير المهنية للمعلم، والمعلم الجديد، والمعلم الأول، والمعلم الخبير، وجاءت أيضا في سياق إجازة المعلم لمزاولة مهنة التعليم، والذي سيكون بمثابة تحفييز مهني للمعلم لتطوير نفسه ذاتيا للحصول على رتبة أعلى، هذا بالإضافة إلى التحفييز المادي، والعلاوات، وهناك تأهيل المعلمين، وقد بدانا خطوات عملية بالتعاون مع الجامعات، وهناك معايير مدير المدرسة، وسياسات القبول في الجامعات
سؤال: أستاذة منى : حدد الميثاق مسؤوليات معينة، من واقع معايشتك ما هي مسؤولياتك تجاه المدرسة والمجتمع المحلي ؟
من الضروري التواصل بين المدرسة والأسر، حيث نعقد لقاءات مع الأهل بشكل فردي وأحيانا بشكل جماعي حيث نطرح المشاكل التي يعاني منها الطلبة، والتحصيل الدراسي، والمشاكل الإجتماعية، ونتشارك مع الأهل في كيفية تجاوز هذه المشاكل، حيث الهدف النهائي هو الطالب، اليوم على سبيل المثال كان في المدرسة إفطار جماعي، حيث دعونا الأهل الذين أحضروا معهم الفطور، حيث ألتقى الطلبة والأهل وطاقم الهيئة التدريسية معا، الأمر الذي يخلق شعورا وديا، ويحبب الطالب بالمدرسة.
سؤال: د. عبد الجابر: هل يرتبط ميثاق أخلاقيات مهنة التعليم وقواعد السلوك بمؤشرات قياس واضحة، تقود إلى تقويم معين في عمل الإدارات العامة ذات الصلة ؟
قامت الإدارة العامة للإشراف والتأهيل التربوي بخطوة هامة جدا، وهي تحديث نموذج تقييم المعلمين بناء على المعايير المهنية، وهذا يفرز المعلمين ذوي الإنتماء بحيث يصبحوا قدوة للمعلمين الآخرين
سؤال: أستاذة منى: كيف يمكن من خلال معايشتك للمعلمين، وإطلاعك على واقع المدرسة تعزيز ميثاق أخلاقيات مهنة التعليم وقواعد السلوك في أوساط المعلمين، ليكتسب صفة الإلتزام ؟
يشكل المعلم الملتزم قدوة حسنة لزملائه المعلمين، وهذا من شأنه تعزيز هذا الميثاق، العدل من جانب المدير يعزز هذا الإنتماء وهذا الميثاق، إضافة إلى نظام تحفييز المعلمين.
سؤال: د. عبد الجابر بقي سؤال أخير، بعد إعداد هذا الميثاق، ماذا بعد ؟
أثمن عاليا جهود هيئة تطوير مهنة التعليم، وجهود الوزارة واليونسكو على الحملة التي نقوم بها لإعادة الإعتبار للمعلم ومهنة التعليم، حيث الحملة المكثفة في محطات الإذاعة، واليافطات التوعوية في الشوارع، وفي محطات التلفزة، وذلك لإبراز فضل المعلمين وجهودهم رغم كل التحديات والظروف الصعبة.
أعزائي المشاهدين:
مقدم البرنامج: لكل مهنة في المجتمع الإنساني قواعد أخلاقية لا بد من مراعاتها والالتزام بها، وتعد أخلاقيات مهنة التعليم من أهم المؤثرات في سلوك المربي لأنها تشكل رقيباً ذاتياً داخلياً، وتكون مرجعية ذاتية يسترشد بها في عمله، ويقوّم علاقاته مع الآخرين، وتساعده في أداء واجباته وتلبية حقوقه، وإن التزام المربي بتلك الأخلاقيات أمر ضروري وواجب، إذ يتحدد انتماؤه لمهنته بقدر التزامه بقواعد وأخلاقيات مهنة التعليم، وهو بذلك يشكل نموذجا يحتذى لطلبته
نتقدم بالشكر الجزيل لضيفينا