برعاية دولة رئيس الوزراء د. سلام فياض نظمت مؤسسة التربية العالمية وشركائها، يوم الإثنين الموافق 1/10/2012 في قصر رام الله الثقافي، احتفالية "الهام فلسطين2012"؛ لتكريم عشرات المبادرين والملهمين تحت شعار: "مبادرات تربوية ملهمة من فلسطين"، بحضور دولة رئيس الوزارء د. سلام فياض، ووزيرة التربية والتعليم أ. لميس العلمي، ووزير التعليم العالي د.علي الجرباوي، وأمين عام مؤسسة التربية العالمية د. مروان عورتاني، والمدير التنفيذي لمؤسسة التربية العالمية حذيفة جلامنة، وممثلين عن كافة شركاء إلهام فلسطين، وشخصيات رسمية، وحزبية وممثلي والمنظمات الدولية والأهلية، والقطاع الخاص، والعشرات من الفعاليات الشعبية، والكوادر التربوية، والطلبة.
وفي كلمته أكد دولة رئيس الوزراء د. فياض أن الهدف المباشر للسلطة الوطنية هو النهوض بقطاع التعليم الذي يتمثل في إصلاح نظام التعليم، وتطوير جودته ونوعيته، وربطه بحاجات التنمية الاقتصادية والاجتماعية، والاستثمار في الإنسان الفلسطيني، لتمكينه من الانخراط في مجال المعرفة والإبداع، والتفاعل بإيجابية مع التطور العلمي والتكنولوجي، والقدرة على المنافسة.
وأضاف د. فياض إن هذا الهدف يتمثل أيضا في توفير ‘التعليم للجميع‘ في ظل بيئة تربوية وتعليمية تتميز بجودتها العالية لتكون محفزة وداعمة بكل عناصرها، ومواصلة تطوير البنية التحتية لقطاع التعليم، والارتقاء بالمناهج ومعايير ووسائل التقييم، وتعزيز البحث العلمي واستخدام تكنولوجيا المعلومات، وتطوير قدرات وكفاءة العاملين، والارتقاء بالأداء المؤسسي، ورفع الكفاءة التنافسية، إضافة إلى متطلبات تطوير قدرة السوق على استيعاب الخريجين للحد من البطالة، ووقف هجرة الكفاءات وتعزيز انخراطها ومساهمتها في بناء الوطن وتحرره وتحقيق استقلاله وتقدمه.
وأشاد بإبداعات المبادرين، وقال: ‘نحتفل اليوم بهذه الكوكبة من المبادرين والمبدعين الذين تحدوا الصعاب، وأعلوا راية الأمل في إمكانية تغيير الواقع نحو الأفضل، وتعزيز المشاركة في مواجهة التحديات الكبرى السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي يمر بها شعبنا وقضيته الوطنية‘.
وأكد أن شعبنا أبدى على مدار سنوات ما بعد النكبة اهتماما كبيرا وملحوظا بالتعليم، مُشددا على أن هذا الاهتمام شكّل مصدرا أساسيا لتعزيز قدرته على الصمود، لا، بل وكان مكونا أساسيا في معركة الحفاظ على الهوية الوطنية وبلورتها وحمايتها، كما كان التميز العلمي، والفكري، والمعرفي لأبناء وبنات فلسطين سمة أساسية تركت بصماتها الواضحة في المنطقة والعالم.
وجدد رئيس الوزراء إصرار السلطة الوطنية على المضي قدما للنهوض بالتعليم وتطوير مخرجاته، باعتبارها أحد أبرز وأهم المعايير التي يُقاس بها مدى النجاح في تعميق جاهزيتنا لإقامة الدولة التي تعتبر المواطن جوهر اهتمامها، وذلك لإدراك السلطة الوطنية العميق بأن الاهتمام بالتعليم يُشكل ركيزة لنهضة الشعوب وتقدمها، والوسيلة الأساسية للارتقاء بالناس وقدرتهم ورفاهيتهم.
وأشار إلى التحديات الأساسية التي لا تزال ماثلة أمامنا، وقال: ‘بالقدر الذي نُشيد فيه بما تحقق حتى الآن في قطاع التعليم، وتطوير بنيته التحتية، إلا أن تحديات أساسية ما زالت ماثلة أمامنا ونحن مستمرون في السعي للوصول إلى الأهداف التي نتوخاها‘.
وأشاد بمُبادرة إلهام فلسطين وبجميع المبادرات التربوية التي تقوم بها المؤسسات الأهلية والرسمية والتي تساهم في تطوير البيئة التربوية لتكون ملائمة لنماء الأطفال المتكامل ونشأتهم السوية، مُشيرا إلى أنها تتقاطع مع أجندة الحكومة وبرنامج عملها الهادف إلى تعزيز القدرة على مواجهة تحديات التطور، والتنمية، وبناء اقتصاد ومجتمع المعرفة.
وقال: ‘لقد أثار اهتمامنا الشراكة الوطنية الجامعة التي استطاعت مؤسسة التربية العالمية نسجها حول مبادرة إلهام فلسطين، والتي تُعبر بشكل واضح عن اهتمام واسع بواقع التعليم في فلسطين‘.
واعتبر د. فياض أن هذه الشراكة تُقدم نموذجا خلاقا يُكرس بما لا يقبل اللبس أن التعليم مسؤولية الجميع، خاصة أن الهدف النبيل هو توفير بيئة تربوية سليمة وصحية لأطفال فلسطين.
وثمّن التعاون بين القطاعين الحكومي والخاص في دعم مبادرة إلهام فلسطين، ودعا إلى المزيد من العمل والشراكة في قطاع التعليم، وقال: ‘ستواصل الحكومة دعم هذه المسيرة، مع تأكيد ضرورة ترشيد استخدام الموارد المتاحة كجزء من عملية الإصلاح الشاملة التي تتطلبها تقوية المؤسسات العامة، وفق معايير الإدارة الرشيدة والاستخدام الأمثل للموارد‘.
واعتبر د. فياض أن النجاح في التقاط هذا الحصاد النوعي من المبادرات التربوية المُلهمة، يؤكد أن رهاننا على الشباب وكادرنا التربوي رهان أصيل، داعيا إلى مواصلة الجهود المخلصة في اكتشاف المبادرات التربوية المبدعة والمتميزة التي تساهم في تطوير البيئة التربوية.
وشدد على أن الاحتفاء بهذه المبادرات هو واجب على الجميع، وحق لكادرنا التربوي. وقال: ‘أنا على قناعة أن الهيئة التي تم تشكيلها بقرار من وزيرة التربية والتعليم ستجد الآليات المناسبة بتشجيع، واعتماد، وتوسيع نطاق المبادرات الملهمة، وأنها ستطور وسائل مبتكرة لدمج النهج التربوي الشمولي في النظام التعليمي‘.
وأكد أن مسؤولية التغيير تقع على الشباب في فلسطين لما لديهم من طموحات وطاقة إبداع خلاّقة، وقال: ‘ها أنتم، من خلال مبادراتكم الملهمة تثبتون قدرتكم على ذلك، فنحن بحاجة إلى التغيير الذي يُعزز الأمل والثقة في القدرة على الإنجاز ومراكمته، والتسلح دوما بالأمل في تحقيق الكرامة والمشاركة في صنع الحياة الأفضل التي يستحقها شعبنا، وبما يوفر المزيد من عناصر القوة والصمود، ويعزز التماسك في مجتمعنا ويحمي نسيجه الوطني، وبما يُمكن من إفشال مخططات الاحتلال وهجمته الاستيطانية، وصون أهداف مشروعنا الوطني في الحرية والكرامة والاستقلال الوطني الناجز
من جهتها أكدت وزيرة التربية والتعليم أ. لميس العلمي على ضرورة ترسيخ الايمان بالطفل الفلسطيني عبر تأكيد القناعة بأن هذا الطفل بتكوينه الفريد قادر على الانخراط الهادف والإيجابي والمسؤول في شؤون وحياة مدرسته ومحيطه ومجتمعه لو توفرت له الرعاية والبيئة التربوية التي تراعي وتهتم وتحترم، وتتعرّف على احتياجاته ومشاعره، مشددةً على ضرورة تعزيز القناعة بالمعلم الفلسطيني ودوره ومكانته وفضله وجهوده ورياديته في إعداد هذا الجيل، وتحويل هذا الاستثمار واقعاً ملموساً.
وأردفت العلمي قائلة: "يسعدنا أن الشركاء من مختلف القطاعات تحملوا مسؤولياتهم، فانخرطوا لتحقيق الأبعادِ التربويةِ التعليمية، ضمن شراكةٍ عبر القطاعية تستند إلى رؤية عميقة، نحن على ثقة أنها قادرة على أن تصنع الفرق في البيئة التربوية، وأن تلهم الآخرين في فلسطين وخارجها".
وأعربت العلمي عن افتخارها بتسلم الجائزة الأولى في مجال الابتكار والإبداع التربوي على مستوى العالم العربي، مبينةً ان اللجنة الخاصة بجوائز "تكريم" أن إلهام ومجتمعها استحقوا الجائزة الأولى لارتكاز المبادرة إلى نهج تربوي شمولي عنوانه الابتكار والإبداع والريادة كما أن مستوى وعمق وسعة الانخراط والإدماج جسد التزاماً حقيقياً بانخراط تنموي فعّال ومُستدام، هذا بالإضافة إلى الشفافية والنزاهية والمصداقية التي صاحبت كافة مراحل العمل.
وبينت العلمي أن الاحتفالية السابقة تم الاعلان فيها عن تشكيل هيئة تناط بها مُهمّة إيجاد السبل الكفيلة باعتماد وتوسيع نطاق المبادرات الملهمة، حيث قطعت الهيئة أشواطاً مُهمّةً على هذا الصعيد، منوهة الى أن الهدف الرئيسي يكمن في تعظيم أثر هذه المبادرات، وتعميمها، وإدماجها في النظام التعليمي.
وقالت العلمي: "اليوم سينال 12 مبادراً مُلهماً جائزة دولة فلسطين للإبداع التربوي، هذه الجائزة التي أوفى دولة رئيس الوزراء بوعده لتكريسها، لتصبح تقليداً يُمنح بشكل سنوي في إطار مبادرة إلهام فلسطين".
وقدمت العلمي شكرها لرئيس الوزراء د. فياض على جهوده ودعمه المتواصل لمسيرة الابداع والتميز، بالاضافة الى تقديم شكرها لمديري التربية والتعليم، ومنسقي إلهام فلسطين، وأعضاء لجان التقييم في المديريات من الخبراء والشباب، وأعضاء اللجان المحلية، الذين بذلوا جهوداً جبارة خلال فترتي الترشيح والتقييم، وأعضاء اللجنتين التوجيهية والتنفيذية، ومجلس شركاء إلهام فلسطين، وكافة المعلمين واسرة وزارة التربية ومؤسسة التربية العالمية.
بدوره أشار د. مروان عورتاني الأمين العام لمؤسسة التربية العالمية، إلى الملامح الرئيسة لمسيرة الهام فلسطين، مؤكداً على المضي قدماً في سبيل إشاعة، وتجذير قيم وتوجهات وثقافة المبادرة والابداع في صفوف المجتمع التربوي، والعمل على ترسيخ الشراكة الوطنية الجامعة التي تستند الهام فلسطين عليها وضمان توسيعها ايماناً بضرورة تعليم الاطفال، واحداث فارق نوعي في جودة البيئة التربوية، وادماج الهام فلسطين في نظامي التعليم والصحة، وتعزيز المنظمة المحلية لالهام فلسطين والاستعانة بالقدارت والموارد المحلية في دعم وتطوير وإدماج المبادرات، بالاضافة إلى الانطلاقة نحو العالمية.
ولفت د.عورتاني إلى الحراك الفاعل الذي تقوده "الهام فلسطين" والاعجاب الذي نالته في العديد من دول العالم، موضحاً رغبة بعض الدول في استلهام تجربة الهام فلسطين حيث تم الاتفاق مع مؤسسة Euro Child على المباشرة بالاعداد والتخطيط بدعم من فريق الهام فلسطين لبلورة نظام مشابه في أكثر من دولة أوروبية.
وشدد د. عورتاني على العائد في مجال الاستثمار في قطاع تعليم الاطفال، وتنشئتهم السوية لما له من تأثير ايجابي على كافة جوانب الحياة لا سيما الصحية، مقدماً شكره لكافة الشركاء والداعمين لجهودهم وتعاونهم ومبادراتهم المتميزة.
وأوضح د. عورتاني أن مسيرة إلهام الغنية تتعاظم بشراكائها، ومجتمعها الكبير، لكن ذلك لا يمنع أن هناك جملة من التحديات التي تناقش على مستويات عدة، وصولا إلى أن تكون إلهام حاضرة في كل مدرسة، ومديرية، ضمن شعور حقيقي بأن إلهام هي لكل مدير، ومعلم، ومرشد، وطالب.
وقدم د. عورتاني شكره وإمتنانه لدولة رئيس الوزراء على مواكبته لمشوار إلهام بالرعاية والإهتمام، ولكافة الشركاء، حيث أعلن عن توقيع شراكة مع الإتحاد العام للمعلمين الفلسطينيين، وإتحاد أنظمة وتكنولوجيا المعلومات " بيتا " كما شكر أعضاء اللجان المختلفة، ومنسقي إلهام فلسطين على جهودهم، ومديري التربية والتعليم، وكافة مجتمع وأسرة إلهام فلسطين.
وفي كلمته أوضح المدير التنفيذي لمؤسسة التربية العالمية حذيفة جلامنة أن المبادرات الملهمة قدمت نموذجاً تعلمياً، عملياً، موثوق النتائج والأثر للتنشئة السوية، انسجم مع الركائز التي وضعتها اليونسكو للنظام التعلمي، وهي: التعلّم للكينونة السوية، والتعلم لأجل اكتساب مهارات الحياة، والقدرة على الفعل، والعمل، والنجاح في الحياة العملية، والتعلم لأجل الوعي، والمعرفة، والتنور، وحب التعلم.
وأردف جلامنه قائلاً :" لقد أسست إلهام فلسطين للتعلم المتبادل وبناء القدرات من خلال اللقاء التعلمي الذي جمع المبادرين الملهمين من الدورتين الأولى والثانية، لكنه كان البداية فقط سنبني عليه على نحو أوسع، وأعمق، ليشمل مجتمع "إلهام" المتعاظم كاملا، مستفيدين من خبرات شركائنا سيما الشركاء في وزارتي التربية والتعليم، والصحة، كذلك وكالة الغوث ببرنامجيها التعليم والصحة".
واشار جلامنة الى ان مؤسسة التربية العالمية وبالشراكة مع وكالة معا، وتلفزيون القدس التربوي أطلقت برنامج "فضاءات تربوية" ليكون المحطة التربوية التنويرية الأولى من نوعها في فلسطين والعالم العربي
من جانبها أشادت مسؤولة مؤسسة "" Euro Child جانا جانسورث بالانجازات التي حققتها الهام فلسطين ، مؤكدة على ضرورة الاستفادة من التجارب الناجحة في مجال الشراكات مع المؤسسات المعنية والتركيز على دعائم الاستمرارية.
وقدمت جانسورث تعريفاً بمؤسسة "" Euro Child وبرامجها وأهدافها التي ترتكز على دعم حقوق الاطفال والمناصرة والضغط وايصال صوت اطفال اوروبا للعالم ومساندتهم في كافة المجالات تعزيزاً لحقوقهم، مبينة أهمية الاطلاع على تجربة الهام فلسطين والاستفادة من خبراتها وبرامجها وتعزيز آفاق العمل المشترك.
بدوره قدم ابراهيم الدرباس ممثلاً عن منتدى المبادرين الملهمين تعريفاً بأهداف المنتدى وتوجهاته الفاعلة نحو تعزيز التعلم من أجل التنشئة السوية ونشر ثقافة التميز والريادة والابداع وحشد الطاقات ومد جسور متينة من التعاون وتبادل الخبرات وتفعيل دور الملهمين والمبادرين حول القضايا التربوية والتعليمية وغيرها من الافكار التي تشغل بالهم.
وفي ختام الحفل، الذي تخلله تقديم عرض دبكة شعبية من طلبة مدرسة الرجاء الإنجيلية اللوثرية، تم تكريم المبادرين الملهمين البالغ عددهم 42 من معلمين، ومرشدين، ومديرين، ومنسقي صحة عامة، وطلبة على مستوى المجموعات والأفراد، كما تم تكريم المؤسسات الشريكة الرئيسية.
جدير بالذكر أن إحتفالية إلهام فلسطين الثالثة، نظمت برعاية كريمة من بنك فلسطين، إنطلاقا من دوره الريادي في المسؤولية الإجتماعية، وإهتمامه بقطاع التعليم، وتشجيعه لثقافة الإبداع والريادة.