حلقة يوم الأربعاء الموافق 30/5/2012
إستضاف برنامج فضاءات تربوية د. جهاد زكارنة / الوكيل المساعد للشؤون التعليمية، ورئيس مركز المناهج، وحاوره حول إمتحان التوجيهي للعام الحالي، نقدم لكم هذا الحوار كاملا لأهميته.
مقدم البرنامج / حذيفة جلامنة: في التاسع من حزيران المقبل سيتقدم سبعة وثمانين ألفا وثلاثمائة وأربعة وتسعين طالبا وطالبة عدا طلبة الدراسات الخاصة سيتقدمون لإمتحان الثانوية العامة " التوجيهي " ، هذا الإمتحان صاحب الرهبة والهيبة، والكلمة الفصل في تحديد المصير.
ومع قرب الإمتحان من المؤكد أن هناك من أعلن حالة الإستنفار في البيت، وتليت الصلوات، وتكدست الأحلام والأمنيات ...... للحديث حول إمتحان الثانوية العامة " التوجيهي " لهذا العام من زويا مختلفة يسعدنا أن يكون معنا د. جهاد زكارنة / الوكيل المساعد للشؤون التعليمية في وزارة التربية والتعليم، أهلا وسهلا بكم.
سؤال: لماذا هذه الرهبة، الخوف والقلق المصاحب لإمتحان الثانوية العامة ومن يتحمل مسؤوليتها؟
جواب: التوجيهي هو صاحب كلمة الفصل، وعندما يكون صاحب الكلمة الفصل في التوجه إلى الحياة، وإلى الجامعة، وإلى السوق الخاص، وإلى العمل سيكون صاحب رهبة، لأنه فعلا صاحب الكلمة الفصل، من هنا يأتي دور التربية والتعليم التربويون عموما في تغيير هذا المفهوم بأن لا يكون امتحان الثانوية العامة الكلمة الفصل، وأن يكون بشكل مختلف، النقطة الأخرى أن هذه الرهبة هي ثقافة مجتمعية عندما يصبح الطالب في التوجيهي تعلن حالة الاستنفار كاملة في البلد، حيث يبدأ العمل على الإعداد لامتحان الثانوية العامة، وتعقد الوزارة مؤتمرا صحفيا،ً وأولياء الامور يضعون برنامج تنظيم وقت لأطفالهم وأبنائهم، والجامعات تبدأ بإعداد لائحات القبول، والطالب يبدأ يُعد ويفكر في مسقبله، والاعلام يتجه لهذا الموضوع ويركز عليه وأتمنى أن يركز الإعلام على امتحان الثانوية العامة في بداية العام وينقطع عن هذا الموضوع قبل الامتحان بعشرة أيام لعدم رفع القلق فجزء من القلق يتعلق بمستقبل الطالب وجزء منه يتعلق بالظاهرة المجتمعية فالأهالي يخافون على أبنائهم بسبب ضعف التعليم في فلسطين، والطالب الضعيف يشكل النسبة الأكبر بالتالي سيزداد القلق والخوف في مرحلة الثانوية العامة .
سؤال: دكتور جهاد، في الحديث عن صناعة الأسئلة الخاصة في الثانوية العامة، على أي أساس يتم التعاقد مع واضعي الاسئلة، وعلى أي أساس يتم اختيارهم، هل يجب أن تتوفر فيهم صفات معينة؟
جواب: أولى هذه الصفات بغض النظر عن الأمانة والمصداقية وهي مسلمات في امتحان التوجيهي، يجب أن يكون في الشخص صفات شخصية لها علاقة بالسرية، والأمانة المطلقة، والحيادية، أما الجانب الأكاديمي فأول صفة أن يكون على معرفة جيدة بتفاصيل هذه المادة، قام بتدريسها في سنوات سابقة، أو على إطلاع عليها ومدرسا ً لهذه المرحلة بالذات، فهنالك شرطين أساسيين:
الأول أن يكون درّس هذه المادة في مراحل سابقة ولا يدرسها في المرحلة الحالية.
والثاني: أن يكون من ذوي الخبرة، كفاءته جيدة، تقاريره ممتازة، أمانته العلمية رائعة فهذا الكلام مفروغ منه .
سؤال: هل هنالك تعليمات معينة تقدم من جانب وزارة التربية والتعليم لهؤلاء الاشخاص، مثلاً هل يطلب منهم توزيع الاسئلة على المقرر أو غير ذلك؟
جواب: هنالك جدول مواصفات لامتحان الثانوية العامة يوجد فيه مواصفات الامتحان من حيث عدد الأسئلة وتوزيع الأسئلة، ونوعية الأسئلة، هل تحقق الأهداف أم لا تحققها، ولكن هنالك فروقات شخصية في واضعي الأسئلة، وتحصل كثيرا في توزيع نسب التركيز على المهارات، أو التطوير، يحصل هذا الكلام، فلا نريد القول أن امتحان الثانوية العامة مقدس أو كامل، فنقول أن تعليمات الإمتحان واضحة وجدول المواصفات واضح، لا يخضع لمزاج المعلم فهنالك لجنة امتحانات عليا تضع السياسات العامة وجدول مواصفات تربوي هذا الجدول يوجد لجنة تطبقه بدرجة 80% ولجنة أخرى تطبقه بدرجة 90% أو 75% هذا الذي يحصل واللجنة هي سيدة نفسها وتضع أسئلة تراعي الفروق الفردية بين الطلاب، وأن تتدرج ما بين السهل والمتوسط والصعب وأسئلة للأذكياء بنسبة 5-6% فنماذج التطبيق يكون تطبيقها موكل إلى اللجنة ولا يحق لأحد في لجنة الامتحانات العامة أن يطلع على سهولة أو صعوبة الاسئلة، نحن لا نرى الأسئلة نكتفي بلجان مراجعة للأسئلة من أشخاص خبراء ليس لهم علاقة بالموظفين الإداريين بالوزارة فالموظف الإداري بالوزارة لا يعرف أي معلومات عن الأسئلة سوى ما هي المواصفات العامة للأسئلة.
سؤال: دائما يشتكي البعض ويوجه أصابع الاتهام لإمتحان الثانوية العامة التوجيهي بأنه مقياس المعرفة، هل هنالك من ضمن ما وصفتها بالمعايير أو القواعد المحددة التي يطلب من واضعي الأسئلة عدم التركيز على الجانب المعرفي؟
جواب: أتفق معك تماماً في هذا الموضوع، من الصعب أن تلزم أحدا كان بإتقان جميع المواصفات بالكامل والذي يحصل هو أن عملية التعليم عملية تلقينية مبنية على معرفة، فهو مضطر أن يسير مع هذا القياس فالعملية مترابطة ومتداخلة، بالتالي التوجيهي هو إنعكاس لعملية التعليم داخل الصف وبالتالي نحن في الوزارة نعمل جهدنا ونحاول قدر الامكان من خلال المشاريع العديدة أن نغير آلية التعليم لذلك نحن نعلن صراحة أن الوزارة لم تصل وصولاً جيداً، وآمنا،ً ودقيقا،ً وأكاديميا،ً إلى داخل المدرسة، فالمدرسة هي وحدة إدارية تقوم بعمليتها التعليمية كما تراه مناسباً، ومتابعة المشرفين الذين يقومون بزيارتها ويزودوهم بالتعليمات وهذه التعليمات ممكن أن تنفذ بشكل كامل أو جزئي، فعملية الوصول إلى التفاصيل الدقيقة التي تحصل في المدرسة لم تتمكن الوزارة من تحقيق هذا الهدف بشكل جيد جداً لتستطيع أن تتمكن من معالجة إمتحان الثانوية العامة، إمتحان الثانوية العامة هو انعكاس لواقع فيه صعوبات كبيرة.
سؤال: في كل عام وربما بعض الأعوام كما في العام الماضي يشتكي الطلبة من صعوبة الاسئلة وربما يدعي البعض بأنه هنالك سياسة مقصودة داخل وزارة التربية والتعليم العالي لتخفيض المعدلات المرتفعة، العام الماضي تناقلتة وسائل الإعلام على لسان أحد الأشخاص في وزارة التربية والتعليم أن هذه سياسة مقصودة. ما رأيكم في هذا؟
جواب: اذا رجعت إلى وسائل الإعلام وتوثيقاتها نرى أن كل سنة يقول الطلاب أن الاسئلة جاءت أصعب من العام الماضي، لا يوجد طالب يقول أن اسئلته أسهل من العام الماضي، وهذا له بُعد نفسي، فبعد الامتحان والانتهاء من التصحيح وأخذ العلامة، ودخول الجامعة يقول بأن الوضع كان مختلف، وأنا أعزي هذه الحالة إلى سببين:
السبب الأول: هو اجتماعي لأن إمتحان الثانوية العامة هو صاحب كلمة الفصل في مستقبل الطالب ويجعل الطالب متوترا وقلقا، فدخول الطالب إلى الجامعة، أو إلى كلية معينة من الكليات يتوقف أحياناً على عُشر فهذا الموضوع يزيد التوتر والتصعب من الاسئلة.
أما النقطة الثانية أعيدها وأكررها وأحمل المسؤولية للمجتمع عندما يكون الطالب في مستوى أكاديمي أقل من المتوقع لن يرى الأسئلة سهلة وخاصة ظاهرة إنحدار التعليم في السنوات الأخيرة والخطة الخمسية لم تحقق المتوقع منها، فالتحسين الذي قامت به لم يحل جميع مشاكل نوعية التعليم، فالطلاب الذين يعانون من ضعف في التعليم هم من يعانون من صعوبة الاسئلة.
سؤال: هناك من يقول أن النتائج التي تعلن للتوجيهي هي نتائج ليست النتائج الحقيقية وأن الوزارة تعمد الى تعديل أو معادلة النتائج، ما مدى صحة هذا الحديث؟
جواب: الجمهور يقول أن الوزارة معنية بتخفيض نسبة الناجحين، بعد حين يقول ليست النسبة الحقيقية ,الحقيقة الحديث ليس دقيق، وزارة التربية والتعليم لها لجنة تصادق على إمتحانات الثانوية العامة، هذه اللجنة تذهب في منحى علمي أكاديمي موضوعي بحت، بمعنى عندما يأتي احتجاج على سؤال ما لأنه جاء فيه خلل ما، أو عدم صياغة بالمفهوم، أو اللغة للسؤال لم تصغ بشكل سليم، أو أن الطالب فهمه بشكل مختلف، هذه لجان تقرر حذف هذا السؤال وتوزيع علاماته على باقي المادة، أو مراعاة هذا الطالب الذي لم يجب عليه أو اعتبارة صحيح لكل طالب أجابه بأي شكل من الأشكال.فيوجد تدخل، هذا التدخل لا يعكس حقيقة الحجم الناس تتوقعه، نحن لا نرّسب ولا ننّجح، لكن نحن نقول هل إمتحان الثانوية العامة معيار حقيقي لمخرجات التعليم ، أنا بالنسبة لي ليس معيار حقيقي لمخرجات التعليم، لأنه عمليا مخرجات التعليم مبنية على آلية واحدة هي آلية الإختبار، ومخرجات التعليم لا تعتمد على آلية الاختبار يوجد قيم وسلوك واتجاهات وملاحظة وبناء شخصية الطالب. فعندما نتحدث عن المناهج، فالمناهج لها ثلاثة أبعاد أساسية، واليوم يتحثون عن أربعة واحد منها نفسي، واحد منها معرفي، واحد منها توازن بالشخصية العلاقات الاجتماعية، هذا البعد النفسي والحركي والمعرفي هذه الأبعاد يجب أن تكون ممثلة بآلية قياس للمخرجات، مخرجات التوجيهي ليست مقيمة تقييما حقيقي لمخرجات التعليم.
سؤال: كيف تتم عملية التصحيح في التوجيهي ؟ وإلى أي مدى يمكن وصف هذه العملية بالعادلة؟
جواب: أكثر عملية أثق بها في امتحان الثانوية العامة هي العملية الادارية، من حيث وضع الأسئلة، الأمانة في الموضوع، السرية المطلقة، آالية الاختبار، التصحيح، أنا شخصيا أعتبره عادل مئة بالمئة.آلية التصحيح تتم على الشكل التالي: كل الدفاتر مغلقة ولا يوجد إسم أي طالب على الإطلاق معروف، تخلط كل الأوراق ويتم تصحيحها.النقطة الثانية عندما نجيب على الأسئلة نحضر لجنة تصحيح ونعين لكل مبحث فريق تصحيح غير المصححين، فريق من ثلاثة إلى أربعة أشخاص، ولهم رئيس يقرؤا الأسئلة ويجيبوا عليها وينظروا في احتمالية الإجابات الصحيحة عند الطلاب، ويتفقوا اذا أجاب الطالب بهذه الطريقة صحيح، أو اذا لا يوجد أي طالب أجاب على السؤال يتم حذف السؤال، دائما يصنعون كل السيناريوهات المحتملة للتصحيح، وهذا موحد في الضفة الغربية وقطاع غزة، فكل لجان التصحيح في المحافظات تشتغل وفق نفس المعيار، ويتفقون على الإجابات وتوزيع العلامات، هذه أول قضية ايجابية وعادلة للطالب.النقطة الثانية نحن نعمل مثل خط الانتاج يوجد عندنا 6 أسئلة و 6 لجان تصحيح كل سؤال تصححه لجنه من أول يوم في التصحيح لآخر يوم، كل سؤال يصححه مصححين وتجمع العلامتين وتقسم على 2 أما اذا كان فجوة بين العلامتين يصحح السؤال طرف آخر فهذه الآلية التي نسير عليها عملية التصحيح تتم من شخصين واحد تلو الآخر لكل سؤال وعملية الجمع تتم من شخصين واحد تلو الآخر لكل سؤال يجمع واحد منهم بالأرقام على الآلة الحاسبة، والثاني يجمع على الحاسوب، ف6 أسئلة تصحح من 12 مصحح و24 مدقق في قاعتين مختلفتين.
سؤال: هناك بعض الأسئلة التي تثار حول اذا سيكون هناك حذف بعض المواد من المقررات لهذا العام، ولماذا تعتمد الوزارة سياسة حذف بعض المواد في سنوات ولا تعتمدها في سنوات أخرى؟
جواب: أولا مبدأ الحذف هو مبدأ مرفوض لأن مبدأ الحذف يعني انتقاص من أهداف وفلسفة المنهاج،ترّكب المناهج والكتب الدراسية بحيث تعكس المنهاج، فعلى سبيل المثال اذا تم حذف الوحدة الفلانية باللغة العربية عن علم الصوتيات يعني ذلك لم يتم قياس أبعاد المنهاج أو المنهاج لم يكن مركب بشكل صحيح، فالحذف هو شئ سلبي لا يعكس المفهوم العلمي الصحيح. لكن الوزارة اضطرت له في بعض الحالات، اضطرت له عندما حدث إشكاليات في الدوام المدرسي سواء كان إضراب، أو علاقة فيها خلل في مكان ما، معلمين لم يتمكنوا من الوصول، نحن نشعر أن الطالب يدفع الثمن فكانت الوزارة تلجأ إلى هذا الأسلوب .أما كمبدأ علمي كمبدأ تربوي هو مبدأ مرفوض، واذا كانت هذه الوحدة زائدة في الكتاب فيجب على لجنة المناهج أن تقول هذه المادة زائدة، والذي يتم حذفه يتم على خصوصية معينة وبتوصية من المعلمين والمشرفين، هذه مرونة في وزارة التربية والتعليم وهذا شئ ايجابي، نحن لا نقيد الطالب لكن يوجد بعد تربوي في الموضوع وبعد إنساني.
سؤال: د.جهاد هل من تسهيلات أقرتها أو ستعلنها الوزارة خاصة بإمتحان الثانوية العامة لهذا العام من شأنها أن تسهل على الطلبة؟
جواب: من التسهيلات على سبيل المثال التسهيلات اللوجستية، مثلا الامتحان يبدأ الساعة التاسعة صباحا نعطي الطالب استثناءا إذا تعرض لظرف إستثنائي مسموح له الدخول للامتحان الساعة التاسعة والنصف يعني هذا تسهيل فريد من نوعه، النقطة الثانية إذا تعرض الطالب لأي شئ صحي طارئ وانتقل إلى مستشفى يسمح له أن يتقدم بأي مكان حتى لو كان طالب وحيد يرسل له مراقب، الطالب أيضا اذا لم يتمكن من الوصول لقاعته يسمح له أن يدخل لأي قاعة أخرى.يوجد تسهيلات لها علاقة بذوي الاحتياجات الخاصة، نحضر كاتب نعطي نصف ساعة وقت إضافي من وقت الإجابة لأنه عندما يتم تعيين كاتب لطالب التفكير لا يكون سليما وسلسا ومتتابعا، المكفوفين معفيين من الرياضيات والتكنولوجيا لا يوجد عندهم مسائل حسابية، الرسوم والخرائط ليست موجودة ويقدم في غرفة لوحده، أيضا نحضر لغة اشارة لغير القادرين على الفهم نحضر قارئ للمكفوفين، عمليا يوجد تسهيلات جيدة ولجان التصحيح تقوم بدور آخر من التسهيلات فيما يتعلق بتركيبة عملية التصحيح.
سؤال: دائما من يقوم بعملية المراقبة والتصحيح من معلمين ومعلمات هم دائمي الشكوى من أن مستحقاتهم لقاء عملية المراقبة والتصحيح تتأخر وهذا في كل عام، أين هي المشكلة؟
جواب: هذه المشكلة تواجهها وزارة التربية والتعليم من حوالي أربع سنوات، كان المصحح يصحح والمراقب يأخذ مستحقاته بعد شهر أو شهري، ونحن الآن نتحدث عن عام.هذه المشكلة لها بعد مالي له علاقة بقدرة السلطة على الالتزام بموازناتها والتزاماتها المالية تجاه الناس، وهناك بعد في الموضوع له علاقة بالإجراءات الروتينية والإدارية، وله علاقة بالنظام الإداري الكثير التعقيد المرتبط بوزارة المالية، بتمنى من وزارة التربية ووزارة المالية أن يبحثوا هذا الموضوع مع بعضهم ويوجدوا له آلية، وبشكر المعلمين والمراقبين والمصححين وبتمنى أن يفهمونا في هذا الموضوع، هو موضوع مزعج ويجب أن يحل.
سؤال: التوجيهي رغم الخلاف بين شطري الوطن إلا أنه يجري بالتزامن والتنسيق التام بين بين مديريات الضفة الغربية ومديريات غزة، هل سيكون هذا الأمر أيضا هذا العام على نفس النحو؟
جواب: نعم التوجيهي هذا العام كما في الأعوام الثلاثة السابقة توجيهي موحد بكافة التعليمات وكافة التفاصيل وبإعلان النتائج، وبآلية التصحيح، وبآلية وضع الأسئلة، وبآلية المراقبة، والأسئلة موحدة، وإذا حصل تعديل على الأسئلة في الضفة الغربية سيكون التعديل أيضا في قطاع غزة من خلال كلمة غير واضحة في الطباعة أو بعض الأسئلة غير الواضحة.
السؤال الذي يطرح نفسه، كيف نجحنا في هذا الموضوع؟ بوجود لجنة موحدة لامتحان الثانوية العامة، كثرة هذا التواصل اليومي بتفاصيل هذا الامتحان جعلت الناس تفهم بعضها أكثر، والنقطة الثانية أنه يوجد دفع ثمن لا نريد لطلاب أن يدفعوا هذا الثمن نحن يوجد لدينا 87000 ألف طالب يدفعوا ثمن الانقسام حتى يذهب إلى الجامعة ويتم السؤال الشهادة من أين صادرة هل هي من الضفة أم من غزة ؟ هذا كلام استطعنا تسويه، لكن أنا أقول لك الفهم والتواصل الدائم، منذ شهر ونصف ونحن نعمل في ايام الجمعة والسبت وكذلك الأمر في غزة، إذا حضرت أنت والتلفاز في هذه الأيام فستجد الموظفين على رأس عملهم بدون ساعات إضافية وبدون أجر، فهذا الشيء لا يعرفه المواطن وبعض موظفين من الوزارة ايضا لا يعرفوه، تفاصيل امتحان الثانوية العامة هي تفاصيل كثيرة ومعقدة، وطويلة جداً.
مقدم البرنامج: ما يدفع هؤلاء الموظفين إلى العمل أيام الجمعة والسبت هو الشعور بالمسؤولية لإنجاز امتحان وطني
د. جهاد زكارنة: لا يمكن تأجيل التوجيهي، ولا نقبل تأجيله لأن له علاقة بالبعد الوطني وبجاهزية السلطة على أن تقوم بواجباتها، إذا قلنا أنه بتاريخ 9/6 نحن غير جاهزين وسوف نأجل إلى 12/6 فنحن خلال هذه الفترة ماذا نفعل وماذا نعمل، في 7/6 سوف ينتهي العام الدراسي فهو يوم خميس و8/6 يكون يوم جمعة، و 9/6 يكون يوم السبت أول امتحان للتوجيهي، فنحن نعمل على ترتيب كل قاعة الوطن في يوم الجمعة وهو يوم اجازة.
سؤال: نحن تحدثنا مطولاً عن امتحان التوجيهي الحالي من وضع الأسئلة إلى الرهبة إلى عملية التصحيح، وأيضاً إلى بعض الإجراءات الادارية، ولكن هل متابعتكم لامتحان الثانوية العامة(التوجيهي) تعطيكم الفرصة والمجال للقول أن هناك ضرورة لتغيير الامتحان أو النظام الحالي؟
جواب: دعني أبدا كالتالي: اولاً امتحان الثانوية العامة سواء كان بفلسطين أو في أي بلد بالوطن العربي على الأقل له ثلاث ركائز أساسية:
الركيزة الأولى: يجب أن يكون إمتحان له مصداقية أكاديمية، وله موضوعية بحته يستطيع أن يقيس الطلاب ويكون عادلا بين الطلاب، هذا بعد أكاديمي، لا يوجد دولة بالعالم تستطيع التنازل عن هذا البعد إلا إذا كانت تريد إغماض عينها، يجب أن يكون إمتحان ممثل للطلبة، وممثل للمنهاج، ويقيس أهداف المنهاج ويستطيع فرز وتصنيف الطلاب من الأذكى، من المتميز، ومن العبقري، ومن المتوسط والبسيط، هذا بعد أكاديمي لا نتنازل عنه.
الركيزة الثانية: يوجد بعد آخر ولا يمكن أن تفهم امتحان الثانوية العامة اذا لم تفهمه، أنت في بداية حديثك معي قلت لي هذا الامتحان صاحب الرهبة والرعب والقلق إذن هذا بعد ليس من الوزارة إنه بعد اجتماعي ولذلك يجب أن تكون الركيزة الأساسية الثانية هي ركيزة إجتماعية، يجب أن يكون هذا الامتحان ليس له فقط مصداقية تربوية وعلمية، يجب أن يكون له قبول اجتماعي وجماهيري ومقبول، وهذا يعني انه أي نظام أصبح عليه ثورة، في أحد المرات قرأت عن تغيير المناهج في هنغاريا وعندما سئلوا لماذا تم تغيير المناهج قالو بأن الجمهور لا يريدها، هذا كان التبرير الوحيد لهم، أنت تقدم خدمة للجمهور، واذا الجمهور لا يريد هذه الخدمة عليك بتغييرها، الجمهور بدأ يقول هذا إمتحان صعب وقاسي، وظالم، كل هذه الصفات التي نسمعها لذلك يجب أن يتم هذا التغيير، واذا تم هذا التغيير يجب أن يكون له علاقة بقبول الجمهور له، لا أستطيع أن اغير نظام ضغط علي الجمهور لتغييره وبالآخر أقره دون رأي الجمهور، لا ينفع لأنه ابنائهم ومعلمهم، وأولياء أمورهم، والطلاب أنفسهم هم الذين يتقدون لهذا الامتحان.
الركيزة الثالثة: مهم هو البعد الإداري والسياساتي، بمعنى أن هذا النظام سوف يقر مجلس الوزراء ، اذاً مجلس الوزراء يجب أن يكون على علم بآلية عقد الامتحان، نظام الامتحان، تفاصيل الامتحان، بأي أوقات يعقد الامتحان، كلفة الامتحان، تبعات الامتحان إذا كانت نسبة الرسوب عندي عالية فأين سيذهبون، نحن الآن في وزارة التربية والتعليم نتحدث عن نظام سوف يخضع الطالب لامتحان ثانوية عامة في الصف الحادي عشر والثاني عشر، اذاً يجب أن يكون لدينا تفسير أكاديمي وأهداف تربوية واضحة لماذا سوف يخضع الطالب للامتحان في الصف الحادي عشر، أنا لست ضد أن يخضع بالصف الحادي عشر ولكن أريد تفسير مقنع لكي اتبناه، يجب ان نقول ما هي آلية ونظام عقد هذا الامتحان، هذا الامتحان سيقعد بإدارتين مختلفتين يعني هل يوجد لجنة خاصة بالصف الحادي عشر تدير عملية التصحيح والرقابة والادارة والتوزيع والإسئلة، وكذلك اللجنة للصف الثاني عشر، أو لجنة واحدة تشرف على الطرفين، كل واحد له تبعات مختلفة، اذا هم لجنتين مختلفتين، فأنا بحاجة إلى فترتين زمنيتين مختلفتين، وهل النظام السنوي الخاص بي العام الدراسي يتحمل فترتين زمنيتين مختلفتين، إذا كان يتحمل يجب أن نعرف كيف، إذا لا يتحمل يجب ان نعمل في فترة واحدة، والعمل بفترة الواحدة يحتاج إلى إدارة مختلفة، هذه التفاصيل هي البعد الإداري والسياسي في الموضوع، فمجلس الوزراء من أجل إقرار هذا الشيء يجب أن يفهمه.
سؤال: هناك دعم سياسي واضح لتعديل أو تغيير نظام وامتحان التوجيهي؟
جواب: نعم وبلا شك، وهذا واضح، يوجد دعم سياسي وإجتماعي وانا على رأس الداعمين لنظام التغيير، لكن نظام التغيير يجب أن يضمن الهدف التربوي، وتعزيز دور نوعية التعليم، الهدف الاجتماعي تخفيف التوتر والقلق، الهدف الاداري تبسيط الاجراءات الادارية، انا الآن أقود إمتحان الثانوية العامة في الوطن ويوجد لدي منطقة C وغزة، والقدس، وخلف الجدار، عندما أقوم بتوزيع الأسئلة يوم 9/6 على الطلاب يكون لدينا غرفة طوارئ وغرفة عمليات لتأكد من وصول الأسئلة إلى جميع القاعات أو لا لأنه من الممكن أن يغلق الإحتلال الطرق، وتكون المناطق مناطق عسكرية مغلقة، أو هناك عملية اقتحام، وحصل في نابلس والخليل وتأجل الامتحان، إذن هذا نظام عالي جدا،ً وأجمع الأسئلة بنفس الطريقة، هذا النظام اذا كان لدي الصف الحاي عشر يجب أن آخذه بعين الإعتبار، أنا أريد مضاعفة المجازفة أو أن أجد حلا للقصة.
سؤال: أين وصل المقترح الذي يتم تداوله في داخل وزارة التربية والتعليم؟
جواب: المشكلة في انه أين وصل هذا المقترح، هو الآن يناقش لكن نحن نقول أن الأسئلة التي أثارها الجمهور والتي نحن نثيرها كمسؤوليين هي لم يجاب عليها بعد وبالتالي شكل المقترح غير مكتمل، طالما شكل المقترح غير مكتمل وغير واضح المعالم، أو منتهي المعالم يعني صورته النهائية ليست بين يديك ولا بين يدي، أنت حضرت جلسات ورأيت الصورة النهائية غير كاملة، يجب أن أعرف التفاصيل من أجل تقديمه للجمهور، أو للمسؤولين، أو لصاحب القرار، أو للأشخاص الذين لهم أطراف بالمسؤولية بصورته النهائية لكي آخذ عليه موافقة، لا أستطيع أن أقدم شيء ليس بصورته النهائية، لكي آخذ الموافقة عليه، أنت تسألني عن رأيي بموضوع ما أطالبك بشرحه لي لكي أبدي رأيي.
سؤال: الكثيرون يطالبون بنشر تفاصيل النظام المقترح من قبيل أولاً الاطلاع والفحص وتقديم المقترحات والتعديل، نتمنى أن ينشر قريباً؟
جواب: أنا أقول بأن هذه خطوة ضرورية، واعتقد ان الوزارة سوف تقدم عليها لأنه إذا كنا نحتاج إلى نتائج صحيحة فأنت تحتاج إلى تقديم معلومات كاملة، هذا مقترح له علاقة ب 87.000 طالب وطالبة والسنة القادمة سوف يكونوا 174.000 طالب وطالبة عندما نتحدث عن الحادي عشر والثاني عشر، وهذا له علاقة بكل وضع المجتمع الفلسطيني فحالة الاستنفار تعم البلد كله، قرأت مقالا لأحد مديري المدارس فقال (ولي الأمر يأخذ شهيق مع بداية العام الدراسي ويخرج الزفير مع نهايته) عندما يكون عنده طالب توجيهي، فهذا النظام ليس ملك لوزارة التربية والتعليم فقط.
سؤال: في نهاية الحلقة د. جهاد ماذا يمكن نوجه رسالة للطلبة مع قرب بدأ امتحان الثانوية العامة ( التوجيهي)، أو للأهل رسالة تخفف القلق والتوتر تساعدهم على اجتياز هذا الامتحان بشكل سليم؟
جواب: رسالتي إلى أولياء الأمور بسيطة وتدور في نفس الحديث وهي الجو النفسي المناخ الصحي السليم داخل المنزل، لا يجوز أن يعيش الطالب حالة التوتر والقلق دائم جزء منها له علاقة بالمجتمع وجزء يساهم به الأهل، المطلوب من ولي الأمر أن يكون قادرا على معرفة البرنامج التنظيمي لولده يومياً ، أن يعرف كم ساعة يدرس يومياً، وأي الأوقات التي تكون للدراسة، وهل هو يسير على خطة وما هي المواد التي يدرسها، الطالب الذي وصل إلى الصف الثاني عشر يستطيع النجاح، اذا ما أحسن تنظيم الوقت لديه، إذا كان تنظيم الوقت يستخدم بشكل جيد فالطالب قادر على أن يصل بر الامان، وإن لم يكن هذا العام يكون بالأعوام القادمة، أو العام المقبل، وأنا اقول لك إن امتحان الثانوية فيه مرونة ويتيح للطالب أن يتقدم للامتحان على سنتين يأخذ الطالب خمس مواد هذا العام وفي العام القادم الخمس مواد المتبقية، لا داعي للتوتر الكثير فالطالب عندما يدخل الجامعة يمكن أن يأجل سنتين أو تغير الكلية مرتين، يعني في الجامعة لا يهم أن تتأخر سنتين، وبالتوجيهي تنقلب الدنيا إذا خسرت سنة، ولكن هذه السنة يجب أن لا تضيع يجب ان يكون مخططا لها، فالطالب الذي يشعر أن لديه مشكلة في أحد المواد فسوف أجلها للعام القادم لا احد له علي، والنظام يسمح بذلك، اتمنى ان يكون هناك رغبة وقدرة على صناعة القرار في داخل المنزل نفسه.
مقدم البرنامج: نتمنى ذلك ونتمنى أن تجري الأمور بتحضيراتكم إلى انجاز إمتحان التوجيهي بشكل رائع ويعطيكم الف عافية، ونتمنى أيضاً ان تعلن وزارة التربية والتعليم عن المقترح ليكون لنا حديث عن هذا المقترح، ولاطلاع المجتمع الفلسطيني على هذا المقترح وتفاصيله من قبيل تقديم اقتراحات وتطويرات.