تناول برنامج " فضاءات تربوية " الذي بث عبر شاشة فضائية مكس/ معا، كثمرة تعاون بين وكالة معا الإخبارية، وتلفزيون القدس التربوي، ومؤسسة التربية العالمية/ إلهام فلسطين، تناول موضوع " مجالس التعليم المجتمعي "، الذي سيقدم عبر حلقات متتالية خلال الفترة القادمة.
تضمنت الحلقة حوارا أجراه مقدم البرنامج: الإعلامي، والباحث التربوي حذيفة جلامنة مع عطوفة وكيل وزارة التربية والتعليم العالي أ. محمد أبو زيد، ومدير عام الإدارة العامة للإشراف والتأهيل التربوي، أ. ثروت زيد، ولأهمية الموضوع الذي يشكل نقلة نوعية في فلسفة ورؤية الوزارة، باتجاه تنويري، نقدم لكم هذا الحوار كاملا.
مقدم الحلقة أ. حذيفة جلامنة : لماذا مجالس التعليم المجتمعية وفي هذا الوقت بالذات؟
مقدم الحلقة: أين يأتي دور هذه المجالس في تحمل المسؤولية؟
مقدم البرنامج: حذيفة جلامنة: هذا إضافة إلى أن التعليم هو أيضا مسؤولية المجتمع، وبالتالي أحيانا تظلم وزارة التربية عندما تحسب أن التعليم هو حكرا على هذه الوزارة بينما هناك أطراف كثيرة فاعلة أيضا لها علاقة فاعلة في صلب عملية التعليم والتعلم.
أ.محمد أبو زيد: كما قلت من الناحية القانونية الوزارة ولايتها عامة بمعنى نحن نوفر مجموع العناصر الضرورية التي تسهم في بيئة تعليمية ناجحة سواء أستاذ مؤهل، أو اللوجستيات بمجمعها، أو من الناحية المادية (طباشير ، ألواح) هذه قضية هم وزارة، وعليها أن تقوم بهذا، ولكن الطالب الذي يمكث في الوزارة لساعات محددة هو ليس فقط صنيع لهذه المدرسة، أو لهذه الساعات فقط هو ينتقل بتفاعله ما بين المدرسة وما بين البيت وما بين الشارع كل هذه تتفاعل سوية لتنتج في نهاية المطاف شخصية مواطن فلسطيني نحن نحاول خلال هذه الساعات التي يمكثها الطالب صقل شخصيته وبناءها لكن هل نحن الوحيدون مجتمعيا، لا غير ذلك، وبالتالي لوم الوزارة أحيانا قد يكون مبالغا فيه، وقد يكون غير دقيق، لأنه أحيانا تكتشف أنه إذا أخذت مدارس متدنية التحصيل، أول التحليل يبدأ أنه لدينا للأسف الشديد مجتمع محلي غير مهتم بتلك المدرسة، المدرسة منعزلة مجتمعيا، الآباء والأمهات لا يهتمون، وبالتالي النتائج أو مجموع المخرجات كلها ليس بشاكلة جيدة.
مقدم البرنامج: بالحديث عن المجالس التعليم المجتمعية، ما هي الآليات المقترحة من جانبكم لعمل هذه المجالس المجتمعية ؟
جواب: أ. ثروت زيد : ليس مطلوبا منا كفلسفة أن نعمل نظاما، لكن هذا المجتمع نفسه بتركيبته على اعتبار ودعني أعود للخلف قليلا، نحن نتحدث عن طالب موجود في مدرسة هو الهدف لوزارة التربية والتعليم، يقوده مناخ تعليمي داخل المدرسة، ويحسن من أدائه، هذا المناخ التعليمي لن يخلقه فقط مدير مدرسة، أو معلم، فهنالك تفاعل إيجابي ما بين المدرسة والمجتمع المحلي، وأفضل تعريف للمدرسة أنها مؤسسة اجتماعية مفتوحه، وبالمفاهيم والأنظمة التربوية هو نظام لين، نظام مرن، وأفضل أنماط ما يسمونه النمط غير التقليدي، أو النمط الفوضوي، وهذا أفضل تعريف له، هو نمط فوضوي بمعنى أنه لا يمكن القول انا أريد مدخلات، وبالتالي تصبح المخرجات تساوي المدخلات زائد العمليات .هذا المنطق الاداري لا ينسجم في التربية، لأن هناك جهدا ضائعا كبيرا جدا، وبالتالي إذا إذا أردنا التفكير بآليات كيف تشكلت هذه المجتمعات، نحن كان دورنا أشبه بمشعل شرارة، بمعنى تّحمل يا مجتمع مسؤوليتك نحو التربية والتعليم والعبارة التي نبقى نكررها طوال الوقت، كيف تسمحوا لنا يا أهل أن ندخل بيوتكم، ونتحدث عن أغلى ما تملكون، وهم أطفالكم لنحدد لكم أن رؤيتنا لهذا الطفل ، ومواصفاته 1،2،3 دون أن يكون لكم دور في هذا المجال. وبالتالي نحن نحث المجتمع أن يكون له دور، أن يكون شريكا في الرؤيا قبل أن يكون شريكا في الأدوات، إذن نحن نتحدث هنا عن شراكة في الرؤيا، وفي الرسالة، في التخطيط، وفي التنفيذ، وفي المتابعة أو في التقويم، وبالتالي الأمر يقوم على حث هذا المجتمع في الضفة الغربية حاليا ونتمنى أن يصل إلى عموم فلسطين .
الضفة الغربية هي عبارة عن تجمعات سكانية قروية صغيرة، وتعد من أكثرها في العالم، المدرسة هي نظام مفتوح، إذن المدرسة يجب أن تستثمر ما بعد وقت الدوام الرسمي، هنالك تخوف ما بين شيء تقليدي تربينا عليه من مدير المدرسة، ومنا كمؤسسة تربوية أن هذه المدرسة عبارة عن حصن مغلق تفتح بأمر من التربية وتغلق بأمر من التربية، من المؤكد أن مبررات تقف وراء هذا التوجه، حيث الخوف من العبث، والإمكانات الشحيحة، وهناك مبررات لمدير المدرسة، للنظام التربوي وبالتالي قلنا حتى تكون هذا النظام مفتوح حتى تكون مفتوحة في وقت الدوام وخارج وقت الدوام، فمن المفترض أن يكون هذا المجتمع نفسه الذي هو البيئة المحيطه بالمدرسة، أن تكون حريصة على المدرسة أكثر من مدير المدرسة، وأكثر من معلمي المدرسة وبالتالي من حقنا أن نتحدث بصوت عال، لماذا يكره طلابنا من الصبح حتى نهاية الدوام المدرسة، وبعد الدوام كثير بقولوها بقفزو من فوق الشيك حتى يجيوا عالمدرسة، أنا لا أريد للطلبة أن يدخلوا من باب المدرسة بشكل شرعي، بحيث يدخل هذه المرة وهو يحب المدرسة، وحتى يتحقق ذلك لا بد من اتجاهات غير عدائية عن المدرسة.
ومن هنا كانت آلية العمل بتقسيم الضفة الغربية على شكل تجمعات متجانسة نوعا ما، برغم الخصوصيات وتتكون هذه التجمعات الصغيرة من توبويين، ورجال أعمال، وأناس معنيين بالتعليم، نحن نستثيرهم، ونقول لهم، شكلوا مجلس تعليم مجتمعي، تستطيعون من خلاله مساءلة ومحاسبة المعنيين، وبالتالي المشاركة في عملية صنع القرار، ورايحين تتحملوا معنا المسؤولية في نوعية التعليم لأنه لا يمكن ولا يعقل في يوم من الأيام أن وزارة التربية والتعليم بكل مؤسساتها، وكذلك مؤسسات المجتمع المدني أن تغير في تحسين تحصيل الطلاب ما لم يكن هناك ثقافة تنظيمية على مستوى المجتمع بكامله، حتى يؤثر في عملية التعليم.
وأطلقنا على هذه التجمعات إسم العناقيد، وقلنا من خلال هذه العناقيد سيجلس الجميع للتشاور في قضايا تهمهم، وليس هناك أهم من أبنائهم، هذه مساهمة في خلق جو يلتقي فيه الجميع للتحاور، للتشاور، والإستماع، وبالتالي التشارك في قيادة بلدنا مع بعض، بالتالي نشارك في قيادة مدرستنا مع بعض، ثم نخرج إلى حلقة أكبر ليكون هذا التجمع على مستوى المحافظة بشكل موسع، هذا المجلس الموسع هو سيد نفسه حيث أن وزارة التربية عضو فيه، ويمكن أن تساءل منهم على اعتبار أنها الجهة الرسمية.
ويشكل مجموع هذه المجالس في المحافظات مجلس أعلى للتعليم في فلسطين، حقنا نحلم، والرؤيا هي إعلان حالم لحلم لازم، ومن حقنا يكون عنا على مستوى فلسطيني مجلس أعلى للتعليم في فلسطين مش من وزارة التربية، وإنما رافد وداعم للوزارة، يتبنى رؤية مجتمعية كبيرة، بكون مرجعيته أكبر شخصية بالبلد، أو أكبر سلطة في البلد مش بمفهوم السلطة التنفيذية، وإنما بمفهوم السلطة الإعتبارية، حيث يمثل الرئيس كل البلد، وكل الشعب، وبالتالي نحن هنا نتحدث عن مرجعية كبيرة من أناس تربويين، أخصائيين، أطباء، صيادلة، كل التخصصات، كل له دور، هذا المجتمع يحتوي مجموعة من النظم تقوم على التكامل.
مقدم الحلقة: مع أن تجربة المدارس هي تجربة حديثة ولكن هل عملت وزارة التربية والتعليم العالي على توضيح أو بناء بعض الأسس والمرتكزات لهذه الشراكة المجتمعية ؟ أم أن التجربة الجديدة نسبياً تركت لمديريات التربية والتعليم لتحدد هذه الأسس والمرتكزات؟
جواب: أ. محمد أبو زيد: لا يوجد بكل المديريات مجالس مجتمع محلية، وأعتقد أن معظمها حالياً ينتهج هذا التوجه، التجربة بدأت بمديرية قلقيلية على وجه التحديد من دور المحافظة، والمرتكز الأساس في الموضوع أو فلسفة الموضوع رأيتها في حضارات وشعوب أخرى بمصطلحات أخرى، في بريطانيا في حديث عن المجتمع الكبير السلطة لا تقوم بكل المشاريع، السلطة تملك المال وعلى أطراف المجتمع المحلي في بريطانيا لها القدرة على صنع مناهج مختلفة عن المناهج، التي تقر الحكومة الخطوط العريضة للمنهاج، هذه تجربة ناجحة قد لا نصلها في وقت قريب ولكن حاجة مجتمع طوباس لمدرسة صناعية من يقره؟ الوزارة لوحدها أم أن المجتمع يمكن أن يفكر معنا بهذا الاتجاه، نحن نريد مدرسة زراعية ولنفرض في طوباس أو مدرسة صناعية في رام الله، المرتكز أن حاجات المجتمع الفلسطيني يحددها أبناء المجتمع الفلسطيني، تجربة المديريات هي لم تترك للمديريات، هناك تفاعل متكامل بيننا وبين المديريات في هذا الموضوع، ورفضنا أن تكون الوزارة هي العنوان، بمعنى لما وضعنا الهرمية لم نقبل أنها فوق وزارة التربية والتعليم، المجتمع المحلي يقف قبالة الوزارة من عدة زوايا، الزاوية الأولى له مسؤولياته ويمكن أن يمارسها بحرية بتساوق مع سياسات الوزارة، له قدرته على مساءلة الوزارة بالإضافة إلى البعد الآخر، البعد المادي الذي يمكن أن يتطور كما رأيت في بعض المجتمعات في فترة قليلة خارج إطار مجلس الآباء مثل المجلس المحلي في كفر قدوم استطاع أن يوفر 32 الف دينار في فترة بسيطة والقضية ليست قضية مادية، إستطاع هذا المجتمع أن يحدد من خلال 32 ألف دينار ماذا تريد المدرسة من وجهة نظر المشاركين في المشروع، وليس من وجهة نظر الوزارة، وليس بالشكل التقليدي المتعارف عليه، وهنا تاتي الأوسع للأطراف الأخرى القادرة بفعل خبراتها الشخصية ومسؤولياتها أن تثري المدرسة، وتضع التوجهات التي تريد.
هل كفر قدوم بحاجة إلى مدرسة توظف التكنولوجيا بشكل فاعل أم لا ؟ قد يكون هناك رؤى أو فلسفة في نهاية المطاف موجودة في رؤوس أصحاب الفكرة في الوزارة، ولكن التجربة تمر بتقييم من فترة إلى أخرى ونحن بصدد الذهاب إلى قلقيلية خلال الأسبوعين القادمين لنقيم تجربة الفصل الثاني ونخطط لما نريد من هذا المجتمع ، الدور المباشر للوزارة يجب ان ينكمش قليلاً، حتى نترك لهؤلاء الأطراف حرية التصرف ضمن السياسات الموجودة بالوزارة ، وإذا ارادوا تطويرها ايجابياً لصالح أبنائهم فليكن ، التجربة ليس حكرا للمديرية لوحدها هنالك تفاعل بين المديرية والوزارة وهناك تصور أنه في نهاية الخط التطويري، هذا المجتمع يملك ارادته كاملة والوزارة تقف إما بجانب المطلع الذي يعطي المعلومة ويقدم المعطى، أو بجانب أخر، وهو أهم جانب تسئل الوزارة ماذا عملت بهذا الاتجاه أين نجحت ؟ أين قصرت ؟ وهذا صلب المرتكز الأساسي أن تمارس الناس ديمقراطية بشكل فاعل، وأن تسأل الوزارة أين هي ذاهبة بهذا التخطيط ؟ وهل نجحت ؟ هل فشلت ؟ ماذا يمكن أن تقوم به ؟ كيف يمكن ان يكون الإنجاز الأفضل ؟ وهكذا، فالمرتكز في نهاية المطاف هو قدرة وإيمانا بعقل الانسان الفلسطيني على تشخيص هذه الإحتياجات وتطويرها، والإرتقاء بها للوصول للهدف العام وهو تحسين نوعية التعليم الفلسطيني.
مقدم البرنامج: أستاذ ثروت: تجربة المدارس هي تجربة حديثة وما تفضلتم به حول نمط هذه الشراكة هو نمط يحمل من الأمور التنويرية الكثير وهو بخلاف المعتاد، ماذا تقول لأولائك، أو لمن يشكك بأن هذه الفلسفة، وهذه الرؤيا، أو آليات العمل قد لا تدمج المجتمع المحلي، ويبقى دورها هامشياً على سبيل المثال؟
يوجد أشخاص نسميهم مبادرين، والمبادرين موجودين في المجتمع ولا نستهين بهم ويوجد هناك المحللون الذين يحاولون إيجاد العثرات، ويوجد هناك أشخاص مدافعين الذين يتناولون الفكرة وينفذوها مباشرة وعادة يحاولون أخذ الفكرة بسطحيتها، وفي هناك الأصل الذي تريد توسيع قاعدتهم وهم المتفاعلون، الان أنت لا تتوقع انك بدأت بفكرة جديدة بطرح جديد له علاقة ببعد وإطار فلسفي ضخم جداً اسمه التشاركية، إسمه مجتمع مدني، إسمه ديمقراطية، اذا يوجد شراكة، هذه الشراكة لها أسس، الآن يوجد شراكة بينك وبين هذا المجتمع، ووكيل الوزارة يطرح بشكل واضح أننا نريد شراكة، وأنك تساؤلني، وانني سأسمع رايك في أداء المعلم، والمدرسة، وإستراتيجيات التدريس والتقويم، وقضايا كثيرة، وبالتالي هذا الخوف غير مبرر، كلما نضجت الفكرة كل ما تراجعت المؤسسة الرسمية عن احتكار الموقف.
على سبيل المثال: في قلقيلية تشكل مجلس تعليم مجتمعي على مستوى المحافظة، وأرسلوا لنا الأسماء فقط وبدورنا لا نستطيع التدخل بها لأنها ليست من مسؤولياتنا، نحن مدركين جداً وبكل قناعة أن التعليم في فلسطين بحاجة إلى تحسين نوعية، وتحسين تحصيل الطلبة، نحن واقعيين جدا مع أنفسنا، نحن نجحنا في مجالات وقد تكون هناك اخفاقات في مجالات أخرى، المطلوب هو تفعيل الكل سواء على المستوى الداخلي، أو على مستوى البيئة الداخلية، أو البيئة الخارجية، تتفاعل مع بعض لتحسين نوعية التعليم، يوجد أشخاص معارضين، وأشخاص متضررين، وأشخاص يحبون النمطية، وهذا طبيعي جداً فيصبح دورك تحديد أولوياتك، ورؤية الأشخاص الذين بحاجة إلى توضيح لكي تكسبهم وأفضل طريقة للكسب هي التقليل من أعداء الفكرة حتى يزيد أنصار الفكرة، قد يقوم هذا المجتمع في لحظة من اللحظات بنقد الوزارة، هل نقول أننا تخلينا عن المجتمع، فالمجتمع مطلوب منه التحدث وتحمل المسؤولية، وبالتالي سوف تنجح لأن المجتمع راغب في هذا التوجه.
مقدم البرنامج: أستاذ محمد هناك وبالمقابل من يقول بأنه يشعر بنوع من التغيير ويستشف روح جديدة، ونمطاً جديداً من العمل لم يعهده من قبل وأن هذا التوجه داخل وزارة التربية والتعليم هو توجه جدي أيضا ولكن بالمقابل يخشى من عدم مأسسة هذا التوجه بشكل جذري ولكنه لا ينكر أن هناك توجهات جديدة بوزارة التربية والتعليم ، ماذا تقول لهؤلاء ؟
جواب: محمد أبو زيد: التجربة تتفاعل مع نفسها والمتابعة من قبل الوزارة والمجتمع المحلي مرضية جدا إلى أبعد الحدود، الحاجة إلى المأسسة موجودة بالفكر الحالي وفي وعينا ولكن كيف نصل إلى هذا المستوى من المأسسة أيضاً مفتوح، هل تكوّن جمعيات تشبه الجدمعيات الخيرية بمعنى أن يصبح لها صلاحيات وواجبات قانونية وما إلى ذلك، هذه أسئلة مطروحة هي في نهاية المطاف قدرة هذا المجتمع على أن يجتع في أطر معينة ويقول كلمته إتجاه ما تقوم به الوزارة، وبالتالي هذا الفكر التنويري لقي في المرحلة الأولى قدر من الترحاب وكنت سعيد جدا أنا وأخي ثروت عندما جلسنا في قاعة من قاعات مديرية التربية والتعليم في قلقيلية وسمعنا للمرة الأولى عن ثمانية عروض لثمانية أشخاص نساء ورجال وقفوا أمام المديرية وأمام وفد الوزارة وقالوا كلمتهم. الآن هل كنا راضين عن كل الإنجاز، أنا راضٍ عن الفكرة أن الأشخاص بدأوا يقولوا نعم نحن لدينا هذه المسؤولية وتحملوها، حجم الانجاز يتفاوت من عرض إلى آخر فهنالك عروض جاءت متأخرة ولكن درجة الاستعدادية عالية، السؤال المطروح دائماً ما هي صلاحياتنا، فأجيب عليه أنت تقرر ما هي صلاحياتك وتستطيع أن تطالب بإستقالة الوزير والوكيل والادارة العامة، إن سقف الديمقراطية في المجتمع الفلسطيني عالية جداً، ولكنه سقف مسؤول، يعني لا تستطيع أن تقول نحن في قلقيلية قررنا إقالة وزير التربية هي مطالبة بمعنى أنك تصل بسقف حريتك إلى هذا الحد، نحن راضون في الوزارة وراضون تماماً ولكن الفكرة بحاجة إلى تفعيل ودعم أكبر وناقشت هذه الفكرة مع أخي ثروت ففي نهاية الصيف سيكون هنالك مؤتمر وطني عام يشمل الكل، قد يكون هناك مجلس تعليم أعلى بالهيكلية التي تحدث عنها ثروت وفي نهاية المطاف في قلقيلية يوجد من 10-12 شخص أتمنى أن تكون الأمهات والنساء منهم وفي نابلس وغير ذلك، ونعقد مؤتمر وطني عام في فلسطين للمرة الأولى يحضره رئيس البلاد الأخ أبو مازن وكافة الأطراف المسؤولة عن العملية التعليمية، فنحن نريد توفير إرادتين لا يمكن نجاح الوزارة بدونهم إرادة سياسية فاعلة تدفع بإتجاه اجتماعي وهذه الإرادة الثانية إرادة مجتمعية أيضاً تعنى بالعملية التعليمية وكما قلت لك لن تصلح ولن نصل لأهدافنا بوزارة التربية والتعليم اذا كانت هذه الاهداف منعزلة عن سياسة الاجتماعي والمجتمعي
مقدم البرنامج: أستاذ ثروت سواء بالحديث عن تجربة بعض المديريات حديثة العهد أو بالتصوير داخل وزارة التربية والتعليم ما هي المجالات المحتملة او المفترضة لعمل مجالس التعليم المجتمعي؟
جواب: أ. ثروت زيد: نحن لا نشترط مجالات محددة، المجلس أو المجالس المجتمعية سيدة نفسها ولكن نحن نرشد، هي الحاجات التي تعاني منها المدرسة ، نحن في المدرسة بحاجة إلى تحسين نوعية التعليم بحاجة إلى تعليم علاجي، بحاجة إلى التربية الخاصة ، بحاجة إلى إرشاد الأمهات لعملية التعليم. بحاجة إلى تحسين وضع المدرسة، بحاجة إلى تحسين البيئة المدرسية، المتغيرات التعليمية كلها مفتوحة ونشاطات مسموح بها "المسرح ، الدراما، اللعب والترفية".
وسأقارن بتجربة بسيطة، يوجد لدينا تجربة في وزارة التربية والتعليم رعتها الوزارة نفسها قبل تشكل مجالس التعليم المجتمعي، وهي من خلال تعليم علاجي يتم في وقت ما بعد الدوام ، الآن عملية الرضا الموجودة في هذا البرنامج لأنه يتم أيام العطل وليس بصفة، هذا نموذج بسيط جدا، تخيل أنه حالياً أنه يدار من قبل المجتمع ويشكل مدارس مسائية مراكز تعلم مسائية وليس بالضرورة فقط للطلاب، ممكن للأمهات، ممكن للمجتمع نفسه، فأنت عندك كذا مجال سواء له علاقة بالموارد المادية، أو المورد البشرية، أو له علاقة بالثقافة العامة، أو الثقافة التعليمية، أو التنظيمية كل هذا مسموح الحديث فيها وبالتالي رأينا في المجتمع خبراء في مواضيع معينة ومن الأمثلة على إمكانية الربط هو: أفضل حصة صفية ممكن تكون في الرياضيات في الهندسة الفراغية إذا أحضرت عامل بناء وشرح للطلاب كيفية بناء عامود. الان هو بعلمه معلم الرياضيات بالرسم على السبورة بثلاثة أبعاد، تخيل الآن الرسمة على السبورة، وعامل البناء يرسمها على الأرض بالخشب أمام الطلاب فهذه الرسمة ستبقى راسخة في ذهن الطالب، وشخص آخر له علاقة بالدراما والمسرح يحول قصة في كتاب إلى لعبة فنية، أو مسرحية تبقى راسخة أيضا في ذهن الطالب. وبالتالي دور المجتمع ودورنا أن نصل بالتعليم بالحياة بمعنى هذا التعلم يصبح جزء من السياق الحياتي وليس مفروضاً على الحياة. الآن أولياء الامور والأهالي الموجودين وبالمناسبة عندما تأخد صفة غير الرسمية تصبح أقوى من الصفة الرسمية لأن الصفة الرسمية دائماً بعدها ثقافة في عقولنا هي الدراسة من اجل الامتحان والنجاح فقط .
مقدم البرنامج: أستاذ محمد ما مدى رضاكم عن الانجازات التي تم تحقيقها لغاية الان في المديريات التي شكلت مجالس تعليم مجتمعية؟
جواب: أ. محمد أبو زيد: في نهاية المطاف نحن راضون جداً ولكن طموحون، في الخليل وقبل ثلاثة أسابيع تمت دعوتنا وكانت رسالة الدعوة مرفقة بخطة لجنة معينة درست في مكتب المحافظ وصنعت خطة للتربية والتعليم في الخليل، وذهبنا لنناقش تلك الخطة ونحن الآن بصدد تشكيل لجنة من الخليل ومن نفس المجموعة التي وضعت الخطة ومن وزارة التربية والتعليم ومن أي أطراف ممكن أن تشارك بالرد على الخطة
القضية الأساس والمنطلق الذي نكرره أنا وصديقي ثروت هو قضية مفهومنا للمدرسة وتشجيعنا لمفهوم المدرسة المفتوحة، أنجزنا بعض الشيء ولكن نحن طموحون للمزيد، الآن المدرسة مفتوحة أكثر أيام العطل وبعد الدوام.
ذهبت من أسبوعين غلى قباطية وسألت ، كان الحديث يتلخص حول معرض علمي عن الصحة المدرسية وما إلى ذلك، ما حجم مشاركة الأمهات، وكم أم دعيت إلى النشاط، إن المدرسة التي نريد هي مدرسة مفتوحة بالفعل وليست المدرسة المغلقة. وتعليماتنا في الوزارة في مرحلة من المراحل ساهمت إلى حد ما بعزل المدرسة من دون قصد. نحن خشينا في مرحلة من المراحل على الزهور في المدرسة، قلنا إذا دخل الأطفال إلى المدرسة ستذهب الزهور وخشينا من الأمهات أن تدخل وتكسر شباك الحديقة، وكانت مخاوفنا لا تعد عن طبيعة دور المجتمع المحلي والأمهات.
الحديث عن النوعية برأيي بعد هذا النمط من التفكير هو مرتبط يقدرة أم لديها كفاءات أو لا تملك كفاءات هو ليس دور وكيل وزارة أو غيره.هل تمتلك الأمهات الفلسطينيات قدرة على تعليم أبنائهم مساءً أو لا ؟ أخدنا تحليل في المجتمع بأنه من تجلس بعد المساء مع طفلها وتراجع واجباته هي الأم، فهل صنعنا أم جيدة؟
الأنشطة التي ذكرها ثروت كان قاصداً منها هل فتحنا المدرسة للأم، هل طورنا من دورها؟، هنالك مدرسة في نابلس فقط لتدريس الأمهات.
لا يمكن أن نتحدث عن نوعية تعليم في غياب نوعية أم تملك كفايات معينة من جهة وقادرة على الدخول للمدرسة من جهة أخرى، هنالك مشرفة في قباطية تبرعت للجلوس مع الأمهات وتدريبهن على كيفية تعليم أطفالهن، خلاصة الموضوع في نهاية المطاف، الوزارة مسؤولة عن شيء وقدرتها على الوصول للغايات والأهداف التي وضعتها مرتبطة بقضايا المجتمع أقدر على تقديمها من الوزارة نفسها
مقدم الحلقة: أستاذ ثروت التجربة حديثة لا بد أن هناك بعض المعيقات، البعض يتحدث عن الصورة النمطية لهذه المشاركة وعي الأهل بالصورة النمطية، أيضاً قة الوعي بضرورة هذا التدخل ولعب دور فاعل. الوزارة الآن لا تتحدث عن مركزية في الأمور وهذا أيضاً أمر مسهل ولكن السؤال كيف يمكن مع أن الوزارة لا تحتكر الموضوع ولكن كيف يمكن أن تمارس دوراً ريادياً لتعزيز هذه التجربة التنويرية الحديثة ونجاحها ودفعها الى الأمام ؟
جواب: أ. ثروت زيد : لا بد توفر أربعة عناصر رئيسية لإنجاح أي فكرة، العنصر الأول والمهم إطار فكري غني تستطيع إيصاله للناس وأعتقد أن الإطار الفكري الذي نتحدث عنه يعتمد على أسس واضحة جداً هي المشاركة والتعاون للعمل الجماعي بمفهوم الديمقراطية وهذا إطار فكري غني، العنصر الثاني هو ضرورة وجود موارد مادية لتسهيل عملية التحرك ما بين الاطار الفكري لإيصالها للجانب البشري وبالتالي موارد مادية مرفقة بموارد بشرية هم أشخاص على درجة من الوعي قادرين أن يحملوا هذا الاطار الفكري يخلخله بعض القناعات ودائماً عندما نتحدث عن فكرة جديدة انت بحاجة الى خلخلة القناعات وحتى تخلخل هذه القناعات تطرح فكر جديد قابل للحوار والمناقشة حتى يترسخ في النهاية لأنه المطلوب عملية تطوير ونمو فكري وليس تغيير. العنصر الثالث والمهم في مجموعة نظم لتسيير العمل بطريقة معينة بحيث لا تصل الى المفهوم الذي نخشاه، العنصر الرابع هو التسويق بمفهوم توريد الفكرة ونشرها فعملية التوعية العامة هي تسويق فكرة وتسويق علاقات عامة حتى تكون الفكرة واضحة لكل الناس.
هنالك تحديات يجب أن تتسلح لمواجهتها والروّاد ايضاً يجي أن يكونوا مسلحين بإطار فكري وبوعي وقادرين على الاقناع وخلخلة القناعات والتعامل مع الاعلام.
مقدم الحلقة: هل من رسالة أخيرة تحديداً للإعلام ووسائل الاعلام الفلسطيني أيضاً بوصف الاعلام أحد الأركان الرئيسية التي تتشارك هذه المسؤولية ؟
جواب: أ. محمد أبو زيد: لدينا فكرة وأنت تدركها تماماً وهي إدخال تعديل على نظام الثانوية العامة، مهما طوّرنا، ومهما قدمنا في غرفنا واجتماعاتنا من معطيات ومعلومات وتعديلات لا يمكن لهذا المشروع أن ينجح دون الوصول للرأي العام الفلسطيني بطريقة تدل أن هذا النظام في نهاية المطاف يخدم مصلحة أبناء الشعب الفلسطيني، لأن قدرة شخص ما أن ينسف الفكرة قدرة سهلة فيأتي 3-4 مقالات إلى وكالة ما وهنا يبدأ العمل الصعب وأنا تمنيت في موضوع التوجيهي على من يكتب ضد الفكرة أن يتأنى قليلاً ويسمع من الوزارة كل المقترح، لأن الاعلام التربوي الهادف هو سند حقيقي لتحسين نوعية التعليم الفلسطيني.
عنوان البحث الذي نحن بصدده هو المشاركة المجتمعية، التجربة في البلدان الاوروبية تحديداً هي تجربة واسعة وعميقة وليست حديثة، في إجابة على السؤال الذي طرحه أخر ثروت، في مجتمعات "على سبيل المثال"الدنمارك لديها تقنيات تسهم في تدريب الاشخاص الاعتباريين على كيفية مناقشة السياسة وصنع القرار حتى بالدول الي أخذت منحى أعمق وبدأت التجربة قبلنا بكثير لا زالت هناك بعض الاشياء التي يمكن تعلمها وهي تدريب الناس على كيفية المشاركة.
الفكرة لا زالت ببدايتها والمقدمات الأولى تبشر بخير، طموحنا في الوزارة وفكرنا التنويري يسير بهذا الإتجاه وهذا جزء من منظومة تقول يأن العملية التربوية هي عملية ديمقراطية هي عملية مجتمعية بالدرجة الاولى، في نهاية المطاف من يجلس على مقاعد الدراسة هم أبناء مجتمعنا لأولياء أمورهم الحق المطلق والكامل وللمجتمع وللكفاءات الموجوده في المجتمع .
مقدم البرنامج: أستاذ ثروت في النهاية ما هي الرسالة الاخيرة التي توجهها ؟
جواب: أ. ثروت زيد: أنا مع العمل الجماعي بغض النظر على أي مستوى وأتمنى الاتجاه إلى مفهوم التعلم من خلال العمل التعاوني ما بين الطلبة والمعلمين ومجموعات المدارس ونطلق عليها مجتمعات مدرسية، ننطلق إلى الأبعد منها ونسميها مجتمعات التعلم المهني على مستوى المبحث الواحد على مستوى الوطن لنكبر معها لنشكل مجالس تعليم مجتمعية والمجتمع كله، مجتمع يتحدث عن التعليم والتربية بشكل كبير جدا وهو الذي يصنع السياسات وهو الذي يحدد الرؤى ويحدد الاستراتيجياتوتقوم وزارة التربية والتعليم بتنفيذ هذه الاستراتيجيات.